مدة المشروع : 30 يوما.
تكاليف المشروع : صفر.
أرباح المشروع : تختلف بمقدار عملك واجتهادك.
سنبدأ التنفيذ بمشيئة الله تعالى مع بداية شهر رمضان الكريم، أعاده الله علينا وعلى الأمة الإسلامية بالخير واليمن والبركات.
انتظرونا…
منقول عن كتاب 30 مشروعاً في رمضان للشيخ ناصر الشافعي
المشروع الأول: يوم بلا ذنب
"ولا تعد عيناك عنهم" (الكهف: 2)، "وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون" (البقرة: 30). هل تصورت نفسك يوماً وقد تنسمت نسائم ملائكية وشفافية روحية؟ هل تخيلت نفسك يوماً روحاً تسمو.. تحلق في سماء الصفاء والنقاء؟ هل تصورت نفسك يوماً رجلاً بلا ذنب؟ هل تصورت حافظيك اليوم وقد صعدا بكتابك إلى الله وليس به خطيئة واحدة؟ ياله من شعور سامق.. يالها من نفحات ربانية ومنحة قدسية، ياله من سمو روحي طاهر.. "يفتقدك حيث نهاك".
هيا بنا نسمو فوق أنفسنا.. ونرتفع أعلى من أجسادنا ونشحذ هممنا، هيا بنا نتفق ونتعاون سوياً.. اجمع إخوانك وتعاونوا وحددوا ساعة بعينها لتكون ساعة بلا ذنب، فتكون بذرة.. والثمرة يوم بلا ذنب ثم أيام بلا ذنب، بين المعصية والطاعة صبر النفس عن هواها لحظات.
وفي هذه الساعة كلما راودتك نفسك بالمعصية تذكرت أنها ساعة بلا ذنب وأن إخوانك يعيشون هذه اللحظات فلا تتركهم وحدهم واحذر وحاذر وانتبه ولا تستهن.
وخلّ الذنوب صغيرها وكبيرها فهو التقى
واصنع كماس فوق أرض الشوك يحذر ما يرى
لا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى
يوم في معية الله، يوم في رضا مولاك، يوم يباهي بك الله، يوم في موكب الملائكة، يوم في صحبة حبيبك (صلى الله عليه وسلم)، يوم في مجالسة الصحابة ومؤانسة التابعين، يوم يبش في وجهك الصالحون، يوم بلا ذنب، رأى يحيى بن معاذ يوماً رجلاً يقلع الجبل في يوم حار وهو يغني فقال: مسكين ابن آدم، قلع الأحجار عند أهون من ترك الأوزار هيا بنا إلى نعمل
حدد ساعة (ستين دقيقة) تبدأ بها لتكون ساعة بلا ذنب، وان نجحت في هذا فزد ساعة أخرى.
حاسب نفسك على الفرائض، فإذا رأيت فيها نقصاً فتداركهن ثم حاسبها على النواهي، فإن كنت اقترفت شيئاً فتداركه بالتوبة والاستغفار والحسنات الماحية، ثم حاسبها على حركات الجوارح مثل: كلام اللسان ومشى الرجلين وبطش اليدين ونظر العينين وسماع الأذنين، ثم حاسبها على الغفلة والتقصير وتدارك ذلك بالذكر والإقبال على الله.
اللهم اعنا على صيامه وقيامه ………..
*****************************
"لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شئ فإن الله به عليم" (آل عمران: 92).
"ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه" البخاري ومسلم.
إحساس ممتع.. فرحة غامرة.. سعادة باهرة.. قدماك على الأرض.
لكن قلبك بين الجنان يطير، كيف لا تفرح وأنت لا زلت تمشي على الأرض ولكن تشعر برضا الله بين جوانحك؟ كيف لا تفرح وحب الله يكاد يبدو من بين عينيك؟
علمت الآن كيف كان مكنونهم وهم يسيرون بين الجبال موقنين برضا الله الصريح "لقد رضى الله عن المؤمنين إذ…"
لقد رضى الله عنك إذ تمشي في طريق كل نعمة.
لقد رضى الله عنك إذ تضمد الجروح والآلام.
أنت نور السائرين.. أنت مرجع كل السائلين.. أنت صندوق الفقير، أنت نسمة في صيف المحتاجين.. أنت بسمة في ضنك البائسين.
أنت قلب شفاف يرى كل ما فيه.. أنت درع للمستضعفين.. أمان للخائفين، أنت الآسي الحكيم.. الطبيب.. البلسم.. الشفاء، أنت واحة.. أنت راحة لطريق طويل شاق، أنت سعة من الضيق.. أنت يسر من العسر.. أنت فرج من المأزق، أنت تعطي الفقراء.. أنت متصدق.. أنت متطهر..
هيا سابق الريح المرسلة..، بالفعل أنت أسرع، هنيئاً لك برضا الله، واهتف في الأفق: رب إني وهبت لك ما في يدي وجيبي محرراً.
البرنامج العملي
اشترك في مشروع (شنطة رمضان)
وتصدق فأفضل الصدقة صدقة في رمضان.
حدد صدقة يومية ولو قروش قليلة وداوم عليها
خصص صندوقاً في البيت تضع فيه الصدقة اليومية.
**************************
بانتظاره بشوووق
"كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون" (يونس: 24)
تعلو الأصوات فتحجب صوت الفكر، فإذا كان الصمت والهدوء علا صوت الفكر، الفكر مفتاح الأنوار ومبدأ الاستبصار وهو شبكة العلوم ومصيدة المعارف والفهوم، أفلا تتفكرون؟!!
إذا المرء كانت له فكرة ففي كل شئ له عبرة
هل خلوت يوماً بربك ليس بينك وبينه ما يفسد هذه الخلوة؟ خلوة ساعة بينك وبين ربك قد تفتح لك من آفاق المعرفة ما لا تفتحه العبادة في أيام معدودات. تفكر ساعة خير من عبادة شهر، إن بحثت عن ظل يوم الحساب، وجدته في الخلوة والفكر. "ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه" (الترمذي).
قلبك إذا استشعر هذه اللحظات كانت منه العِبرة والعَبرة، ودمعة القلب أفضل من دمعة المقل، لو تطلع قلبك بفكرة إلى ما قد ادخر له في حجب الغيب من خير الله لم يصف له في الدنيا عيش ولم تقر له في الحياة عين.
قال الحسن البصري: "ما زال أهل العلم يعودون بالتذكر على التفكر، وبالتفكر على التذكر، ويناطقون القلوب حتى نطقت".
وانظر ما يقول الإمام ابن القيم: "التذكر والتفكر منزلان يثمران أنواع المعارف، وحقائق الإيمان والإحسان، والعارف لا يزال يعود بتفكره على تذكره، وبتذكره على تفكره، حتى يفتح قلبه بإذن الفتاح العليم".
وجاءشاب إلى الأستاذ حسن البنا يشكو قسوة قلبه، فقال له: "الفكر والذكر في أوقات الصفاء، والخلوة والمناجاة، والتأمل في هذا الكون البديع العجيب، واستجلاء سر الجمال والجلال منه، وإجالة النظر في هذا القلب واللسان بآثار هذه العظمة الساحرة والحكمة البالغة. كل ذلك مما يمد القلب بالحياة، وينير جوانب النفس بالإيمان واليقين: "إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب" (آل عمران).
هل خلوت؟ هل تفكرت؟ هل بكيت؟
حدد ساعة من اليوم يغمرها الهدوء والخلوة واجلس لتتفكر في ملكوت السموات والأرض والذي خلقهن. ولتكن مثلا قبل الغروب أو في السحر أو…
تفكر في ىيات القرآن المنزلة وتعقلها وافهمها وافهم مراده منه، ولذلك انزلها الله تعالى لا لمجرد تلاوتها، وفكر في آياته الكونية المنظورة المشهودة واعتبر بها، وتفكر في آلائه وإحسانه وإنعامه على خلقه باصناف النعم وسعة مغفرته ورحمته وحلمه.