فقالوا : نعم
فهناك أحوال للعبد المؤمن إذا اداها فقد أعطى الله تمام العبودية ، فيعطيه الله تمام الكفاية ويصبح ممن قال الله بهم ((إن عبادي ليس لك عليهم سلطان ))
وإليكم الأحوال اطرحها عليكم واحدة تلو الأخرى حتى لا أطيل عليكم .
حال العبد المؤمن مع ربه ثلاث :
1- اذا عطي شكر
2- اذا ابتلي صبر
3- اذا اذنب استغفر
الاولى :إذا أعطي شكر .
قال تعالى ((ولئن شكرتم لأزيدنكم ))
قال صلى الله عليكم ( عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له )
فشكر الله للنعم شكر نظري وشكر عملي فالنظري هو شكر الله وحمده على النعم صغيرها وكبيرها بدون النظر إلى قدر النعمة بل علينا النظر إلى صاحب هذذه النعمة ..
فبدون تشبيه وردة لو أتت من حبيب نراها اغلى مافي الوجود ،وذهب لو اتى من من لا نحب لا نرى لها معنى ولا قيمة .
وكذلك نعم الله علينا مهما كان حجمها علينا بالشكر وعدم جحود النعمه .
وقد ضرب الله في سورة القلم قصة أصحاب الجنه ((إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة …………..أن لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين وغدوا على حرد قادرين فلما راوها قالوا انا لضالون بل نحن محرومون قال اوسطهم الم اقل لكم لولا تسبحون )) لم يشكروا الله على نعمه فأصبحت أرضا سوداء قاحله بعد ماكانت خضراء تؤتي اطيب الثمار . ،ولكنهم مالبثوا ان استغفروا ربهم وانابوا فقد قال تعالى ((قالوا سبحان ربنا انا كنا ظالمين ………..عسى ربنا ان يبدلنا خير منها انا الى ربنا لراغبون )) وبالفعل ثبت في الأثر ان الله بدلهم خيرا فقد تعجب الخلق من عظم إثمار هذا البستان . جائهم هذا بعد ما انابوا الى الله وشكروا ربهم على نعمه .
وقد حكى لنا النبي صلى الله عليه وسلم قصة الأبرص والأعمى والأقرع عندما أرسل الله لهم ملكا على هيئة بشر وقال لكل منهم ماذا تتمنى وما تشتهي من الدنيا ،فطلب كل منهم الشفاء من مرضه واحدهم طلب الابل المنجبه والاخر البقر المنجبه والثالث الشاة المنجبه .ورزقهم الله واصبح لكل منهم وادي من القطيع .
ثم عاد اليهم الملك بعد مده على هيئة رجل فقير مسافر وقال لكل منهم انقطع بي الطريق واريد ( ابل ، وطلب من الاخر بقر ) فكان رد الابرص كردالاقرع حيث رفضوا ، فقال للابرص أسألك بالذي رد عليك جلدك ورزقك هذا المال ان تعطيني ،فما كان رده الا ان قال هذا ما ورثته عن اجدادي وأنا جميل أبا عن جد ،فقال له الملك :إن كنت كاذبا ردك الله لما كنت عليه ، فعاد أبرصا وفقيرا ،وكذلك الحال مع الأقرع ،أما الأعمى فقد كان رده مختلفا فقال له :ادخل الى الخير الذي أمامك فاحمل منه ماشئت فقد كنت أعمى فرد الله إلي بصري وكنت فقيرا فأغناني الله فأخذت عهدا على الله أن لا امنع فقير .فقال له الملك :نجحت بالاختبار وأبقى عليه الله بصره وماله . وهذا مثال من السنه يؤكد على زوال النعم بعدم الشكر وبجحودها .قال تعالى في قصة أهل سبأ ((فأعرضوا فارسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتى أكل خمط …………..ذلك جزيناهم بما كفروا ))الكفر بهذه الآية يقصد به كفر النعمة ونكرانها وجحودها زنسبها للنفس والزمن وليس للرب.
فشكر النعم يكون باللسان أولا وبالعمل ثانيا فنعمة البصر نتأمل بها خلق الله وووو……. نغضها عما حرم الله ووو……،ونعمة اللسان نستغلها بذكر الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكروقراءة القرآن ووو………و ونبعدها عن الكذب والغيبة والنميمة والكلام الفاحش وقول الزور ووو….. ،وهكذا نقيس عليها كل النعم ،ولا نجعل أعضائنا تشكوا الله ظلمنا لها ..
وأما الثانيه انتظروها في الحلقة القادمة.
مع تحيات شعاع المستقبل
اذا أصيب المؤمن بالبلاء فليصبر ويقابلها بالرضى ، فلا يشكي احدا فالمؤمن لا يعرف الشكوى إلا لله .والصبر يكون بثلاث خطوات
1- يحمد الله أن المصيبة لم تكن أعظم
2- يحمد الله أنها لم تكن في دينه
3- يحمد الله ان وفقه للصبر عليها (او يدعو الله أن يعينه بالصبر عليها )
مر ابراهيم بن أدهم على رجل مبتلى يعرفه وقد اشتد به المرض وحاله يرثى له فاقترب منه وسمعه يقول : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به كثيرا من خلقه فقال له ابراهيم :وأي شي عافاك فيه فقال :مدام لي قلب يشكر ولسان يذكر فقد عافاني ………….أين نحن منهم
الثالثة :الإستغفار
الستغفار من الذنوب دلالة على القلب السليم ، فلا تستغربون قلبا سليما ويعصي ، نعم يعصي لان الانبياء فقط معصومين من الخطأ،من أخطأ وسارع في التوبه والندم والبكاء والاستغفار يجد الله غفورا رحيما .
فهناك فرق بين عاصٍ استمرأ المعصية واستحلها وقسى قلبه واسود وانغلق عن الموعظه وأصبحت نفسه أمارة بالسوء ،وين العاص الذي سريعا ما يتوب ويستغفر ويتذكر ونفسه لوامه دائما ويبكى خشية من الله .(فدمعة واحدة من خشية الله تكفي لتزيل أمثال الجبال من الذنوب )
وهناك حديث فيما معناه ان عبدا أذنب ذنبا فبكى واسترجع فقال الله لملائكته انظروا الى الأرض ما ذا ترون ،فقالوا عبد مذنب يستغفرك ويبكي ويسالك الإقالة من الذنب ،فقال الله ياملائكتي علم عبدي أن له ربا يدعوه ويستغفره ،اشهدكم اني قد غفرت له . فشتان بين كلا العاصيين .
فالإستغفار هو أعظم الذكر .
وينفرد بمميزات خاصة :
1- خاص بجلاء القلوب :فتصبح حساسة تستقبل كل موعظة وذكر وتنتفع وتستجيب .فالاستغفار ينظف القلب ويغسله من كل ما أصابه من غشاوة ونكث سوداء .
2- الإستغفار حصن ضد ابليس : فقد قال العلماء لا يقترب ابليس من مستغفر ، حيث أن ابليس نظم مملكته تنظيما دقيقا وخص كل شيطان لمعصية ،فشياطين الزنا لاتعمل عمل شياطين السرقه وهكذا ….. فإذا رأى كبيرهم العبد مقبلا على الله سلط عليه من كل تخصص شيطان ،فإذا كان مداوما على الإستغفار لم يستطع أحد منهم الإقتراب منه وعادوا بخيبة أمل ويقولون لكبيرهم كلما جئنا نوسوس له بشيئ ضربنا بسلاحه القوي وهو الإستغفار ،فيقول كبيرهم أنا له ويبدأ بسحب هذا السلاح منه تدريجيا (الاستغفار ) حتى يتمكنوا من الوسوسة له ،وله في ذلك أساليب عديدة منها أن القلوب تمل فروحوا القلوب ساعة وساعة ويدخل له من هذا المنفذ .فداموا على الإستغفار .
3- يظل الإستغفار يرتقي بالقلب حتى يصبح موصولا بالله .قال تعالى (( كانوا قليلا من الليل مما يهجعون وباالأسحار هم يستغفرون )) قالوا في تفسيرها أنهم يستغفرون على النوم البسيط الذي ناموه ولم يذكروا الله فيه . وكذلك في دعاء الخروج من الخلاء (غفرانك ) و هو الإستغفار لان المؤمن لم يذكر الله في فترة دخوله للخلاء . فاين نحن من هذا .
4- الإستغفار سببا لسعة الرزق وجلب الخير وكثرة المال والولد والبركة فيه ،قال تعالى (( وقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنها را )) .
مع تحيات اختكم شعاع المستقبل
لاتنسونا من الدعاء .