القائد والمسؤول المسلم يتصف بسعة الأفق والحلم والأناة، ويعمل دائما على التثبت والتحقق من المعلومات التي تصله، ويعتمد على المعلومات الصادقة والإحصائيات الدقيقة في اتخاذ قراراته. يقول الله عز وجل (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين) (الحجرات، 6). ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم (المؤمن كيس فطن). وقد كفل الاسلام حق النقد وابداء الرأي لكل انسان مهما كان مركزه الوظيفي والاجتماعي دون ان يكون هناك اي ضيق من ممارسة هذا الحق، فيقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لا خير فيهم ان لم يقولوها لنا ولا خير فينا ان لم نتقبل).
– الإدارة على الطبيعة:
لم تقبل الادارة الاسلامية العمل من المكاتب المغلقة بل دعت لمعايشة الواقع ومواجهة المشاكل. وقد استشار احد الولاة الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال له (انت الحاضر وانا الغائب والحاضر يرى ما لا يراه الغائب، لا آمرك ولا انهاك) فجعل عمر رضي الله عنه سلطة اتخاذ القرار لمن يعايش الاحداث ميدانيا ويستطيع بالتالي ان يحكم عليها الحكم الصحيح. وقال عمر لاحد ولاته (افتح بابك وباشر امورهم بنفسك) (لا تغلقوا الابواب دونهم فيأكل قويهم ضعيفهم).
-التخصص:
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه (من اراد ان يسأل عن القرآن فليأت أبي بن كعب ومن اراد ان يسأل عن الفرائض (المواريث) فليأت معاذ بن جبل ومن اراد ان يسأل عن المال فليأتني فان الله تعالى جعلني له خازنا وقاسما). ويتضح من هذا النص مدى اهتمام الادارة الاسلامية بالتخصص وتقسيم العمل وتوزيع المهام، كما يتضح اخذ الادارة الاسلامية بمبدأ وضع الرجل المناسب في المكان المناسب.