تخطى إلى المحتوى

ما هو تنكيس قراءة القرآن في الصلاة ؟ وما حكمه ؟ 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

ما هو تنكيس قراءة القرآن في الصلاة ؟ وما حكمه ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين وبعد :

الجواب:التنكيس : هو أن يقرأ في الركعة الأولى بآخر القرآن، مثلاً: سورة الناس، وفي الركعة الثانية يأتي من أعلى القرآن من عند سورة عم يتساءلون .
سئل الإمام أحمد عن ذلك فقال: لا بأس به؛ أليس يعلم الصبي على هذا؟ ويعني الإمام أحمد بذلك أن كل الصبيان يعلمون القرآن من سورة الناس فيقرءونه هكذا عند التعلم وعند المراجعة، وقد روي أن الأحنف قرأ بالكهف في الأولى وفي الثانية بيوسف؛ وذَكَرَ أنه صلى مع عمر الصبح بهما. استشهد به البخاري.

وقال النووي في شرحه لصحيح مسلم: والذي نقوله أن ترتيب السور ليس بواجب لا في الصلاة ولا في الدرس ولا في التلقين والتعليم وأنه لم يكن من النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك نص ولا حَدٌّ تحرم محالفته.. إلى أن قال ولا خلاف أنه يجوز للمصلي أن يقرأ في الركعة الثانية سورة قبل التي قرأها في الأولى وإنما يكره ذلك في ركعة.

وذكر أن قراءة القرآن منكوسًا تأوله البعض على من يقرأ من آخر السورة إلى أولها لأن ترتيب آيات كل سورة بتوقيف من الله تعالى على ما عليه المصحف الآن، وهكذا نقلته الأمة عن نبيها صلى الله عليه وسلم.

وقال ابن حجر: قال ابن بطال: لا نعلم أحدًا قال بوجوب ترتيب السور في القراءة لا داخل الصلاة ولا خارجها، بل يجوز أن يقرأ الكهف قبل البقرة، والحج قبل الكهف، وأما ما جاء عن السلف من النهي عن قراءة القرآن منكوسا فالمراد به أن يقرأ من آخر السورة إلى أولها. انتهى من فتح الباري .

والذي يظهر من مجموع ما سبق أن القراءة بدون ترتيب السور ليس هو التنكيس المنهي عنه وقد فعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك في صلاته من الليل وقرأ سورة آل عمران قبل سورة النساء كما ورد في صحيح مسلم من حديث حذيفة رضي الله عنه. وعلى هذا يحمل كلام ابن مسعود رضي الله عنه لما سئل عمن يقرأ القرآن منكوسا؟ قال: ذلك منكوس القلب وقد كره بعض العلماء التنكيس بين السور، وذلك لمخالفة ترتيب المصحف . والله أعلم.

………………………………………….. ……………………….

حكم تنكيس القراءة في الصلاة ؟

ذهب الأحناف إلى أن التنكيس ليس وارداً ولا جائزاً ، لأن المصحف وضعُه توقيفي على هذا الترتيب .

وذهب جمهور أهل العلم ومنهم الإمام البخاري وعلقه في الصحيح إلى أنه جائز وهو الصحيح لأسباب:

أولاً: لأن الترتيب ولو كان توقيفياً في المصحف فلا تتعلق به القراءة.

ثانيا : أن هناك أدلة دلت على أنه قدم بعض السور وأخرت بعض السور، منها حديث حذيفة : أن الرسول صلى الله عليه وسلم قرأ البقرة ثم النساء ثم آل عمران قالوا : على ترتيب مصحف ابن مسعود .

ثالثاً: حديث ابن مسعود : لقد أتيت المفصل الذي يقرأ به صلى الله عليه وسلم فكان يأتي بسورة من جزء عم في الركعة الأولى، وفي الركعة الثانية بسورة من تبارك.

ومنها حديث في البخاري في كتاب الصلاة تعليقاً إلى عمر رضي الله عنه وأرضاه، قال البخاري : " وكان عمر رضي الله عنه يصلي بالناس، فقرأ في الأولى سورة الكهف، وفي الثانية سورة يوسف أو يونس "، فأين الكهف عن يونس ويوسف.

رابعاً: أثر عن بلال رضي الله عنه وأرضاه أنه جمع في الصلاة من سورٍ قدم بعضها على بعض .

………………………………………….. ……………………..

الخلاصة :

يجوز أن التنكيس على الصورة المذكورة سابقا ، ولكن الأولى أن تكون القراءة على ترتيب المصحف، بشرط ألا تطيل الثانية أكثر من الأولى؛ لأن بعض الناس يأتي في الأولى فيقرأ سورة النصر، ويأتي في الثانية ويقرأ سورة ق، وهذا من قلة الفقه؛ لأنه لا بد في الركعة الأولى أن تكون أطول من الثانية، وأن تكون الركعة الثانية على النصف من الركعة الأولى .

نفعنا الله واياكن بما علمنا

سلامى وتقديرى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.