السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بصراحه حابه نتناقش في هذا الموضوع المهم ، وحابه أعرف رأيكن يا أخواتي العزيزات .
بـــدايـــة الحـــكـــايـــة
——————————————————————————–
تبدأ الحكاية بأن يتقدم شاب ابن ناس لفتاة محترمة طالبا يدها للزواج .. وتتم الموافقة لما يحمله الشاب من خلق ودين وغيرها من صفات الرجولة التي تحلم بها فتياتنا ..
تقام حفلة الخطوبة ويعيش الخطيبان أيامهما بكل حب وذوبان, فالشاب يبذل المستحيل لإسعاد خطيبته وهي كذلك تحاول جهدها لإسعاده .. ويبدآن يحلمان بعش الزوجية الهانئ ويخططان للزواج ..
وبعد الزواج وبعد أن يخبو الشوق وتفتر نار الحب والوله ويبدآن يألفان بعضهما ويعتاد كلاهما على الآخر .. تبدأ الزوجة المسكينة تلحظ في زوجها حبه لتفرس وجوه النساء , فما أن يخرجان للتسوق تجده يلتفت لهذه وتلك ممن يتبرجن أومن السافرات والأجنبيات وهو الذي ما كان يرى سواها في الدنيا !!
وتبدأ المشاكل .. فالزوجة تغيظها هذه العادة في زوجها ويؤلمها أن ينظر لغيرها فزوجته حلاله معه فما الغرض من نظره للنساء ؟
والزوج يعلل بأن نظراته عابره لاقصد من ورائها وأن مغريات الحياة وتبرج النساء هو مايفرض عليه أن يلتفت لهن رغما عنه لابقصد !!
ترى ..
ما المتعة التي يجدها رجلٌ كهذا أيبحث عن الجمال وهو مرتبط بفتاة كان قد تزوجها بمنتهى القناعة بجمالها ؟؟ أم ان هناك نقصٌ ما وإن افترضنا أنه لا نقص من جهة الزوجة في شيء فما مبرره وإن لم يكن يقصد سوءاً؟؟
وما موقف الزوجات والفتيات بشكل عام من هكذا رجال؟
انتظر آرائكن أخواتي
تحياتي
عزيزتي كما ان هناك بعض الرجال ينظرون لغير زوجاتهم في الاسواق وغيره وهذا بالطبع رجل خائن لزوجته ولا مبررله لانه اخذ قرار بينه وبين نفسه بالزواج عن اقتناع تام ما لم يحصل خلاف او اشياء لم تعجب الرجل بزوجته وهذا ايضا ليس مبررا لانه الصراحه بين الزوجين مهمه جدا كما ان دخول الغيره بين الاثنين تؤدي الى مشاكل كبيره بينهم موضوعك جدا قيم بس اتمنى لو اشكرتي ان بعض النساء اقول البعض ايضا في الاسواق ينظرون ويلفتون النظر للرجال لهذا لانظلم الرجل دون المرأة لان الموضوع حساس جدا ودخول الغيره ومن هموم الرجل لعبة الغيرة والشك التي قد تلعبها امرأته؟. وهي لعبة لأنه ليس لها أساس جدي، أي ليست حقيقية. ولكنها لعبة خطرة ومدمرة ولابد أن تنفجر في النهاية في وجه الزوجة وحدها لتقضي على الأمان والطمأنينة في علاقتها بزوجها، أي تقضي على الحب.
تتحرك المرأة بوعي وبفهم وبقصد أو بحس غريزي تلقائي. إذا تحركت بوعي وفهم وقصد فهي سيئة النية، وإذا تحركت بتلقائيتها فهذه هي فطرة المرأة. والمرأة تجيد هذه اللعبة سواء قصدت أم لم تقصد. والأمر لا يحتاج منها إلى مهارة كبيرة.
أي امرأة ستصيب الهدف وتجرح الرجل لينزف قلبه ويفرغ من الحب. فهذه هي أسهل طريقة لإصابة رجل، لأن الإصابة تتجه إلى مركز رجولته ومحور ذكورته وكينونة ذاته. إذن لابد أن تحدث هزاً عنيفاً في كيانه وكأنها زلزلة الساعة.
والأمر هنا يختلف عن الغيرة الطبيعية التي يستشعرها الرجل في المواقف العادية التي تعبر بحياته مع امرأته. فالغيرة شعور صحي وجميل بالرغم من أنه مؤلم بعض الشيء. وغيرة الرجل هي غيرة الراعي والمسؤول. وهي أمر داخل في نسيج الحب. حب الزوجة وحمايتها. الغيرة الطبيعية تحمل في طياتها احتراماً وتقديراً لهذه الزوجة. فهي تستحق أن يُغار عليها. فهي شيء ثمين وقيم، وهي شيء جدير بالحفاظ عليه وحمايته. إذن الغيرة إعلاء من شأن المرأة وتعبير عن سمو مكانتها وقدسيتها. والرجل الحقيقي هو الذي يغير، والزوج الحقيقي هو الذي يغير، والمحب الحقيقي هو الذي يغير.
والغيرة تنطلق من مركز إحساس الرجل برجولته ودوره ومسؤوليته. نطلق من مركز قيمه وأخلاقه واعتزازه بهذه القيم، تنطلق من حرصه على حياته الأسرية ورغبته المخلصة في استقرارها وثباتها واستمرارها.
الرجل غير الحقيقي لا يغير. ومعنى الرجولة غير الحقيقة أنها اضطراب في إحساس الرجل بذكورته تجاه الأنثى، واضطراب إحساسه بدوره كرجل، واضطراب إحساسه بالمسؤولية.
وأيضاً إذا فقد الرجل احترامه للمرأة فإنه لا يغير عليها، وإذا تقطعت كل الصلات الإنسانية والروحية بينهما فإنه يفقد تماماً مشاعر الغيرة لأنها حينئذ لا تعنيه هذه المرأة ولا يهمه أمرها ويفقد إحساسه بالمسؤولية تجاهها فهي امرأة غير محترمة، امرأة رخيصة.
والغيرة الطبيعية الصحية هي خليط من مشاعر القوة والحزم والشجاعة والإقدام والتحدي، هي الطاقة التي تنبعث في الجسم والروح فيشعر الإنسان بذاته الرجولية الذكرية الحقيقية وتدفعه إلى أن يكون متأهباً مستعداً. وتفوح منه رائحة الرجولة فتشمها امرأته ومن حوله فتنتشي بها امرأته وتفر الذئاب من أمامه. وتبدو في عينيه أمارات التصميم والصرامة فيبدو في عيني امرأته في أجمل صورة بينما يفزع من شكله مَن كان يحوم حول حماه.
المرأة الصالحة لا تتعمد إثارة غير زوجها.
ولكن هناك امرأة تتعمد إثارة غيرة زوجها، بل قد تدفعها عُقَدُها إلى إثارة شكوكه، والشكوك معناها أنها تزرع في يقينه بذوراً خبيثة سامة تثير قلقه وخوفه وغضبه وتقوى لديه الاحتمال بأن الخطر المحدق ليس خارجياً فقط وإنما نابع من ذات امرأته أيضاً.
هذه هي الغيرة السيئة الضارة والتي تكون المرأة مسؤولة عنها بسلوكها غير السوي أو سلوكها المستهتر أو سلوكها المتعمد منه إثارة غيرة الرجل.
الغيرة في هذه الأحوال هي مزيج من القلق والخوف والغضب والألم. وسرعان ما تتدخل معها مشاعر الحقد والكراهية والعدوان والرغبة في الإيذاء والانتقام. إنها مزيج من أسوأ المشاعر المدمرة.
وحينما تنتاب الرجل مثل هذه المشاعر يبدأ العد التنازل يفي مشاعره الإيجابية تجاه زوجته. تنهار الطوبة الأولى في صرح العلاقة، تبدأ السوسة الأولى في نخر العمود الفقري للعلاقة الزوجية، وهو وباء لا يمكن إيقافه. تنهار الطوبة الأولى وتعقبها الطوبة الثانية .. وهكذا حتى ينهار الصرح كله.
إذا تم زرع الشك في قلب وضمير الزوج فلا يمكن لأي قوة أن تمحوه ولابد أن يؤدي حتماً إلى موت كل المشاعر الطيبة من جانبه تجاه امرأته، ولابد أن ينقلب الأمر في النهاية إلى حقد ومرارة حتى وإن عاش معها حتى نهاية عمره.
ويقلق الزوج، يخاف، يضطرب، وهو قلق لا يزول أبداً، ويبدي اهتمامه بزوجته. وكلما أقبل واهتم أمعنت الزوجة في سلوكها المثير لشكه وغيرته، فلقد نجحت. إن قلق الزوج ثم إقباله الزائد واهتمامه المبالغ فيه عزز لديها هذا السلوك ودعمه، وتحترق أعصاب الزوج. وكلما ازدادت أعصابه احتراقاً ازداد قلقاً وأمعنت هي في سلوكها، وتظن الزوجة أنها ملكت زوجها وأنها سيطرت عليه. ولكن الحقيقة عكس ذلك. إن اهتمامه بها في البداية هو اهتمام القلق والخوف. الخوف من الفقد، الرغبة المقلقة في أن يثبت لنفسه أنه الرجل الأول والأوحد في حياة امرأته، وأنه المسيطر على عقلها وقلبها. وتعطيه المرأة هذا الإحساس فيسعد ويزول عنه بعض قلقه. ولكن تعاود اللعبة مرة أخرى، فيقلق، حتى يفقد الثقة بها تماماً، حتى يراها امرأة لا تستحق حبه واحترامه، حتى يراها معذبته ومقلقته. وحينئذ يكون قد اكتشف اللعبة، فيلعب هو لعبة مضادة، لعبة مفروضة عليه، لعبة ليس له دخل أو إرادة في توجيهها. إنه يظهر حبه واهتمامه ولكنه في نفس الوقت وبالوسائل الذاتية يعالج جروحه وآلامه وذلك بأن يميت مشاعره تجاهها، يكوي خلايا الحب لتموت، ويمشي وفق خطة برسمها له الكمبيوتر الداخلي، خطوة خطوة، قطرة قطرة، حتى يصل إلى آخر مرحلة وهي أن يفقد تماماً مشاعر الغيرة. تصب المرأة لا شيء بالنسبة له، تصبح مدام صفر. حينئذ يكون قد كسب الجولة الأخيرة تماماً والتي تنهي اللعبة أو بمعنى آخر تنهي العلاقة.
والحقيقة أن المرأة ضحية، والرجل ضحية. المرأة ضحية عدم الثقة بالنفس، والرجل ضحية امرأة معدومة الثقة بنفسها، بالرغم من أنها تحبه وأنه يحبها، بالرغم من أنها مخلصة له وهو مخلص لها، بالرغم من أنه يمنحها الثقة من خلال حبه وأنه يراها فعلاً جميلة ومشبعة، بالرغم من أنه يسعد بالحياة معها، ولكنها أبداً لا تطمئن ولا تستريح وتريد المزيد.
إنه الجوع للثقة، الجوع للاهتمام، الجوع للإحساس بأنوثتها المذبوحة المنقوصة. والرجل معذور. إنها تذبح رجولته، تهد كيانه الأساسي، تمحق ذاته. إنها أيضاً تهز ثقته بنفسه من خلال آخر. ويظل شبح الرجل الآخر يهدده في كل وقت، في منامه وفي يقظته. ويظل يقارن بين نفس والآخرين، مَن أنا في وسط الرجال؟ في أي شيء يتفوق هذا الرجل علي؟ أي شيء أعجبها في هذا الرجل؟ كل هذه التساؤلات والأفكار مدمرة محطمة. وحين يقارن نفسه برجال الآخرين يكون قد وصل إلى درجة كبيرة من افتقاد الثقة بنفسه.
ومع هذا الشعور المضني بفقد الثقة تبدأ أولى درجات الكراهية لامرأته .. لا يكره رجل امرأته إلا لهذا السبب. هناك أشياء كثيرة تفسد العلاقة بين الزوج والزوجة، وقد يؤدي في النهاية إلى الانفصال ولكنه لا يكرهها. الرجل يكره المرأة في حالة واحدة فقط، وذلك إذا هزت ثقته بنفسه عن طريق رجل آخر لأنها تكون قد ذبحت رجولته. ولا شيء يذبح رجولة الرجل إلا رجل آخر يُستخدم عن طريق امرأة مريضة أو امرأة سيئة.
الرجل لا يغفر للمرأة دخول رجل آخر في حياتها، أو حتى التلويح برجل آخر. والأمران يستويان عند الرجل سواء كان هناك رجل فعلي في حياة امرأته أو أنها لوحت بهذا الرجل، أي أنها تعمدت إثارة شكوكه دون أن يكون هناك ظل حقيقي. إذ إن الرجل الذي يعرف أن امرأته تستخدم سلاح الشك يتيقن من شيء آخر وهو أنها خبيثة وسيئة، رديئة المعدن، وأنها عدوانية لأنها اختارت أسوأ وأفظع الطرق لعقابه. إن الرجل يقبل من المرأة أي شيء، ويغفر لها أي شيء إلا أن تخونه أو تهدد بخيانته أو تلعب لعبة الشك. ولعبة الشك معناها أنها امرأة لم تخطئ ولكنها توحي لزوجها بذلك. وفي الحالة الأولى هي آثمة وفي الحالة الثانية هي خبيثة. والرجل ينفض قلبه من كلتا المرأتين.
أما إذا بحثنا عن سبب ثالث يدفع المرأة إلى لعبة الغيرة والشك فإنه لا يكون إلا سطحية المرأة وضحالتها وتفاهتها. فالمرأة الذكية الواعية العاقلة المتزنة الجادة العميقة في وجدانها وفكرها لا تقدم على مثل هذه اللعبة الخطرة لأنها تكون أكبر وأسمى من ذلك ولأنها تعرف مدى خطورة هذه اللعبة.
السبب هو سبب عام: انتقام المرأة لأي سبب من الأسباب من الرجل. لعبة الشك والغيرة هي إحدى وسائل انتقام المرأة من الرجل، وهو سبب قد ينسحب على كل الأسباب السابقة، أي متداخل معها، وبشكل عام أيضاً، فإن لعبة الغيرة والشك لا تلعبها إلا امرأة مريضة أي معقدة نفسياً، فاقدة الثقة بقدراتها الأنثوية أو غير واثقة بحب واهتمام زوجها لها أو امرأة ضعيفة أو امرأة خبيثة، أي لابد أن يكون هناك قدر من السوء في الشخصية. هذه المرأة ـ وهي بالقطع أيضاً ـ قصيرة النظر ولا تدري أنها بهذه اللعبة تكون قد فقدت رجلها تماماً، حتى وإن استمر في الحياة معها فإنها تكون قد فقدت روحه.
هذه هي أخطر هموم الرجل. والأمر يختلف هنا عن الغيرة التي يكون سببها اضطراب شخصية الرجل، وأيضاً الأمر يختلف عن الشك الذي يكون له رصيد وظل من الواقع والحقيقة، أي حين تكون المرأة آثمة فعلاً أو إذا كانت تلعب لعبة الشك.
ولجوء المرأة المريضة بعقلها الباطن إلى هذه الوسيلة يدلنا على أن أخطر ما يهدد العلاقة بين إثنين هو الشك وخاصة شك الرجل في المرأة.
إنها من أخطر هموم الرجل وعذاباته، وخاصة إذا كان رجلاً حقيقياً.
همس الخواطر