• في (الأردن) ارتفع عددُ النساءِ العوانسِ (اللاتي تجاوزنَ الثلاثينَ بدونِ زواج) بنسبةٍ مخيفة، كما ارتفع متوسطِ سنِّ الزواج للمرأةِ الأردنيّة إلى 25 سنة، نتيجةً للظروفِ المادّيّةِ الطاحنة.. (ملحوظةٌ خارج السياق: أصدرَ (الأردن) قانونَ الخلع!).
• هناك من يقدّر عدد العوانس في الوطن العربيّ بـ 16 مليون امرأة!
• في المجتمعِ العربيِّ القديم، كانتِ الفتاةُ تتزوّجُ مبكرًا، وكثيرًا ما كانت تتزوّجُ رجلا في سنِّ والدِها!.. ولكن لم يمثّلْ ذلك أدنى مشكلة، فبمجرّدِ أن يموتَ عنها زوجُها وتنقضي عدّتُها، كانَ أحدُ أقاربِها أو أقاربِ زوجِها ممن يقلُّ عددُ زوجاتِه عن أربع، يتزوّجُها ليكفلَها مهما كان عمرُها وعددُ أطفالِها!.. مثلُ هذا النظامِ كانَ شديدَ المرونة، فلا يهمُّ سنُّ المرأةِ أو الرجل (ممّا يعني تقليلَ فترةِ المراهقة)، كما أنّه كانَ يضمنُ للمرأةِ والرجلِ حرّيّةَ الإقدامِ على الطلاق، فالمرأةُ تعلمُ جيّدًا أنّها ستتزوّجُ مجدّدًا، ولن تعيشَ وحيدةً تربّى أطفالَها بمفردِها ويتحدّثُ عنها الناسُ بالسوءِ بسببٍ أو بدونِ سبب!.. ألم تكن هذه ميزاتٍ رائعة؟!
• اسألي نفسَكِ هذا السؤال: ماذا سيحدثُ لي لو مات زوجي وأنا ما زلتُ شابّة؟.. هل أضمنُ أن أجدَ رجلا آخرَ غيرَ متزوّجٍ ليتزوّجَني؟.. وما الذي يدفعه للزواجِ من ثيّبٍ وأمامَه العذارى يتأرّجنَ على غصونِهنّ؟
• من البدهيّاتِ عندَ المرأةِ العصريّةِ أنّها لا تتزوجُ إلا عن حبٍّ يَشغَفُ القلب.. هلاّ سألتْ هذه المرأةُ نفسَها، ماذا سيحدثُ إذا وقعتْ في غرامِ رجلٍ متزوّج؟!!.. أعتقد أنّ هناك إجابةً واحدةً شرّيرةً ستُقالُ في الحال: يُطلّقُ زوجتَه!.. ولكن.. إذا كنتِ تسمّينَ من يتزوّجُ على زوجتِه خائنا، فماذا ستسمّينَ من يطلّقُها لنزوةٍ عابرةٍ وبدون ذنبٍ أذنبتْه أو جريرةٍ اجترحتها؟!!.. أنصحُكِ بحرارةٍ يا سيّدتي أن تتأكّدي من أنّ رجلَك غيرُ مقتنعٍ بمفاهيمِك التحرّريّةِ هذه قبلَ أن تُقدمي على الزواجِ به!
• إذا كنت تؤمنينَ بدعاوى أنصارِ حرّيّةِ المرأة، وترينَ أنّ زواجَ زوجِك عليك إهانةٌ وخيانة، فأنا أنصحُكِ بأن تتزوّجي رجلا من أنصارِ حرّيّةِ المرأة .. إنّ ذلك سيضمنُ لكِ عدمَ تزوّجِه عليك، وإن كانِ لا يضمنُ لكِ ارتكابَه للفواحشِ مع العاهرات!!، لا ولا يضمنُ لكِ عدمَ وفاتِه قبلَك!!.. إذن فحاولي أن تحصلي على عقدٍ من الجمعيّاتِ النسائيّةِ، يضمنُ لكِ توفيرَ المُخبِراتِ الخصوصيّاتِ لمراقبةِ زوجِكِ ليلَ نهار (وأنصحُكِ أن تراقبي هذه المخبراتِ أنتِ بنفسِك، فلن تأمني من وقوعِهنَّ بينَ براثنِ زوجِك، لينضممنَ لسلسلةِ عشيقاتِه!!).. واحصلي كذلكِ على وثيقةِ تأمينٍ من الجمعيّاتِ النسائيّةِ، تضمنُ لكِ أنَّ زوجَكِ لن يموتَ قبلَك، فإذا حدثَ ذلكِ، فإنّ على الجمعيّاتِ النسائيّةِ تدبيرَ زيجةٍ لك من الأراملِ من أنصار الحركةِ النسائيّةِ من الرجال!!
• إنَّ ظروفَ المجتمعِ هي التي تدفعُ لتعدّدِ الزوجاتِ أو عدمِه.. فلو كانَ عددُ النساءِ مساويًا لعددِ الرجال، فكيف يمكنُ أن يتزوّجَ رجلٌ أكثرَ من امرأةٍ بطريقةٍ تُشكّلُ ظاهرة؟؟.. أمّا حينما يزدادُ عددُ النساءِ عن الرجال، نتيجةً لموتِ أعدادٍ كبيرةٍ من الشبابِ في الحروب[2] أو الأوبئة، فإنَّ واحدًا أو أكثرَ من هذه الأمورِ لا بدَّ أن يحدث:
– أن تعيشَ نسبةٌ كبيرةٌ من النساءِ وحيدةً محرومةً من احتياجاتِها الجسديّةِ والنفسيّةِ والاجتماعيّة، كزوجاتٍ وأمّهات.
– أن تشيعَ الفاحشةُ بينَ النساءِ اللاتي بلا زواج.
– أن تتصارعَ النساءُ على الرجال، فتدفعَ النساءُ الدوطة (المهر) مثلا، لتحظى الأكثرُ غنىً منهنَّ بالرجل، كما حدثَ في (أوروبا) في بعض فتراتِ العصورِ الوسطى، وكما يحدثُ الآنَ في بعضِ دولِ شرقِ (آسيا).
– أن يعودَ نظامُ العبوديّة، ويتّخذَ الرجلُ لنفسِه سربًا من الإماءِ والجواري.
– أن تتعدّدَ الزوجاتُ للرجلِ الواحد.
جليٌّ جدًّا أنَّ صيغةَ تعدّدِ الزوجاتِ هي أكثرُ هذه الصيغِ إنصافًا وصونًا للكرامةِ بالنسبةِ للمرأة.
• أوّلُ ما سيتبادرُ إلى ذهنِ النساءِ المسترجلاتِ بعدَ العبارةِ السابقة، هو أن يتساءلنَ في تحدّي: وماذا يا تُرى سيحدثُ عندما يزيدُ عددُ الرجالِ عنِ النساء؟.. بالتأكيدِ سيحدثُ ما يفعلُه الذكورُ في جميعِ المخلوقات: سيتصارعونَ على الإناث، حيثُ سيكونُ للقوّةِ الدورُ الأكبر، ممّا سيؤدّي إلى مصرعِ عددٍ كبيرٍ منَ الذكورِ وهروبِ قسطٍ كبيرٍ من ضعافِهم، بحيثُ ستتوازنُ الأعدادُ في النهاية.. وهذا السيناريو مبنيٌّ على خاصيّةٍ هامّةٍ من خصائصِ الذكرِ في جميعِ المخلوقات، تلكَ أنّه يغارُ على جميعِ الإناث، ولو استطاعَ لضمّهنَّ كلَّهنَّ إلى حريمِه!.. وإن كانَ مستبعدًا أن يزيدَ عددُ النساءِ عنِ الرجال:
– ليسَ فقط لأنَّ الإناثَ في جميعِ المخلوقاتِ أطولُ عمرًا من الذكور، وأقوى مناعةً ضدَّ الأمراضِ عنهم، وذلكَ لأنَّ للأنثى الدورَ الأهمَّ والأصعبَ في حفظِ النوع.
– ولكنْ أيضًا لأنَّ من الأسبابِ الرئيسيّةِ في اجتثاثِ الرجالِ، الحروبَ (ونكدَ الزوجاتِ لو أردت)، وما زالتِ النساءُ إلى الآنِ رغمَ حصولِهنَّ على "المساواةِ" المزعومة، لا يشاركنَ مشاركةً حقيقيّةً في الحروب (وما زالَ العلمُ عاجزًا إلى الآنِ عن إيجادِ علاجٍ لنكدِ الزوجات، أو تخليقِ نكدِ الأزواجِ المضادِّ في المعمل)!!
• إنَّ فهمَ النساءِ لتركيبِ الرجالِ النفسيِّ شيءٌ لا غنىً عنه، وإلا لاستحالَ أن يتعايشا معًا في مجتمعٍ واحد، ناهيكَ عن بيتٍ واحد!!.. كما أنَّ مثلَ هذا الفهمِ يستطيعُ أن يجعلَ المرأةَ تُمسكُ بخيوطِ الرجلِ الخفيّة، بحيثُ تحصلُ منه على ما تريدُ دونَ أن تُشعرَه بإهانةِ كرامتِه أو الانتقاصِ من رجولتِه أو تبديدِ إحساسِه الطاوسيِّ بالسيطرةِ عليها، ويجعلُها أيضًا قادرةً على أن تُعميَ بصرَ الرجلِ عن أيِّ امرأةٍ أخرى، ولكنَّ هذا يتطلّبُ منها أن تلعبَ عدّةَ أدوارٍ مركّبة: دورَ الأمِّ والزوجةِِ والصديقةِ والحبيبةِ والخليلة، ولا يمكنُ أن تصلَ لهذه المقدرةِ إلا أنثى حقيقيّةٌ سويّة، ليستْ مسترجلةً ترى قوّتَها في تحدّي الرجال، بل ذكيّةً بالفطرةِ، تعرفُ أنَّ إظهارَ ضعفِها للرجلِ هو أقوى أسلحتِها للسيطرةِ عليه.. باختصار: أنثى خُلقتْ ليحتويَها الرجلُ فتتملّكَه.
• هل تضعينَ عقلكِ في الميزانِ أمامَ حكمةِ اللهِ عزّ وجلّ؟.. ألا يكفي أن يبيحَ الله تعدّد الزوجاتِ لتتيقّني أنّ فيه خيرا لك؟
[1] هناك من يقدّر عددّ العوانسِ في مصرَ بـ 6 مليون امرأة!!.. بالطبع يبدو هذا التقدير مبالغا فيه، ولكن لو اعتبرنا كل من تجاوزتِ الخامسة والعشرين بدون زواجٍ عانسا، لكان هذا الرقمُ تافهًا!!
[2] فقدت (الجزائر) مليونَ شهيدٍ في ثورتِها لنيل استقلالِها من الاحتلالِ الفرنسيّ (وفقدت أكثر من 10 آلاف إنسان في زلزال عام 2024).. وفقدت (أفغانستان) 1.5 مليونا من الشهداءِ في حربها مع الاتحادِ السوفييتيّ وحروبها الأهليّة.. ويكفي أن نذكرَ أنَّ الحربينِ العالميتينِ قد أجهزتا على حواليْ 150 مليونَ بشريِّ، بالتأكيدِ غالبيّتُهم من الرجال.. هذه مجرّد عيّناتٍ فقط لما تفعلُه الحروبُ من اختلالٍ بينَ أعدادِ الرجالِ والنساء.. ما أريدُ التذكيرَ به هنا، هو أنَّ فتراتِ السلامِ هي فتراتٌ طارئةٌ في حياةِ الشعوب، ومن يتأمّلُ التاريخ، سيجدُه سلسلةً لا تنتهي من الحروبِ والدماء: من أجلِ الأطماع، أو المصالحِ، أو الانتقامِ الأعمى، أو الثأرِ للكرامة، أو الاستقلالِ، أو المبادئِ، أو العقائدِ، أو الأديان.. إلخ.
[3] استخدمنا مصطلحَ المرأةِ السويّةِ أكثرَ من مرّة، ويجبُ هنا أن نُشيرَ أنَّ هذه المرأةَ للأسفِ على وشكِ الانقراض!!.. إنَّ المرأةَ السويّةَ هي تلكَ التي لم تقضِ طفولَتَها أمامَ التلفازِ لتتشبّعَ ببعضِ أو كلِّ الأفكارِ المغلوطةِ التالية:
1. ليس ممّا يدعو للحياءِ أن تشاهدَ المرأةُ الأحضانَ والقبلاتِ والمناقشاتِ الغريزيّةََ في التلفازِ يوميًّا، سواءٌ منفردةً أو في حضورِ أسرتِها أو في حضورِ الغرباء.
2. المرأةُ الأنيقةُ لا تستحيي أن تعرضَ عوراتِها في الشارعِ علنًا لكلِّ الرجال.
3. المرأةُ العصريّةُ تختلطُ بالرجالِ وتصافحُهم وتمرحُ معهم وتتأخّرُ بمفردِها خارجَ المنزل، وتذهبُ لصالاتِ الرقصِ وأماكنِ اللهو، وتسمحُ لحبيبِها باحتضانِها وتقبيلِها… إلخ.
4. شرفُ المرأةِ في تحضّرِها، وهو لا ينحصرُ في منطقةٍ واحدةٍ من جسدِها!!
5. المرأةُ مساويةٌ تمامًا للرجلِ، و تتحدّاه.
6. وجودُ المرأةِ في البيتِ ظلمٌ لها، بينما عملُ المرأةِ هو الذي يُحقّقُ ذاتَها.
7. المرأةُ ترفعُ صوتَها على أبيها أو أخيها أو زوجِها وتصيحُ في وجهِه ولا تحترمُه.. وربّما وصلَ الأمرُ إلى أن تسبَّه.