الجواب :
الأشهر الحرم اختارها الله-جل وعلا- من بين الأشهر ، وكل مؤمن بالله واليوم الآخر يُعَظِّم ما عظم الله ويعظم شعائر الله تقرباً إلى الله وخوفاً من الله ورجاء في رحمة الله-جل وعلا- ، ومن علمه ربه أتم عليه النعمة إذا رزقه العمل فَعَلَّمَنا الله أن عدة الشهور عنده اثنا عشر شهراً في كتابه يوم خلق السموات والأرض منها هذه الأربعة الحرم ، ثم سكت-سبحانه- عن بيان هذه الأربعة الحرم ما هي فجاءت السُّنة وبينتها وهذا مما يسميه العلماء ( الإجمال الذي بينته السُّنة ) فجاءت السُّنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبة حجة الوادع وقال : (( ثلاثه سرد وواحد فرد ذو القعدة ، وذو الحجة ، والمحرم ، ورجب مضر )) فقال : (( رجب مضر )) لأن مضر كانت تعظم رجب من بين سائر العرب ولذلك نسب إليها وقيل لها رجب مضر فهذه الأربعة الأشهر حرم عند الله-جل وعلا- والواجب على المسلم أن يتقي فيها المحرمات سواءً كانت من الأقوال أو كانت من الأفعال الظاهرة الباطنة العامه الخاصه يتقيها فإذا فعل ذلك سَلِمَ له دينه فيحرص كل الحرص فيها على أن يكون بعيداً عن معصية الله-جل وعلا- لقوله-تعالى- : { فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ } فأمر الله-جل وعلا- بأن يُتقى فيها حتى كانت العرب في جاهليتها الجهلاء وضلالتها العمياء لا تقاتل في الأشهر الحرم تعظيماً لهذه الأشهر وكانوا لربما وجد الرجل قاتل أبيه فلا يقتله في الأشهر الحرم تعظيماً لها وأهل الإسلام وأهل الحنيفة أولى بالتعظيم منهم ، والله – تعالى – أعلم .
فضيلة الشيخ الدكتور / محمد بن محمد المختار الشنقيطي
مشكورين علي جعلكم هدا المنتدي من افضل المواقع والمنتديات وعلي كل المواضع المهمة والمفيدة بارك الله فيكم جميعا