تلك اللحظة لا زالت تعشعش في ذكراه
سجين بقي..بينما هرب السجناء
ينظر بعينين جرّفت الدموع معالمهما
خرجت منه مرفرفة بجناحين من حرير
بعيداً…وبعيداً جداً
قرب الحرية وقرب تلك التلال
سرقت من تلازمنا ثوان عديدات
جلت فيهن آفاق مديدات..ثم عدت إليه
إلى نفس السجن
كان يقبع في مكانه المعتاد
يراقب اكتمال قصر العنكبوت
في زاوية العمر…
*.*.*.*
لحضرة السكون عنده
حيز يسجنه في قديم الوقت
فتعود الصور المهترءة لتتوضح
فترسله في رحلة إلى الماضي
يقضي طريقه إليه بكاءً
وعندما يصل يموت نسبياً
ليصحو من جديد في حاضر
تغطيه غشاوة الضياع
ينظر إلى قصر العنكبوت من جديد
فيحل السكون من جديد
وتعود الصور لتعيد الوقت
ويبقى يكرر دقائق بيمنا تمضي سنين
*.*.*.*
زهدت بزهده الألوان وحالت عن الفرح
امتلك نظرة جديدة لحياته الفردية
نظرة جعلت نجومه سوداء وسماءه رمادية
وطبع هنيهات الحب العتيق ما تغير
تمر مسرعة..تضيء بعض النجوم
وتوقظ بعض الجراح ..وترحل
ويعود حكم الحزن…حتى إشعار آخر
حتى تمر نسمة تعبق بياسمين الدار العربية
فيتفق الشوق والدمع ويخرجا سوية
أو حتى تهرب الشمس
أو حتى.. تكسر الأصفاد الحديدية
*.*.*.*
تلك الوحدة خرجت من مداركه
ولم يعد لمضي الوقت عنده اي اعتبارات
حاولت رده كلما اطبق جفنيه
ما استطعت لحاله التغيير
في كل لحظة يتأفأف بها
أتنهد آلاف النهدات
يحاول إخراجي وأحاول معه
ولست وليس على إرادة الله بقدير
يتطلع لنفي من يعطيه الشعور
وحال نفسي يوافق خروجي منه
ولكن أين المفر..ما من مفر من القدر
ما دفعت عنه قداسة الحزن حزنه
ولا زادته الوحدة إلا حيرة
بين حرية بعيدة وموت أكثر من بعيد
*.*.*.*
صرخاته مازالت مسكونة بهواجسي
ما استطعت سوى التألم معه
أو بالأحرى التأقلم مع أحزانه
كانت صرخاته امتداد لصرخاتي
المعكوسة على شفتيه
ورعشاتي تدير ريشته بكلمات وكلمات
عندما اتحدث…
أحس بأن القلم أصبح جزء من مسكني
فتمتد إليه نزعاتي وتميل به
عندما تروي الارواح قصة اوطانها
فإنها تروي حكاية الموت
وتكتب الرثاء قبل الفراق
حتى تمر نسمة تعبق بياسمين الدار العربية
فيتفق الشوق والدمع ويخرجا سوية
كلمات رائعة وقوية أخي الكريم ..
تمتزج أصالة عباراتها وحكمة ألفاظها، لتجعل قارئها يتخيل أركان ذلك المكان والزمان ..
الأسر .. الأوطان .. والموت ..
مفردات صعبة، لكنها مترابطة حقاً،،
بوركت، وبانتظار جديدك ..
إطرائك في كلمي يمنحني ثقة أكبر
تحية بعطر النرجس
زيارتك شرف اختال به
تحياتي لك