تخطى إلى المحتوى

هل ضاقت بك السبل 2024.

هل ضاقت بك السُبل ؟

قد تضيق بنا سبل الرزق فلا نجد بدًا من أن نمد يدينا لنستدين ثم تثقل كواهلنا الديون
وتضيق بنا السبل والأرض بما رحبت
فأين نحن من الرزاق ..
الرزاق

هو اسم من أسماء الله الحسنى وهو صيغة مبالغة من رازق للدلالة على الكثرة وهو الذي خلق الأرزاق و تكفل بإيصالها لخلقه والرزق مكفول سواء للمؤمن والكافر و البر والفاجر قال تعالى في سورة البقرة :
" وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هََذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ " (126).
والرزاق هو الذي أعطى كل الخلائق أرزاقها , وهو الذي يمد كل كائن لما يحتاجه ، ويحفظ عليه حياته ويصلحه , قال تعالى في سورة العنكبوت :

والأرزاق نوعان، " ظاهرة " للأبدان " كالمأكل والمشرب والملبس والمسكن و الأزواج و الذرية والصحة وكل النعم الظاهرة ، و " باطنة " للقلوب والنفوس كالإيمان والهداية والمعارف والعلوم .

أثر هذا الاسم على حياة العبد المسلم :
عندما يعلم العبد أن الرزق بيد الله وأن رزقه مكفول له يشعر بالطمأنينة ولا يخشى على رزقه من أحد مهما كانت القوة التي تهدد رزقه فالله هو الرزاق ذو القوة المتين , والذي إذا أراد لعبد رزق أوصله إليه ولو حال بين هذا العبد ورزقه من في الأرض جميعا قال تعالى في سورة الذاريات: " إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ" (58)
ولو أن أحد يعدو على ظهر خيل فرارا من رزقه لأوصل إليه إليه رزقه على ظهر الرياح الجارية .
لكن على العبد أن يكون متوكلا لا متواكلا قال تعالى في سورة الملك:" هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ " (15).
و عندما يعلم العبد أن الله هو الرزاق فعليه أن يفرده بالطلب ولا يطلب من غيره ، ولا يسأل إلا وجهه الكريم، فإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، وقد ذمَّ الله تعالى أولئك الذين يدعون غيره في طلب الرزق، فقال سبحانه وتعالى في سورة النحل :

وقد أمر جل وتعالى عباده المؤمنين بطلب الرزق عنده فقال في سورة العنكبوت :

و من طلب الله وسأله وبذل الأسباب وتوكل عليه، أعطاه الله، وسخر له ما لا يتوقع، ورزقه من حيث لا يحتسب, وأتته الدنيا وهي راغمة, وإن بدا للعبد أن الرزق بيد شخص من الأشخاص فما عليه إلا أن يتعامل معه على أنه سبب من الأسباب وأن الله هو الذي بيده الرزق وهو خير الرازقين .
وعلى العبد أن يقصد باب الرزاق في المسائل النفيسة كأن يسأله أن يرزقه الجنة والهداية والعلم النافع , ولا يستحقر أن يقصده في المسائل الدنية كالملبس والمشرب وحتى الملح في طعامه , وموسى عليه السلام لما جاع تولى إلى الظل وقال : رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ "سورة القصص .
فرزقه الله الطعام والشراب والعمل والزوجة والمسكن ..
وَعنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : لِيَسْأَلْ أَحَدُكُمْ رَبَّهُ حَاجَتَهُ حَتَّى يَسْأَلَهُ الْمِلْحَ وَحَتَّى يَسْأَلَهُ شِسْعَ نَعْلِهِ إِذَا انْقَطَعَ *
وقد يحصل للعبد تقتير في الرزق فهو تقتير تأديب وتقنين لا تقتير عجز من الله تعالى الله عن ذلك علو كبيرا ..
وعلى العبد إذا لاحظ قلة رزقه أن يعلم أن الله هو الرزاق فلا يتسخط ويتبرم على ما كتبه الله عليه فهو ابتلاء من الله وعليه أن يرضى بما كتبه الله عليه , قال تعالى في سورة الرعد:

وليعلم أن قلة رزقه لله فيها حكمة فكم من غني أطغاه غناه قال تعالى في سورة الشورى :

و قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا، وهو قائم على معاصيه فليحذرْ فإنما هو استدراج)) ثم تلا قوله تعالى في سورة الأنعام :

ولا يعتقد العبد أن الرزق محصور في المال والطعام بل رزق الله لا يعد ولا يحصى فالصحة رزق والزوجة رزق والزوج رزق والذرية رزق وراحة البال رزق والنوم رزق العمل رزق المسكن رزق وكل ما يحيط بنا هو رزق الله المكفول لنا فلنحمده على رزقه , قال تعالى في سورة إبراهيم:

ماذا ينبغي علينا كمسلمين أن نكتسب من هذه الصفة :

على العبد أن يكون ذا يدا منفقة متصدقة فيرزق المحتاج مما رزقه الله , و الله إذا أحب العبد أكثر حوائج الناس إليه ليتفضل عليهم فينال الثواب من الله , إذ أن من المقاصد الأساسية لرزق الله، هو التعبد لله به، بالنفقة والزكاة والصدقة والوقف وبإطعام الطعام، والهدية، والهبة، فهذه كلها وغيرها ينفقها المسلم من رزق الله، تعبداً لله.
وعلى العبد إذا ما رزقه الله رزقا طيبا الا يجعل هذا الرزق وسيلة لمعصية الله فيحل عليه بذلك سخط الله قال تعالى في سورة طه:

وعلى المؤمن أن يتحرى الرزق الحلال الطيب ولا يدفعه قلة رزقه أن يطرق باب الحرام قال تعالى في سورة المائدة :" وَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ حَلاَلاً طَيِّبًا وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِيَ أَنتُم بِهِ مُؤْمِنُونَ" (88).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: ((إن نفساً لن تموت حتى تستكمل رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب))
المراجع :
شرح أسماء الله الحسنى لسعيد بن وهف القحطاني .
عدة مواقع من الانتر نت .

منقوووووول

جزاكِ الله خيرا اختي نهار الليل على التذكرة …
بارك الله فيكِ
أجزل الله لكِ المثوبة لاكي
شكراً على المرور

بارك الله فيك أختي الفاضلة ..
جعلك الله ذلك في ميزان أعمالك ..

وفقك الله لكل خير ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.