السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,
هذه مشاركتي في المسابقة والتي بعنوان ,,
(( الجمع بين الخوف والرجاء ))
الجمع بين الخوف و الرجاء و الحب : لا بد للعبد من الجمع بين هذه الأركان الثلاثة ، لأن عبادة الله بالخوف وحده طريقة الخوارج ؛ فهم لا يجمعون إليه الحب و الرجاء ؛ و لهذا لا يجدون للعبادة لذة و إليها رغبة ، و هذا يورث اليأس و القنوط من رحمة الله ، و غايته إساءة الظن بالله و الكفر به سبحانه . و عبادة الله بالرجاء و حده طريقة المرجئة الذين وقعوا في الغرور و الأماني الباطلة و ترك العمل الصالح ، و غايته الخروج من الملة ، و عبادة الله بالحب وحده طريقة غلاة الصوفية الذين يقولون : نعبد الله لا خوفاً من ناره ، و لا طمعاً في جنته ، و إنما حباً لذاته ، و هذه طريقة فاسدة لها آثار وخيمة منها الأمن من مكر الله ، وغايته الزندقة و الخروج من الدين . قال بعض السلف كلمة مشهورة و هي : " من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق ، و من عبده بالخوف وحده فهو حروري – أي خارجي – و من عبده بالرجاء و حده فهو مرجيء ، ومن عبده بالخوف و الحب و الرجاء فهو مؤمن موحد ." . قال ابن القيم : " القلب في سيره إلى الله عز و جل بمنزلة الطائر ، فالمحبة رأسه و الخوف و الرجاء جناحاه ، فمتى سلم الرأس و الجناحان فالطائر جيد الطيران ، و متى قطع الرأس مات الطائر ، و متى فقد الجناحان فهو عرضة لكل صائد و كاسر " .
مطلب : في بيان الفرق بين الرضا والمحبة وبين الرجاء والخوف .
قيل: الرضا هو صحة العلم الواصل إلى القلب , فإذا باشر القلب حقيقة العلم أداه إلى الرضا , وليس الرضا والمحبة كالرجاء والخوف , فإن الرضا والمحبة حالان من أحوال أهل الجنة لا يفارقان في الدنيا ولا في البرزخ ولا في الآخرة , بخلاف الخوف والرجاء فإنهما يفارقان أهل الجنة بحصول ما كانوا يرجونه , وأمنهم مما كانوا يخافونه , وإن كان [ ص: 531 ] رجاؤهم لما ينالون من كرامته دائما لكنه ليس رجاء مشوبا بشك . بل رجاء واثق بوعد صادق من حبيب قادر , فهذا لون ورجاؤهم في الدنيا لون . وقال ابن عطاء الله الإسكندراني رحمه الله تعالى : الرضا سكون القلب إلى قدم اختيار الله للعبد أنه اختار له الأفضل فيرضى به .
قال ابن القيم : وهذا الرضا بما منه , وأما الرضا به فأعلى من هذا وأفضل , ففرق بين من هو راض بمحبوبه وبين رضاه فيما يناله من محبوبه من حظوظ نفسه .
واعلم أنه ليس من شرط الرضا أن لا يحس بالألم والمكاره , بل أن لا يعترض على الحكم ولا يتسخطه . ولهذا أشكل على بعض الناس الرضا بالمكروه وطعنوا فيه وقالوا : هذا ممتنع على الطبيعة وإنما هو الصبر , وإلا فكيف يجتمع الرضا والكراهة وهما ضدان . والصواب أنه لا تناقض بينهما , وأن وجود التألم وكراهة النفس له لا تنافي الرضا , كرضا المريض بشرب الدواء الكريه , ورضا الصائم في اليوم الشديد الحر بما يناله من ألم الجوع والظمأ , ورضا المجاهد بما يحصل له في سبيل الله من ألم الجراح وغيرها .
وقد قال الواسطي رحمه الله تعالى : استعمل الرضا جهدك ولا تدع الرضا يستعملك فتكون محجوبا بلذته ورؤيته عن حقيقة ما تطالع . وهذا الذي أشار إليه رحمه الله عقبة عظيمة عند القوم ومقطع لهم , فإن مساكنة الأحوال والسكون إليها والوقوف عندها استلذاذا ومحبة حجاب بينهم وبين ربهم بحظوظهم عن مطالعة حقوق محبوبهم ومعبودهم , وهي عقبة لا يجوزها إلا أولو العزائم , وكان الواسطي كثير التحذير من هذه شديد التنبيه عليها . ومن كلامه : إياكم واستحلاء الطاعات فإنها سموم قاتلة . فهو معنى قوله استعمل الرضا لا تدع الرضا يستعملك , أي لا يكون عملك لأجل حصول حلاوة الرضا بحيث تكون هي الباعثة لك عليه , بل اجعله آلة لك وسببا موصلا إلى مقصودك ومطلوبك , فتكون مستعملا له لا أنه مستعمل لك . وهذا لا يختص بالرضا بل هو عام في جميع الأحوال والمقامات القلبية التي يسكن إليها القلب .
قال ذو النون : ثلاثة من أعمال الرضا : ترك الاختيار قبل القضاء [ ص: 532 ] وفقدان المرارة بعد القضاء , وهيجان الحب في حشو البلاء وقيل للحسين بن علي رضي الله عنهما : إن أبا ذر يقول : الفقر أحب إلي من الغنى , والسقم أحب إلي من الصحة , فقال رضي الله عنه : رحم الله أبا ذر أما أنا فأقول : من اتكل على حسن اختيار الله تعالى لم يتمن غير ما اختار الله له .
وقال الفضيل بن عياض لبشر الحافي : الرضا أفضل من الزهد في الدنيا ; لأن الراضي لا يتمنى فوق منزلته .
وسئل أبو عثمان عن قول النبي صلى الله عليه وسلم { أسألك الرضا بعد القضاء } فقال : لأن الرضا قبل القضاء عزم على الرضا , والرضا بعد القضاء هو الرضاء .
وكتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنه : أما بعد فإن الخير كله في الرضا , فإن استطعت أن ترضى وإلا فالصبر .
وقد أكثر العلماء لا سيما أرباب القلوب من الكلام في الرضا , فقيل هو ارتفاع الجزع في أي حكم كان . وقيل رفع الاختيار , وقيل استقبال الأحكام بالفرح . وقيل سكون القلب تحت مجاري الأحكام . وقيل نظر القلب إلى قديم اختيار الله تعالى للعبد . وللفقير في الرضا بمر القضا شعر :
أنا في الهوى عبد وما للعبد أن يتعرضا مالي على مر القضا
من حيلة غير الرضا
الجمع بين الخوف والرجاء والرغبة والرهبة
الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
من محاضرة: أحداث الجزائر
السؤال: كيف نجمع بين الخوف والرجاء والرغبة والرهبة؟
الجواب: هذا له علاقة بما قاله الإمام ابن القيم : ‘الرهبة: هي إمعان في الهرب من المرهوب، وضدها الرغبة’، إذاً فكيف نجمع بين اللفظتين في قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {اللهم إني أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبةً ورهبةً إليك… إلخ } فنجمع بين الرغبة والرهبة، بأن نقول: إن الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- يُرهَب عذابه، ويُرهَب جانبه من جهة أنه شَدِيدُ الْعِقَابِ [البقرة:196] وأنه عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ [آل عمران:4] ويُرغَب فيما عنده -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- من جهة أنه ودود، وكريم، وغفور، ورحيم، فكل هذه من أسمائه وصفاته -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- فتجتمع الرهبة والرغبة معاً، وليس فيها شيء يناقض بعضه.
المصادر ::
مطلب في بيان الفرق بين الرضا والمحبة وبين الرجاء والخوف
موقع الشيخ الدكتور سفر الحوالي
قال ابن القيم : " القلب في سيره إلى الله عز و جل بمنزلة الطائر ، فالمحبة رأسه و الخوف و الرجاء جناحاه ، فمتى سلم الرأس و الجناحان فالطائر جيد الطيران ، و متى قطع الرأس مات الطائر ، و متى فقد الجناحان فهو عرضة لكل صائد و كاسر "
أجزل الله لكِ العطاء على هذه المقتطفات الطيبة..
العفو ,, شاكرة لكِ مروركِ ,,
غدير ,,
أعدني مرووركِ