بسم الله الرحمن الرحيم
——————————————————————————–
كتاب العلم " لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين(رحمه الله)"
الفائدة التاسعة
موقف طالب العلم من وهم وخطا العلماء، هذا الموقف له جهتان:
الأولى: تصحيح الخطأ، وهذا أمر واجب، يجب على من عثر على وهم إنسان- ولو كان
من أكبر العلماء- أن ينبه على هذا الوهم وعلى هذا الخطأ،لأن بيان الحق أمر واجب
، وبالسكوت يمكن أن يضيع الحق لاحترام من قال الباطل، لأن احترام الحق أولى بالمراعاة.
لكن هل يصرح بقائل الوهم أو الخطأ ؟ أو يقول توهم بعض الناس فقال كذا وكذا ؟
الجواب:
ينظر لما تقتضيه المصلحة، قد يكون من المصلحة ألا يصرح، كما لو كان يتكلم عن عالم
مشهور في عصره،موثوق عند الناس ،محبوب إليهم، يقول: قال فلان: كذا وكذا، وهذا خطأ
، فإن العامة لا يقبلون كلامه، بل يسخرون منه ، ولا يقبلون الحق ،ففي هذه الحال ينبغي أن
يقول: من الخطأ أن يقول القائل: كذا وكذا، ولا يقول فلان ، وقد يكون هذا الرجل الذي توهم متبوعا، يتبعه شرذمة من الناس ،وليس له قدر في المجتمع، فحينئذ يصرح لئلا يغتر الناس
به، فيقول: قال فلان : كذا وكذا، وهو خطأ.
الثانية: أن يقصد بذلك بيان معايبه، لا بيان الحق من الباطل، وهذه تقع من إنسان حاسد
– والعياذ بالله- يتمنى أن يجد قولا ضعيفا أو خطأ لشخص ما فينشره بين الناس، ولهذا نجد
أهل البدع يتكلمون في شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وينظرون إلى أقرب شيء يمكن
أن يقدح به ، فينشرونه و يعيبونه، مثلا يقولون : خالفت الإجماع في أن الطلاق الثلاث واحدة
فيقولون :هذا شاذ، ومن شذ في النار، وأمثال هذا كثير.
المهم أن يكون قصدك من البيان إظهار الحق، ومن كان قصده الحق وفق لقبوله، أما من كان
قصده أن يظهر عيوب الناس، فإن من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته
فضحه ولو في جوف بيته، فإذا أعثرت على وهم عالم ، حاول أن تدفع اللوم عنه، وأن تذب عنه
،لا سيما إذا كان من العلماء المشهور لهم بالعدالة والخير ونصح الأمة.
يتهاون في الكلا م على العلماء من نحن حتى نصوب هذا العالم وذاك
فان العالم اذا اخطأ فله اجر وان اصاب فله اجران 00
وقد نتكلم على اناس ربما وضعوا رحالهم في الجنه فالنتقي الله في انفسنا 00
بارك الله فيكم وجزاكم خيرا..
بارك الله فيكم على مروركم الكريم اختي
وفيك بارك الله اختي
وإياكم ان شاء الله