أدعوني أستجب لكم: يعلم الجميع بأن الدعاء من أهم الأسلحة التي يمتلكها الفرد المسلم. فهو سهام الليل ويستطيعه كل شخص، ولكن مع الأسف الشديد أن معظم أهل القبلة يهملون هذا السلاح المهم، بل وصل حال بعضهم إلى الاعتقاد بعدم جدواه ومنفعته والعياذ بالله.
متناسين قوله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}… غافر60، وقال تعالى أيضاً: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}…. البقرة 186.
وهو نهج الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام، وسنة الأولياء والصالحين رحمهم الله، والدعاء مرضاة للرب، واطمئنان للقلب، وراحة للنفس، وسهام على الأعداء، ومفتاح للخير، ومغلاقاً للشر، وجالباً للولد والرزق والمطر.
وإن ما أقصد في إيرادي لهذه الوصية في مقالي هذا هو الدعاء للإسلام وأهله بالنصر والتمكين، والدعاء على الكفر وأهلة بالذل والخسران والمهانة، خاصة في ظل ما يواجهه هذا الدين الشريف من نكبات ومصائب تتوالى عليه تتمثل في القتل والتشريد والاحتلال والعدوان والقهر……الخ.
ومع كل هذا فإني أسأل أين نحن من إخواننا؟ وماذا قدمنا لهم؟ وهل عجزنا حتي في أبسط الأمور التي تعينهم على أعداهم وهو الدعاء لهم؟ هل رضينا بواقعنا المؤلم؟ أم هو ذل اعتبرناه في أنفسنا فاقتنعنا به؟.
إن وقوف المسلم بجانب أخيه المسلم في السعة أمر لابد منه فمن باب أولى وقوفه معه في الضيق والمعاناة، وهذه من تعاليم ديننا الشريف ومن محاسنه النقية الطاهرة.
وفي نهاية مقالي هذا أقول إن اهتمام المسلم بنفسه وإخوانه الأقربين والأباعد أمر ضروري في شريعتنا الإسلامية السمحة، كيف لا وهو دين المحبة والإخاء والسلام، وان اهتمامنا بالوصايا المتقدمة وغيرها تضن بإذن الله مستقبلاً حافلاً ومشرقاً لهذا الدين العظيم.
والصلاة والسلام على أشرف خلقه سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
بقلم – محمد سعيد الحسينة
المصدر: صيد الفوائــد