ماهي قصة هذه المرأة مع رجال هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر؟؟‏ 2024.

ولكني أمام هذه الحكاية المؤلمة التي سمعتها من اخ عزيز
أقف إكبارا وتقديرا لرجال الهيئة واقصد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بينبع فقررت نشرها لنتعرف على عمل عظيم لهؤلاء الرجال ربما لم يسمع به الكثيرون في غمرة ما يحاك للهيئات من دسائس
ومع اني قد أضل او أسهو عن نقل التفاصيل والإحداثيات كاملة حسب رواية الاخ الكريم للقصة الحزينة المبكية
وقد أنسى بعض الأمور الدقيقة عنها الا انني قررت ان اكتب كل ماعلق بذاكرتي من القصة العجيبة التي زودني بها احد الاخوة الثقاة في هذا الجهاز العظيم لكشف الجانب الإنساني النبيل والوجه المشرق الآخر لرجال الهيئة
والتحدث عن مسلك ايجابي قاموا به تجاه المرأة التي أبكتهم
وأبكتني وربما تبكيكم لو تابعتم القصة
باختصار شديد في ليلة من ليالي الصيف تحدث احد العمال في سوبر ماركت شهير بينبع الصناعية عن وجود امرأة في صالة التسوق وبمراقبتها من عمال المحل اتضح انها أمضت وقتا غير قليل وهي تنتقل من مكان الى اخر داخل الصالة حتى حان موعد انصراف العمال فطلبوا منها مغادرة المحل
شابة يافعة محتشمة في مظهرها خرجت من المحل وتظاهرت بالذهاب الى بيتها لكن المفاجأة انها بقيت امام السوبر ماركت ليلة كاملة فما كان منهم عند عودتهم في الصباح الا الاتصال بالدوريات لكشف سر وجود هذه المرأة وبقاءها طيلة الليل
ولان الامر فيه حرمات وفضيلة واعراض فقد كان رجال الهيئة سباقون للوصول الى الموقع وتم سؤال المرأة عن سبب تواجدها في المكان وعن الظروف التي جعلتها تجلس القرفصاء طوال الليل بكامل حشمتها وحجابها وما منعها من الذهاب الى منزلها
كانت المرأة ساهية طوال الوقت ولا تجيب احدا وكان الانكسار هو السؤال الاكثر حضورا
فلا اجابات بقيت مسموعة ولا نبض للكلام فتقرر استدعاء (السجانة ) لعل المرأة تفهم المرأة لكنها تمسكت بالصمت
فما كان من احد الإخوة من رجال الهيئة الا التحدث إليها وتذكيرها بصعوبة الوضع وانها إنسانة مسلمة لها الحقوق والاحترام والتقدير وان الجميع جاء ليخدمها ويساعدها ويتعرف على شكواها
فأشارت المرأة الى ورقة بالعنوان للمنزل
الذي تسكنه وتمتمت بكلمات فهم منها أن بالبيت أطفال لها تركتهم بلا طعام ولا ماء ولاحليب
ويا للهول كم كانت المفاجأة مبكية للحضور
أيعقل ان امرأة بيننا لاتملك حليبا لاطفالها ؟ فقرر رجال الهيئة التحرك فورا الى المكان الذي تحدثت عنه المرأة وطرقوا الباب
وكم كانت الدهشة والمفاجأة حين سمعوا أصوات الأطفال من داخل الشقة السكنية وهم مذعورون خائفون
وفي البداية رفض الأطفال ان يبتعدوا عن الباب واخذوا بالصراخ والعويل خوفا منهم
ثم ماكان من احد رجال الهيئة إلا ان فتح الباب ليكتشف ان هذه الأم تركت أطفالا صغار وذهبت تبحث لهم عن زاد وحليب
أطفال جائعون في اكبر مدينة صناعية
أطفال جائعون ومطاعم العالم تتمدد وتصل الى مدينتهم
تنفث رائحة الأكل المطهو على بعد أمتار منهم
أطفال تركهم الأب وغاب عنهم ورحل الى مدينة أخرى ليخلص نفسه من مؤنتهم ومصاريفهم
يقول موظف الهيئة على لسان محدثي لقد وجدنا الأطفال يضعون خبزا حافا في الماء ويأكلونه فبكينا من هول الصدمة
الأم باعت كل شيء لتنفق على أولادها كل شيء باعته وتصرفت به ثم خرجت تبحثلهم عن أي شيء يأكلونه او يشربونه فاهتدت الى السوبر ماركت الكبير الذي نرتاده كليوم لنشتري منه لأبنائنا الكماليات والاجبان والمعلبات ونسوق فيه العربات محملة بمالذ وطاب وسط دلال البنات وشبع الابناء
بينما هذه المرأة لم تفلح في الحصول على كسرة خبز يابسة من هذا المكان الممتلئة رفوفه بالنعمة
وبما لذ وطاب فقررت ان تنام أمام المحل وان لا تعود خالية الوفاض الى ابنائها
يالله كم هو منظر مؤلم ومبكي حدث لهذه المسكينة
و عناية الله أنقذتها وأنقذت أطفالها على يد رجال نذروا انفسهم لخدمة المسلمين في ينبع
أوردت هذه القصة باختصار شديد للفائدة ولنتعرف عن الجانب المشرق للهيئة
وأشيد أيضا بدور سعادة محافظ ينبع الذي عالج وضع هذهالمرأة
المأسوي وشدد على رعايتها
عن طريق تحويلها للجمعيات الخيرية بينبع (ما قصر والله)
أي ان القصة واقعية ومثبته ومسجلة في سجلاتنا
حتى على افتراض ان وراء القصة رحلة الم او مرض نفسي او معاناة
يالله كم من هذه المرأة بيننا ؟
وكم انشغلنا عنها ؟
وكم من الرجال تخلى عن بيته واطفاله وتركهم للموت والضياع
وهم بين المسلمين فلا وصى ولا استوصى
فتفقدوا جيرانكم يا مسلمين
هذه المرأة تستحق التكريم والمتابعة والعناية من جيرانها واهل الحي الذي تسكنه بالهيئة الملكية
فقد باعت كل شيء في بيتها لتطعم أطفالها
حتى قلت بها الحيلة
وذهبت تبحثلهم عن طعام
باعت كل شيء وتصرفت في كل شيء ذا قيمة مادية
لكنها لم تبع شرفها
ولم تتصرف في كرامتها
فنامت حزينة بائسة غارقة في احزانها تحلم برغيف خبز وعلبة حليب
حتى انتشلتها يد الهيئة من بحر الهموم

فشكرا ياحراس الفضيلة
على هذا العمل غير المستغرب منكم وليوفقكم الله الى كل خير
وقبل ان انهي حديثي احب ان اوجه الى اهمية دعمنا للجمعيات الخيرية فكم مثل هذه القصص تولد بيننا
وكم تحتاج الى التواصل والتكاتف من افراد مجتمعنا