بينما النبي صلى الله علبة وسلم
في الطواف إذ سمع أعرابياً يقول: ياكريم
فقال النبي خلفه: ياكريم
فمضى الأعرابي إلى جهت الميزب
وقال : ياكريم
فقال النبي خلفة : ياكريم
فالتفت الأعرابي الى النبي وقال: ياصبيح الوجه ,
يارشيق القــــــد, اتهزا بي
لكوني إعرابياً؟
والله لولا صباحت وجهك, ورشاقت قدك
لشكوتك إلى حبيبي محمد صلى الله علية وسلم
فتبسم النبي وقال: أما تعرف نبيك
ياأخا العرب؟
قال الأعرابي : لا
قال النبي: فما إيماك به؟
قال : آمنت بنبوته ولم أراه وصدقت برسالته ولم ألقاهـ
قال النبي : يا أعرابي, إعلم أني
نبيك في الدنيا وشفيعكم في الأخراه
فأقبل الإعرابي يقبل يد النبي صلى الله عليه وسلم
فقال النبي : مه
ياأخا العرب
لا تفعل بي كما تفعل الأعاجم
بملوكها فإن الله سبحانه وتعالى
بعثني لا متكبراً ولا متجبراُ , بل بعثني
بالحق بشيراُ ونذيراً
فهبط جبريل على النبي وقال له : يامحمد . السلام يقرئك
السلام ويخصك بالتحيه والإكرام , ويقول لك : قل
للاعرابي
لايغرنه حلمنا , ولا كرمنا, فغداً نحاسبه على القليل والكثير,
والفتيل والقمطير
فقال الأعرابي : أو يحاسبني ربي يارسول الله ؟
قال : نعم يحاسبك أن شاء
فقال الأعرابي : وعزته وجلاله , أن حاسبني لأحاسبنة
فقال النبي : وعلى ماذا تحاسب ربك يا أخ العرب؟
قال الأعربي : إن حاسبني ربي على ذنبي حاسبتة على مغفرته ,
وإن حاسبني على معصيتي حاسبته على عفوه,
وإن حاسبني على بخلي حاسبته على
كرمه
فبكى النبي حتى أبتلت لحيته
فهبط جبريل على النبي وقال: يامحمد , السلام يقرئك
السلام .
ويقول لك : يامحمد قل من بكائـــك فقد
الهيت حملة العرش عن تسبيحهم
وقل لأخيك الإعرابي لا يحسبنا ولا نحاسبه
فإنه رفيقك في الجنه
اود معرفة صحة الحديث جزاكم الله خير ………
حيّـاك الله أختي وجزاك الله خيراً على حرصك على التثبت مما يروى عن الرسول صلى الله عليه وسلم فنضر الله وجهك ورزقك شفاعة نبيه صلى الله عليه وسلم
*****
هذا حديث موضوع
المجيب فضيلة الشيخ العلامة / د. سلمان العودة
الجواب
هذا حديث موضوع، وفيه سوء أدب مع الله، وسوء أدب مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فإن الله –تعالى- لا يُحاسب ولا يسأل عما يفعل.
ما للعباد عليه حق واجـب *** كلا ولا سعي لديه ضائعُ
إن عُذبوا فبفضله أو نُعموا *** فبعدله وهو الكريم الواسع
والرسول -صلى الله عليه وسلم- أعلم بربه ودينه وما ينبغي له، وأعلم بسعة رحمته وفضله من كل أحد من الناس، فكيف يكون هذا الأعرابي كالمعلم لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟
والظاهر حسب المبحث المقتضب أن هذا الحديث غير متوافر حتى في كتب الموضوعات، مما يدل على أنها غير مستوعبة؛ لأن الكذب والوضع مما لا يمكن حصره، لكن قد يكون في بعض كتب الصوفية. والله أعلم.
————–
وهنا رد للشيخ / د. الشريف حاتم بن عارف العوني
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى
الجواب:
إن الحديث المذكور يصلح مثالاً للأحاديث التي تظهر فيها علامات الوضع والكذب ، وفيه من ركاكة اللفظ ، وضعف التركيب ، وسمج الأوصاف ، ولا يَشُكُّ من له معرفة بالسنة النبوية وما لها من الجلالة والجزالة أنه لا يمكن أن يكون حديثاً صحيحاً ثابتاً عن النبي – صلى الله عليه وسلم – ولم أجده بهذا اللفظ، وليت أن السائل يخبرنا بالمصدر الذي وجد فيه هذا الحديث ليتسنى لنا تحذير الناس منه. على أن أبا حامد الغزالي – على عادته رحمه الله – قد أورد حديثاً باطلاً في (إحياء علوم الدين 4/130) قريباً من مضمونه من الحديث المسؤول عنه، وفيه أن أعرابياً قال لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – يا رسول الله من يلي حساب الخلق يوم القيامة؟ فقال – صلى الله عليه وسلم-: الله – تبارك وتعالى-، قال: هو بنفسه؟ قال: نعم، فتبسم الأعرابي، فقال – صلى الله عليه وسلم-: ممَّ ضحكت يا أعرابي؟ قال: إن الكريم إذا قدر عفا، وإذا حاسب سامح.. إلى آخر الحديث .
وقد قال العراقي عن هذا الحديث:"لم أجد له أصلاً"، وذكره السبكي ضمن الأحاديث التي لم يجد لها إسناداً (تخريج أحاديث الإحياء: رقم 3466، وطبقات الشافعيـة الكبرى: 6/364)، ومع ذلك فالنصوص الدالة على سعة رحمة الله –تعالى- وعظيم عفوه -عز وجل-، وقبوله لتوبة التائبين، واستجابته لاستغفار المستغفرين كثيرة في الكتاب وصحيح السنة.
قال – تعالى-:"وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى" [ طه:82]، وقال – تعالى-:"وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون"[الشورى:25]، وقال –تعالى-:"ورحمتي وسعت كل شيء "[ الأعراف : 156] .
وفي الصحيحين البخاري (7554) ومسلم (2751) من حديث أبي هريرة –رضي الله عنه- أن النبي –صلى الله عليه وسلم– قال:"إن الله كتب كتاباً قبل أن يخلق الخلق إن رحمتي سبقت غضبي"، والله أعلم .
الف شكر .. وجزاكم الله خير ..
محبتكم حلم الامس
ما ردكم على من احتج بهذا ..
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/S…ang=A&Id=19826
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/S…ang=A&Id=19651
http://www.amlalommah.net/art_read.asp?id=1824
http://www.ikhwanonline.com/Article….&SectionID=363
انتظر ردكم الكريم في اسرع وقت ..
ولكن أختي عذراً لم أفهم ما ذا تقصدين هنا فالروابط لا تعمل ..فأرجوا أن توضحي بالكتابة ..
رقم الفتوى : 19826
عنوان الفتوى : كلام نفيس لابن تيمية بشأن العمل بالحديث الضعيف
تاريخ الفتوى : 13 جمادي الأولى 1445
السؤال
ما حكم العمل بالحديث الضعيف وما شروط العمل به ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد
فالراجح جواز العمل بالحديث الضعيف بشروط هي:
الأول: أن يكون ذلك في فضائل الأعمال.
الثاني: أن يكون العمل مندرجاً تحت أصل معمول به.
الثالث: أن لا يكون الحديث شديد الضعف.
الرابع: أن لا يعتقد عند العمل به ثبوته بل يعتقد صاحبه الاحتياط، مع التنبه للمراد من العمل بالحديث الضعيف كما بينه شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى حيث قال: ما عليه العلماء من العمل بالحديث الضعيف ليس معناه إثبات الاستحباب بالحديث الذي لا يحتج به، فإن الاستحباب حكم شرعي فلا يثبت إلا بدليل شرعي، ومن أخبر عن الله أنه يحب عملاً من الأعمال من غير دليل شرعي فقد شرع من الدين ما لم يأذن به الله، كما لو أثبت الإيجاب والتحريم…… وإنما مرادهم بذلك: أن يكون العمل مما قد ثبت أنه مما يحبه الله أو مما يكرهه بنص أو إجماع، كتلاوة القرآن والتسبيح والدعاء والصدقة والعتق والإحسان إلى الناس وكراهة الكذب والخيانة ونحو ذلك.
فإذا روي حديث في فضل بعض الأعمال المستحبة وثوابها وكراهة بعض الأعمال وعقابها فمقادير الثواب والعقاب وأنواعه إذا روي فيها حديث لا نعلم أنه موضوع جازت روايته والعمل به، بمعنى أن النفس ترجو ذلك الثواب أو تخاف ذلك العقاب، كرجل يعلم أن التجارة تربح لكن بلغه أنها تربح ربحاً كثيراً، فهذا إن صدق نفعه وإن كذب لم يضره، ومثال ذلك الترغيب والترهيب بالإسرائيليات والمنامات وكلمات السلف والعلماء ووقائع العلماء ونحو ذلك مما لا يجوز بمجرده إثبات حكم شرعي لا استحباب ولا غيره، ولكن يجوز أن يذكر في الترغيب والترهيب والترجية والتخويف.
فإذا تضمنت أحاديث الفضائل الضعيفة تقديراً وتحديداً مثل صلاة في وقت معين بقراءة معينة أوعلى صفة معينة لم يجز ذلك لأن استحباب هذا الوصف المعين لم يثبت بدليل شرعي، بخلاف ما لو روي فيه من دخل السوق فقال: لا إله إلا الله… كان له كذا وكذا، فإن ذكر الله في السوق مستحب لما فيه من ذكر الله بين الغافلين…
فأما تقدير الثواب المروي فيه فلا يضر ثبوته ولا عدم ثبوته.
فالحاصل أن هذا الباب يروى ويعمل به في الترغيب والترهيب لا في الاستحباب، ثم اعتقاد موجبه وهو مقادير الثواب والعقاب يتوقف على الدليل الشرعي. انتهى
فتأمل هذا الكلام فإنه نفيس جداً.
والله أعلم.
هذا الرابط
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/S…ang=A&Id=19826
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رقم الفتوى : 19651
عنوان الفتوى : معنى:أن يندرج الحديث الضعيف تحت أصل معمول به
تاريخ الفتوى : 13 جمادي الأولى 1445
السؤال
من شروط العمل بالحديث الضعيف أن يندرج تحت أصل معمول به ما معنى هذه العبارة ؟ أرجو البيان والتوضيح مع المثال؟ وجزاكم الله خيرا
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالأمر كما ذكر الأخ السائل أن من شروط العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال أن يندرج تحت أصل معمول به، وقد سبق وأن بينا شروط العمل بالحديث الضعيف في فتوى سابقة برقم:
13202.
ومعنى هذا الشرط: أن يأتي حديث في سنده ضعف يتضمن ترغيباً أو ترهيباً في فعل أو ترك، ويكون هذا الفعل أو الترك قد دل على حكمه وجوباً أو استحباباً أو حرمة أو كراهة دليل آخر، ولكن جاء هذا الحديث الضعيف بثواب خاص على فعله أو تركه، أو وعيد خاص على فعله أو تركه.
فمقادير الثواب والعقاب وأنواعه إذا روي فيها حديث لا نعلم أنه موضوع جازت روايته والعمل به، بمعنى أن النفس ترجو ذلك الثواب أو تخاف ذلك العقاب، هكذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في مجموع الفتاوى 18/65.
ومثَّل لذلك بحديث دخول السوق المعروف وهو مما اختلف العلماء في تحسينه وتضعيفه، وهو ما رواه الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من دخل السوق فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير، وهو على كل شيء قدير. كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا عنه ألف ألف سيئة ورفع له ألف ألف درجة.
قال شيخ الإسلام: فإن ذكر الله في السوق مستحب لما فيه من ذكر الله بين الغافلين، -أي وقد دلت النصوص على فضيلة الذكر واستحبابه- فأما تقدير الثواب المروي فيه فلا يضر ثبوته ولا عدم ثبوته. انتهى
ومما يؤكد ما قاله شيخ الإسلام أن أول من صرح باشتراط هذا الشرط للعمل بالضعيف هو الإمام ابن دقيق العيد -رحمه الله- وقد بين مراده بنفسه، قال الزركشي -رحمه الله- في النكت على مقدمة ابن الصلاح 2/311 نقلاً عن ابن دقيق العيد في شرح العمدة قوله: حيث قلنا يعمل بالضعيف لدخوله تحت العمومات، مثاله: الصلاة المذكورة في أول جمعة من رجب، فإن الحديث فيها ضعيف، فمن أراد فعلها وإدراجها تحت العمومات الدالة على فضل الصلاة والتسبيحات لم يستقم، لأنه صح أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن تخص ليلة الجمعة بقيام، وهذا أخص من العمومات الدالة على فضيلة مطلق العبادة، قال: وهذا الاحتمال الذي قلناه من جواز إدراجه تحت العمومات نريد به في الفعل لا في الحكم باستحباب ذلك الشيء المخصوص بهيئته الخاصة، لأن الحكم باستحبابه على هيئته الخاصة يحتاج إلى دليل عليه ولا بد، بخلاف ما إذا بني على أنه من جملة الخيرات التي لا تختص بذلك الوقت، ولا بتلك الهيئة. وهذا هو الذي قلنا باحتماله وجواز العمل به. انتهى كلامه -رحمه الله-
هذا الرابط
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/S…ang=A&Id=19651
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
الباب: دعاة–>زاد الخطيب
الخطبة الناجحة – بقلم فضيلة الشيخ محمد الغزالي – رحمه الله
بتاريخ: 10/9/2017
آخر تحديث :10/17/2017 3:00:36 PM
الخطبة الناجحة
لفضيلة الشيخ محمد الغزالي
فضيلة الشيخ / محمد الغزالي – رحمه الله
*
المسجد قلب المجتمع الإسلامي، وملتقى المؤمنين بالغدو والآصال لأداء حقوق الله، واستلهام الرشد، واستمداد العون منه جل شأنه.
وهو مصدر طاقة عاطفية وفكرية بعيدة المدى، خصيصًا أيام الجُمع عندما تنصت جماهير المصلين في سكينةٍ وخشوع للإمام وهو يشرح لهم تعاليم الإسلام، ويبين لهم حدود الله، ويفقههم على ما في الكتابة والسنة من عظاتٍ وآداب.
إن خطبةَ الجمعة من شعائر الإسلام الكبرى، ومعانيها تنساب إلى النفوس في لحظات انعطافٍ إلى الله، وتقبل لوصاياه، ومن ثمَّ كان موضوعها جليل الأثر كبير الخطر.
والإمام الذي يدرس موضوعه، ويجيد عرضه، يقوم بنصيب ضخم في تثقيف الأمة، وترشيد نهضتها، ودعم كيانها المادي والأدبي، ووصل غدها المأمول بماضيها المجيد.
لما كنا نريد الوصول بمستوى الخطابة في المسجد إلى مكانته اللائقة به، ونريد جعل المنبر مرآةً لما حول الإسلام من معرفة صالحة وتربية واعية، فقد أثبتُّ هذه التوجيهات الموجزة لما ينبغي أن يتوافر في خطبة الجمعة من زادٍ روحي وثقافي منظم.
مواصفات خطبة الجمعة
1- يحسن أن يكون لخطبة الجمعة موضوعٌ واحد غير متشعب الأطراف ولا متعدد القضايا، فإن الخطيب الذي يخوض في أحاديث كثيرة يشتت الأذهان، وينتقل بالسامعين في أودية تتخللها فجوات نفسية وفكرية بعيدة، ومهما كانت عبارته بليغة، ومهما كان مسترسلاً متدفقًا فإنه لن ينجح في تكوين صورة عقلية واضحة الملامح لتعاليم الإسلام.
والوضوح أساسٌ لا بد منه في التربية، والتعميم والغموض لا ينتهيان بشيء طائل، وخطبة الجمعة ليست درسًا نظريًا بقدر ما هي حقيقة تشرح وتغرس.
2- عناصر الخطبة يجب أن يسلم أحدها إلى الآخر في تسلسل منطقي مقبول كما تسلم درجة السُّلم إلى ما بعدها دون عناء، بحيث إذا انتهى الخطيب من إلقاء كلمته كان السامعون قد وصلوا معه إلى النتيجة التي يريد بلوغها، وعليه أن ينتقي من النصوص والآثار ما يمهد طريقه إلى هذه الغاية.
3- ولما كانت الخطبة الدينية تنسج من المعاني الإسلامية المستمدة من الكتاب والسنة وآثار السلف الصالح فإن لُحمتها وسُداها يجب أن يكون من الحقائق المقبولة، وفي آيات القرآن الكريم، ومعالم السنة المطهرة متسعٌ يغني عن الوعظ والإرشاد، ولذلك لا يليق البتة أن تتضمن الخطبة الأخبار الواهية أو الموضوعة.
وإذا كان العلماء قد تجوَّزوا في الاستشهاد بالأحاديث الضعيفة في فضائل الأعمال فقد اشترطوا لذلك: ألا تخالف قواعد الإسلام ولا أصوله العامة، وفي الأحاديث الصحيحة والحسنة مجال رحب للخطيب الفاقه، وفي سيرة الرسول- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- والخلفاء الراشدين والأئمة والمتبوعين ما يُغني عن الأساطير والأوهام.
4- لا يجوز أن تتعرض الخطبة للأمور الخلافية، ولا أن تكون تعصبًا لوجهة نظر إسلامية محدودة؛ فإن المسجد يجمع ولا يفرق، ويلم شمل الأمة بشُعب الإيمان التي يلتقي عندها الكل دون خوض في المسائل التي يتفاوت تقديرها، وما أكثر العزائم والفضائل التي تصلح موضوعًا لنصائح جديدة وخطب موفقة.
وقد شقى المسلمون بالفرقة أيامًا طويلة، وجدير أن يجدوا في المساجد ما يوحد الصفوف، ويطفئ الخصومات.
5- بين الخطبة والأحداث العابرة، والملابسات المحيطة، والجماهير السامعة، علاقة لا يمكن تجاهلها، ومما يزري بالخطيب ويضيع موعظته أن يكون في وادٍ والناس والزمان في وادٍ آخر.
ولأمرٍ ما نزل القرآن الكريم منجَّمًا على ثلاث وعشرين سنة، فقد تجاوب مع الأحداث وأصاب مواقع التوجيه إصابةً رائعة.
ولما كان القرآن شفاء للعلل الاجتماعية الشائعة فإن الخطيب يجب عليه أن يشخص الداء الذي يواجهه، وأن يتعرف على حقيقته بدقة، فإذا عرفه واستبان أغراضه وأخطاره رجع إلى الكتاب والسنة فنقلَ الدواء إلى موضع المرض، وذلك يحتاج إلى بصيرة وحذق فإن الواعظ القاصر قد يجيء بدواءٍ غير مناسب فلا يوفق في علاج، وربما أخطأ ابتداءً في تحديد العلة فجاءت خطبته لغوًا وإن كانت تتضمن مختلف النصوص الصحيحة.
6- هناك طائفة من الأحاديث تسوق الأجزية الكبيرة على الأعمال الصغيرة، وقد قرر العلماء المحققون أن هذه الأحاديث ليست على ما يُفهم منها لأول وهلة، وأن ما فيها من أجزية ضخمة إنما هو لأهل الشرف في العبادة وأهل الصدق في الإقبال على الله، وليس ذلك للأعمال الصغيرة التي اقترفت بها.
ومن هنا لا يجوز للخطيب أن يضمن خطبته هذه الأحاديث سردًا مجردًا فيُحْدث فوضى في ميدان التكاليف الشرعية، ولكن إذا قضى ظرفٌ بذكر هذه الأحاديث ذكرها مع شروحها الصحيحة.
7- تقوم التربية الدينية على بيان الجوانب الخلقية والاجتماعية في الإسلام وشرح ما يقترن بالخير والشر من معانٍ حسنة أو سيئة، ومن عواقب حميدة أو ذميمة، ولا بأس من التعريج على الأجزية الأخروية، وعرض ما أعده الله في الآخرة للأبرار والفجَّار، بيد أن الإسهاب والتفصيل في ذكر الأجزية المغيبة لا لزوم له، ويكتفي بالإلماح إلى ما جاء في القرآن والسنة عن ذلك دون تطويل وتعمق.
8- من الخير أن تتضمن خطبة الجمعة أحيانًا شيئًا من أمجاد المسلمين الأولين الثقافية والسياسية، وتنويهًا بالحضارة اليانعة التي أقامها الإسلام في العالم، مع الإشارة إلى أن ينابيع هذه الحضارة تفجرت من الحركة العقلية التي أحدثها القرآن الكريم، واليقظة الإنسانية التي صنعها الرسول- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- ويكون الغرض من هذه الخطب على اختلاف موضوعاتها أن تُرجع إلى المسلمين ثقتهم بأنفسهم ورسالتهم العالمية.
9- معروف أن هناك فلسفات أجنبية ونزعات إلحادية تسربت إلى الأمة الإسلامية في كبوتها التاريخية الماضية، وطبيعي أن تتعرض الخطبة لذود هذه المفاسد النفسية عن أبناء الأمة، ووظيفة الخطبة في الإسلام عندئذ أن تتجنب الأخذ والرد والجدال السيء، ولكن تعرض الحقائق الإيجابية في الإسلام بقوة وترد على الشبهات دون عناية بذكر مصدرها لأن المهم هو حماية التراث الروحي والعلمي، وليس المهم تجريح الآخرين وإلحاق الهزائم بهم.
10- قبل أن يواجه الخطيب الجمهور ينبغي أن تكون في ذهنه صورة بينة لما يريد أن يقوله، بل يجب أن يراجع نفسه قبل الكلام ليطمئن اطمئنانًا إلى صحة القضايا التي سوف يعرضها، وإلى سلامة آثارها النفسية والاجتماعية.
وعليه أن يتثبت من الأدلة والشواهد التي يسوقها في عرض الحديث، فإن كان قرآنًا حفظه جيدًا، وإن كان سنة رواها بدقة، وإن كان أثرًا أدبيًا أو خبرًا تاريخيًا فإن توفيقه يكون بحسب مطابقته أو اقترانه من الأصل المنقول عنه.
إن التحضير المتقن دلالة احترام المرء لنفسه ولسامعيه وقد تفاجأ الإنسان مواقف يرتجل فيها ما يلقي به الناس يصور ما بنفسه، والواقع أن القدرة على الارتجال تجيء بعد أوقات طويلة من الدربة على التحضير الجيد، وعلى تكوين حصيلة علمية مواتية لكل موقف.
ومع ذلك فإن المهارة في الارتجال لا تغني عن حسن التحضير للعالم الذي يريد أداء واجبه بأمانة وصدق والذي يقدر إنصات الناس له واحتفاءهم بما يقول.
11- الإيجاز أعون على تثبيت الحقائق، وجمع المشاعر والأفكار حول ما يراد بثه من تعاليم؛ فإن الكلام الكثير ينسي بعضه بعضًا، وقد تضيع أهم أهدافه في زحام الإطناب والإضافة.
ألا ترى الأرض إلى قدرٍ محدد من البذور كيما تنبت، فإذا كثر النبات بها تخللها الفلاح باجتثاث الزائد حتى يعطي البقية فرصة النماء والإثمار، كذلك النفس البشرية لا تزكو فيها المعاني إلا إذا أمكن تحديدها وتقديمها، أما مع كثرة الكلام وبعثرة الحقائق فإن السامع يتحول إلى إناء مغلق تسيل من حوله الكلمات مهما بلغت نفاستها.
وللإطناب الممل أسباب معروفة، منها: سوء التحضير فإن الخطيب الذي يلقى الناس بالجزاف من الأحكام والتوجيهات لا يدري بالضبط أين بلغ قوله، وهل وصل إلى حد الإقناع أم لا، فيحمله ذلك على التكرار والإطالة، وما يزداد من الجمهور إلا بعدًا.
وقد تنشأ الإطالة عن سوء التقدير للوقت والمواقف، فيظن الخطيب أن بحسبه أن يقول ما عنده، وعلى الناس أن ينصتوا طوعًا أو كرهًا- وهذا خطأ.
ومما يُحكى في قيمة الإيجاز أن أحد الرؤساء طُلب منه إلقاء خطبة في بضع دقائق فقال: أمهلوني أسبوعًا فقيل له: نريدها في ربع ساعة قال: أستطيع بعد يومين، فقيل له: فإذا طلبنا في ساعة؟ قال: فأنا مستعد الآن.
إن الإيجاز يتطلب الموازنة والاختيار والمحو والإثبات، أما الكلام المرسل فالجهد العقلي فيه أقل، والحقيقة أن خمس دقائق تستوعب علمًا كثيرًا، وعشر دقائق وخمس عشرة دقيقة تستوعب خطبة أو محاضرة جيدة.
هذا الرابط
http://www.amlalommah.net/art_read.asp?id=1824
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ ــــــ
وهذا الرابط
http://www.ikhwanonline.com/Article….&SectionID=363
انتظر ردك الكريم ..
* قال صلى الله عليه وسلم : (من يقل علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار )حديث صحيح رواه البخاري
قولي لهم كيف نسند قصة أو قولاً للنبي صلى الله عليه وسلم لمجرد استحساننا له …أفنترك الكذب على الناس ونكذب على رسول الله تعالى !!
أما نخشى النار
أما نخشى غضب الجبار
إن غالب الأحاديث الضعيفة فيها مخالفة لنصوص الشريعة القرآن والسنة وفيها سوء أدب مع الله ورسوله وملائكته والصحابة الكرام
والحمد لله في الصحيح غنية عن الضعيف
وإليك فتويين لعالمين من العلماء عن العمل بالحديث الضعيف والاستئناس بروايته
وأن تركه هو الأولى ..
السؤال:
ما موقف العلماء من الحديث الضعيف سنده ، ولكن متن الحديث فيه حث على فضيلة أو دعاء . نريد إجابة على ذلك .
الجواب:
الحمد لله
اختلف العلماء في العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال فذهب بعضهم إلى جواز العمل به ولكن بشروط ، وذهب آخرون إلى منع العمل به .
ولخص الحافظ ابن حجر رحمه الله شروط جواز العمل بالحديث الضعيف ، وهي :
1- أن يكون الضعف غير شديد ، فلا يعمل بحديث انفرد به أحدٌ من الكذابين أو المتهمين بالكذب أو من فحش غلطه .
2- أن يندرج تحت أصل معمول به .
3- ألا يعتقد عند العمل به ثبوته ، بل يعتقد الاحتياط .
وليس معنى العمل بالحديث الضعيف أننا نستحب عبادة لمجرد ورود حديث ضعيف بها ، فإن هذا لم يقل به أحد من العلماء –كما سيأتي في كلام شيخ الإسلام ابن تيمية- بل المعنى أنه إذا ثبت استحباب عبادة معينة بدليل شرعي صحيح كقيام الليل مثلا ، ثم جاء حديث ضعيف في فضل قيام الليل فإنه لا بأس من العمل بهذا الحديث الضعيف حينئذ ، ومعنى العمل به روايته لترغيب الناس في هذه العبادة مع رجاء الفاعل لها أن ينال هذا الثواب الوارد في الحديث الضعيف ، لأن العمل بالحديث الضعيف في هذه الحال لا يترتب عليه محظور شرعي كالقول باستحباب عبادة لم تثبت في الشرع ، بل إن حصل له هذا الثواب وإلا فلا ضرر عليه .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في " مجموع الفتاوى" ( 1 / 250 ) :
ولا يجوز أن يعتمد في الشريعة على الأحاديث الضعيفة التي ليست صحيحة ولا حسنة ، لكن أحمد بن حنبل وغيره من العلماء جوزوا أن يروى في فضائل الأعمال ما لم يعلم أنه ثابت إذا لم يعلم أنه كذب ، وذلك أن العمل إذا علم أنه مشروع بدليل شرعي وروى حديث لا يعلم أنه كذب جاز أن يكون الثواب حقاً ، ولم يقل أحد من الأئمة أنه يجوز أن يجعل الشيء واجباً أو مستحباً بحديث ضعيف ، ومن قال هذا فقد خالف الإجماع .. فيجوز أن يروى في الترغيب والترهيب ما لم يعلم أنه كذب ، ولكن فيما علم أن الله رغب فيه أو رهب منه بدليل آخر غير هذا المجهول حاله اهـ .
وقال أبو بكر بن العربي بعدم جواز العمل بالحديث الضعيف مطلقاً لا في فضائل الأعمال ولا في غيرها .. انظر في ذلك تدريب الراوي ( 1/252 ) .
وهذا القول هو الذي اختاره العلامة الألباني رحمه الله ، وانظر مقدمة كتاب "صحيح الترغيب والترهيب" (1/47-67) .
وفيما صح عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وثبت عنه من الأحاديث في فضائل الأعمال وغيرها غُنية عن العمل بالحديث الضعيف .
فعلى المسلم أن يحرص على معرفة الحديث الصحيح من الضعيف ويكتفي بالعمل بالصحيح .
والله تعالى أعلم .
الإسلام سؤال وجواب (www.islam-qa.com)
***********
العمل بالحديث الضعيف
أجاب عليه: فضيلة الشيخ د.عبدالكريم بن عبدالله الخضير التاريخ: 1/3/1424هـ
ما حكم الاحتجاج والعمل بالحديث الضعيف؟
الحمد لله
حكم العمل بالحديث الضعيف يحتاج إلى تفصيل:
1_العمل بالضعيف في العقائد: لا يجوز إجماعاً.
2_ العمل به في الأحكام: جماهير أهل العلم على منعه.
3_ العمل به في الفضائل والتفسير والمغازي والسير: جمهور أهل العلم على جواز الاحتجاج به في هذه الأبواب شريطة أن يكون ضعفه غير شديد وأن يندرج تحت أصل عام وأن لا يعتقد عند العمل به ثبوته بل يعتقد الاحتياط.
ونقل النووي وملا علي قاري الإجماع على العمل به في فضائل الأعمال لكن الخلاف فيه منقول عن جمع من اهل العلم كأبي حاتم وأبي زرعة وابن العربي والشوكاني والألباني وإليه يومئ كلام شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم ويدل عليه صنيع البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى.
وعلى هذا فلا يعمل بالضعيف مطلقاً في أي باب من أبواب الدين ويذكر حينئذ للاستئناس وأشار ابن القيم إلى أنه يمكن أن يرجح به أحد القولين المتعادلين.
فالصواب أن الضعيف لا يعمل به مطلقاً ما لم يغلب على الظن ثبوته فيصل إلى درجة الحسن لغيره.. وبالله التوفيق.
أختي الفاضلة أنتِ عليكِ تبيين الحق فإن لم يستجاب لكِ فاتركِ الجدال معهم لأنه منهي عنه ..وفقك الله للخير