تخطى إلى المحتوى

مناظرة بين القلب والعين 2024.

مناظرة بين القلب والعين

لما كانت العين رائدا ، والقلب باعثاً وطالباً ، وهذه لها لذة الرؤية ، وهذا له لذة الظفر ، كانا في الهوى شريكي عنان 00 ولما وقع العناء ، واشتركا في البلاء أقبل كل منهما يلوم صاحبه ويعاتبه 0

فقال القلب للعين : انت التي سقتني الى موارد الهلكات ، واوقعتني في الحسرات بمتابعتك اللحظات ، ونزّهت طرفك في تلك الرياض ، وطلبت الشفاء من الحدق المراض وخالفت قول أحكم الحاكمين ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) (النور:30)
وقول الرسول عليه الصلاة والسلام " النظر الى المرأة سهم مسموم من سهام إبليس ، فمن تركه من خوف الله عز وجل أثابه الله إيمانا يجد حلاوته في قلبه "

وقال أحد العقلاء من سرح ناظره ، أتعب خاطره ، ومن كثرت لحظاته ، دامت حسراته ، وضاعت عليه أوقاته وفاضت عبراته ، وقال أحد الشعراء :
نظرُ العيون الى العيون هو الذي ***** جعل الهلاك الى الفؤاد سبيلا
مازالت اللحظات تـغزو قلبــه ***** حتى تشـحَّط بينهن قــتيلا

وقالت العين : ظلمتني أولا وآخراً , وبؤت بإثمي باطنا وظاهراَ ، وما أنا إلا رسولك الداعي إليك فأنت الملك المطاع ، ونحن الجنود والاتباع ، فلو أمرتني أن أغلق علي بابي ، وأرخي حجابي لسمعت وأطعت ، ولما رعيت في الحمى ورتعت ، وأرسلتني لصيد قد نصبت لك حبائله واشراكه 00واستدارت حولك فخاخه وشباكه ، فغدوت أسيرا بعد أن كنت أميرا ، وأصبحت مملوكا بعد أن كنت مليكا وهذا قول أعدل الحكام عليه الصلاة والسلام " إن في الجسد مضغة اذا صلحت صلح لها سائر الجسد ، وإذا فسدت فسد لها سائر الجسد ألا وهي القلب " 0

وقال ابو هريره رضي الله عنه : القلب ملك والاعضاء جنود ، فإن طاب الملك طابت جنوده ، واذا خبث الملك خبثت جنوده ، ولو أمعنت النظر لعلمت أن فساد رعيتك بفسادك وصلاحها ورشادها برشادك ، ولكنك هلكت وأهلكت رعيتك 00 وحملت على العين الضعيفة ، وأصل بليتك أنه خلا منك حب الله وحب ذكره وكلامه وأسمائه وصفاته ، وأقبلت على غيره وأعرضت عنه ، وتعوضت بخب من سواه والرغبة فيه منه 0

لاكي

بارك الله فيك راجية الجنة..مقالة رائعه و بالغة..الاثر و المعنى…تسلمين ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.