هذه وصيه كتبتها لإبنتي الصغيرة وأمها حرسهم الله .
خَليلايَ لا تشكو الصَّبابةَ من فَقْدي
تدورُ رَحَى الأيامِ والحِرْصُ لا يجدي
وذو الجَدِّ والأشياعِ والصَّحْبُ كُلُّهُمْ
وذو الشَّرَفِ المَحْسُودِ يَوماً إلى اللَّّحْدِ
وذو المُلْكِ لمْ يشْفَعْ لهُ الملْكُ ساعةً
وذو الطَّبِّ لمْ تَشْفَعْ لهُ حِرْفةُ اليَدِّ
أبَعْدَ رَسولِ الله يا قومي حُرْقَةٌ
وَذاكَ لَعَمْرُ اللهِ في القلبِ كَالوَقدٍ
تَمادى بهِ الداءُ العصي وغالَهُ
فَكَفَّنَهُ الأصْحابُ كالسَّيفِ في الغِمْدِ
وَأظلمَ وجهُ الأرضِ وانثالَ دَمْعُها
وَطَوَّحَتِ الأنواءُ من حُرْقةِ الوِجْدِ
فَتِلْكَ يدُ الأقدارِ تَسْري على الْفَتى
على فُسْحَةِ الأفراحِ أو ظَنَكِ الوَبَدِ
بَوادِرُ لا تَدْري على أيْ بُقْعَةٍ
أفي الوَهْدِ أو في البَحْرِ أو قُنَّةِ النَجْدِ
وهذي رِكابُ العُمْرِ تَجْري وَرَكْبُها
على ذِلَّةِ الأهواءِ أو رِفْعَة المجْدِ
فذاكَ طوى الأيامَ في اللَّهْوِ وانْتَهى
و ذو المَجْدِ يَحْيا ذِكْرُهُ الغَضُّ بالحمْدِ
يَفوحُ شذا الأهواءِ كالوردِ عابِقاً
وتختبئُ الرقطاءُ تحتَ رُؤى الوَرْدِ
رأيتُ سِنيَّ العُمْرِ تَمْضي وَخَلْفَها
طَوَتْ صَفْحَةَ الأيامِ بالحُزْنِ والسَّعْدِ
فلا تُسْهِدِ الطَّرْفَ الخَليَّ تَذَكُّرَاً
لِمَا اغْبَرَّ في الأعْماقِ من سالِفِ العَهْدِ
وبادرْ ثواني العُمْرِ من قبل أن تُرَى
رَواعٍ على فَوَديكَ والداءُ كالقيدِ
وَقَدْ حَدُبَ الظَّهْرُ السَويُّ كأنما
أفانينُ زَرْعٍ قَدْ ثَقُلّْنَ بلا حَصْدِ
فلا زادَ بعدَ الموتِ للمرءِ حينما
يُسائِلِهُ الملكانِ غيرَ ندى الهَوْدِ
خليلايَ لا تألوا عن الخيرِ إنما
ثوانٍ فأيامٌ فغائلةُ العبدِ
ولا تَطْلُبوا الإحسانَ بالدمعِ إنما
أَسِحُّوا من الدعواتِ والنَّاسُ في هَجْدِ
و يا ربُّ إنْ ضاقتْ على المرءِ نَفْسُهُ
وحشرجتِ الأنفاسُ في لحظةِ الفَقْدِ
وَسالَ من الزوجِ الحَنونِ دموعها
من الحُزْنِ وانثالتْ على النَّحْرِ والخَدِّ
وقَدْ هَرَعَ الأحبابُ وازّْدادَ عُوَّدي
وَغارَتْ رؤى الأبناءِ إذْ أيَّسوا عَوْدي
وَبادَرَني المَلَكُ المُوَكَّلُ ِنَزْعَةً
وأسّْلَمَتِ الأطرافُ كالطِّفْلِ في المَهْدِ
وفاضتْ إلى الرحمنِ روحي وحالُها
إلى حُفْرَةِ النيرانِ أو جَنةُ الخُلْدِ
فما لي رجاءٌ غيرَ عفوكَ منقذٌ
من النَّارِ إنْ ثارَتْ على قبحِ ما عِندي
وَذَنْبي وإن أعْظَمْتُ يا ربُ قُبْحُهُ
فعفوكَ يا رحمنُ مُلْتَجأُ العبْدِ
الميمان النجدي
20/6/1425
كلماااات رائعة و مؤثرة..
اخيتار موفق..
وأدام الله لك أبناءك وأمهم ذخراً وسندا ..
سدد الله قلمك ونفع به ..
دمت بإبداعٍ متجدد كاتبنا المبجل ..