حينما نخرج إلى الدنيا ..نقف أمام تيارها المتلاطم ..نرى أشياء غير ما تعلمناه في المدرسة ..أو في الروضة أو في أي مرحلة ..لا نستطيع تمييزها ولا نعرف الصحيح من الغلط فيها ..يشتد التيار كلما حاولنا التقدم إلى الأمام ..وتزداد العجائب والغرائب ..المتزود بما سمع وما عرف عنها تلك الحياة هو الذي يستطيع فقط التقدم ..والويل كل الويل لمن يعلم شيئا ..
هناك كثير من الناس يتقدمون ولا يعود لهم أثر فيذهبون مع التيار.. أما البعض الآخر ممن تداركهم الله برحمة منه فيكملون الطريق بتعب ومشقة لأنهم لم يعلمو عنه شيئا ..
كم أنت قاسية أيتها الحياة وما أقوى تيارك ..
و ما أتعس من تعلق بك ..
لقد خرجت إليك لأحاول التقدم لكني بعد كل ما سمعت عنك لم أصدق ..
حينما نظرت بمد البصر إلى الأمام ..طالما انتظرت اللحظة التي يتاح لي بها الخروج وها أنا قد بلغت تلك السن التي يسمح لي بها بالخروج ..هناك منهم أضغر مني سنا ولكنهم خرجوا وأنا لا أزال على تخوف ..لماذا ؟؟سأكون صادقة ولن أكون مثلهم ..كان الخروج يجب أن يكون في النهار..ترددت كثيرا هل أتقدم ترى؟؟
وقفت لفترة ليست بالقصيرة أنظر وأتأمل ..
وبعد مرور الوقت وعند اقترب الظلام ..عدت إلى الوراء ورجعت من حيث أتيت ..من جزيرة البراءة ..عدت بعد أن أحاط الخوف بي عدت وارتميت بين أحضان سرير الطفولة الذي طالما أحاطني بحنانه ..عدت إليه والأحلام تراودني ..لقد قررت أخيرا سأخرج غدا ..
أسلمت أجفاني للنوم ..وبدأت الأحلام الوردية تراود عيناي و تمر أمام مخيلتي ..أنتظر خروج النور بأسرع وقت …
آه ..لقد طلع الفجر ..يجب أخرج وأأخذ معي زادي وبعض ممتلكاتي ..أخذت الصدق والأمانة وطيبة القلب ورهف الإحساس معي فلن اتركها يجب أن نبقى متلازمين دوما ..وخرجت بدأت رحلتي كانت جميلة بديتها وكأني أحلم ..قد وصلت إلى ما أريد وأنا على تلك الطيبة ..لا أعلم كيف كانت نظرتهم لي ولكني مضيت ..ومكثت على ذلك الطريق ألقي السلام على جميع من أقابل حتى إجتمع حولي الكثير أحببتهم وأردت بقاء صحبتهم لي مدى الطريق لنكون أعوانا ..لم اعلم أن نواياهم ليست مثلي ..وفي فترة التزود افترقنا ..كنت متأكدة أننا سنتقابل ثانية ..غير
أني مع ذلك لم أنساهم في الفترة تلك كنت أذكرهم دوما ..وعدت بسرعة لأراهم..
وتلاقينا ولكن الوجوه غير الوجوه ..وكأننا لم نعرف بعضنا أو لم نتعارف ونتجالس من قبل ..آثرت الابتعاد قليلا علهم يذكرون ..وبطريق الصدفة يكون السلام بيننا ..حزنت كثيرا أيمكن هذا ونحن في طريق واحد أيمكن أن نتفارق ونتناسى بهذه السرعة ..حاولت إعادة الحال وإظهار الاهتمام أكثر وإعادتهم لكن هل سيبقوا بجانبي ويخلصوا كما فعلت ..قريبا سنفترق ولا اظننا سنلتقي إلا أن يشاء الله فهل سيذكروني؟؟؟
سأظل أذكركم ……ويبقى في ذهني رسمكم
وتبقى صدقتنا ……أبدا نورا أضيء به ظلمة طريقي
ماهذا النّثر الجميل الذي نثرتيه علينا
يــــ ( فائزة ) ـــــــــا
جميل ما خطّته أناملكِ
سلِمت أناملكِ غاليتي
ودمتِ بصحة
سلمت لي غاليتي جودي وشكرا على مرورك
ارجوا أن تبقي هنا دوما
ودمتي