عن سفيان بن عبدالله الثقفي قال : قلت يا رسول الله مرني بأمر في الإسلام لا أسأل عنه أحدا غيرك.
قال : قل آمنت بالله ثم استقم.
حديث صحيح
..
كنت أقرأ منذ أيام عن موضوع نهضة الأمة و الوعد بالنصر… فمررت بلفتة طيبة أحببت أن أشارككم بها
في قوله تعالى :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ . محمد 7
يقول سيد قطب رحمه الله :
نقف لحظة أمام لفتة خاصة في التعبير: ينصركم . ويثبت أقدامكم.
إن الظن يذهب لأول وهلة أن تثبيت الأقدام يسبق النصر , ويكون سببا فيه . وهذا صحيح . ولكن تأخير ذكره في العبارة يوحي بأن المقصود معنى آخر من معاني التثبيت . معنى التثبيت على النصر وتكاليفه . فالنصر ليس نهاية المعركة بين الحق والضلال . فللنصر تكاليفه في ذات النفس وفي واقع الحياة . للنصر تكاليفه في عدم التراخي بعده والتهاون . وكثير من النفوس يثبت على المحنة والبلاء . ولكن القليل هو الذي يثبت على النصر والنعماء . وصلاح القلوب وثباتها على الحق بعد النصر منزلة أخرى وراء النصر . ولعل هذا هو ما تشير إليه عبارة القرآن . والعلم لله
إنما سمي القلب من تقلبه ، إنما مثل القلب مثل ريشة بالفلاة ، تعلقت في أصل شجرة ، يقلبها الريح ظهرا لبطن .حديث صحيح
و لهذا كان الدعاء في القرآن الكريم :
رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا
فالتوبة هي الخطوة الكبرى و نقطة التحول، و هي بمثابة النصر؛ النصر الأكبر. و لكن الجهاد لا يقف عندها، بل إن الثبات على الحق و الإستقامة في المسير و الصبر عند الضعف ، لهو الجهاد الأكبر بحق.
السؤال الآن
كيف لنا أن نثبت هممنا و لا ننجرف بتيار الهوى عند إدبار القلوب ؟
يقول تعالى :
وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً . وَإِذاً لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّـا أَجْراً عَظِيماً . وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً . النساء 66-68
أي أنه بمجرد وقوفنا وقفة صدق مع النفس، و إتخاذ أول خطوات في المسير وفق ما يحب الله و يرضى، لوجدنا منه تعالى التثبيت و الأجر و الهداية.
و الإنسان حكيم نفسه و خبير بحالها. لا أحد يهوي بلحظة !
بل يكون ذلك بمراحل؛ أولها فتور للهمة، و إدبار القلب عن الطاعات التي تدعم المسير و تحصن ذلك القلب من إتباع الهوى. باتباع أول خطوة من خطوات الشيطان، نبدأ بالتخلي عن النوافل. فيسقط التهجد من برنامجنا اليومي، و بذلك تكون الخسارة مضاعفة. أولاً خسارة بركة صلاة الليل التي يعرف جميعنا عظيم أجرها و مفعولها. و ثانياً خسارة مفتاح إصلاح القلوب ، ألا و هو الوقوف بين يدي الله للدعاء و التضرع في أحب الساعات إليه.
والله لقد لاحظت ذلك في نفسي. أول ما أتهاون به في حالات الإعراض، هو صلاة الليل. و بذلك يكون "تكتيك" إبليس اللعين المحكم؛ ينخر في أسس حصني من جهة ( بإبعادي عن النوافل و القربات)، و في الوقت ذاته يغلق في وجهي باب أقصر السبل للعودة في أشد الأوقات حاجة إليه، و هو التذلل إلى الله و طلب العون منه في أحب الأوقات إليه.
متى ما لمستِ في نفسكِ عوارض تلك الحالة، حالة الفتور و الإعراض، عليكِ بتدارك الأمر بسرعة و الدخول في حالة من " الطوارئ" لإنعاش القلب ، و تثبيت الدعائم التي تحصنه. و إياكِ يا أختي أن تدعي الشيطان يسلبك مفتاح الوصل… التذلل بين يدي الله و طلب العون منه إذ لا مولى لي و لكِ سواه..
لعل أطيب أوقات المناجاة أن تخلو بربك والناس نيام والخليون هجع، قد سكن الكون كله وأرخى الليل سدوله، وغابت نجومه، فتستحضر قلبك وتتذكر ربك، وتتمثل ضعفك وعظمة مولاك فنأنس بحضرته ويطمئن قلبك بذكره وتفرح بفضله ورحمته وتبكي من خشيته وتشعر بمراقبته وتلحّ في الدعاء وتجتهد في الاستغفار وتفضي بحوائجك لمن لا يعجزه شيء ولا يشغله شيء عن شيء.. تسأله دنياك وآخرتك وجهادك ودعوتك وأمانيك ووطنك وعشيرتك ونفسك وإخوانك.
قفي بين يديه و اسأليه الثبات
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ، فقلت : يا نبي الله آمنا بك وبما جئت به ، فهل تخاف علينا ؟ قال : نعم إن القلوب بين إصبعين من أصابع الله يقلبها كيف شاء. حديث حسن
عوامل الثبات على الدين كثيرة، و قد تم طرحها في مواضيع عديدة في الركن هنا.. لعلي أذكر نفسي و إياكم بأهمها
القرآن الكريم لما فيه من شفاء لما في الصدور و رحمة. والله إنه ليسكب في القلب نوراً يملأ القلب بحب الله و الدعوة و يوقد الهمم.. ثم التمسك بالصحبة الصالحة لما للصحبة من أثر كبير على سلوك المرء. و الدعوة إلى الله؛ ففيها تذكير للغير و للنفس، و تشكل رادعاً للمرء عن الإنحراف عن السبيل الذي يقوم بدعوة الغير إليه. أما أشد عوامل الثبات فعالية في رأيي، فهو الإكثار من ذكر الموت، و الخوف من سوء الخاتمة…
قال رسول الله عليه الصلاة و السلام : أكثروا ذكر هادم اللذات ؛ يعني الموت.
…
..
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب
و الحمد لله رب العالمين
و الإنسان حكيم نفسه و خبير بحالها. لا أحد يهوي بلحظة !
بل يكون ذلك بمراحل؛ أولها فتور للهمة، و إدبار القلب عن الطاعات التي تدعم المسير و تحصن ذلك القلب من إتباع الهوى. باتباع أول خطوة من خطوات الشيطان،
فعلاً ..
صدقتِ واللهِ ..
إن القلوب بين إصبعين من أصابع الله يقلبها كيف شاء
يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك
الله المستعان..
وقفة بالغة الأهمية وكلمات تلامس القلب ..
أثابكِ الرحمن أختي الحبيبة ونفع بكِ وبما كتبتِ ..
القرآن الكريم لما فيه من شفاء لما في الصدور و رحمة. والله إنه ليسكب في القلب نوراً يملأ القلب بحب الله و الدعوة و يوقد الهمم.. ثم التمسك بالصحبة الصالحة لما للصحبة من أثر كبير على سلوك المرء. و الدعوة إلى الله؛ ففيها تذكير للغير و للنفس، و تشكل رادعاً للمرء عن الإنحراف عن السبيل الذي يقوم بدعوة الغير إليه. أما أشد عوامل الثبات فعالية في رأيي، فهو الإكثار من ذكر الموت، و الخوف من سوء الخاتمة/QUOTE]
سبحان والحمد الله
اه من الموت المخيف ذاك الوقت
..المخيف
مشكوره على الموضوع المميز
بارك الله فيكي
فراشة القنديل
وبارك الله لك في علمك و مالك و ولدك
و مشكورة جدا
وجعل ماتكتبين في ميزان اعمالك
حمامة الجنة
كل منا أدرى بحاله.. هناك مؤشر في داخل كل منا ينبهنا عند اقتراب الخطر.. و القرار عائد إلينا؛ إما نستجيب له، و إما نتغافل عنه ظناً منا أننا قادرون على تعديل خط المسير متى شئنا.. لكن الواقع أن الأمر يزداد صعوبة مع كل خطوة معاكسة…
يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك
آمين يا الله
بارك الله فيكِ أختي الحبيبة
**
عاشقة الجنة
نعم أختي.. كفى بالموت واعظاً..
نسأل الله حسن الحياة و حسن الممات
بارك الله فيكِ غاليتي
أي أنه بمجرد وقوفنا وقفة صدق مع النفس، و إتخاذ أول خطوات في المسير وفق ما يحب الله و يرضى، لوجدنا منه تعالى التثبيت و الأجر و الهداية.
صدقت والله بكل حرف
ليس فقط التثبيت والاجر والهدايه
بل
سيفتح الله على عبده مالم يكن بالحسبان
اقسم بربي
اني مااتقيت ربي في يوم في امر ما
الا ووجدت نفسي اعمل الخير والصالحات
بنفس امنه مطمئنه
وازيد منها بشراهه
بل وانتهي عما لايرضى عنه الله بكل سهوله ويسر
سبحانك اللهم وبحمدك
هل جزاء الاحسان الا الاحسان
بوركت اختي الغاليه
ياسمينة الشام
موضوع يستحق التمييز
:
بارك الله فيك أخيتي
كلمات في الصميم
جزاك الله خير