ها هي الشهور تمضي وها هي الأيام تمر وها نحن نستقبل شهر عظيم مبارك عظمه رب العزة …. وجعل صيامه ركن من أركان الدين …
شهر فيه أنزل القرآن شهر فيه ليله خير من ألف شهر …
وها نحن نلتقيكم من جديد في روضتنا المباركه روضة السعداء
نسأل الله ان يجعلنا وانتم من السعداء
ومن أجمل ما قرأت ولست أسطر أجمل منه فلنقرأه سويا ….
من منا لا يحب المطر.؟ تعالوا معي في مشهد .. أحب أن تتأملوه طويـــــــلاً غيوم تملأ السماء تـعلن عن قرب ساعة الهطول
وهؤلاء القوم من تحتها تختلف أحوالهم وينقسمون إلى أقسام ثلاثة
وجاء الغيث فسقوا وشربوا وامتلأت آنيتهم فغدت حياتهم نضرة
مشمرا متأهبا ً لعمل الخيرات ومنّا من سيدركه الشهر ،، ثم يفيق من سكرته وينتبه من غفوته ..
ومنّا من سيأتي الشهر ويرحل وهو نائم غارق فلنستعد له ولنجهز آنيتنا لا أقصد الطعام واللباس بل أقصد الروح والفؤاد.
ولنردد ما قاله الشاعر
ياذا الذي ماكفاه الذنب في رجب … حتى عصى ربه في شهر شعبـان
لقد اضلك شهر الصوم بعدهمـا … فلا تصيره ايضا شهـر عصيـان
واتـل القران وسبح فيه مجتهـدا … فانـه شهـر تسبيــح وقــرآن
كم كنت تعرف ممن صام في سلف … من بين اهـل وجيران واخـوان
افنـاهم الموت واستبقـاك بعدهـم … حينا فما اقرب القاصي من الداني
فهيا أخواتي لنتهيأ لشهر الخير والرحمات ولنبدأ
بجلسة صادقه مع النفس نجدد فيها النيه ونوقد فيها الهمه على أستغلال كل دقيقه من شهرنا المبارك
وهنا ستجدون ما ينفعكم ويغنيكم عن تضييع الوقت في البحث بين المواقع والمنتديات بعون الله
تعريفه لغةً :
مصدر صام يصوم ، ومعناه الإمساك والكف والترك ، قال تعالى: ( إنيّ نذرت للرحمن صوماً فلن أكلم اليوم إنسياً ) ، ومعنى صوما في الآية أي إمساكاً عن الكلام .
شرعاً :
التعبد لله بالإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس .
حكمه
أحد أركان الإسلام العظيمة، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- "بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله،
وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت الحرام" متفق عليه
أن للصيام حكم عظيمة ، ومزايا كثيرة ، فمن هذه الحكم :
1_ يورث التقوى .
2_ يذكر الفقراء والمساكين .
3_ يذكر المسلم نعمة الله عليه .
4_ شكر نعمة الله تعالى .
5_ يضيق مجاري الشيطان .
6_ العديد من المصالح الصحية : " صوموا تصحوا " .
فوائد الصيام :
يضبط النفس ويطفئ شهوتها حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء " متفق عليه .
· يبعث في الإنسان الرحمة والإحسان على الفقراء.
· يقي الجسم العديد من الأمراض ، وينقي الجسم من الفضلات الرديئة
· يربي النفس على الحلم والأناة ، وكبت النفس ، وترويضها ، ويربي النفس أيضاً على الصبر وحسن الخلق
· تهذيباً للنفس ، وتطهيرها من الأخلاق السيئة ، وتعويدها على الطاعات ، وفعل الخيرات ، فالصيام جُنة .
· جعل القلب والذهن خاليان ، فيرق القلب عند سماع القرآن وعند سماع المواعظ.
· يضيق مجاري الدم ، التي هي مجاري الشيطان من بن آدم ، فإن الشيطان يجري من بن آدم مجرى الدم ، فبذلك تسكن بالصيام وساوس الشيطان.
· تقوى الله عز وجل ، قال تعالى : { يا أيها الذين أمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون }
· يعود المسلم على التقليل من الطعام والشراب حتى يتسنى للمسلم قيام ما تيسر له من الليل ، وقراءة ما تيسر من كتاب الله عزوجل .
فضائل الصيام
1-الصوم جنة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الصيام جنة يستجن بها العبد من النار " رواه أحمد
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله إلا باعد الله بذلك وجهه عن النار سبعين خريفا " . رواه البخاري
2- الصوم يدخل الجنة
فعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قلت: "يارسول الله دلني على عمل أدخل به الجنة قال عليك بالصوم لا مثل له" . رواه النسائي
3- الصائم يوفى أجره بغير حساب وللصائم فرحتان وخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله كل عمل بن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به ,
الصيام جُنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم , والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم
أطيب عند الله من ريح المسك للصائم فرحتان يفرحهما ، إذا أفطر فرح بفطره ، وإذا لقي ربه فرح بصومه. رواه البخاري ومسلم
4- الصيام والقرآن يشفعان للعبد
عن بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة ،
يقول الصيام : أي رب منعته الطعام والشهوة فشفعني فيه ، ويقول القرآن : أي رب ، منعته النوم بالليل فشفعني فيه ، قال : فيشفعان " . رواه أحمد
5- الريان للصائمين
عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن في الجنة باباً يقال له : الريان ، يدخل منه الصائمون يوم القيامة ،
لايدخل منه أحد غيرهم ، يقال : أين الصائمون ؟ فيقومون فيدخلون ، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد " . رواه البخاري ومسلم
آداب الصيام :
· أن يصوم المسلم في الوقت المحدد شرعاً ، فلا يتقدم عليه ولا يتأخر عنه ، قال صلى الله عليه وسلم : " إذا رأيتم الهلال فصوموا ، وإذا رأيتموه فأفطروا " متفق عليه
· تأخير السحور إن لم يخش طلوع الفجر الثاني ، قال صلى الله عليه وسلم : " لا تزال أمتي بخير ما أخروا السحور وعجلوا الفطور " .
· تعجيل الفطر إذا تحقق غروب الشمس ، قال صلى الله عليه وسلم : " لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر " متفق عليه .
· أن يفطر على رطب ، فإن لم يجد فعلى تمر ، لأنه صلى الله عليه وسلم : " كان يفطر على رطبات قبل أن يصلي ،
فإن لم تكن فعلى تمرات ، فإن لم تكن تمرات حسا حسوات من ماء " أخرجه أبوداود والترمذي .
وما أن يتحرى الهلال حتى يبدأ شهر رمضان
بصيام نهاره وقيام لياليه المباركة ….
وما من عمل إلا وتوجب له النية
فدعونا نفصل قليلاً في هذه المسألة …..
(إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه)
متفق عليه.
و(اصطلاحا) هي القصد للعمل تقرباً إلى الله وطلباً لمرضاته وثوابه.
وهذا المعنى يتكلم فيه العارفون في كتبهم من أهل السلوك الذين يعتنون بالمقاصد والرقائق والإيمانيات.
وهو المقصود غالبا في كلام الله بلفظ النية والإرادة قال تعالى
وكذلك هو المقصود غالبا في السنة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(من غزا في سبيل الله ولم ينو إلا عقالا فله مانوى) رواه أحمد ، وهذا كثير في كلام السلف قال عمر "لا عمل لمن لا نية له ولا أجر لمن لا حسبة له "
وقال يحي بن أبي كثير "تعلموا النية فإنها أبلغ من العمل" وقال سفيان الثوري"ما عالجت شيئا أشد علي من نيتي لأنها تتقلب علي" .
فينوي تلك العبادة المعينة، وإذا كانت العبادة تحتوي على أجناس وأنواع كالصلاة منها الفرض والنفل المعين والنفل المطلق ،
فالمطلق منه يكفي فيه أن ينوي الصلاة ، وأما المعين من فرض ونفل فلا بد مع نية الصلاة أن ينوي ذلك المعين وهكذا بقية العبادات.
– تُشترط النية في صوم الفرض وكذا كلّ صوم واجب كالقضاء والكفارة لحديث: " لا صيام لمن لم يبيت الصيام من الليل " رواه أبو داود
ورجح عدد من الأئمة وقفه كالبخاري والنسائي والترمذي وغيرهم: تلخيص الحبير
وكل من علم أن غدا من رمضان وهو يريد صومه فقد نوى (مجموع فتاوى شيخ الإسلام) .
ومن نوى الإفطار أثناء النهار ولم يُفطر فالراجح أن صيامه لم يفسد وهو بمثابة من أراد الكلام في الصلاة ولم يتكلم،
وذهب بعض أهل العلم إلى أنه يُفطر بمجرد قطع نيته، فالأحوط له أن يقضي. أما الردّة فإنها تُبطل النية بلا خلاف.
فإن قطع النية للإفطار في سفر أو مرض ـ مثلا ـ لزمه تجديد النية للصوم إذا زال عذره.
رواه مسلم .
وأما النفل المعيّن كعرفة وعاشوراء فالأحوط أن ينوي له من الليل.
رواه أحمد
ولو بغير عذر، وقد أصبح النبي صلى الله عليه وسلم مرة صائما ثم أكل كما جاء في صحيح مسلم في قصة الحيس الذي أهدي إليه عند عائشة
ولكن هل يُثاب من أفطر بغير عذر على ما مضى من صومه ؟ قال بعض أهل العلم بأنه لا يُثاب والأفضل للصائم المتطوع أن يُتمّ صومه ما لم توجد مصلحة شرعية راجحة في قطعه.
" لا صيام لمن لم يبيت الصيام من الليل ". رواه أبو داود 2454
فإن تبين له بعد ذلك أن صومه وافق رمضان أجزأه ذلك عند الجمهور وإذا وافق صومه بعد رمضان أجزأه عند جماهير الفقهاء
وإذا وافق صومه قبل دخول الشهر فلا يُجزيه وعليه القضاء، وإذا وافق صوم المحبوس بعض رمضان دون بعض أجزأه ما وافقه وما بعده دون ما قبله.
فإن استمرّ الإشكال ولم ينكشف له فهذا يجزئه صومه لأنه بذل وسعه ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها.
,شهر الخير و البركات و المنح و الهبات تتضاعف به
الحسنات وتحف به الرحمات
ومع بزوغ أول ليلة من ليالي هذا الشهر الكريم يتلهف الكثير لإسثمار تلك الليالي
و إستغلالها أحسن إستغلال لاسيما مع صلاة التروايح لما فيها من الفائدة الشيئ الكثير
و الأجر الوفير
فصلاة التروايح سنة مؤكدة ….
و لكن بالنسبة للنساء فالأفضلية صلاتهن
في بيوتهن لقوله صلى الله عليه وسلم
: " لا تَمْنَعُوا نِسَاءَكُمْ الْمَسَاجِدَ وَبُيُوتُهُنَّ خَيْرٌ لَهُنَّ . " رواه أبو داود
لأنه و إستنادا لقوله صلى الله عليه وسلم فكلما كانت صلاة المرأة في موضع أخفى
كان أفضل و أنفع لها
قال صلى الله عليه وسلم :
" صَلاةُ الْمَرْأَةِ فِي بَيْتِهَا أَفْضَلُ مِنْ صَلاتِهَا فِي حُجْرَتِهَا وَصَلاتُهَا فِي مَخْدَعِهَا
أَفْضَلُ مِنْ صَلاتِهَا فِي بَيْتِهَا " رواه أبو داود
ولكن جاء هذا من دون أن تمنع من الإذن للنساء من الذهاب إلى المساجد بل جائز
ذلك كما جاء في حديث عَبْدِ اللَّهِ بن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلّم يقول : لا تمنعوا نساءكم المساجد إذا استأذنكم إِليها قال فقال بلال بن
عبد اللَّه والله لنمنعهن قال فأَقبل عليه عبد اللَّه فسبّه سبا سيئا ما سمعته سبه
مثلَه قط وقال أخبرك عن رسول اللَّه صلى اللَّهُ عليه وسلم وتقول واللَّه لنمنعهن
رواه مسلم 667
كأن تلتزم بحجابها الكامل والساتر وأن تذهب غير متطيبة ولا متزينة ولا
لافتته الإنتباه
وألا يسبب خروجها أذى لأطفالها بتركهم …ولا للمصلين بإصطحابهم معها
وألا يكون المسجد بعيد يسبب بذهابها له بعض الفتن كأن يصطحبها سائق
وما شبه
و أن تكون كل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم
كما نسأله تعالى أن يبلغنا و إياكم رمضان و أن يغفر لنا و يرحمنا
و يعتق رقابنا من النار ياعزيز ياغفار
عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(
فاحرص على الاجتهاد في الدعاء فلعل الله أن يتقبل منك دعوة تكون فيها نجاتك في الدنيا والآخرة.
قال: ( اللهم أهله علينا باليُمن والإيمان والسلامة والإسلام ربي وربك الله ) رواه أحمد والترمذي .
وعن عبد العزيز بن أبي رواد قال: " كان المسلمون يدعون عند حضرة شهر رمضان: اللهم أظلَّ شهر رمضان وحضر
فسلمه لي وسلمني فيه، وتسلمه مني. اللهم ارزقني صيامه وقيامه صبرا واحتسابا، وارزقني فيه الجدَّ والاجتهاد والقوة والنشاط،
وأعذني فيه من السآمة والفترة والكسل والنعاس، ووفقني فيه لليلة القدر واجعلها خيرا لي من ألف شهر "رواه الطبراني في الدعاء.
وكان ابن عمرو رضي الله عنه إذا أفطر يقول: " اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي ذنوبي " رواه ابن ماجة
وكان الربيع بن خثيم يقول عند فطره: " الحمد لله الذي أعانني فصمتُ ورزقني فأفطرتُ " رواه ابن فضيل في الدعاء.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أفطر عند أهل بيت قال لهم:
( أفطر عندكم الصائمون، وغشيتكم الرحمة، وأكل طعامكم الأبرار، وتنزلت عليكم الملائكة ) رواه أحمد .
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله أرأيتَ إن علمتُ أي ليلةٍ ليلة القدر ما أقول فيها ؟
قال قولي: ( اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني ) رواه الترمذي وقال هذا حديث حسن صحيح.
قال العلماء: ومعنى العفو الترك ويكون بمعنى الستر والتغطية، فمعنى اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني.
أي: اترك مؤاخذتي بجرمي، واستر على ذنبي، وأذهب عني عذابك، واصرف عني عقابك.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا تهجَّد من الليل قال:
( اللهم ربنا لك الحمد أنت قيّم السماوات والأرض ولك الحمد، أنت رب السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد، أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن،
أنت الحق، وقولك الحق، ووعدك الحق، ولقاؤك الحق، والجنة حق، والنار حق، والساعة حق، اللهم: لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك خاصمت
وبك حاكمت، فاغفر لي: ما قدمتٌّ وما أخرتٌّ وأسررتٌّ وأعلنتٌّ، وما أنت أعلم به مني، لا إله إلا أنت ) رواه البخاري .
.
.
عقلها، أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم؟ قلن: بلى. قال: فذلك من نقصان دينها»،
متفق عليه.
وإن لم تغتسل إلا بعد طلوع الفجر كالجنب إذا صام ولم يغتسل إلاّ بعد طلوع الفجر
فإنه يصح صومه لقول عائشة رضي الله عنها:
في رمضان»، متفق عليه.
لقوله تعالى:
بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة» رواه مسلم.
الصوم فإنها تفطر لحديث أنسِ بن مالك الكعبي رضي الله عنه قال
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إن الله وضع عن المسافر شطرَ الصلاة وعن المسافر والحامل والمرضع
الصوم أو الصيام»، أخرجه الخمسة، وهذا لفظ ابن ماجة.
ويلزمها القضاء بعدد الأيام التي أفطرت حين يتيسر لها ذلك ويزول عنها الخوف كالمريض إذا برأ.
وينبغي للمسلم أن يحرص في الدعاء عند فطره بأي دعاء كان مما فيه خير له في الدنيا والآخرة وعلى المسلم أن يغتنم مثل هذه الفرص وألا يتوانى في سؤال ربه المغفرة والرحمة والرضوان ، وأن يكون عند دعائه موقناً بالإجابة ، فالله عز وجل يحب الُملح في الدعاء ، ولا يستجيب لدعاء قلب غافل لاه وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال : " ذهب الظماء وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله " [ أخرجه أبو داود وحسنه الألباني أنظر جمع الفوائد 1/501 ]
والصدقة لها فوائد عظيمة وفضائل كثيرة ويكفي أنها تطفئ غضب الرب سبحانه وتقرب العبد من ربه تعالى ، وتزيد بركة المال ، وتعف أيدي المحتاجين عن السؤال .
فمن أراد أن يناجي الخالق سبحانه وتعالى ، فعليه بقراءة وتلاوة القرآن الكريم ، فهو الهدى والنور المبين كلما قرأه المسلم ثم عاد إليه ، فإنه يشتاق إليه ، فلا يمل من قراءته القارئ أبداً ،
فمن أراد الاطمئنان فعليه بالقرآن ، ومن أراد الراحة والسكينة فعليه بالقرآن ، ومن أراد الخشوع والإنابة فعليه بالقرآن.
قال صلى الله عليه وسلم : " من قرأ حرفاً من كتاب الله فله حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها ، لاأقول آلم حرفاً ولكن ألف حرف ، ولام حرف ، وميم حرف " [ أخرجه الترمذي وقال حديث حسن صحيح ] ،
ففضل القرآن عظيم ، وثوابه جزيل ، قال صلى الله عليه وسلم : " إن الذي ليس في جوفه شئ من القرآن كالبيت الخرب " [ أخرجه الترمذي وقال حديث حسن صحيح ]
وبه تطمئن القلوب إلى بارئها وخالقها وتعتصم بدينها وتتمسك بسنة نبيها صلى الله عليه وسلم ،
قال الله تعالى : { الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب } [ الرعد 28 ] .
وقال صلى الله عليه وسلم : " اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه " [ أخرجه مسلم ] ،
وقال عليه الصلاة والسلام : " خيركم من تعلم القرآن وعلمه " [ أخرجه البخاري ]
على المسلم الصائم أن يتحلى بأوامر القرآن ونواهيه ، وأن يتخلق بخلق النبي الكريم صلى الله عليه وسلم الذي أمر بكف اللسان ، والصبر على أذى الناس.
فَتَاوَى تَهُمٌّ الصّائِم
للشيخ ابن عثيمين
س: ما الحكمة من إيجاب الصوم؟
الجواب: إذا قرأنا قول الله عز وجل : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)
عرفنا ما هي الحكمة من إيجاب الصوم وهي التقوى والتعبُد لله سبحانه وتعالى، والتقوى هي ترك المحارم؛
وهي عند الإطلاق تشمل فعل المأمور به، وترك المحظور، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :
(( من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه)).
وعلى هذا يتأكد على الصائم القيام بالواجبات وكذلك اجتناب المحرمات من الأقوال والأفعال،
فلا يغتاب الناس ولا يكذب، ولا ينمّ بينهم، ولا يبيع بيعاً محرماً، ويتجنب جميع المحرمات،
وإذا فعل الإنسان ذلك في شهر كامل فإن نفسه سوف تستقيم بقية العام.
ولكن المؤسف أن كثيراً من الصائمين لا يفرقون بين يوم صومهم ويوم فطرهم،
فهم على العادة التي هم عليها من ترك الواجبات، وفعل المحرمات،
ولا تشعر أن عليه وقار الصوم وهذه الأفعال لا تبطل الصوم،
ولكن تنقص من أجره، وربما عند المعادلة ترجح على أجر الصوم فيضيع ثوابه.
س: ما الأعذار المبيحة للفطر؟
الجواب: الأعذار المبيحة للفطر : المرض، والسفر، كما جاء في القرآن،
ومن الأعذار أيضاً أن تكون المرأة حاملاً تخاف على نفسها أو على جنينها ومن الأعذار أيضاً
أن تكون المرأة مرضعاً تخاف إذا صامت على نفسها أو على رضيعها،
ومن الأعذار أيضاً أن يحتاج الإنسان إلى الفطر لإنقاذ معصوم من هلكة،
مثل: أن يجد غريقاً في البحر، أو شخصاً بين أماكن محيطة به فيها نار
فيحتاج في إنقاذه إلى الفطر فله حينئذ أن يفطر وينقذه،
ومن ذلك أيضاً إذا احتاج الإنسان إلى الفطر للتقوى على الجهاد في سبيل الله،
فإن ذلك من أسباب إباحة الفطر له، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه في غزوة الفتح :
(( إنكم لاقوا العدو غداً، والفطر أقوى لكم فأفطروا))
فإذا وجد السبب المبيح للفطر وأفطر الإنسان به فإنه لا يلزمه الإمساك
بقية ذلك اليوم، فإذا قدر أن شخصاً قد أفطر إنقاذ معصوم من هلكة
فإنه يستمر مفطراً ولو بعد إنقاذه، لأنه أفطر بسبب يبيح له الفطر فلا يلزمه الإمساك حينئذ
لكون حرمة ذلك اليوم قد زالت بالسبب المبيح للفطر،
ولهذا نقول بالقول الراجح في هذه المسألة:
أن المريض لو برئ في أثناء النهار وكان مفطراً فإنه لا يلزمه الإمساك،
ولو قدم المسافر أثناء النهار إلى بلده وكان مفطراً فإنه لا يلزمه الإمساك،
ولو طهرت الحائض في أثناء النهار فإنه لا يلزمها الإمساك؛
لأن هؤلاء كلهم أفطروا بسبب مبيح للفطر، فكان ذلك اليوم في حقهم
ليس له حرمة صيام، لإباحة الشرع الإفطار فيه فلا يلزمهم الإمساك،
وهذا بخلاف ما إذا ثبت دخول شهر رمضان في أثناء النهار فإنه يلزم إمساك حينئذ،
والفرق بينهما ظاهر؛ لأنه إذا قامت البينة في أثناء النهار فقد ثبت أن الإمساك في هذا اليوم
واجب عليهم ، لكنهم معذورون قبل قيام البينة بالجهل.
ولهذا لو كانوا عالمين بأن هذا اليوم من رمضان لزمهم الإمساك،
أما أولئك القوم الآخرون الذين أشرنا إليهم فقد أبيح لهم الفطر مع علمهم، فكان بينهما فرق ظاهر.
س: إذا أفطر الإنسان لعذر وزال العذر في أثناء النهار فهل يمسك بقية يومه؟
الجواب: لا يلزمه الإمساك، وذلك أن هذا الرجل استباح هذا اليوم بدليل
من الشرع، فالشرع يبيح للمضطر إلى تناول الدواء مثلاً أن يتناوله،
لكن إذا تناوله أفطر ، إذاً حرمة اليوم غير ثابتة في حقه لأنه أبيح له أن يفطر لكن عليه القضاء ،
وإلزامنا إياه أن يمسك بدون فائدة له شرعاً لا يستقيم ،
فما دام هذا الرجل لا ينتفع بالإمساك فلا نلزمه به.
مثل ذلك: رجل رأى غريقاً في الماء، وقال :
إن شربت أمكنني إنقاذه وإن لم أشرب لم أتمكن من إنقاذه، فيشرب وينقذه،
ويأكل ويشرب بقية يومه، لأن هذا الرجل لم يكن هذا اليوم محترماً في حقه حيث استباحه بمقتضى الشرع،
فلا يلزمه الإمساك، ولهذا لو كان هناك شخص مريض هل نقول لهذا المريض:
لا تأكل إلا إذا جعت ولا تشرب لا إذا عطشت؟ بمعنى لا تأكل ولا تشرب إلا بقدر الضرورة، لا نقول له هذا،
لأن المريض قد أبيح له الفطر، فكل من أفطر في رمضان بمقتضى دليل شرعي
فإنه لا يلزمه الإمساك والعكس بالعكس فمن أفطر لغير عذر لزمه الإمساك؛
لأنه لا يحل له أن يفطر، وقد انتهك حرمة اليوم بدون إذن من الشرع،
فنلزمه بالبقاء على الإمساك والقضاء . والله أعلم.
س: ما حكم الكحل للصائم؟
الجواب: لا بأس على الصائم أن يكتحل، وأن يقطر في عينه،
وأن يقطر كذلك في أذنه حتى وإن وجد طعمه في حلقه فإنه لا يفطر به ،
لأنه ليس بأكل ولا شرب،
ولا بمعنى الأكل والشرب والدليل إنما جاء في منع الأكل والشرب
فلا يلحق بهما ما ليس في معناهما،
وهذا الذي ذكرناه هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله- وهو الصواب،
أما لو قطر في أنفه فدخل جوفه فإنه يفطر إن قصد ذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم :
(( بالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً)).
س: إذا طهرت الحائض قبل الفجر واغتسلت بعد طلوعه فما حكم صومها؟
الجواب: صومها صحيح إذا تيقنت الطهر قبل طلوع الفجر المهم أن تتيقن أنها طهرت،
لأن بعض الناس تظن أنها طهرت وهي لم تطهر،
ولهذا كانت النساء يأتين بالقطن لعائشة- رضي الله عنها-
فيرُينها إياه علامة على الطهر، فتقول لهن:
(( لا تعجلن حتى ترين القصة البيضاء))، فالمرأة عليها أن تتأنى حتى تتيقن أنها طهرت،
فإذا طهرت فإنها تنوي الصوم وإن لم تغتسل إلا بعد طلوع الفجر،
ولكن عليها أيضاً أن تراعي الصلاة فتبادر بالاغتسال لتصلي صلاة الفجر في وقتها.
وقد بلغنا أن بعض النساء تطهر بعد طلوع الفجر،
أو قبل طلوع الفجر ولكنها تؤخر الاغتسال
إلى ما بعد طلوع الشمس بحجة أنها تريد أن تغتسل غسلاً أكمل
وأنظف وأطهر، وهذا خطأ في رمضان وفي غيره،
ولأن الواجب عليها أن تبادر وتغتسل لتصلي الصلاة في وقتها،
ولها أن تقتصر على الغسل الواجب لأداء الصلاة،
وإذا أحبت أن تزداد طهارة ونظافة بعد طلوع الشمس فلا حرج عليها،
ومثل المرأة الحائض من كان عليها جنابة فلم تغتسل إلا بعد طلوع الفجر
فإنه لا حرج عليها وصومها صحيح،
كما أن الرجل لو كان عليه جنابة ولم يغتسل منها إلا بعد
طلوع الفجر وهو صائم فإن لا حرج عليه في ذلك،
لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه يدركه الفجر وهو جنب من أهله فيصوم
ويغتسل بعد طلوع الفجر صلى الله عليه وسلم . والله أعلم
س:ما حكم بلع البلغم، أو النخامة للصائم؟
الجواب : البلغم ، أو النخامة إذا لم تصل إلى الفم
فإنها لا تفطر قولاً واحداً في المذهب، فإن وصلت إلى الفم ثم ابتلعها
ففيه قولان لآهل العلم:
منهم من قال : إنها تفطر، إلحاقاً لها بالأكل والشرب.
ومنهم من قال: لا تفطر، إلحاقاً لها بالريق، فإن الريق لا يبطل به الصوم
حتى لو جمع ريقه وبلعه فإن صومه لا يفسد.
وإذا اختلف العلماء فالمرجع الكتاب والسنة، وإذا شككنا في هذا الأمر هل يفسد
العبادة أو لا يفسدها ؟ فالأصل عدم الإفساد وبناء على ذلك يكون بلع النخامة لا يفطر.
والمهم أن يدع الإنسان النخامة ولا يحاول أن يجذبها إلى فمه من أسفل حلقه،
ولكن إذا خرجت إلى الفم فليخرجها سواء كان صائماً أم غير صائم،
أما التفطير فيحتاج إلى دليل يكون حجة للإنسان أمام الله عز وجل في إفساد الصوم.
س: هل يبطل الصوم بتذوق الطعام؟
الجواب: لا يبطل الصوم بتذوق الطعام إذا لم يبتلعه ولكن لا تفعله
إلا إذا دعت الحاجة إليه، وفي هذه الحال لو دخل منه شيء
إلى بطنك بغير قصد فصومك لا يبطل.
الجواب: من آداب الصيام لزوم تقوى الله – عز وجل-
بفعل أوامره واجتناب نواهيه لقوله تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة:183)
ولقول النبي صلى الله عليه وسلم :
(( من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه))
لاسيما في رمضان فلقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس،
وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن.
ومنها أن يتجنب ما حرم الله عليه من الكذب، والسب، والشتم ، والغش، والخيانة،
والنظر المحرم، والاستمتاع إلى الشيء المحرم، وغير ذلك من المحرمات
التي يجب على الصائم وغيره أن يتجنبها، ولكنها في حق الصائم أوكد.
ومنها- أي من آداب الصيام – أن يتسحر،
وأن يؤخر السحور لقول النبي صلى الله عليه وسلم :
(( تسحروا فإن في السحور بركه))
ومن آدابه – أيضاً- أن يفطر على رطب ، فإن لم يجد فتمر،
فإن لم يجد فعلى ماء، وأن يبادر بالفطر من حين أن يتحقق غروب الشمس،
أو يغلب على ظنه أنها غربت لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
(( لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر …))
(( من صام رمضان، ثم أتبعه بست من شوال كان كصيام الدهر))
وإذا كان على الإنسان قضاء، وصام الست فهل صامها قبل رمضان أو بعد رمضان؟
مثال: هذا رجل صام من رمضان أربعة وعشرين يوماً ،
وبقي عليه ستة أيام، فإذا صام الست من شوال قبل أن يصوم ستة القضاء فلا يقال :
إنه صام رمضان، ثم أتبعه ستّاً من شوال، لأنه لا يقال صام رمضان إي إذا أكمله،
وعلى هذا فلا يثبت أجر صيام ستة أيام من شوال لمن صامها وعليه قضاء من رمضان.
وليست هذه المسألة من باب اختلاف العلماء في جواز تنفل من عليه قضاء بالصوم،
لأن هذا الخلاف في غير أيام الست،
أما أيام الست فهي تابعة لرمضان ولا يمكن أن يثبت ثوابها إلا لمن أكمل رمضان.
وبــــه إليـــــكَ تلهّـــــُفٌ وهُيـــــــامُ
ولشوقنا –حتى تزورَ –ضــــِرامُ
ويَطيــب فيــهـا للعـــــبــــادِ قيــــــامُ
ولكـــلِّ مـجتهـــدٍ لــديــــــك مَــقـــام
بُشــــــرى تســطِّـــرها لكَ الأقــــلامُ
شـــــــرِّفتنا يصفــــو لك الإكــــــرامُ
والسحور سنة ينبغي للمسلم اتباعها والعمل بها فعلى المسلم ألا يترك السحور ولو بشيء بسيط يأكله أو يشربه من الليل قبيل طلوع الفجر .
رواه أبو داود