تخطى إلى المحتوى

وهيب بن الورد بن أبي الورد 2024.

وهيب بن الورد بن أبي الورد

(الجزء الثالث)

(التوفيق للعبادة نعمة تستحق الشكر)

محمد بن يزيد قال رأيت وهيب بن الورد صلى ذات يوم العيد فلما انصرف الناس جعلوا يمرون به فنظر إليهم ثم زفر ثم قال: لئن كان هؤلاء القوم أصبحوا مستيقنين أنه قد تقبل منهم شهرهم هذا لكان ينبغي لهم أن يكونوا مشاغيل بأداء الشكر عما هم فيه، وإن كانت الأخرى لقد كان ينبغي لهم أن يصبحوا أشغل وأشغل .
ثم قال كثيرا ما يأتيني من يسألني من إخواني فيقول: يا أبا أمية ما بلغك عمن طاف سبعا بهذا البيت ما له من الأجر ؟ فأقول يغفر الله لنا ولكم بل سلوا عما أوجب الله تعالى من أداء الشكر في طواف هذا السبع ورزقه إياه حين حرم غيره . قال فيقولون: إنا نرجو، فيقول وهيب: فلا والله ما رجا عبد قط حتى يخاف، ثم يقول: كيف تجترىء أن ترجو رضا من لا يخاف غضبه ؟ إنما كان الراجي خليل الرحمن إذ يخبرك الله عز وجل عنه قال:(وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت واسمعيل ربنا تقبل منا) ثم قال: (والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين) – يعني يبني بيت الله ويخاف أن لا يقبل منه- !! .

(رضا الله لا يدرك بمعصيته)

وعن علي بن أبي بكر قال اشتهى وهيب لبنا فجاءته خالته به من شاة لآل
عيسى بن موسى قال فسألها عنه فأخبرته فأبى أن يأكله فقالت له كُلْ فأبى فعاودته وقالت له: إني أرجو إن أكلته أن يغفر الله لك، أي باتباع شهوتي فقال: ما أحب أني أكلته وإن الله تعالى غفر لي، فقالت: لم ؟ قال إني أكره أن أنال مغفرته بمعصيته .

(النوعية لا الكمية)

وسمعته يقول: لا يكن هم أحدكم في كثرة العمل، ولكن ليكن همه في إحْكامِهِ وتحسينه، فإن العبد قد يصلي وهو يعصي الله في صلاته، وقد يصوم وهو يعصي الله في صيامه .

(بين السر والعلانية)

وعن إبن المبارك عن وهيب قال: إتق أن تسب إبليس في العلانية وأنت صديقه في السر .

(قلوب وجلة)

وعن أبي صالح الجدي قال صليت إلى جنب وهيب العصر فلما صلى جعل
يقول: اللهم إن كنت نقصت منها شيئا أو قصرت فيها فاغفر لي قال فكأنه قد أذنب ذنبا عظيما يستغفر منه .
وعن بشر بن الحارث قال كان وهيب بن الورد تبين خضرة البقل من بطنه من الهزال .
وعنه قال بلغنا أن وهيبا كان إذا أتى بقرصته بكى حتى يبلها .
أدرك وهيب بن الورد جماعة من التابعين كعطاء بن أبي رباح ومنصور بن زاذان وأبان بن أبي عياش وكان مشغولا عن الرواية بالتعبد على أنه قد نقل عنه حديث حسن .

لا يكن هم أحدكم في كثرة العمل، ولكن ليكن همه في إحْكامِهِ وتحسينه، فإن العبد قد يصلي وهو يعصي الله في صلاته، وقد يصوم وهو يعصي الله في صيامه .

جزاكم الله خيراً..

جزاكِ الله خير
شكرا على المرور

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.