وعلى آله وصحبه وسلم.
نقلا عن :ـ
http://152.160.23.131/alasrnew/artic…26§ionid=4
كتب الأستاذ: عبدالرحمن بن محمد الهرفي ما نصه:ـ
لست متشائما بل إن التفائل من سماتي – ولله الحمد -، وكنت ومازلت أقف بين يدي ربي أتوسل إليه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى وبكل عمل صالح عملته وأعظمه أني أشهد ألا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله : أن ينصر هذه الفئة المؤمنة على عدوها الكافر سواء النصراني أو طائفة الكفر والردة الذين تعاهدوا مع النصارى فخرجوا من دين الله تعالى وبرئت منهم الذمة ولم يدخلوا في دين عباد الصليب .
وأعجب كل العجب ممن يعرف التوحيد ثم يدافع عن هذه الفئة المرتدة بقوله ( هم السابقون الأولون ) !!!! أو يقيس خيانتهم لله ورسوله ونقضهم للشهادتين بما وقع بين الصحابة ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَ وشرفهم ـ؛ فقتال البغي والفتنة يختلف عمن ظاهر الكفار وأعانهم على المسلمين، والأمر بيِّن واضح ولكنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور .
وسأحاول أن أستشرف المستقل، وأنظر من خلال نافذة الوقائع والمتغيرات، لنرى سويا ماذا يمكن أن يحدث فيما لو هزمت الطالبان أو انتصرت، والأمر بيد الله جل وعلا . وسأبدا بتوقع هزيمة الطالبان؛ لأنه هو الواقع الحالي أثناء كتابة هذه السطور وهي مهزومة لا محالة بالمنظور المادى .
أولا : هل جنت الأمة شيئا من هذه الأحداث ؟
أقول : جنت الأمة الكثير والكثير، وأدعو جميع المهتمين أن يبحثوا عن الإيجابيات في الأحداث، ولعلي أجملها – من وجهة نظري – في هذه النقاط :
1. اتخاذ الشهداء: قال تعالى : "إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ" [ آل عمران 140 ] وفي تفسيرها قيل : ( فكرم الله أولياءه بالشهادة بأيدي عدوهم، ثم تصير حواصل الأمور وعواقبها لأهل طاعة الله . فالله تعالى كتب ألا يقوم دين إلا على دماء الصادقين ) .
2. إسلام أعداد كبيرة من الأمريكان – فضلا عن غيرهم – مع أن الوقت وقت هجوم شرس على الإسلام، وقد وقع عدد من المسلمين في الردة والكفر ـ والعياذ بالله ـ .
3. انكشاف حقيقة عدد من المنتسبين للعلم والفتوى، وتخبطهم وسقوطهم في الوحل، نسأل الله السلامة والعافية وأن يردهم الله إليه ردا جميلا .
4. ظهور عدد من العلماء الربانيين ومعرفة الأمة لفضلهم، فالمواقف التي تصنع العلماء، وبالفتن يبتلى العلماء، فبسبب الفتن ظهر أحمد بن حنبل وابن تيمية وغيرهما .
5. نمو عقيدة الولاء والبراء عند كثير من عوام المسلمين .
6. انكشاف حال الغرب الكافر عموما وأمريكا خصوصا عند كثير ممن اغتر به؛ فقد منعت الأخبار وقتل الأطفال وأقيمت المحاكم العسكرية لشنق من شاؤوا بلا بينة ولا دليل، وقد قتلوا مجموعة من الأسرى المتمردين بالقنابل العملاقة فأصبحوا مجرمي حرب .
7. انكشاف حال العلمانيين بمختلف توجهاتهم الفكرية وانتماءاتهم العرقية حيث فرحوا بهزيمة المسلمين وسموه (اندحار المتخلفين ) قال تعالى : "إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ءَامَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلا ، بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ، الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا".
8. اتفاق الكفار في كل أصقاع الأرض على المسلمين ، وعودة الأحزاب مرة أخرى .
9. ظهور الحمية الدينية لعدد من المفكرين ودفاعهم عن الفئة المؤمنة التي أمتحنت ، وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد .
10. تفاعل المسلمين على كافة الأصعدة مع الحدث ويظهر هذا بتتبع الأخبار والدعاء لهم .
11. بلوغ دين الله لكل أحد، فما بقي على وجه المعمورة من لم يعرف الإسلام أو يصل له ذكره، وبهذا فقد قامت الحجة على الخلق
12. سقوط هيبة أمريكا عند الكثير من الناس؛ فقد ضربت في مصدر قوتها، وقد تتجدد المحاولة . تمحص الصفوف ومعرفة من تعلق بالله ومن تعلق بغيره فوكل إليه .
ولعل من تأمل أكثر رأى ما لم أره، وهذا كله فيما لو هزمت الفئة المؤمنة ـ نصرها الله ـ، وأنا لا أعدها هزيمة عسكرية بالمعنى الحقيقي؛ فأمريكا كعلج أحمق سحق نملة لأنها تسبح بحمد ربها ، فأين النصر ؟؟ .
ولولا قدر الله النافذ وخيانة تحالف الكفر الشمالي لما استطاعت أمريكا أن تتقدم شبرا واحدا، ولكن ليبتليكم، وسيرى رباني ومن معه ماذا ستفعل بهم أمريكا، جزاء وفاقا، والجزاء من جنس العمل كما قيل .
ماذا ستفعل أمريكا بعد هذا النصر الباهت ؟؟
سيكون عمل أمريكا على محاور منها :
1. المراكز الإسلامية في الخارج : ستضيق الإدارة الأمريكية على هذه المراكز تضييقا شديدا، وسيتركز التضييق على مراكز أهل السنة، أما غيرهم فقد يكون له نوع فسحة؛ كالأحباش والأحمدية ومن شابههم؛ حيث إنهم معول هدم في الدين، وقد تتوغل أمر يكا أكثر في هذه المراكز وتفرض سيطرة أكبر من حيث اختيار المدراء وأعضاء مجالس الإدارة ووضع الخطط الدعوية . وستمارس هذا الضغط بنفسها وعن طريق أذانبها في جميع دول العالم .
2. الجمعيات الخيرية : هذه الجمعيات الإسلامية التي تقدم الطعام والكساء للمسلمين ستحاربها أمريكا بدعوى أنها تدعم الإرهابيين من أطفال ونساء المسلمين، لذا ستمنع أي برامج لهم، وستعمل جاهدة على نقل تبرعات الشعوب إلى الحكومات، ومن ثم تدفعها الحكومات إلى الصليب الأحمر الدولي !!! ، الذي ينفقها على غير من يسمونهم الأرهابيين من النصارى المسالمين، أو تضع في فيّ المسلم لقمة وعلى صدره صليب الحب والإخاء !! وتعلمه ألا يكون إرهابيا بل عبدا مطيعا .
3. خطب الجمعة : يعرف كل أعداء الملة أن الخطبة كان لها الأثر الأكبر في بقاء الاسلام وثبات المسلمين؛ حيث إنها زاد إيماني طوال الأسبوع، وهي تميز لهذا الدين عن غيره من الأديان. لذا فإن أمريكا قد تضيق على الخطب قدر طاقتها، ونرى بداية هذا التضييق بما نسمعه أن بعض الدول الإسلامية طلبت من الخطباء عنوانات الخطب قبل الخطبة بوقت كافٍ، بل قرء كثير من الناس أن أمريكا قدمت أمر بتسليمها صور من خطب الجمعة، و( يقال ) أن هناك إرهاصات لكتابة كتاب للخطب يلزم الخطباء بالقراءة منه ولهم كامل الحرية أن يختاروا منه ما يشاءون !.
4. المناهج الدراسية : هذه المناهج التي تغير الشعوب وتميز بينها، لذا نجد أن الكفار دائما عند التطبيع يطالبون بتعديل المناهج بدعوى أنها تثير الكراهية ضدهم !!! ( ومن قال أننا نحبهم ؟؟؟ ) لذا سنجد أن أمريكا ستطالب بتعديل المناهج الدراسية، وقد رأى الكثير ما أثير حول المناهج في بلاد الحرمين الشرفيين المملكة العربية السعودية ـ حماها الله ـ حيث أنهم يرونها من أسباب الإرهاب !! لوجود نصوص حول كفر النصارى كقوله تعالى : " لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ .." [المائدة ـ 17]، ووجوب بغضهم وقتالهم ، بل إن فيها نصوص تثير الحماس في قلوب الناشئة الأغرار !! كقوله تعالى : "وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ .. " [الأنفال ـ 60] وكقوله تعالى : "فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأُولَئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُبِينًا " [البقرة ـ 191] ، وتلك الآيات التي قد يفهم منها بعض السذج !! عدم مناصرة النصارى وأن مناصرتهم على المسلمين كفر !! ؛ كقوله تعالى : " يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ "[المائدة ـ 51].
5. لذا سيضغطون على الدول الإسلامية بكل قوة لتغيير هذه المناهج بشكل عام ومناهج التوحيد لوجود ما سبق فيها ومناهج التاريخ بشكل خاص؛ لأنها تثير الأحقاد !! .
6. وقد يطلب تعديل في المناهج فمثلا يذكر قوله تعالى : " لَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ ءَامَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ" [المائدة ـ 82 ]، ويطلب من بعض المعتدلين شرحها وبيان التسامح الديني في الإسلام، وبيان تعامل النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ مع النصارى وحقوق الذميين .
7. ولابد من حذف حروب الردة فإنها تثير الأغرار وتحثهم على تكفير المسلمين!!!، وكذا الحروب الصليبية لأنها أنتهت منذ العصور القديمة وجاء عهد العولمة والإخاء العالمي والمساواة بين الشعوب !!! . وقد تقلل حصص المواد الدينية ( الإسلامية ) وتكثر حصص المواد التجربية واللغة الإنجليزية، وما المناداة بتدريس الأطفال اللغة الإنجليزية عنا ببعيد .
8. وفي ظل الضغط الأمريكي على الدول ستشهد الساحة الإسلامية ضغطا ايضا سواء على العلماء الربانيين أو المفكرين أو الخطباء، وفي ظل هذا الضغط قد يحجب الصوت المعتدل داخل السجون فيترعرع فكر فيه جنوح للتكفير، ومثل هذه الأفكار لا تظهر إلا في ظل الضغط السياسي والتعنت والقهر والتعذيب، وأول من سيجني شوك هذه الأفكار هم صناع القرار، ومن نظر في التأريخ علم أن الإسلام يزداد في زمن الضغط وما فلسطين المحتلة وسجون مصر عنا ببعيد .
9. وهذا الضغط سيقسم الناس إلى قسمين فإما مع امريكا أو مع الإسلام، وخاب من اتخذ من دون الله أولياء، والله هو الولي وهو يحيي الموتى وهو على كل شيء قدير .
10. وفي ظل هذه الأحداث ستبحث الأمة عن العلماء الذين يقومون بأمر الله تعالى ولا يخشون فالله لومة لائم ، ولن تقبل الأمة أن يملى عليها فلان أو فلان لأنه عضو في منظمة كذا أو جمعية كذا، بل ستبحث الأمة عمن يقف عبدا لله فقط ويرجو ما عند الله فقط وليس عبدا لعبيد أمريكا .
11. وعجبت ممن باع دينه بدنيا غيره، ولم يكن يخطر في قلبي أن أرى أو أسمع فتاوى تهدم أركان التوحيد ممن عرف التوحيد ودرّسه .
12. وعلى الجميع أن يتذكر جيدا قول الأول [ أكلت يوم أكل الثور الأبيض ] فإن سجن العالم سجن لكل العلماء، ولا ينبغي أن يضرب الصالحون بعضهم بعضا بدعوى أنني معتدل فأقرب أخي قربانا للظلمة ليرضوا عني . فإن فعل فإنه آثم قلبه .
وللموضوع تتمة..
وهزيمة الولايات المتحدة قد يحولها إلى ولايات غير متحدة وعوامل تفكك أمريكا بدأ تكبر وتنمو ومن هذه العوامل :
ملل الشعب من الإنفاق على الشؤون الخارجية والتغافل عن حاجة الشعب الداخلية ، ومن أهمها البطالة الكبيرة .
رعاية مصالح دولة اسرائيل مما يذكي نار الإرهاب (كما يقال ) داخل أمريكا، بينما لا يشعر الشعب بمصلحة من هذه الرعاية تذمر بعض الولايات؛ حيث أن لها مدخول قومي قوي ولكنها تظطر لدفع جزء منه للحكومة الفدرالية بلا فائدة تذكر، ولو انفق داخل الولاية لكان خيرا للسكانها .
الظلم ، فلايخفى على أحد أن من عوامل بقاء الدول العدل، ومن عوامل السقوط الظلم، وكانت هذه الدولة تظهر العدل بدعوى الديموقراطية، فيقف الحاكم العام في المحكمة أمام أحد أفراد الشعب، ولا يوقف أحد إلا بأمر قضائي ، وتحترم الحريات الشخصية . ولكن الأحداث الأخيرة شهدت ظلم شعب بأكمله، وإهدار دم أمة كاملة لأنه يظن أحد أن سكان هذا الإقليم كان خلف التفجيرات، وعذر أمريكا أنها طلبت من الطالبان تسليم (( ابن لادن )) ولكنها رفضت أن تنقاد خاضعة مذعنة أمام الدولة التي لم تتعود على سماع كلمة : لا .
وسنة الله تعالى أن يقصم الدولة الظالمة، وأي ظلم أكبر من تنفيذ عقاب قبل اتمام التحقيق وبيان الأدلة الدامغة على تورط ( ابن لادن )) في التحقيق، وأي ظلم أكبر من قتل مئات الأطفال وهدم المستشفيات ودور العجزة ؟؟ ومن الظلم كذلك اخفاء الحقائق عن الحرب وفتح المحاكم العسكرية للحكم على من شاؤوا بلا بينة ولا برهان ، ومن الظلم كذلك إلقاء القنابل على القناة الوحيدة التي كانت تنقل الحقائق عما يحدث داخل أفغانستان .
وإذا كتب الله تعالى سقوط أمريكا فإنه سيحدث خلل في العالم ولا شك أنه سيتبع سقوطها سقوط أنظمة أخرى وظهور أنظمة كبدائل، ولعل الدول التي تعتمد في اقتصادها على أمريكا ستصاب بهزة عنيفة – أو قل بزلزال مدمر -، أما الدول التي تعتمد في أمنها على أمريكا فكبر عليها أربعا، فهي إلى زوال بلا ريب ـ إلا أن يشاء الله ـ ولعلنا نشهد رجوع الفرع إلى الأصل كما يقال ، وستظهر الأطماع والأحقاد .
ففي منطقة الخليج مثلا هناك ترقب من قبل إيران التي بدأت تصنع القلبة النووية ، وهي دولة رافضية حاقدة على أهل السنة من جهه ولها أطماع في الخليج من جهة أخرى ولها علاقات قوية مع دول سيكون لها شأن عند سقوط أمريكا .
وسيكون من بين الدول التي تظهر الاتحاد الأوروبي والصين فهما المرشحان ليخلفا أمريكا وروسيا ، والهند دولة لا يمكن أن تغفل لا من حيث قوة السلاح ولا التعداد السكاني الضخم . لذا فإنه لزام على بعض الدول التي أن تجتمع تحت مظلة دولة واحدة ، وإلا فإنها ستهدد بالفناء .
ومع هذه المتغيرات سيشهد العالم الإسلامي صحوة قوية ووعيا عاما ، وتعبئة للجهاد ضد الكفرة والملاحدة .
وبعد هذا التجوال، ما هو موقف المسلم المصلح الغيور في حالة حدوث هذه المتغيرات ؟؟
إن الهدف من هذه التوقعات ليس هو المتعة، بل محاولة منع وقوع ما يتوقع من الشر أو إصلاح ما يمكن إصلاحه من الخلل .
ففي التوقع الأول لابد من التالي :
1. اجتماع الكلمة تحت راية العلماء الربانيين وعدم التقدم عليهم .
2. محاربة كل من رفع راية محاربة الدين ولو كان ممن تصدر للفتوى أو المناصب الدينية بدعوى محاربة الإرهاب .
3. عدم التسرع في إطلاق أحكام التكفير من كل من بدرت منه هفوة أو زلة .
4. عدم إثارة القلاقل في الدول الإسلامية، وخاصة التفجيرات وسفك دماء المسلمين .
5. لابد من الإفادة من كل الطرق لتحذير الناس من التضليل الكافر .
6. التعاون مع كل مصلح بغض النظر هل هو ممن كنا نتعامل معه فيما قبل أو ممن كنا نراه غير مؤهل لتوجيه الصحوة .
7. محاولة إبراز العمل الإسلامي من خلال الإعلام والذي تعددت طرقة .
8. وإن واجب العلماء الصادقين كبير جدا فلا يحل لهم السكوت وما نراه من سكوت مميت هذه الأيام لبعض العلماء ليس من مصلحة أحد أبدا ، فهو ليس من مصلحة الحاكم ولا المحكوم ؛ فسقوط هيبة العلماء ضياع للناس وللدول الإسلامية حيث أن الناس يبحثون عن علماء آخرين فمن يكونون ؟؟ .
9. والسكوت ليس من مصلحة العالم نفسه لأن الله تعالى قال : " وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ " فويل لمن لم يبين .
10. وأنا على ثقة أنه سيكون لبعض الدول الإسلامية مواقف مشرفة يعز الله بها أهل دينه .
11. وأما إن منّ الله تعالى بالنصر على الطالبان فهو فضل من الله سينتج عنه اجتماع الناس تحت راية العلماء بلا ريب وستكون لهم قيادة تقودهم لعز الدينا والآخرة .
12. ولكن لابد من حل المعضلة الكبرى وهي فرقة المسلمين ؛ فإن اجتماع الكلمة عز ونصر والفرقة خيبة وهزيمة .
13. وقد قال النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ أن الله تعالى قال : " أنا عند ظن عبدي بي فالظن عبدي بي ما شاء "
"رَبَّنَا وَءَاتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ ، فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ ، لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ ، مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ ، لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ" .
===========
قال تعالى : ((هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين * ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين * إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين * وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين * أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولمّا يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين.)). سورة آل عمران ( آية 138ـ 142)
((..ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون.))
اللهم أنصر دينك وكتابك وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم . وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا وهو الذي يتولى عباده الموحدين وأمة نبيه أشرف المرسلين ، إنه على ما يشاء قدير.
والله من وراء القصد ،،،
أختكم بنت الرسالة.