هذا هو درسنا الأول في كتاب" معارج القبول بشرح سلم الوصول " للشيخ حافظ بن أحمد الحكمي "1342-1377هجري.
وللإستماع لنبذة عن المصنف وا لمتن إليكم هذا الرابط
http://www.islamway.com/ara/lessons….&scholar_id=82
ومن الأفضل لنا حفظ المتن لمن وجدت القدرة على ذلك , فالعلم هو الذي بالصدور وليس الذي نقرأه عن الورق عند الحاجة له , فإن حفظتم المتن وفهمتم الشرح نكون فعلا تعلمنا علما من أحب العلوم إلى الله لأنه يتعلق في ذات الله عز وجل من معرفة اسماءه وصفاته , ومعرفة كيفية توحيد الله عز وجل في الوهيته وربوبيته.
بالنسبة لكاتب هذا المتن:
فهو الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي أحد علماء الجزيرة العربية السلفيين – أي على منهج السلف رضوان الله عليهم – وهو من أعلام منطقة الجنوب " تهامة ".
حفظ القرآن الكريم , وطلب العلم على يد شيخه " القرعاوي " وأبرز نبوغا في العلم وقوة للحفظ , حتى أنه لما بلغ التاسعة عشرة من عمره طلب منه شيخه أن يؤلف كتابا في توحيد الله يشتمل على عقيدة السلف الصالح , ويكون نظما ليسهل حفظه على الطلاب , وقد لبى الطلب وأجاد في النظم وسماه " سلم الوصول إلى علم الأصول في توحيد الله واتباع الرسول" .
ثم أن الشيخ رحمه الله كتب كتابا ليشرح هذه المنظومة وهو الكتاب الذي سنعتمد عليه إنشاء الله في شرح المتن مع باقي الكتب التي ذكرتها سابقا.
(وهذا الكتاب من أهم آثار الشيخ وأشهرها وأغناها عن التعريف , يتمتع الأن بقيمة علمية كبيرة بين طلاب العلم وأساتذة الجامعات الإسلامية , وقد دأبت الرئاسة العامة للبحوث والإفتاء على توزيعه مجانا زمنا طويلا على خريجي الكليات وعلى المدرسين والقضاة , لما فيه من فوائد جمة , وما يحويه من مواضيع قيمة في موضعه ) أحمد بن حافظ الحكمي .
وله مؤلفات أخرى كثيرة منها " أعلام السنة المنشورة , لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة "
وكتاب " الجوهرة الفريدة , في تحقيق العقيدة " , و " اللؤلؤ المكنون في أحوال الأسانيد والمتون " , و " السبل السوية , لفقه السنن المروية " , و " وسيلة الحصول , إلى مهمات الأصول " وغيرها من الكتب النفيسة .
بالنسبة للنظم فإليكم الإفتتاحية والتي لن أركز عليها كثيرا , ويذكر فيها سبب كتابته لهذا النظم , سوف أكتفي إنشاء الله بشرح مختصر جدا ثم نذهب إلى مقدمة النظم في الدرس الثاني إنشاء الله والأن أترككم مع النظم :
————————————————————————
أبدأ باسم الله مستعينا ……………………. راض به مد بر معينا
والحمد لله كما هدانا ………………… إلى سبيل الحق واجتبانا
أحمده سبحانه وأشكره………………….. ومن مساوي عملي أستغفره
وأستعينه على نيل الرضا ………………… وأستمد لطفه في ما قضى
وبعد : إني باليقين أشهد …………………. شهادة الإخلاص أن لا يعبد
بالحق مألوه سوى الرحمن …………………. من جل عن عيب وعن نقصان
وأن خير خلقه محمدا ………………….. من جاءنا بالبينات والهدى
رسوله إلى جميع الخلق ………………………..بالنور و الهدى ودين الحق
صلى عليه ربنا ومجدا ……………………..والآل والصحب دواما سرمدا
و بعد : هذا النظم في الأصول …………………. لمن أراد منهج الرسول
سألني إياه من لا بد لي ……………….. من امتثال سؤله الممتثل
فقلت مع عجزي ومع إشفاقي ……………. معتمدا على القدير الباقي :
يبدأ الكاتب بالتسمية بالله عز وجل , وعندما نقول بسم الله , نحس أن هناك فعل ناقص أريد أن أفعل شيئا أو أقول شيئا , فإذا أردت الأكل أقدمها على الأكل فأقول بسم الله والفعل المحذوف هو آكل , يعني كأني أقول بسم الله آكل .
إذا يقول الؤلف " أبدأ باسم الله مستعينا " أي أبدأ مستعينا بالله على الكتابة
ولنكمل الفائدة في كلمة الرحمن الرحيم : فالرحمن صفه وهي تدل على رحمة الله
العامة لجميع خلقه , وهي رحمة مؤقتة للكافر في الدنيا فقط , أما في الأخرة فلا تدركهم رحمة الله قال تعالى " ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون" فلا تدركهم رحمة الله عز وجل وإنما عدله فيقول عز وجل " اخسؤوا فيها ولا تكلمون"
, وأما الرحيم فهي صفة فعلية لله عز وجل , ولم يرد بالقرآن الكريم قط أنه بالمؤمنين رحمن , وإنما رحيم " وكان بالمؤمنين رحيما.
حتى أنه وصف رسوله صلى الله عليه وسلم بأنه رحيم فقال تعالى " حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم " لكن طبعا صفة الرحمة حين تطلق على الله عز وجل فهي تليق بالله , وإذا أطلقت على المخلوق فهي تليق بالمخلوق وضعفه وشتان ما بين صفات الله التي أطلقها على نفسه والصفات التي أطلقها على عباده , وكل هذا سنأخذه بالتفصيل في حينه إن شاء الله .
يقول المؤلف رحمه الله : أحمده سبحانه وأشكره
ما الفرق بين الحمد والشكر ؟؟
الحمد على الله عز وجل كما أثنى على نفسه في كتابه فقال " الحمد لله رب العالمين " وأمر عباده بحمده فقال " قل الحمد لله "
الحمد : هو وصف للمحمود بالكمال فإذا تكرر الحمد أصبح ثناء , ويدل على هذا الحديث القدسي فيما رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فإذا قال عبدي الحمد لله رب العالمين قال الله عز وجل حمدني عبدي فإذا قال الرحمن الرحيم قال الله عز وجل أثنى علي عبدي ….. إلى آخر الحديث )
وفضل الحمد كبير جدا يحتاج إلى دروس , ولكنني أطلب منكم أنتم أن تكتبوا لنا أحاديث في الحمد لمن أرادت الثواب والأجر على تذكرتنا بذلك إنشاء الله .
والحمد يتضمن المدح والثناء على المحمود بذكر محاسنه سواء أحسن إلى الحامد أم لم يحسن .
أما الشكر فلا يكون إلا على إحسان المشكور إليه , لذلك الحمد أعم من الشكر .
ثم يستعين المؤلف بالله عز وجل ويطلب من الله أن يمده بالرضى فيما قضاه واللطف به , ثم يبدأ بكلمة الشهادة , ولنا وقفة طويلة مع هذه الكلمة العظيمة شهادة الإخلاص والتوحيد لاحقا إن شاء الله, ثم يقول أن خير خلق الله هو محمد صلى الله عليه وسلم المرسل إلى الناس كافة , ثم يقول :
صلى عليه ربنا ومجدا ……………………..والآل والصحب دوما سرمدا
والصلاة من الله عز وجل على رسوله هي الثناء عليه في الملاء الأعلى
والصلاة من الله على عباده تكون أيضا للإنسان الذي يصبر على قضاء الله , قال تعالى " الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون " .
ومجدا : أي شرفه وزاده تشريفا وتمجيدا
والآل : هم أتباع النبي وأنصاره إلى يوم القيامة , اللهم اجعلنا منهم واحشرنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين.
ثم يقول ليعرفنا بالموضوع
وكما قلنا سابقا أنه كتب هذا النظم تلبية لطلب شيخه " القرعاوي" .
ثم يبدأ بمقدمة الكتاب .
هذا هو شرح الإفتتاحية باختصار شديد أرجوا أن لا أكون قد أطلت عليكم , والدروس اللاحقة بإذن الله ستكون أقل كمية من هذا وذلك لأنني أحببت أن أنتهي من الإفتتاحية مرة واحدة لنبدأ في المقدمه.
إذا كان هناك شئ غير واضح , او احتجتم للإستفسار أكثر فأرجوا عدم التردد في السؤال .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
——————
<marquee>مع اطيب الآمنيات ام عبدالرحمن</marquee>