الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر
الحمد لله الذي هدانا بالكتاب والسنة وأخذ علينا ميثاق الاقتداء بما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنة ، وأحلنا باتباع اعلم العالمين محلا منيفا ونهانا عن ارتكاب البدع المحدثات وأمرنا باتباع السنة في كل الاوقات ، وشرف المتبعين للسنة تشريعا وأخبرنا عن لسان نبيه أن المتبعين لسنة زمن ضعف الايمان وفساد الناس يضاعف لهم الثواب وهم المنصورون.
يقول الله تعالى :
وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [آل عمران/104]
و قال سبحانه :
كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ [آل عمران/110]
و المعروف اسم جامع لكل ما عُرف من طاعة لله و تقرب إليه بإخلاص له و اتباع لنبيه صلى الله عليه و سلم سواء أكان فرضا أو نفلا .
و المنكر كل ما أنكره الشرع و قبحه نهيا و تحريما
فالأمر بالمعروف في الجملة امر بالطاعة و النهي عن المنكر نهي عن المعصية و بذلك يكون الإنسان دالا على الخير مانعا من الشر , و الله أسأل أن يجعلنا من الذين يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر ….آمين
هذا و قد ثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم كما في سنن ابن ماجة من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: (( سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مُرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ قَبْلَ أَنْ تَدْعُوا فَلَا يُسْتَجَابَ لَكُمْ)). و الحديث حسنه الإمام الألباني – رحمه الله – .
و في الصحيحين و اللفظ للإمام البخاري عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ عَلَى الطُّرُقَاتِ فَقَالُوا مَا لَنَا بُدٌّ إِنَّمَا هِيَ مَجَالِسُنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا قَالَ فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلَّا الْمَجَالِسَ فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهَا قَالُوا وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ قَالَ غَضُّ الْبَصَرِ وَكَفُّ الْأَذَى وَرَدُّ السَّلَامِ وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهْيٌ عَنْ الْمُنْكَرِ
و قد شدد النبي صلى الله عليه و سلم على المتهاونين في الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر لعظيم هذا الأمر , عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنْ الْمُنْكَرِ أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا مِنْهُ ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلَا يُسْتَجَابُ لَكُمْ
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ وقد حسنه الإمام الألباني – رحمهما الله – .
و نهاية تقول أم الدرداء : من وعظ أخاه سرا فقد زانه و من وعظه علانية فقد شانه
و الله أسأل أن ينفع بهذه الكلمات كاتبها و ناقلها و قارئها و صل اللهم على سيدنا محمد و آله و صحبه و سلم
أبو عبد الرحمن
وليد دويدار
وجزاك الله الف خير
وجمعنا بك بدار النعيم يارب
انه على كل شى قدير
موضوع قيم من كاتب قدير
و جزاكم الله خيرا