توفي زوج أم محمد قبل عيد الفطر بثلاثة أيام عام 1445هـ وهو في طريقه من الرياض إلى القصيم
وهو صائم في حادث سير وتوفيت معه زوجته الثانية وبنته الكبرى منها …
مكثت أم محمد بعد وفاة زوجها -رحمه الله – حيناً في الرياض حيث أبنائها وبناتها وأحفادها،
وحيناً تحل في مدينة بريدة حيث والديها العجوزين المريضين شبه المقعدين….
وبعد سنوات من التنقلات بين الرياض وبريدة ، قررت مصاحبة من هو أحق بالصحبة
وهما الوالدان على مرافقه الأولاد ..
كم ياترى عمر أم محمد وعمر والديها إبان هذه المواقف ؟!
أما عمرها ففي السبعينات ، وعمر أبيها جاوز المئة ببضع سنوات وأمها تسعون عاماً أو تزيد ..
طول حيــــــاة ما لها طـــــــائل …… بغض عندي كل ما يشتهى
أصبحت مثل الطفل في ضعفه ….. تناسب المبدأ والمنتهــــى
وبعد هذا العمر المديد أصاب والدها ضعف المشيب وخرف الكبر ، وأمها تشاطر ذلك
الزوج أمراضه وضعفه إلا أنَّ عقلها وفكرها أفضل حالة منه ولكن تركز ضعفها في سمعها …
كان الله في عون أم محمد ببرها بوالديها ورعايتها لهما ، فالضعف والوهن صفتان تنتابها
بين حين وآخر ، فقد أصابها ألم في ركبتيها ووهن بجسمها فاستعانت بعصى يقوى ضعفها
ويساعدها عند المشي ، قالت مرة مازحة :
" هذا العصا لمن يخطئ فأعاقبه وليس للاستعانة به".
لم يدم بقاء أم محمد في بريدة ، فلقد اشتاقت إلى أولادها وأحفادها في الرياض ، فقررت الرحيل
وقررت اصطحاب والديها المسنين المريضين ، رغم وجود أخوها الوحيد ( أحمد ) ويمكن أن يبقيا
معه وهو مستعد ولم يقصر فترة وجود والديه في بيته في بريدة ،وربما أن انتقال الوالدان
إلى الرياض إرهاصاً للانتقال الأخير من الحياة برمتها، ووداع مرها وحلوها …
استقر مقام الثلاثة في الرياض وكانت أم محمد بين جسم مثقل بالمرض ، وأب هرم مقعد
وأم ضعيفة مريضة ، ولكن هذا الاجتماع لم يدم طويلاً فبعد مضى أقل من سنة
توفيت والدتها – رحمها الله – في يوم الثلاثاء 15/12/1428هـ بعد عيد الأضحى ..
فهل يحس والدها بفقد زوجته بذاكرته الضعيفة وربما المفقودة أم لا يدرك من الأمر شيئاً ؟!
قيل له لعلك تبيح أم أحمد فقال : عساها بحل ، فخارت قواه تدريجياً ، ثم انهكه المرض فتدهورت
صحته في يوم الخميس و الجمعة وزادت حالته سواء واســتــدعـــى الــطـبيب فأ فاد بسوء حالته
وفي يوم السبت فقد الوعي وغاب عمن حوله تماما، وقبل غروب شمس يوم الأحد 20/12 /1428هـ
غابت روحه – فرحمه الله رحمة واسعة …
فقد بقي والد أم محمد بعد وفاة زوجته أربعة أيام تدهورت صحته فيها وغاب عن الوعي ..
فقد فعاشا معاً ومرضا معاً، وسافرا معاً، وماتا معاً ، هكذا يعيش الزوجان روح واحدة في جسدين ،
أعوام عديدة قضاها هذان الزوجان بأفراحها وأتراحها ، بضيقها وانفراجها ، عشرة طالت وطال
معها الوئام على مرور الأيام والأعوام ، عاشا عيشة صعبة ولكن الحياة لا تقاس بصعوبتها وقسوتها …
وهو صائم في حادث سير وتوفيت معه زوجته الثانية وبنته الكبرى منها …
مكثت أم محمد بعد وفاة زوجها -رحمه الله – حيناً في الرياض حيث أبنائها وبناتها وأحفادها،
وحيناً تحل في مدينة بريدة حيث والديها العجوزين المريضين شبه المقعدين….
وبعد سنوات من التنقلات بين الرياض وبريدة ، قررت مصاحبة من هو أحق بالصحبة
وهما الوالدان على مرافقه الأولاد ..
كم ياترى عمر أم محمد وعمر والديها إبان هذه المواقف ؟!
أما عمرها ففي السبعينات ، وعمر أبيها جاوز المئة ببضع سنوات وأمها تسعون عاماً أو تزيد ..
طول حيــــــاة ما لها طـــــــائل …… بغض عندي كل ما يشتهى
أصبحت مثل الطفل في ضعفه ….. تناسب المبدأ والمنتهــــى
وبعد هذا العمر المديد أصاب والدها ضعف المشيب وخرف الكبر ، وأمها تشاطر ذلك
الزوج أمراضه وضعفه إلا أنَّ عقلها وفكرها أفضل حالة منه ولكن تركز ضعفها في سمعها …
كان الله في عون أم محمد ببرها بوالديها ورعايتها لهما ، فالضعف والوهن صفتان تنتابها
بين حين وآخر ، فقد أصابها ألم في ركبتيها ووهن بجسمها فاستعانت بعصى يقوى ضعفها
ويساعدها عند المشي ، قالت مرة مازحة :
" هذا العصا لمن يخطئ فأعاقبه وليس للاستعانة به".
لم يدم بقاء أم محمد في بريدة ، فلقد اشتاقت إلى أولادها وأحفادها في الرياض ، فقررت الرحيل
وقررت اصطحاب والديها المسنين المريضين ، رغم وجود أخوها الوحيد ( أحمد ) ويمكن أن يبقيا
معه وهو مستعد ولم يقصر فترة وجود والديه في بيته في بريدة ،وربما أن انتقال الوالدان
إلى الرياض إرهاصاً للانتقال الأخير من الحياة برمتها، ووداع مرها وحلوها …
استقر مقام الثلاثة في الرياض وكانت أم محمد بين جسم مثقل بالمرض ، وأب هرم مقعد
وأم ضعيفة مريضة ، ولكن هذا الاجتماع لم يدم طويلاً فبعد مضى أقل من سنة
توفيت والدتها – رحمها الله – في يوم الثلاثاء 15/12/1428هـ بعد عيد الأضحى ..
فهل يحس والدها بفقد زوجته بذاكرته الضعيفة وربما المفقودة أم لا يدرك من الأمر شيئاً ؟!
قيل له لعلك تبيح أم أحمد فقال : عساها بحل ، فخارت قواه تدريجياً ، ثم انهكه المرض فتدهورت
صحته في يوم الخميس و الجمعة وزادت حالته سواء واســتــدعـــى الــطـبيب فأ فاد بسوء حالته
وفي يوم السبت فقد الوعي وغاب عمن حوله تماما، وقبل غروب شمس يوم الأحد 20/12 /1428هـ
غابت روحه – فرحمه الله رحمة واسعة …
فقد بقي والد أم محمد بعد وفاة زوجته أربعة أيام تدهورت صحته فيها وغاب عن الوعي ..
فقد فعاشا معاً ومرضا معاً، وسافرا معاً، وماتا معاً ، هكذا يعيش الزوجان روح واحدة في جسدين ،
أعوام عديدة قضاها هذان الزوجان بأفراحها وأتراحها ، بضيقها وانفراجها ، عشرة طالت وطال
معها الوئام على مرور الأيام والأعوام ، عاشا عيشة صعبة ولكن الحياة لا تقاس بصعوبتها وقسوتها …
ثمانية لابد أن تجرى على الفتى . . . ولابد أن تجرى عليه الثمانية
سرور وهـم واجـتـمــاع وفــــرقــة . . . ويسر وعسر ثم سقم وعافية
سرور وهـم واجـتـمــاع وفــــرقــة . . . ويسر وعسر ثم سقم وعافية
وإنما تقاس حلاوة الحياة بوجود من يشاطرك الألم ويخفف عنك الهم والسقم هكذا عاش والداها وهكذا فارقا الحياة …
وكأن حال الزوج ( أبو أحمد ) يقــول لا تـــصفو الــحياة بعدك يا (أم أحمد) ..
وكأني وحال (أم محمد) وهي تتلقى التعازي بوالديها تشعر برضى داخلي بما قامت به تجاه والديها،
والقرب منهما في أخر عهدهما بالحياة ..
فيا من له أب أو أم أو كلاهما فلا شيء يعدل البر ، وحلاوة الحياة بملازمتهما خصوصاً حال كبرهما ،
وكأن حال الزوج ( أبو أحمد ) يقــول لا تـــصفو الــحياة بعدك يا (أم أحمد) ..
وكأني وحال (أم محمد) وهي تتلقى التعازي بوالديها تشعر برضى داخلي بما قامت به تجاه والديها،
والقرب منهما في أخر عهدهما بالحياة ..
فيا من له أب أو أم أو كلاهما فلا شيء يعدل البر ، وحلاوة الحياة بملازمتهما خصوصاً حال كبرهما ،
فاخفض جناحك لهما وتلطف بعباراتك معهما وحقق رغباتهما وإن لم يصرحا بها ..
ويا أيها المتزوج زوجتك مهما قست وقصرت فهي السكن ، وياأختي المتزوجه زوجك وإن سها
أو جفا فيبقى هو حياتك فالزمي طاعته ولبي طلبه فهو لباسك ..
وهنيئاً لأم محمد وفاة والديها في بيتها وهما بتلك الحال من الضعف والكبر والمرض . وهكذا البر والخير إنما يُتذوق طعمهما، ويُحس بلذتهما بعد انصرام زمانهما ..
قالوا: نراك عليل الجسم منحنيا تبيت طوال الليالي تشتكي الوجعا
يا شيخ هل تشتهي شيئا ؟فقلت لهم عصر الشباب وعصر الوالدين معا
ويا أيها المتزوج زوجتك مهما قست وقصرت فهي السكن ، وياأختي المتزوجه زوجك وإن سها
أو جفا فيبقى هو حياتك فالزمي طاعته ولبي طلبه فهو لباسك ..
وهنيئاً لأم محمد وفاة والديها في بيتها وهما بتلك الحال من الضعف والكبر والمرض . وهكذا البر والخير إنما يُتذوق طعمهما، ويُحس بلذتهما بعد انصرام زمانهما ..
قالوا: نراك عليل الجسم منحنيا تبيت طوال الليالي تشتكي الوجعا
يا شيخ هل تشتهي شيئا ؟فقلت لهم عصر الشباب وعصر الوالدين معا
خالد إبراهيم الجعيثن 1/ 1 / 1445هـ
هنيئاً لأم محمد برها لوالديها و قيامها بواجبها..
أهلاً بكِ بيننا أختي حور نجد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع طيب نسأل الله العلى القدير أن يكتب لك به الاجر العظيم
الاخت الفاضلة( مصداقا لكلامك أقول لمن له والد ووالدة على قيد الحياة مستنى إيه قم وصالح والديك)
دع التّكاسلَ في الخيـراتِ تطلبُهـا………..فليـس يَسْعَـدُ بالخيـراتِ كسْـلانُ
اشكر إضافتكن الطيبه ..
وفقكن الله ..