تخطى إلى المحتوى

هجرة العقول الفلسطينية 2024.

هجرة العقول والشباب الفلسطيني ظاهرة خطيرة يجب التصدي لها.
كلنا يعلم أن الاقتصاد الفلسطيني في الخمسينات والستينات وحتى في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي كان يعتمد بشكل أساسي على دخل العاملين في الخارج وخاصة في الخليج العربي .. كما أن العديد من مدن وقرى الضفة الغربية كانت تعتمد اعتمادا مباشرا في مشاريعها التنموية على مغتربيها في دول أمريكاالجنوبية لدرجة أن احد أبنائنا قد نافس على منصب رئيس الدولة في احدى هذه الدول !!
ربما كان الدكتور الشاعر بحكم موقعه كوزير للتربية والتعليم العالي بدأ يراقب أكثر من غيره الأعداد الهائلة لخريجي الجامعات الفلسطينية من كل التخصصات .. وفي نفس الوقت فهو يعلم مدى الزيادة الهائلة في نسبةالبطالة التي وصلت الى أكثر من 40% ( في غزة تصل الى 50% ) وكذلك نسبة الفقر التي وصلت الى 64% ( في غزة قاربت 80% ) .. خاصة في ظل ظروف الإحتلال .. والحصار الذي يلاقيه شعبنا , والتي زادت بقوة وعنف بعد فوز حركة حماس في الانتخابات البرلمانية !
ولربما أن هذه الأوضاع الجديدة قد ساهمت في هجرة ما يزيد على 10000 فلسطيني معظمهم من ذوي الكفاءات الى دول غربية وعلى الأخص الى كندا ( هناك حوالي 45000 طلب هجرة في انتظار الموافقة عليها ) … بالإضافة إلى هجرة العديد من المؤسسات الاقتصادية وأصحاب رؤوس الأموال الى بعض الدول العربية والأفريقية مثل : مصر – السودان – الأردن –دول المغرب العربي .
إلا أن ما يقترحه الدكتورالشاعر حول هجرة الأيدي العاملة من أجل إيجاد فرص عمل للعاطلين عن العمل من ناحية …. ولتخفيض نسبة البطالة من ناحية أخرى .. هذا الإقتراح بحاجة إلى آليات عملية وواقعية .. تبدأ أولا بضرورة إقناع الدول المنوي تشغيل العمالة فيها بالموافقة على الفكره …لضمان مصالحهم .. في وقت بدأت العديد من الدول العربية توطين الوظائف الحكومية (إستبدال الموظفين الأجانب بآخرين مواطنين ) ووضع القيود أمام العمالة الوافدة , مما أثر على الطلب , الذي أدى بدوره إلى إنخفاض رواتب العديد من العاملين في الدول الخليجية …وما يصاحبه من غلاء فاحش وزيادة متواصلة في أجور السكن, دون أي رقابة حكومية (اقتصاد حر في كل الميادين وفي كل مناحي الحياة ) مع الأخذ بعين الاعتبار عدم اعطاء هذه الدول اية أولوية أو أفضلية لعمالة على أخرى …حتى وإن كانت عربية أو فلسطينية !!
أقترح على الأخ الدكتور الشاعر بحكم منصبه الحالي – من أجل الحد من بطالة خريجي الجامعات – ان يعيد النظر في قبول الطلبة في الجامعات الفلسطينية .. بحيث يتلائم عدد الطلبة مع الحاجة الحقيقية لسوق العمل الفلسطيني فلا يعقل أن يتم تخريج اكثر من 1000 مهندس فلسطيني سنويا في الوقت الذي تحتاج سوق العمل حوالي 200 مهندس في الظروف العادية ( حاليا وكنتيجة مباشرة للحصار وتوقف العديد من مشاريع التنمية والبنية التحتية فقد طالت البطالة العديد من العاملين القدامى بل وحتى هناك العديد من المؤسسات والشركات الهندسية التي توقفت عن العمل).
وما ينطبق على المهندسين فإنه ينطبق على العديد من التخصصات مثل التجارة – الإقتصاد- المحاماة وغيرها من التخصصات الأدبية والعلمية .
إننا بالفعل بحاجة إلى ثورة تصحيحة ليس فقط في مناهج التعليم التي تحتاج إلى إعادة نظر في كل المستويات التعليمية …. ولكن أيضا في عدد الخريجين في المجالات المختلفة !! فنحن بحاجة الى تطوير مناهجنا التعليمية بشكل يضمن لخريجينا ايجاد فرص عمل أو استكمال دراستهم العليا في العديد من الدول العربية والأجنبية !
كما أننا بحاجة إلى تطوير التعليم التقني … من أجل الحصول على خريجين لا ينتظرون وظيفة حكومية !!
هناك العديد من المؤتمرات وورشات العمل المتخصصة التي عقدت من أجل ذلك ولكن تطبيق توصيات هذه المؤتمرات وورشات العمل,, لم يخرج إلى حيز الوجود بعد !!
آمل من الأخ / د.الشاعر عدم الإنتظار لحين قدوم وزير جديد .. لوزارة التربية والتعليم ,, عند تشكيل حكومة الوحدة الوطنية, فربما بقي في منصبه في الحكومة الجديدة …. وأن يبدأ بوضع الاسس والمعايير لتنفيذ إقتراحه الخاص بهجرة العمالة الفلسطينية المنظمة .. والبدء بعمل الإتصالات والزيارات للعديد من الدول العربية والخليجية بالذات … للوقوف على مدى إمكانية تنفيذ ذلك .
تعليق:
ان مكافحة الهجرة تحتاج الى مكافحة البطالة والفقر
لنقف جميعا يدا بيد من أجل مكافحة البطالة والفقر
اتحاد المتعطلين عن العمل في فلسطين

حذف الايميل بواسطة السلطانة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.