تخطى إلى المحتوى

<<< من أ فادني فله من الدعاء>>> 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أ فيدوني ولكم مني الدعاء

أ ريد مسرحيه تتكون من 4إلى6شخصيات

أريدها خلال هذا الأسبوع

جزيتم خيراً

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته …

الفصل الأول
المشهد الأول
– تفتح الستارة علي أشخاص متجمعين حول أحدهم
يدخل الحجام ويصادف أحدهم هؤلاء المجتمعين وهو عائد
الحجام : السلام عليكم
الرجل : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحجام : ( يشير للمجتمعين) ماذا يجري هناك ؟
الرجل : انهم متجمعون حول حكيم..
الحجام : حكيم ..
الرجل : نعم
الحجام : لماذا ؟
الرجل : إنه يبيع الحكم
الحجام : يبيع الحكم وهل تباع الحكم !!
الرجل : أي نعم .. هذا الحكيم يبيعها ..
الحجام : وبكم يبيع هذا الحكيم الحكمة . ؟
الرجل : الحكمة مقابل خمسة دنانير ذهبية ..
الحجام : خمسة دنانير ذهبية هل أنت متأكد ؟!
الرجل : نعم.. ولقد اشتريت منه حكمة قبل لحظات..
الحجام : ألا ترى أن ثمنها باهظ بعض الشيء ..
الرجل : لا تسألني عن هذا فأمامك الحكيم اسأله.. عن إذنك فأنا قد تأخرت بمقابلتك هذه ..
الحجام : أسف جداً..
( الحجام فذ لنفسه) خمسة دنانيره ذهبية..هل اشتري حكمه؟….. قد تفيدني في المستقبل .. ولكنها بخمسة دنانير ذهبية سأتوكل على الله واشتري.
(ينفض التجمع من حول الحكيم يأخذ الحجام طريقه إليه.. )
الرجل : السلام عليكم..
الحكيم : هل من حاجة اقضيها لك ..؟
الحجام : وعليكم السلام.. سمعت أنك تبيع الحكمة بخمسة دنانير ذهبية..؟
الحكيم : هذا صحيح..
الحجام : ألا ترى أن هذا الثمن غال بعض الشيء ..
الحكيم : كل شيء بقيمته ..
الحجام : ولكن الحكمة كلمات وما أكثر الكلمات..
الحكيم : من الكلمات ما ينفع ومنها ما يضر..
الحجام : اجعلها بثلاثة ذهبية..
الحكيم : بخمس دنانير ذهبية
الحجام : إذن فلنتفق بأربعة دنانير..
الحكيم : لا أتفق إلا بخمسة.. فأنت لست أفضل عندي من غيرك..
الحجام : ولكنني أحجام رقيق الحال والخمسة دنانير شفاء ما يقارب شهر من العمل ..
الحكيم : والآخرون أيضا دفعوا حصيلة شفاء ربما أطول من أذللك..
الحجام : أمري إلى الله .. ولو أنها أجر شهر كامل من العمل ليل نهار ولكن.. إليك بالخمسة دنانير الذهبية ( يعطيه الدنانير )
الحكيم : أتريد الحكمة..؟
الحجام : نعم.. ألم أعطك ثمنها !!( الحكيم ينظر إلي الحجام بإمعان)..
الحكيم : قلت أنك أحجام ليس كذلك ..؟
الحجام : نعم وأقوم بحالات التفصد في المدينة..
الحكيم : أدن لا تعمل عملا قبل أن تنظر في عواقبه ..
الحجام : لا تعمل عملا قبل أن تنظر في عواقبه!!
الحكيم : نعم .. ألان أستاذيك ..
الحجام : إلي أين..
الحكيم : إلي حال سبيلي..
الحجام : لحظة .. أمن أجل هذه الكلمات ادفع خمسة دنانير ذهبية!!
الحكيم : قد تفيدك هذه الكلمات قي مستقبلك في تجنب مشكلة قد تقع فيها..
الحجام : ولكن !!
الحكيم : نحن اتفقنا على ذلك قبل البدء بالبيع..
الحجام : أعطني فلوسي .. كنت مجنونا حين وأفقت ..
الحكيم : لا تلمني .. هذه مسئوليتك ..
الحجام : أه.. أه.. لقد ضا عات فلوسي ..ولكن الصفقة لا غبار عليها ..واكن اللوم علي أنا..
الحكيم : أستأذنك

المشهد الثاني
(يدخل الحجام بيته مهموما فيجد والده العجوز جالساً .. ويقعد على الكرسي وينفث زفيرا ممتلئا بالهموم وبصوت مسموع)
الأب : مآبك يا عبد الله
الحجام : لا شي ء.. يا أبي
الأب : لاشي!! تبدو مهموما وكان الأرض انقلبت رأسا على عقب..ثم…ثم أين الخمسة الدنانير التي قلت انك كسبتها هذا الشهر من عملك؟
الحجام : الشهر القادم أن شاء الله
الأب : (فزعا ) الشهر القادم !! … هل سرقت!!
الحجام : لا.. لا.. ولكن …. اهد يا والدي
الأب : ولكن ماذا..؟تكلم؟ أفي الطريق!!
الحجام : تقريبا..
الأب : بابني .. قم وابحث عنها بدلا من جلوسك مهموما هكذا ..
الحجام : ولكن أنا أعرف أين ضاعت ..( يدفعه ) قم أحضرها بسرعة آن يأتي أحدهم ويأخذها!
الأب : ماذا تقول يا ولدي ؟
الحجام : لقد أصبحت من نصيب غيري ..
الأب : أتق الله .. أتهدى خمسة دنانير ذهبية تصديق وأنت تعول أسرة كبيرة..؟
الحجام : لا لم أهدهم إلى صديق بل اشتريت بها..
الأب : لا أرى معك شيئا .. قل لي ماذا فعلت بها ..؟ انطلق يا ولدي..
الحجام : هون عليك يا والدي … لقد اشتريت بها حكمة من حكيم جاء في المدينة..
الأب : حكمة..؟
الحجام : نعم حكمة ولقد أخطأت عندما اشتريتها.. كنت مندفعا..
الأب : ماذا جلب لك اندفاعك غير كامل بلا نقود نقض بها حاجاتنا..حكمة!! (يتهكم) تضيع خمسة دنانير تقيم بها حاجة أسرة كبيرة من أجل حكمة !!
الحجام : لقد استعجلت يا والدي ..
الأب : وباتري ما الحكمة التي دفعت فيها هذا المبلغ الكبير!!
الحجام : ( يسخط) لا تعمل عملا قبل أن تنظر في عواقبه..
الأب : لا تعمل عملا قبل أن تنظر في عواقبه..؟ لماذا لم تستفد من هذه الحكمة قبل أن تشتريها وتفكر فيها سوف يحصل بعد أن تشري هذه الحكمة..؟
الحجام : كما قلت ..لقد أخطأت.. ولكل جواد كبرت..وبآذن الله لن أعيدها..أعدك يا والدي
الأب : وفي هذه الحكمة تدفع خمسة دنانير ذهبية..؟
الحجام : هذا ما اشترطه علي الحكيم كي يعطين الحكمة..
الأب : وماذا استفدت ألان من هذه الحكمة..؟ هاو ….. قل لي ماذا استفدته منها.
الحجام : قالي لي الحكيم إن الحكم تعود على الناس بالخير..
الأب : الحمد الله الذي لا يحمد علي مكروه سواه … هذا ما يمكن لي أن أقوله.(يقرب صحنا مغطى بقماش) .. تناول طعامك يا ولدي لاشك انك جائع بعد هذه الصفقة الرابحة..
الحجام : شكر لك يا والدي (يرفع القماش)بسم الله (يأكل)..
الأب : كل جيدا فيبدوا أن إمامك صفقة رابحة …
الحجام : ( متهكما) وهل سأشتري حكما .أخرى!!… ما هي هذه الصفقة !!
الأب : سمعت أن مولانا السلطان مريض جدا واستعص على الحكماء والأطباء مداواته بالعقاقير والأدوية لا تفيد في علاجه ..
الحجام : وأنا ما دخلي في السلطان ؟!
الأب : أصبر يا بني.. الحكماء والأطباء قالوا لا بد من فصد دمه.. كمحاولة أحيره . . لإنقاذه ..
الحجام : ومن سيختار لهذه العملية ..؟
الأب : قد يكون من حظك فأنت أشهر الحجامين قي هذه المدينة..
الحجام : لو وقع اختياره علي لبعث بطلبي .. (يسمعان على الباب طرقا متوسط الشدة)..
الأب : قم وافتح الباب .. (يعاد الطرق)..
الحجام : ( يعيد تغطية الصحن واختفاءه ).. إني آت.. انتظر لحظات من فضلك..من الطارق..؟
الطارق : مبعوث من مولانا السلطان
الحجام : مولانا السلطان خير بأذن الله .. يقوم (يفتح الباب)
المبعوث : خير بأذن الله.. لقد أمر السلطان أن نحضر أحد الحجامين في المدينة .. وكل من في المدينة دلونا عليك.. أنت عبد الله الحجام؟
الحجام : نعم إنه أنا .. حمدا لله الذي هيا لي من يعجب ببراعتي
المبعوث : ألست واثقنا من براعتك ..؟أم ماذا؟
الحجام : لا ولكن أكاد أن حسد نفسي على براعتي وعلى هذه الشهر ة..
المبعوث : أنت مطلوب لا جراء الحجامه لمولانا..
الحجام : بإذن الله ..ولكن متى ..؟
المبعوث : في الغد صباحا..
الحجام : وكيف أدخل .. هل سيكون للحرس علم بذلك ..؟
المبعوث : سوف أبلغهم بذلك..
الحجام : غدا إن شاء الله سآتي إلى القصر ..

الفصل الثاني
المشهد الأول
(قاعة بيت السلطان يدخل الحجام وبيده صندوق .. وبرفقة أحد الحراس يستأذن له في الدخول فيخرج شخص ويحادثه؟)
الشخص : من أنت ..؟
الحجام : أنا من طلبتم لفصد السلطان..
الشخص : أنت هو ..؟
الحجام : نعم .. روحي فداء مولانا السلطان
الشخص : بماذا سوف تفصد ..؟
الحجام : بريشة طبعا ..
الشخص : أين هي ..؟
الحجام : في هذا الصندوق..
الشخص : أرني إياها
الحجام : لماذا..؟
الشخص : فقط أرني إياها..
الحجام : أمرك (يخرج الريشة من الصندوق)..
الشخص : بهذه تفصد مولانا..؟
الحجام : ما بها..؟
الشخص : بهذه الريشة القديمة البسيطة تفصد مولانا السلطان المعظم !
الحجام : أي نعم
الشخص : وتقول نعم.. جننت يا رجل
الحجام : ولم .. لا.؟
الشخص : وأيضا لم لا .. أسمع .. خذ هذه الريشة (يخرج الريشة جميلة ويقدمها الحجام ).. وأفصد بها
الحجام : لماذا..؟
الشخص : هل أنت أعمي ..! آلا ترى الفرق بين ريشتا القديمة وهذه الريشة الجديدة ..
الحجام : صحيح أن هذه الريشة جميلة ولكن .. حسنا أمري إلى الله
الشخص : تفضل الآن..(وهو يفتح طريقه إلى السلطان)..
الحجام : (يحمل صندوقه وهو في الطريق إلى السلطان وفجاءة يستدير).. ولكن من أنت ..
الشخص : لا عليك .. فأنت سوف تعرفني بعد أن تتم العملية
الحجام : أي عملية..
الشخص : عمليتي أقصد عمليتك بفصد السلطان
الحجام : ننتظر بعد العملية.. (يدخل الغرفة فيرى حارسين خلف الباب والسلطان راقد على سريره بين الوعي والإغماء..)
الحجام : هون عليك يا مولاي.. لحظات وتقوم بعدها وكأن شيئا لم يحدث بإذن الله
السلطان : من.. أنت..؟
الحجام : عبد الله الحجام .. وبمشيئة الله سوف تشفى على يدي ..
(يخرج الحجام الريشة الجميلة ويستعد لإجراء الفصد ولكن أصابعه لا تتمكن منها عند إمساكها وعندما يقترب من السلطان يبتعد ويراجع نفسه) ثم يحدثها لماذا سمعت كلام هذا الرجل وأنا لا أعرفه !! صحيح أن هذه الريشة تليق بمقام مولانا السلطان ولكن أنا لم أتعود استعمال غير ريشتي ..هذه الريشة لا ترتاح إليها أصابعي ثم ما أدراني ما عواقب هذه العملية يتذكر شيئا .. لقد تذكرت!! فعلا لقد قال لي بائع الحكم لا تعمل عملا قبل أن تنظر في عواقبه….
كيف استعمل هذه الريشة وأنا لا أعرف ما نتائج استعمالها ولكن ريشتي هي التي طال استعمالها وكان نجاحها مؤكد بإذن الله..
(يضع الريشة الجميلة ويبدلها بريشته ثم يقبل على سرير السلطان ويسمي الله)

(يسدل الستار وهو يجري العملية)
المشهد الثاني
(نفس الغرفة السلطان على سريره جالسا)

الحارس : الحجام في الخارج يا مولاي
السلطان : أدخله..
الحارس : أمر مولاي .. (يدخل الحجام)
الحجام : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
السلطان : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. أجلس هنا بجانبي
الحجام : العفو يا سيدي.. أنا أجلس بجانب مولانا وحاكم بلادنا!!
السلطان : لو لم تفصد دمي لكنت من الأموات .. أنت الذي أنقذت حياتي .. تعال وأجلس
الحجام : أشكرك يا مولاي… (يجلس)
السلطان : هل أخذت أتعابك..؟
الحجام : لا أتعاب لمعالجة مولانا .. يكفيني شرفا رضاكم عني..
السلطان : أنت رجل تعمل لاجل الكسب وطلب الرزق.. ولا بد من مكافأتك
الحجام : أنا كما قلت رجل يكسب ليعيش ويعول أسرته.. وإذا كانت هذه إرادتك فأنا لا أريد غير خمسة دنانير ذهبية
السلطان : تأتيك إن شاء الله..
الحجام : لقد بعثت ورائي.. أعن الأتعاب كنت تسأل..؟
السلطان : ذكرتني..
الحجام : خير إن شار الله!؟
السلطان : عندما جئت لفصدي .. لاحظت عليك التردد في استعمال الريشة واستبدلت ريشة بأخرى .. لماذا؟
الحجام : كنت في دوامة .. يا مولاي
السلطان : في دوامة ماذا تقصد …؟
الحجام : كنت في دوامة .. لا أدري أي الريشتين اختار الجمال يليق بعظمتكم أم النجاح المؤكد لإنقاذك
السلطان : (بحيرة) لم أفهم..
الحجام : سوف أسرد عليكم كل شيء لا تعمل عملا قبل أن تنظر في عواقبه حكمه اشتريتها من حكيم ذات يوم وقد استعملتها عندما أتيتكم..
السلطان : لا تعمل عملا قبل أن تنظر في عواقبه .. حكمة لها معان كثيرة .. ولكن كيف استعملتها هنا عندما جئت..؟
الحجام : هذه الريشة(يخرج الريشة الجميلة من الصندوق) أعطاني اياها رجل في بلاطكم .. قبل أن أدخل عليكم بفترة ونحني باستعمالها لأنها تليق بمقام حضرتكم..
الحجام : وهذه الريشة القديمة "يخرج الريشة القديمة ن الصندوق" هذه الريشة ريشتي استعملها كثيرا في فصد أناس كثيرون ونجحت بعون الله .. وهي ربما لا تليق بمقام مولاي..
السلطان : وأين استعمال الحكمة..؟
الحجام : قارن يا مولاي ريشة جميلة لفصد السلطان ولكني لا أعرف عواقب استعمالها ولا أعرف ماذا يحدث بعد إجراء العملية إلى حد أن أصابعي لم تحسن إمساكها
السلطان : والأخرى..؟
الحجام : الأخرى كما قلت لك من أول لحظة ارتاحت أصابعي لها .. وقد أجريت بها العملية بخفة وبعون الله تمت بنجاح..
السلطان : من هذا الشخص الذي أعطاك الريشة؟
الحجام : لا أعرف.. ولكنه يبدو من كبار حاشيتك يا مولاي..
(في هذه اللحظة يدخل الشخص نفسه وهو لا يعلم بوجود الحجام عند السلطان)
الرجل : السلام على مولاي
السلطان : وعليكم السلام يا ضرغام .. اجلس
الرجل : (يجلس) كيف حالك اليوم؟
السلطان : على خير ما يرام والحمد لله..
الحجام : (يهمس للسلطان) هذا هو الرجل الذي أعطاني هذه الريشة الجميلة يا مولاي (يناوله الريشة)
السلطان : (يقلب الريشة بين أصابعه وينظر إلى الرجل وهو أمامه)..
لم أعطيت الحجام هذه الريشة..؟
الرجل : (بخوف) لأنها تليق بمقامك يا مولاي
السلطان : إنها ريشة عادية كما تبدو
الرجل : من ريش ديك هندي يا مولاي
السلطان : (بسخرية) ولا تهتم إذا فصدك الحجام بها؟
الرجل : (بخوف وفزع) لماذا ..؟ أنا لست مريض كي يفصدني
السلطان : ما بك ارتجفت عندما سمعت الكلام ..
الرجل : لأني أخاف الفصد يا مولاي..
السلطان : أفصده يا حجام
الرجل : لماذا يا مولاي..؟ أنا لست مريضا… لا…
السلطان : يا حراس .. أمسكوه..
(يمسكه الحارسان اللذان على الباب)..
السلطان : وأنت يا حجام .. أفصده..
الرجل : لا يا مولاي أرجوك .. لا .. لا
(وبعد أن تم الفصد سقط الرجل على الأرض ميتا بعد أن عاني من تأثير السم الذي بالريشة)
الحجام : الريشة مسمومة يا سيدي لقد مات منها
السلطان : وا أسفاه على الثقة التي أعطيته إياها..
الحجام : من يكون يا سيدي
السلطان : أنه وزير من وزرائي
الحجام : وزيرك .. ؟ ألهذا السبب قال سوف تعرفني بعد عمليتي أقصد عمليتك لقد كان يقصد أن أسمك بريشته والحمد لله أني لم استعملها في الفصد
السلطان : فبفضل الله ثم بفضل الحكمة التي استعملتها في وقتها أنقذت سلطان بلادك
الحجام : الحمد لله على تراجعي وقت فصدك بالريشة الجميلة
السلطان : (للجسد الملقى على الأرض ميتا).. لقد كان يريد لي الموت بهذه الريشة فمات بها ..
الحجام : (مبتسما) من حفر حفرة لأخيه وقع فيها..
السلطان : صحيح .. أما أنت فلك بدلا من الخمسة دنانير خمسمائة دينار ذهبية
الحجام : (فرحا) صحيح !! جزاك الله خيرا يا مولاي .. جزاك الله خيرا الحمد لله فقد نفعتني هذه الكلمات التي اشتريتها من الحكيم..
السلطان : نعم أربحتك خمسمائة دينار ذهبية بدلا من الخمسة دنانير التي اشتريت بها الحكمة
الحجام : لا تعمل عملا قبل أن تنظر في عواقبه..
السلطان : (ينادي الغلام) أيها الغلام
الغلام : أمر سيدي
السلطان : أعطوا الحجام الحكيم خمسمائة دينار ذهبية ..
الغلام : أمر مولاي…..

ليلة الجمعة .. وبالتحديد الساعة 11 مساءً انتهيت من كل أعمالي ..
ماذا أفعل ؟! أين اذهب ؟! لدي فراغ كثير .. إختلوت بنفسي .. وتركت أهلي وأصحابي .. وأنا أفكر ماذا افعل !!

خطرت لي خاطرة , عزمت على فعلها , وكانت الخاطرة سيئة , أغلقت الأبواب والنوافذ , وأطفأت الأنوار , وخيم الظلام في غرفتي , وقلت للمعصية " هيت لكِ " .
فسمعت صوتاً ينشد يقول :
" أسفاً لعبد كلما كثرت أوزارة قلٌ استغفاره , وكلما قرب من القبور قوى عنده الفتور
" يا مدمن الذنب أما تستحي والله في الخلوة ثانيكما "
" غرٌك من ربك إمهاله وستره طول مساويكا "
فانتبهت .. وخفت .. وتلفٌت حولي .. وأخذت أردد يا ويلي !! من صاحب الصوت ؟! ثم رأيت شيئاً لا أستطيع وصفة فقمت خائفاً وفتحت الأنوار , فرأيت شيئاً أسوداً لا أستطيع وصفة .
قلت : من أنت ؟ .
قالت : أنا سيئتك .
قلت : وما سبب مجيئك إلىٌ في هذا الوقت المتأخر من الليل ؟.
السيئة : جئت لأنصحك , وإن كان النصح لا يُِقبل مني , ولكن " الحق ما شهدت به الأعداء "
قلت : هيا تكلميٌ , ماذا عساك أن تقولين .
السيئة : هل تظن أنك وحيدُ هنا ؟!
قلت : وماذا وراء هذا السؤال ؟.
السيئة : إنني رايتـك مطمئن أثناء فعل المعصيـة , و كأنك أمنت من حسـاب
الله تعالي !!.
قلت غاضباً : هذا ليس من شأنك , ولا أحب أحداً أن يتدخل في أمور حياتي ..
السيئة مبتسمة : لقد قلت إني ناصحة , ويبدو أنك لا تريد النصيحة .
ثم تحركت " السيئة " خارجة من الغرفة وهي تقول :
" توارى بجدران البيوت عن الورى
وأنت بعين الله والله ينظر "
" وتخشى عيون الناس إن ينظُروا بها
ولم تخشَي عين اللهِ واللهُ ينظرُ "
فتدبرت ما قالت , وتأثرت به وقلت لها , كرري علىٌ ما ذكرت , فأعادت الكلام علىٌ حتى ندمت على ما كنت ناوياً فعله ..
فناديتها قائلاً : تعالِ , يا سيئة وهات ما عندك .
السيئة : وشرطي أن تسمع ما عندي , ولا تكون متكبراً على , وعلىٌ نصحيتي .
قلت : تفضلي .
السيئة : إني أراك كثيراً ما تخلو بمعاصي الله , وهذه صفة سيئة , تفسد عليك علاقتك بالله تبارك وتعالي , وتبطل أعمالك كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم .
قلت مقاطعاً : وماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ؟.
السيئة : قال " لأعلمن أقواماً من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاء , فيجعلها الله عزوجل هباءً منثوراً .
قال الصحابي ثوبان : يا رسول الله صفهم لنا , جلهم لنا , أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم ؟
قال : أما إنهم إخوانكم , ومن جلدتكم ويأخذون منم الليل كما تأخذون ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها , فسكتت السيئة وسكت " عبد الله " ثم ..
قال : إنه لحديث خطير ومخيف ..
السيئة :- نعم ولهذا أنا أشفقت عليك وأردت نصحك , قبل أن تكون أعمالك هباءً منثوراً , فاِلحق بنفسك يا عبد الله .
ثم قالت : وكما أن فعل السيئة في الخلوة يفسد علاقتك بالله كما أوضحنا , فكذلك هي تفسد علاقتك بالناس .
قلت : ولكن الناس لا يعلمون أني أفعل المعاصي ؟ فكيف تفسد العلاقة معهم ؟
السيئة : هذا ما حكاه الصحابي أبو الدر داء – رحمه الله – حين قال :
" إن العبد يخلو بمعاصي الله , فيلقي الله بغضبه في قلوب المؤمنين من حيث لا يشـعر "
فأنتبه لنفسك يا عبد الله ,.. وأحكم زمام هواك , فلا تفلته إلاٌ لرضاء مولاك ..
قلت : ولكني وإن عصيت الله فان أكثر أعمالي السيئة صغيرة , وأعتقد أنها لا تؤثر في صحفيتي يوم القيامة ..
السيئة : لا تكن كتلك " المرأة الجاهلية " التي تركت الغزل بحجة أنه ماذا يفيدها نسيج خيط على خيط كل ساعة .
وما علمت هذه الجاهلة أن ثياب الدنيا قد اجتمعت خيطاً خيطاً . وأنا سيئة ولكني اعلم منك في مدي تأثيري بصحائف الخلق يوم القيامة , وكما قيل :
" النملة أعلم بما في بيتها من الجمل بما في بيت النملة "
قلت متسائلاً /: أين أنا من هذه المفاهيم ؟
لقد كنت في غفلة عمياء , وإني غررت بالدنيا والله .
السيئة : تحرك يا عبد الله ومازلت في الوقت متسع لتعوض تقصيرك : بحق ربك ..
فأنا السيئة ..
*أنا سبب هلاكك يوم القيامة .
*أنا سبب بغض العباد لك في الدنيا .
*أنا سبب محق البركة من عملك .
*أنا سبب ضعف حفظك وعملك .
قلت مقاطعاً : وكل ذلك من آثارك .
السيئة : بل وأكثر من ذلك فأنه يكفي أن من آثاري أن تولد السيئة السيئة كما أخبرنا بعض السلف عندما قالوا :
" إن من الثواب الحسنة الحسنة بعدها
وإن من عقاب السيئة السيئة بعدها "
قلت : وما العمل الآن , وقد نويت فعل السيئة وأحكمت غلق الأبواب والنوافذ .
السيئة : أعلم أن العبد إذا نوى السيئة فلم يفعلها فأنه تكتب له حسنة , إن تركها من أجل الله تعالي , كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي يرويه عن ربـه .. " ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة "
فتب على الله يا عبد الله , واستغفر لذنبك فإن الله غفور رحيم .. وأحكم غلق الأبواب والنوافذ , وأطفأ الأنوار في غرفتك ولكن ! لطاعة الله تعالي .
فإن سيئة السر تمحوها حسنة السر " وهذه بتلك "
" من كتاب حوارات إيمانية "

أتمنى أن ينال أعجابك وعذراً عن التقصير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.