لقد أنعم الله على الإنسان بنعم بكثيرة ، لو بقى الإنسان عمره كله يشكر الله عليها ما كفى ولو أضاف أعمار إلى عمره ما كفت ، فنعم الله فيها سر بقاء حياة الإنسان على تلك الأرض ، فيكف يوفى الإنسان شكر نعم الله عليه التي هي سبب بقاءه وعيشه على تلك الأرض .
أخوتى وأحبائي في الله لقد خلق الله الإنسان ولم يتركه في تلك الدنيا عبثا _ حشى الله_ فهو الذي أتقن كل شىء خلقه قال تعالى ( وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ ))[النمل:88]"
وهو أحسن الخالقين قال تعالى : (( ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ))[المؤمنون:14]
و إتقان الله في خلقه جعله خير الخالقين وأحسن الخالقين ، ولا يضاهيه صانع في دقته ولا في حسنه ، ولما خلق الله الإنسان خلقه من مادة وروح أى جسد وروح بداخله ، و هذين المكونين الأساسيين للإنسان بهما يحيا الإنسان . ولأجل أن يحيا الإنسان حياة صحيحة وسليمة ، فلابد وأن يكونا هذين الشقين فيه صحيحين سليمين ، ومن رحمة الله بخلقه لم يترك الإنسان وشأنه مع هذين الشقين رغم أنهما صارا خاصة به ، إلا أن الله لم يترك الإنسان وشأنه فيهما حتى لا يفسدا ، فأنعم الله عليه بنعمة الفطرة السليمة بداخله التى لا تعرف إلا الخير في أساسها ، ثم أنعم عليه بنعمة الرسل والرسالات والشرائع التي تبين لذلك الإنسان كيف يصون مادته وروحه معا ، وكان الإسلام أخر الأديان والشرائع السماوية لذا شمل بداخله كل ما يتعلق بحياة الإنسان سواء التي تتصل بروحه أو تلك التى تتصل بجسده وكيفية الحفاظ عليهما وصونهما من الخبائث ما ظهر منها وما بطن .
فالإسلام بين للإنسان كيف يصون جسده بنهيه عن المنكرات من المآكولات والمشروبات والأفعال الضارة ، وأمره بأكل الطيبات من الرزق قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ))[المؤمنون:51] وهذا ما جاء في كتاب الله عز وجل وما جاء في سنة النبي صلى الله عليه وسلم
أما عن الروح وصيانتها فجاءت الشعائر التعبدية التى تنقى تلك الروح من خبائث النفس الأمارة بالسوء ووساوس الشيطان والانغماس في الهوى والضلال الفكري ، فكانت الصلاة والصوم والزكاة و الحج وذكر الله وقراءة القرآن مغذيات لتلك الروح ومقويات لها على ضغط النفس وشهواتها.
والحب هو نعمة من الله عز وجل رزقها الإنسان لتكون من أهم عوامل استمرار الحياة على الأرض ، فلو لا الحب بين بني الإنسان ما كان هناك إنسان الآن على الأرض فكيف سيعيش آناس ليس بينهم حب ، فقد جعله الله عز وجعل ضمن روحانيات الإنسان ، فهو شعور كامن بالنفس يشعر به الإنسان تجاه أشياء أو أشخاص أثارو الفكر ومالت النفس إليهم وتعلقت بهم القلوب.
الحب نعمة كبيرة وجميلة من خلالها يشعر الإنسان بأن للحياة مذاق معين ، وفيها ما يشجع على البقاء .
وتجعل الإنسان دوما مقبلا على الحياة ببشاشة وابتسامة مهما قابل من تعب ومشاق .
الحب هو بلسم لجروح الأحباب لبعضهم وأخطاء بعضهم في بعض ، وهو سر دوام وبقاء العلاقات الحميمة بين البشر .. فماذا لو زال الحب بيننا ؟ لاسودت الدنيا ولصعبت أكثر مما هي صعبة ، ولا رغب إنسان في أخيه الإنسان أيا كان .
وأتساءل ثانية هل هذا الحب جاني أم مجني عليه ؟ هل هو في حد ذاته حراما ؟ أم نحن المسئولون عن حرمته وحلته ؟ سنحاول معا معرفة من يستحق فينا أن يمثل بقفص الاتهام نحن أم الحب ..؟
كما قلت أنفا الحب نعمة مثل باقي نعم الله علينا ، وأى نعمة من الله لا يمكن أن تكون حراما في ذاتها ، حتى لو جاء حكم أو أمر في الشرع بالنهى عن أمر يتعلق باستخدام نعمة ما من نعم الله ، فالنهي يكون لسوء الاستخدام لتلك النعم لا تحريما للنعمة ذاتها .
وهكذا الشأن بالنسبة لنعمة الحب ومشاعره الكامنة داخلنا ، فهى مشاعر حلال وليست محرمة في ذاتها ،ولكن نحن المسئولون عن الحكم عليها بالحلال والحرام وذلك تبعا لاستخدامنا لتلك النعمة الجميلة .
ولكن متى تستغل تلك النعمة .. ؟ ومع من..؟ وكيف.. ؟
أولا : لابد وأن نعلم أن الحب ومشاعره الرقيقة لابد وأن تخرج لمن يستحقها ولا نجعلها رخيصة نخرجها لكل من يستحق ومن لا يستحق ونطلق لها العنان
لان الإنسان إذا ما أحب تبدل حاله وقد يصل الحب به إلى حال العبودية والشرك أعاذنا الله ، بل بالحب قد يفرط الإنسان في أغلى ما لديه مع إنسان لا يقدر هذا الغالي .
إذن نتعلم التأني في إخراج مشاعر الحب ، نتعرف جيدا على الإنسان الذي قد يعجبنى من ظاهره ولكن لا زال باطنه غامضا مجهولا … هنا نتريس ونتعقل و نجمح جماح العاطفة وتلك المشاعر حتى لا نفرط فيها ونسيء استخدامها وتصيرا حراما بعد أن كانت حلالا .
ثانيا : اختيار الوقت المناسب لإخراج تلك المشاعر بين الرجل والمرأة وبين المرأة والرجل ، بمعنى أحاول مجاهدة نفسي في عدم إخراج مشاعري تجاه أى إنسان من الجنس الأخر إلا في موقف شرعي حتى يكون الموقف حلالا وساعتها يكون إخراج تلك المشاعر حلالا صحيحا ، وكثيرا الأن ما يتسرع كلا الجنسين في إخراج مشاعر حبه تجاه شخص ما في موقف خارج الإطار الشرعي فعندئذ يكون قد وقع في أخطاء كثيرة :
1- بنى علاقة بينه وبين إنسان على باطل لأنه أحبه في وقت لا يحل له
2- أهدر مشاعره لأن العلاقة بنيت من أساسها على باطل فسوف تنهار سريعا ولأتفه الأسباب ، فلا دوام لباطل مهما طال عليه الأمد .
3- سوف تجره لأخطاء أخرى لأن الموقف الذي هم فيه بمثابة حالة سرقة . فالاثنين يريدا أن يقتنصا الفرص للتقرب أكثر قبل أن تنتهى تلك العلاقة بعدم التوفيق بينهما وعدم وجود نصيب .
– إذن علينا اختيار الوقت المناسب لإخراج تلك المشاعر الجميلة الغالية حتى لا نخسرها . فقد يتعلق القلب بإنسان ليس من نصيبنا في تلك الدنيا ويظل متعلقا به حتى بعد ارتباطنا بغيره وهذه مصيبة – عفانا الله – خاصة مع النساء وهي أن يكون قبلها معلق برجل غير زوجها . وذلك نتيجة تسرعها في إخراج مشاعرها تجاه إنسان لا يحل لها وفي وقت غير مناسب ولا يحل فيه ذلك .. فيكن القلب والصدر دوما في حالة ضيق بالأخص إذا ما كانت متعلقة بشدة به مع علمها بالحلال والحرام فكيف تحب رجلا ليس بزوجها ؟! عفانا الله جميعا فهذا بلاء عم في بيوت المسلمين بكل أسف إلا من رحم ربي .
ثالثا : كيف أحب ؟ سؤال غريب !! هل يمكن أن نتعلم كيف نحب ؟ نعم للحب أصول كما لكل شىء أصول .
فكما نتعلم أن نستغل نعمة البصر في الحلال نتعلم نستغل نعمة الحب في الحلال وعلى أفضل حال .
التوضيح :
أولا : لابد وأن أجعل حبي للمرأة أو حبي للرجل خالصا لله وهذه النية مفيدة جدا لأنها سوف تكون منبها لي بأننى أكون حريصا على أن يكون حبي هذا حبا صحيحا يرضي الله فكيف يكون حبا لله وهو قائم على باطل ؟
ثانيا :أحب من يستحق ، ولا يستحق الحب منا إلا من هو تقي نقي السريرة صالح القول والعمل .. فاليوم نجد شبابا وفتيات – إلا من رحم ربي – يهدروا مشاعرهم مع أناس لا يستحقونها أناس يملأهم الخبث والسواد ونتعجب كيف لهذا الشاب يحب تلك الفتاة السيئة وكيف لهذه الفتاة تحب ذاك الشاب التافة البغيض سيئ الخلق ؟! وهذا لأنهم تعجلوا ولم يكونوا على علم بخطورة أمرهم وظنوا أن الحب رخيص يخرج لأى إنسان يستحق أولا يستحق .
وساعتها لا يندم أحد سواهم ولا ينفع الندم فالقلب تقطع وتحسر .
ثالثا :نحب من أجل أن ندخل الجنة ، لأن كل مسلم لابد وأن يعلم بأن كل شىء في الدنيا موضع اختبار حتى حبنا هو محل امتحان لنا كيف ؟! نستغله أفى الحرام ؟ أم في الحلال الذي يرضي الله ؟ فلابد وأن يكون حبنا عباده لله ولا يكن عباده إلا إذا كان في وقته المناسب ومع إنسان مناسب وبالطريقة التى يرضاها الله ورسوله .
فنجعل حبنا قربة إلى الله لا سبب بعد عنه وشرك به
نجعل حبنا سببا في البقاء بيننا لا مجرد متعة زائلة مؤقته
نجعل حبنا بلسما لجروح الحياة و المواقف الصعبة بيننا
أخوتى الكرام عاقبة الحب في غير موضعه ومع الإنسان الغير مناسب وفي الوقت الغير صحيح عاقبة السيئة شديدة وقاسية نعذب بها أنفسنا بأيدينا والدنيا فيها من المتاعب والمشاق ما يكفي والله .
لو الموضوع مش مفيد ياريت أعرف سلبياتى .. ولو فى ايجابيات يجب ان نبرزها امام بعضنا
الموضوعات هنا ليست فقط للعرض .. أعلم ان العبرة ليست بالردود والشكر والمجاملات بس أريد معرفة رأيكن أخوتى هل أصبت أم أخطأت .. وأشكركم على اطلاعكم الصامت
خاصة في هذا الزمن الذي تكثر فيه الفتن التي تأجج العواطف
من المؤثرات مثل مسلسلات افلام اغاني و كلماتها التي مثل الوقود
تلهب المشاعر ممزوجة بصور ما يقل عنه الفيديو كليب لكي يفي بالغرض ويعزز التأثير
فعلاً…على كل بنت ان تعلم ان انوثتها امانة بين ايديها اعطاها لها الله فيجب ان تحافظ عليها حتى يعطيه الله فمن فضلة و تسلمها للرجل الذي يحميها ويصونها
اقول لكل فتاة كوني قوية وصامدة امام تلك المؤثرات ولا تبعثري انوثتكي …
عليك بتقوى الله و الصبر و الابتعاد عن رفيقات السؤ ..املئ قلبك بحب اهلك..
والله المستعان
تحياتي
سأستمر فى عرض هذا الموضوع وجعله فى الصفحة الأولى ليس اعجابا به فقد كتب موضوعات و لله الحمد كانت ردود الأعضاء كثيرة وكلها ثناء وهذا من فضل ربي والأن لم أقم بإعادة نشرها وابرازها للقراءة إلا في بعض الأحيان ، إلا اننى حيال هذا الموضوع أجده لازم عرضه دائما برغم أن الجميع هنا يقرأ ولا يرد وهذا شأنهم ولا حاجه لي بمعرفة السبب .. إلا أن ما يهمنى هو نشر الموضوع لأنه يتحدث عن آفة خطيرة بلى بها كثير من أبناء الأمه ..