ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السؤال هل من منهج السلف نقد الولاة من فوق
المنابر ؟ وما منهج السلف في نصح الولاة ؟
الجواب : ليس من منهج السلف التشهير بعيوب
الولاة ، وذكر ذلك على المنابر ؛ لأن ذلك يفضي
إلــى الفوضى وعـــدم السمــع والطــــاعــة فــي
المعــروف ، ويفضي إلى الخـوض الــذي يضــر
ولا ينفع ، ولكــن الطريقة المتبعة عنـــد السلف
النصيحة فيـما بينــهم وبين السلطان ، والكتابة
إليه ، أو الاتصال بالعلماء الــذين يتصلون بــه
حتـى يوجه إلى الخير . أمــا إنكار المنكر بدون
ذكـر الفاعل فينكر الزنا ، وينكر الخمر ، وينكر
الربــا مــن دون ذكر من فعله ، فذلك واجــب ؛
لعمــوم الأدلة . ويكفي إنكار المعاصي والتحذير
منهــا مـن غيــر أن يـذكـر مــن فعلهــا لا حاكماً
ولا غيــر حـاكم . ولمــا وقعــت الفتنة في عهـد
عـثمـان رضي الله عنــه ، قــال بعــض النـــاس
لأسامة بن زيد رضي الله عنه ألا تكلم عثمان ؟
فقــال ( إنكم ترون أني لا أكلمه ، إلا أسمعكم ؟
إني أكلمه فيما بيني وبينه دون أن أفتتح أمراً
لا أحب أن أكون أول من افتتحه ) .
ولمـا فتـح الخوارج الجهال بـاب الشـر في زمان
عثمـان رضي الله عنه وأنكروا على عثمان علناً
عظمت الفتنة والقتال والفســـاد الــذي لا يـــزال
الناس فـي آثاره إلـى اليوم ، حتى حصلت الفتنة
بيــن علي ومعاوية ، وقتل عثمان وعلي رضـي
الله عنهما بأسباب ذلك ، وقتــل جمـع كثير مــن
الصحابة وغيرهم بأسباب الإنكار العلني ، وذكر
العيوب علناً ، حتى أبغض الكثيرون مـن النـاس
ولي أمرهم وقتلوه ، وقـد روى عياض ابن غنم
الأشعري ، أن رســول الله صلى الله عليه وسلم
قــال ( مـن أراد أن ينصح لذي سلطان فـلا يبده
علانية ، ولكــن يأخذ بيده فيخلو بـه ، فإن قبل
منه فذاك وإلا كان قد أدى الذي عليه ) (1)
نسـأل الله العـافيــة والسلامــة لنــا ولإخــواننا
المسلمين من كل شر إنه سميع مجيب وصلى
الله وسلم على سيدنا محمد ، وآله وصحبه .
ـ مجمـوع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء الثامن ـ
موقع الشيخ عبدالعزيز بن باز ـ رحمه الله تعالى ـ
( 1 ) رواه أحمد في مسنده وابن أبي عاصم في
كتاب السنة . وقال الألباني إسناده صحيح
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ