::
::
هي من جعلت الإسلام ربيع صباها واتكلت على الرحمن مولاها فلم تخشَ من الناس جبارا" وفتاكا"
ولمن هابه الناس من أقصى مكة لأقصاها صرخت بقول الحق
ولم تخشَ حد السيف ودماؤها على خديها قد سالت
نعم هزت أعاصير السلام بداخل قلبه القاسي
نعم أزاحت من عينيه ماكان يغشاها
وهاهو الإسلام في قلبه يصير رياحاً تملىء الأرجاء في دنياه فيصبح الفاروق حصناً منيعاً لدين الله مولاه ومولاها
فاطمة بنت الخطاب بن نفيل بن عبد العزى القرشية العدوية
لقبها(أميمة) وكنيتها(أم جميل)
أمها حنتمه بنت هاشم بن المغيرة القرشية المخزومية
أخت عمربن الخطاب رضي الله عنهما وأرضاهما
زوجة سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل العدوي أحد السابقين إلى الاسلام وأحد العشرة المبشرين بالجنة
هي أمي وأمك ، هي الصابرة القوية الشامخة المعتزة بدين الله
هي الحصن المنيع في وجه من كان أشد الناس كرهاً لسيد الخلق ولدينه
وعلى يديها صار سداً " منيعاً " لدين الحق ومرخصاً عمره لحبيبه وحبيبي وحبيبك لخاتم الرسل أجمعين
هي من لو صرنا مثلها واقتدينا بها لصارت دنيانا ربيعاً وعاد الإسلام لنا حقاً
هي من يجب علينا أن ندخل سيرتها في بيوتنا ويتربى على ذكرها أطفالنا فتكون لهم أماً
من مثلك أماه من ؟
فأنتِ من قال فيك الفاروق قوله :
الحمــد لله ذي المـــــن الــذي وجبـت لـــه علينـــــا أيــــاد مـــــا لهــــا غـــيــــر
وقــــد بدأنـا فكـــذبنــــــــا فقـال لنــــا صـــدق الحـديــــث نبـــي عنـــده الخـبـــر
وقــد ظلمـت ابنــة الخطاب ثم هـــدى ربــــي عشيـــة قالــــوا: قــد صبا عمــــر
وقــد نـدمت على مــا كــــان مـن زلـل بظلمــهـا حـــين تتـــلى عندهــا الســـــور
لـمـا دعــــت ربـها ذا العــرش جـاهــدة والـــع مـن عـينـــها عـــــــــلان يبتــــدر
أيقـــنـــت أن الــذي تـــدعــوه خالقـــــــها فكـــاد تسبـــــــقني مــن عبـــــرة درر
فقــلـت : أشهـــــــد أن الله خــالقــنـــا وأن أحمـــد فـــينــــــا اليــــــوم مــشتـــهر
نبـي صـدق أتـــــــى بالحــق من ثـــقـة وافــــي الأمـانـــة مـا فــي عـــوده خــــور
سأسرد لكم حكاية عمر وفاطمة رضي الله عنهما وأرضاهما فهما من ضربا خير مثال للثبات على الحق
خرج عمر في يوم متوشحا سيفه عازما على قتل الرسول عليه الصلاة والسلام
فلقيه نعيم بن عبد الله ورأى ما هو عليه
فقال له: أين تعمد يا عمر؟
قال عمر: أريد أن اقتل محمدا.
قال نعيم: كيف تأمن من بني هاشم ومن بني زهرة وقد قتلت محمدا؟
فقال عمر: ما أراك الا قد صبوت وتركت دينك الذي كنت عليه.
قال نعيم: أفلا أدلك على العجب يا عمر ،
( إن أختك وزوجها قد أسلما وتركا دينك الذي أنت عليه )
فوقع الخبر على عمر وقع الضرب على الرأس
أيعقل بأن اختي أصبحت على دين محمد
فاتجه مسرعاً إلى بيت أخته فاطمة ، ولما اقترب سمع أصواتاُ وهمهمات ، فكان خباب يقرأ على فاطمة وزوجها سعيد ( سورة طه )،
فلما رأوا عمر دخل عليهم ، أسرعت فاطمة بإخفاء الصحيفة
واختبأ خباب في البيت مثل الريح العاتيه فهذا عمر
فدار بينهما هذا الحوار
ماتلك الهمهمات يافاطمه؟ لعلكما قد صبوتما وبايعتما محمدا على دينه ،؟
فقال سعيد زوج أخته: يا عمر أرأيت إن كان الحق في غير دينك
، فلم يتمالك عمر نفسه ووثب على سعيد ليضربه ،
فأتت فاطمة مسرعة تحاول الدفاع عن زوجها
ولكن ضربها عمر بيده ضربة أسالت الدم من وجهها ،
بعدها قالت فاطمة: يا عمر إن الحق في غير دينك
(أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله )
دُهش عمر وطلب من أخته أن تعطيه تلك الصحيفة ،
فقالت له أخته: إنك رجل غير طاهر وهذه الصحيفة لا يمسها إلا المطهرون ، فقم واغتسل ،
فقام منفعلا كعادته رضي ربي عنه وارضاه ثم أخذ الكتاب فقرأ فيه
بسم الله الرحمن الرحيم
«طه (1)ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى (2)إلا تذكرة لمن يخشى (3)تنزيلاً ممن خلق الأرض والسموات العلى (4)الرحمن على العرش استوى»
فقال عمر: ما أحسن هذا الكلام وأكرمه..
دلوني على محمد ،
فلما سمع خباب خرج من مخبئه مسرعا إلى عمر وبشره وتمنى أن يكون هذا تحقيقا لدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال: اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب..
لم يكن خباب ليعلم ماهي نية عمر
فقد فكر بطبيعة الإنسان المسلم وببشارة رسول الله بإسلام عمر
في ذلك الوقت كان الرسول في دار الأرقم ، فخرج عمر متجها إلى تلك الدار وقد كان متوشحا سيفه فضرب الباب
فقام أحد الصحابة ونظر من الباب فرأى عمر وما هو عليه ، ففزع الصحابي ورجع مسرعا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بما رأى
فقال الرسول لحمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه: فأذن له فإن كان جاء يريد خيرا بذلناه له ، وإن كان يريد شرا قتلناه بسيفه…
وكأن الرسول قد أحس بغضب عمر
فأذن له ونهض إليه رسول الله حتى لقيه بالحجرة فأخذ مجمع ردائه ثم جذبه بشدة
وقال الرسول له: ما جاء بك يا ابن الخطاب فوالله ما أرى ان تنتهي حتى ينزل الله بك قارعة .
فقال عمر: يا رسول الله جئتك لأومن بالله وبرسوله وبما جاء من عند الله
فلما سمع الرسول الكريم ذلك كبر تكبيرة عرف منها أهل البيت من الصحابة أن عمر قد أسلم ، في ذلك الوقت هلل الصحابة وعرفوا أن الله استجاب الى دعوة الرسول بدخول عمر بن الخطاب الإسلام …
إن هذا الموقف من أروع المواقف التي شهدها الإسلام وفيه فضل كبير لله ثم لفاطمة بنت الخطاب أخته وثباتها على دينها ، وعدم خشيتها من بطشه بل أصرت على موقفها ، وهو ما تعجب منه عمر أخوها وجعله يقبل على دين الإسلام ثم دعوتها الصادقة له
وقد روي عن فاطمة بنت الخطاب أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
((لا تزال أمتي بخير ما لم يظهر فيهم حب الدنيا في علماء فساق وقراء جهال وجبابرة ، فإذا ظهرت خشيت أن يعمهم الله بعقابه ))
رضي الله عنكِ يا فاطمة
كيف لي أن أستغرب أن تكوني من أعظم نساء الأرض
وأنتِ من وقف في وجه عمربن الخطاب وهو لايزال على غير دين الله وأشهرتِ إسلامك…..
دون خوف أو رعب منه وهو من كانت تخافه مكة بأسرها وتخاف بطش سيفه وإستعجاله وتعصبه….
رضي الله عنكِ وأرضاكِ