الســــؤال :
هـل هـذه الكلمات مخالفـة للعقيـدة :
عاش من سمع صوتك – عاشت رُوحك – لا سَمَحَ الله – عدالة السماء –
صُدفة [مثل : قابلته صُدفة أو رأيته صُدفة ] – سيبها على الله ؟
………………..
الجـــواب :
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ما رأي فضيلتكم في استعمال كلمة (صدفة) ؟ ..
فأجاب بقوله : رأينا في هذا القول أنه لا بأس به وهذا أمر متعارف وأظن أن فيه أحاديث بهذا التعبير صادفنا رسول الله صادفنا رسول الله ولكن لا يحضرني الآن حديث معين بهذا الخصوص . والمصادفة والصدفة بالنسبة لفعل الإنسان أمر واقع ، لأن الإنسان لا يعلم الغيب فقد يصادفه الشيء من غير شعور به ومن غير مقدمات له ولا توقع له ، ولكن بالنسبة لفعل الله لا يقع هذا ، فإن كل شئ عند الله معلوم وكل شئ عنده بمقدار وهو – سبحانه وتعالى – لا تقع الأشياء بالنسبة إليه صدفة أبدا ، ولكن بالنسبة لي أنا وأنت نتقابل بدون ميعاد وبدون شعور وبدون مقدمات فهذا يقال له صدفة ، ولا حرج فيه ، أما بالنسبة لأمر الله فهذا فعل ممتنع لا يجوز .
►◄►◄►◄
( لا قـدَّر الله ولا سمح الله )
سؤال اللجنة الدائمة فتوى رقم (10751) : س1 : ما حكم الشرع في نظركم في هذه الألفاظ : (يعلم الله) (لا سمح الله) (لا قدر الله) (إرادة الله) (الله ورسوله أعلم) ؟ .
ج1: قوله : (يعلم الله) لا بأس بذلك إذا كان صادقا ، وقوله : (لا سمح الله ، لا قدر الله) لا بأس به إذا كان المراد بذلك طلب العافية مما يضره ، وقوله : (إرادة الله) إذا أراد بذلك أن ما أصابه من مرض وفقر ونحو ذلك هو من قدر الله وإرادته الكونية فلا بأس ، وقوله : (الله ورسوله أعلم) يجوز في حياة الرسول صلى الله وعليه وسلم ، أما بعد وفاته فيقول : الله أعلم ؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم بعد وفاته لا يعلم ما يحدث بعد وفاته . وبالله التوفيق . وصلى الله على نبينا محمد ، وآله وصحبه وسلم … اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ..
وسئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ما رأيكم في هذه العبارة " لا سمح الله"؟.
فأجاب قائلًا : أكره أن يقول القائل : " لا سمح الله " لأن قوله : " لا سمح الله " ربما توهم أن أحدًا يجبر الله على شيء فيقول : " لا سمح الله " والله – عز وجل – كما قال الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، " لا مكره له " . قال الرسول ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « لا يقول أحدكم : اللهم اغفر لي إن شئت ، اللهم ارحمني إن شئت ، ولكن ليعزم المسألة ، وليعظم الرغبة فإن الله لا مكره له ، ولا يتعاظمه شيء أعطاه » والأولى أن يقول : " لا قدر الله " بدلًا من قوله : " لا سمح الله " لأنه أبعد عن توهم ما لا يجوز في حق الله تعالى .
►◄►◄►◄
قول: عدالة السماء .
السؤال: هل يجوز أن نقول : عدالة السماء ، وللعلم هذه الكلمة تتردد كثيرا على ألسنة المعلقين والصحفيين والأدباء ؟
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : هذه الألفاظ فضفاضة لا يحكمها الشرع إلا من حيث النية والقصد فمن رام بنطقها وصف شرع الله تعالى المنزل من السماء بالعدل ، أو التأكيد على أن الله عدله من فوقنا مهيمن على الكون بين فيه فلا بأس بقولها حينئذ ؛ فقد جاء في سنن الدارمي أن أم أيمن رضي الله عنها قالت لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما عندما جاءا لزيارتها بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم : .. ولكن أبكي على خبر السماء انقطع . فقد نسبت الوحي المنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماء ، فالسماء المكان الذي ينزل منه الوحي ويأتي العدل . والواجب أن يتوخى المسلم الحذر فلا ينطق من الألفاظ إلا ما يحمل دلالة واضحة لا لبس فيها .
وقد سئل ابن عثيمين رحمه الله : ما حكم ألفاظ تصدر عن الكتاب العصريين في كتاباتهم مثل قولهم : عدالة السماء ، أو هدي السماء ، أو النور العلوي ، وكذلك وصف النبي صلى الله عليه وسلم بالعبقرية ، وأنه أفضل قائد في العالم ، هل يصح إطلاق هذه الألفاظ على إطلاقها ؟
فأجاب : هم يريدون بنور السماء وهداية السماء نور الله عز وجل ؛ لأنه في السماء ، ولكن الأفضل أن يعدلوا عن هذه الكلمات وأن يقولوا : نور الله وهداية الله كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( إلا كان الذي في السماء ساخطاً عليها ) قال : (كان الذي في السماء) فإطلاق مثل هذه العبارات يجب على الإنسان التوقف فيها وأن يقال : الأفضل أن تضيفوا الشيء إلى من هو له حقيقة ؛ لأن مجرد السماء ليس فيها هداية وليس فيها نور وإنما هو نور الله عز وجل وهداية الله . وأما وصف النبي صلى الله عليه وسلم بأنه عبقري فإن كان الرجل يريد أنه عليه الصلاة والسلام عنده علم بما يتعلق بشئون الحياة من الشجاعة والكرم وما أشبه ذلك فلا بأس ، وإن كان يريد أنه عبقري ولكنه لم ينل هذا المقام إلا بعبقريته لا بكونه رسول الله ، فهذا لا يجوز ، فالرسول محمد عليه الصلاة والسلام رسول الله ، ولا شك ، وهو صلى الله عليه وسلم أشجع الناس وأكرم الناس وأجود الناس وأحسن الناس خلقاً .
►◄►◄►◄
أما قول: عاشت روحك ، وعاش من رآك ومن سمع صوتك ونحوها ، فلا نرى فيها مخالفة إن كانت النية الدعاء لمن سمع صوته أو رآه ، أما إذا كان المعنى أن من يسمع صوته أو يراه يمد له في عمره بذلك ، فهذا لا يجوز .
►◄►◄►◄
وكذلك قول : (سيبها على الله) إذا كان المقصود والنية ترك الأمور توكلا على الله فلا بأس بقولها . أما إذا كانت تعني التواكل والاستهتار وخلف المواعيد فلا. والله أعلم.
منقول للفائدة
تقبل الله منا ومنكم الطاعات
►◄►◄►◄►◄►◄
جزاك الله خيرا عطرتى صفحتى يا احلى ورده