تخطى إلى المحتوى

مقالة لكاتبة نصرانية كاثوليكية فى الحجاب 2024.

الحمد لله .. والصلاة والسلام على رسول الله وأله وصحبه وبعد
أيها الأخوة الكرام .. يأبى ربكم سبحانه الا أن يتم نوره ولو كره الكافرون .. فيظهر الحق على أيدى وألسنة أكثر أهل الباطل والكفر استكبارا فى الأرض .. ولله الحجة الدامغة .. قالحمد لله رب العالمين..
أنقل اليكم فيما يلى من السطور مقالة لكاتبة انجليزية كاثوليكية اسمها "ستيلا وايت" ..

المقالة بعنوان: دعكم من الموضة .. هذه هى الحرية!
المصدر: موقع www.telegraph.co.uk
تاريخ النشر: 31-12-2017
ورابط المقالة عندى لمن أراد منكم الاطلاع عليها أواقتباس أجزاء من النص الانجليزى الأصلى لأغراض دعوة غير العرب للاسلام .. والله المستعان

جاء تقديم الموقع للمقالة كما يلى:
لقد صار الحجاب الاسلامى قضية سياسية ساخنة فى فرنسا – ولكن بالنسبة لستيلا وايت فانها لا ترى سببا على الاطلاق لكل تلك المشكلة .. وها هى ذى تستفيض فى شرح مزايا ومتع الستر التام لجسد المرأة!

نص المقالة:

تنظر المرأة الغربية المتحررة للحجاب الاسلامى على أنه "بقعة" أو وصمة سوداء على نسيج النوع النسوى .. فهو يرمز لسحق روح الأنثى وهو علامة للاستعباد ولتحويل المرأة الى شئ من أشياء البيت والتى لا يسمح لها أن تغادره الا لشراء طعام لزوجها!
وعندما يلتقى ذلك "الرداء السائر على قدمين" بمجموعة من النساء الانجليزيات فى الطريق فان صاحبته غالبا لا تجد سوى نظرة الأسى والشفقة فى أعينهن.. فبالنسبة لهن انما يعبر هذا الحجاب عن الموت الحى. ولا شك فى أن ذلك الانطباع كان هو نفس شعور السلطات الفرنسية والتى قررت منعه فى المدارس معتقدين أنه لا يقبل أبدا أن تجبر فتاة صغيرة على تحمل عبئ الكبت والحرمان على رأسها الرقيق.
ومع ذلك .. فبالنسبة للكثيرين، وأنا منهم، الحجاب ليس أداة للضغط أو الكبت اطلاقا، وانما هو وسيلة للتحرير وتحقيق الحرية. فبالنسبة لى أنا شخصيا .. لم أشعر أبدا فى حياتى بمثل هذه الدرجة من الحرية التى أشعر بها فى حال ارتدائى له .
وقبل أن تفترضوا أننى أجتر عبارات دعائية لثقافة قام أصحابها بغسل مخى، يجب أن أوضح لكم أننى كاثوليكية، ولست مسلمة. لست من أهل الشرق الغامض، وانما أنا امرأة فى الثلاثينات من عمرها من مدينة "كنت" البريطانية. كما أننى لست متدينة .. فقد اشتملت حياتى على ممارسة لخليط من عدة صنوف من الرقص الخليع .. وثلاثة من أعز صديقاتى هن من راقصات التعرى ..
وقد كانت لى علاقات برجال مسلمين .. ولكن لم يطالبنى أحد منهم قط بارتداء الحجاب.. وفى الحقيقة فقد وجدوا سلوكياتى "محرجة" نوعا ما .. وما من أحد فى حياتى قد أجبرنى على ارتداء الحجاب .. وما أرتديه الا لأننى وببساطة أحب أن أرتديه ..
وأنا فى الحقيقة انما أستمتع فيه بالخصوصية.. ذلك الحاجز الذى يخلقه الحجاب بينى وبين ذلك العالم القاسى المجنون، سيما فى مدينة لندن. فأجد وراء الحجاب قدرا كبيرا من السلام والأمان: لا أجد نفسى وقد اخترقنى واستعمرنى فضول المارة، وأشعر بأن الزحام وضوضاء الطريق قد صارت أقل فظاعة. وأشعر أننى أستطيع أن أنسحب بداخله الى عالمى الخاص الأمن حتى وأنا أمشى فى الطريق .. وأشعر وبصورة عملية بأننى أمنة تماما من أية مبادرات غبر مرغوب فيها.
كذلك فان الحجاب هو نظام أمان اقتصادى. فأنا لا أستطيع – كما هو الحال مع الكثيرين غيرى من المشاة فى لندن – أن أقدم النقود لكل فقير مشرد أمر به من ساكنى الطريق.. غير أنى أشعر بالضيق والذنب عندما أمر الى جوارهم. ولكن فى حجابى، فانى أستطيع أن أخفى ضميرى. كما أننى أشعر بأمان تام من اللصوص وقاطعى الطريق. فان اللصوص غالبا ما يقولون فى أنفسهم اذا ما رأونى "انها مهاجرة غير قانونية، قطعا لا تستحق مجهود المحاولة"، وهم يتصورون أن حقيبتى الكبيرة انما تحتوى غالبا على خضروات لأطفالى الستة عشر!
فى حجابى، يكون التسوق أيضا أقل تكلفة، حيث أن بعض التجار المسلمين يستخدمون نظامين لتسعير سلعهم .. أحدهما هو نظام يكون السعر فيه لمن هو "واحد منهم" أقل بكثير من السعر المطروح للغربيين. فاذا أردت المفاصلة فى السعر فانى أحرص على أن أنزل الى السوق فى حجابى.
ولعل أروع أثر لارتداء الحجاب هو أنك وبشكل تلقائى تجدين نفسك وقد صرت عضوة من أعضاء المجتمع المسلم.. لها كل ما للمرأة المسلمة من الشرف ومن الامتيازات. فعندما أدخل الى متجر مسلم مثلا فثمة رجل سيقول لى بلطف ودماثة خلق "السلام عليكم .. كيف لى أن أخدمك سيدتى؟". وفى الحافلة، فان الرجال المسلمين من أفريقيا أو من الشرق الأوسط أو من الشرق الأقصى سيفسحون لى مجلسا ويقومون ويقولون لى "أنت أولا، أختاه".

وان المكاتب والبارات والنوادى فى لندن لتعج بالفتيات ذوات التنورات القصيرة والأحذية الرفيعة وأكثرهن باحثات عن الحب. أما النساء المتحجبات واللاتى يتقززن ويحتقرن الغربيات بصفة عامة، فانهن فى الحقيقة عادة ما يشعرن بالشفقة على نساء الغرب وهن يؤذين أنفسهن اضطرارا بأحذية متعبة ذات كعب عال، وبمستحضرات تجميل مؤذية للبشرة وبنظم غذائية قاسية من أجل أن يجتذبن الرجال.
ان لى صديقة ايرانية اسمها منى.. وهى سيدة أعمال ناجحة، تخرج يوميا فى مظهر مذهل .. فتضع طلاء الأظافر، وأدوات الزينة، والأزياء الحديثة والتبرج الكامل. تقول منى "لقد كان الوضع أسهل كثيرا جدا عندما كنت فى ايران، اذ تنهضين من الفراش فى التاسعة صباحا، ثم ليس عليك سوى أن تلقى على جسدك بالرداء الأسود الضخم وتقفزين فى سيارتك. أما الأن، فعلى أن أقضى ساعتين أو ثلاثة فى التبرج كل صباح".

عادة ما يستبعد الحجاب ويحتقر بوصفه من متعلقات المسلمين الأصوليين. ولكن فى الحقيقة فان القديس باول أمر النساء بتغطية رؤوسهن، وحتى الستينيات من القرن الماضى، ما كنت لترى امرأة تدخل الى الكنيسة بدون قفاز وقبعة. وكثيرات من النساء الانجليزيات كن يلبسن القبعات فى الشوارع.. أو يلبسن أغطية للرأس تنعقد من تحت الذقن. ولا تزال نساء الهندوس والسيخ يتوقع منهن أن يغطين رؤوسهن من أجل الشرف والعزة.. ونساء اليهود الأورثوزوكس اعتدن على لبس باروكة تقليدية على شعورهن الحقيقية لسترها عن أعين الرجال الأجانب عنهن.
وعلى الرغم من كل هذا .. ومن بين كل تلك الفئات والجماعات الثقافية، فان النساء المسلمات فقط هن اللاتى وصفن على أنهن مستضعفات أو مغلوبات على أمرهن بسبب غطاء الرأس.
وبطبيعة الحال فان من أشد الناس عداوة للمرأة المتحجبة، المرأة النشطة فى حقل التحرك (التحرير) النسوى.
وفى أوائل السبعبنبات، وعندما بدأت النساء فى قص شعورهن وتقصيرها ولبس الأحذية المفلطحة المريحة، كن بذلك يعترضن صراحة على فكرة المعاناة من وطأة الموضة، ويرفضن المشاركة فى طقس بائس لا غرض له سوى جذب رجال مدللبن متعالين. من نفس المنطلق فان المرأة المتحجبة تستطيع أن تحتفظ بهويتها وبدون أن تستعبد نفسها لمفاهيم الجمال الغربية المتسلطة.
وعندما قرأت فى الأسبوع الماضى مقالة بائسة بعنوان "كيف تقللين من كراهيتك لجسدك" فى احدى المجلات النسوية، وعرضتها على صديقتى العربية "مليكة"، هزت رأسها وقالت "فى حضارتنا، يفرح الرجال ويكونون فى غاية الامتنان عندما يتزوجون، وينظر الواحد منهم لزوجته بوصفها أميرة فاتنة، أيا كان شكلها أو حجم جسدها."

وفى داخل الحجاب، تعرف المرأة المسلمة قوتها وقيمتها. فقد قال لى رجل مسلم ذات يوم: "ان زوجتى بالنسبة لى هى كالجوهرة الجميلة. فهل تتركين جوهرة غالية جميلة لتخدش أو تسرق فى الشوارع؟ بالطبع لا.. بل انك ستلفينها فى الديباج. فهكذا يحمى الحجاب زوجتى، والتى هى أغلى عندى من أية جوهرة."
وبطبيعة الحال .. فلو أن أحدا حاول أن ينزع عنى الحجاب بالقوة أو أن يجبرنى على ارتدائه فانى سأقاوم بعنف. وأنى لسعيدة لأنى فى بلد أستطيع فيه أن ألبس أى شئ أريد. ليس كل النساء يتمتعن بهذه المزية. وبالنسبة لى فقد وجدت فى الحجاب نوعا من "الملاك الحارس".
ومن ناحية أخرى .. فان أمى تزعم أنى ألبسه لأنى لا أحب أن أحمل هم تمشيط شعرى!

انتهى نص المقالة.

هذا أخوتاه هو قول امرأة غربية نصرانية كاثوليكية فى الحجاب .. هكذا صدقت مع نفسها .. ولم تغلق على قلبها بتأثير الدعاية المغرضة المحاربة للحجاب فى كل مكان .. ولم تتأثر بالحرب عليه وعلى أهله .. وراحت تتكلم بكل فخر وثقة عن أثر الحجاب فى حياتها وبكل حيادية وبغير تحيز لأى من الجانبين ..
هذا حالها لمجرد أنها وجدت فيه موافقة لفطرتها وهى غير مكلفة بشرف الالتزام به .. ولا بشرف العبودية لشارعه سبحانه .. فما بال فتياتنا نحن من المسلمات يلفظنه ويحتقرنه الا من رحم الله؟
الحمد لله رب العالمين

انشروا هذه المقالة للفائدة أيها الاخوة الكرام (ولا تنسوا ذكر مصدرها معها)..
جزاكم الله خيرا ..
أخوكم الفقير
أبو الفداء

ملحوظة: فى تعليقى الأخير قلت أنها "غير مكلفة" .. وهذه العبارة لم أقصد بها أن الكفار غير مكلفين بكل ما نحن مكلفون به .. بل هم مكلفون به ويحاسبون عليه أيضا مع خلودهم فى النار، لمزيد من العذاب والتنكيل بهم .. فقد نزل شرع محمد صلى الله عليه وأله وسلم ليلزم به كل انسان يولد من بنى أدم وحتى قيام الساعة .. وانما قصدت بعبارتى أن هذا هو حال تلك المرأة وهى لا ترى نفسها وكلفة ولا تشعر ولا تفقه ولا علم لها بقيمة التكليف الربانى .. ولا تدرى بشرف العبودية لله وتلقى التكليف منه سبحانه .. وبالرغم من كل هذا فهذا هو موقفها .. فكيف بها لو أن الله هداها للاسلام ؟ وكيف بفتياتنا المسلمات المفرطات فى الحجاب والمحتقرات له مع عبوديتهن لله؟
هذا ما قصدت .. والله المستعان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.