تخطى إلى المحتوى

يوميات خير الصائمين ]|[متجدد]|[ 2024.

لاكي

بإذن الله،، سنتناول الأحداث التي حدثت للنبي صلى الله عليه وسلم،، خلال أيام شهر رمضان

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي من علينا بمواسم الخيرات،، وخص شهر رمضان بالفضل والتشريف والبركات،، وحث فيه على عمل الطاعات والإكثار من القربات،، نحمده جل وعلا على نعمه الوافرة،، ونشكره على آلائه المتكاثرة،، والصلاة والسلام على رسول الله أفضل من صلى وصام،، وأشرف من تهجد وقام،، صلى الله عليه وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه البررة الكرام،، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين..

،`

أيتها الأخوات الفضليات..

إن من أجل المناسبات زمنا،، وأعظمها قدرا،، شهر رمضان،، بعبقه المبارك،، وبلياليه المتلألئة بالخيرات والبركات،، وإن من أجمل الهدي هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم،، الذي هو خير الصائمين،، ونحن في هذه الأيام المباركات وهذه الأيام الماتعات،، نعيش بفضل من الله وتوفيق في هذه الرحمات،، وإننا في هذه المناسبة إذ نهنئ أنفسنا لنهنئ عموم المسلمين بهذا الشهر المبارك الكريم،، شهر رمضان،، الذي كتب الله جل وعلا صيامه،، وسن رسول الله صلى الله عليه وسلم قيامه ،، فقال ربنا جل وعلا: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }البقرة183،، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)..

،`
لما كان المقصود من الصيام حبس النفس عن الشهوات،، وفطامها عن المألوفات،، وتعديل قوتها الشهوانية،، لتستعد لطلب ما فيه غاية سعادتها ونعيمها،، ويكسر الجوع والظمأ من حدتها،، ويذكرها بحال الأكباد الجائعة من المساكين،، وتضيق مجاري الشيطان من العبد،، وتحبس قوى الأعضاء عن استرسالها،، فيما يضرها في معاشها ومعادها،، ويسكن كل عضو منها،، وكل قوة عن جماحه،، فهو لجام المتقين،، وجنة المحاربين،، ورياضة الأبرار والمقربين،، وهو لرب العالمين من بين سائر الأعمال،، وهو سر بين العبد وربه،، لا يطلع عليه سواه،، وللصوم تأثير عجيب،، في حفظ الجوارح الظاهرة،، والقوى الباطنة،، فالصوم يحفظ على القلب والجوارح صحتها،، ويعيد إليها ما استلبته منها أيادي الشهوات،، فهو من أكبر العون على التقوى كما قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }البقرة183

،`

فالحمد لله رب العالمين،، كتب الصيام على المؤمنين لعلهم يتقون،، ولنعش في هذا الموضوع مع نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام لحظة من بعض أيام حياته..

،`

كان صلى الله عليه وسلم هديه من خير الهدي،، وسمته من خير السمت،، وهو عليه الصلاة والسلام خير الصائمين،، وهديه عليه الصلاة والسلام في استقبال شهر رمضان من خير الهدي وأفضله وأكمله وأشمله،، كيف لا وقد وردت في السنة أحاديث عن كيفية استقباله عليه الصلاة والسلام لشهر رمضان،، وكيف كان يبشر أصحابه رضوان الله عليهم،، بل كيف كان يبشر الأمة جمعاء بهذا الشهر الفضيل..

،`

هديه صلى الله عليه وسلم في استقبال شهر رمضان:

أن يدخل شهر رمضان إلا برؤية محققة أو بشهادة شاهد واحد،، كما صام صلى الله عليه وسلم بشاهدة ابن عمر رضي الله عنه،، واعتمد على خبره،، فإلم تكن رؤية ولا شهادة،، أكمل عدة شعبان ثلاثين يوما،، وكان إذا حال ليلة الثلاثين دون رؤيته غيم أو سحاب أكمل عدة شعبان ثلاثين يوما،، ولم يكن يصوم يوم الإغمام،، ولا أمر به،، بل أمر بإكمال شعبان ثلاثين يوما..

،`

وكان من هديه صلى الله عليه وسلم أنه يبشر أصحابه بقدوم رمضان،، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه يقول: ( قد جاءكم شهر رمضان،، شهر مبارك،، كتب الله عليكم صيامه،، فيه تفتح أبواب الجنان،، وتغلق فيه أبواب الجحيم،، وتغل فيه الشياطين،، فيه ليلة من ألف شهر،، من حرم خيرها فقد حرم)..

،`

ولكون هذا الحديث أصل عند بعض العلماء في التهنئة بشهر رمضان،، فإنا نبشر الأمة الإسلامية جمعاء بحلول هذا الشهر الفضيل،، ونسأل الله أن يجعله هلال خير وبركة،، وعزة وتمكين،، للإسلام والمسلمين،، ونهنئكم بهذا الشهر الكريم..

لاكي

مجموعة حياتي تلألئي الدعوية

لاكي

الحمد لله الذي من علينا بشهر رمضان،، اختصاصا له وتفضيلا،، وضاعف به الأجور،، وأنال العاملين له حظا جزيلا،، فتح بابه للطالبين،، وحض عباده على دعائه في كتابه المبين،، ولم يزل متفضلا على المخلوقين،، مقتدرا جليلا،، دعا عباده إلى طريق جنته،، وعم بالدعوة جميع بريته،، وأوضح طريقها بإظهار محجته،، فشمر إليها أهل توحيده وخدمته،، واتخذوا صالح الأعمال إليه سبيلا،، وجعلوا هدي الرسول إلى تلك السبيل دليلا،، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين،، خير من صلى وصام،، وقام عليه الصلاة والسلام،، ورضي الله عن الصحابة الكرام،، الإئمة الأعلام،، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين،، أما بعد..

،`

نتذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال وهو خير الصائمين -: ( للصائم فرحتان يفرحهما،، فرحة عند فطره،، وفرحة عند لقاء ربه ) ،، إذا أفطر فرح بفطره،، وإذا لقي ربه جل وعلا فرح بصومه،، وهذه الفرحة هي من فضل الله تبارك وتعالى،،، ، يقول ربنا جل وعلا: { قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ }يونس58..

،`

في هذه المشاعر الإيمانية،، التي يحس بها كل صائم وكل صائمة،، في فطرهم،، وفي عظيم رحمة الله جل وعلا أن هداهم،، وأن وفقهم لهذه الطاعة العظيمة،، فهنيئا لك أخي الصائم،، وهنيئا لك أختي الصائمة،، نعم،، هنيئا لكم صيام يوم من رمضان،، ها قد انتهى يوم وذهب التعب وثبت الأجر إن شاء الله،، فحق لكَِ أتفرح/ـي،، هذه الفرحة الأولى،، ونسأل الله العظيم أن يبلغنا وإياكم الفرحة الثانية،، أيها الصائمون الكرام،، أشكروا الله على نعمته عليكم وفضله،، فكم من أقوام لم يدركوا رمضان،، أو حرموا الصيام لمرض أصابهم،، أسأل الله أن يتم علينا الشهر،، ويكتب لنا فيه عظيم الأجر..

،`

إن هدي النبي صلى الله عليه وسلم وهو خير الصائمين عليه الصلاة والسلام في فطره،، أنه كان يعجل الفطر،، فيقول صلى الله عليه وسلم: (إذا أقبل الليل من ها هنا،، وأدبر النهار من ها هنا،، وغربت الشمس،، فقد أفطر الصائم)،، وقال عليه الصلاة والسلام: (لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر) ،، وقال صلى الله عليه وسلم،، كما في الحديث القدسي: (أحب عبادي إلي أعجلهم فطرا) ،، وفي السنن عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ( لا يزال الدين ظاهرا،، ما عجل الناس الفطر،، إن اليهود والنصارى يؤخرون)

،`

سنته صلى الله عليه وسلم عند فطره:
أنه كان يفطر قبل أن يصلي،، وكان يقول: (ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله)

،`

كيف كان فطر خير الصائمين صلى الله عليه وسلم؟
كان يفطر على ما يسر الله له،، مما كان موجودا في بيته،، فيذكر أنس بن مالك،، أن محمدا صلى الله عليه وسلم،، يفطر على رطب وقت الرطب،، فإلم يكن رطبا أفطر على تمرات،، فإلم يكن تمرات أفطر على ماء،، أي أن محمدا صلى الله عليه وسلم،، ربما يحضر وقت الفطر وما في بيته تمر ولا رطب،، وإنما هو الماء،، يشرب الماء فيفطر به صلوات الله وسلامه عليه،، وكان يحض على الفطر بالتمر،، فإلم يجد فعلى الماء،، وهذا من أسرار النبوة،، فإن إعطاء التمر أو الشيء الحلو على المعدة الخاوية،، أنفع لها وأيسر هضما،، وكذلك الماء فهو أنفع للمعدة ويكمل انتفاع الجسم بالغذاء بعده..

،`

نعم،، هذا كان هدي النبي صلى الله عليه وسلم،، وكل مسلم على وجه الأرض يحب أن يتأسى بهديه صلوات الله وسلامه عليه،، بخير الصائمين صلى الله عليه وسلم..

،`

التنبيه على بعض المبالغات،، التي يفعلها الناس،، وقد تؤدي إلى عقاب الله تبارك وتعالى:
أيها الإخوة الصائمون،، والأخوات الصائمات،، أتباع خير الصائمين،، محمد صلى الله عليه وسلم،، إن مما يؤسف الناظر،، ويحزن الخاطر،، ظاهرة مقيتة،، وعادة قبيحة،، سرت في صفوف بعض المسلمين،، ألا وهي ظاهرة الإسراف في المآكل والمشارب في شهر رمضان،، زيادة على قدر الحاجة،، وإكثار على مقدار الكفاية،، نهم ،، شره،، بطنة مورثة للأسقام،، مفسدة للأفهام،، وبطر وأشر،، حمل الكثير على رمي ما زاد من الأكل في النفايات،، مع المهملات والقاذورات،، في حين أن هناك أكبادا جائعة،، وأسرا ضائعة،، تبحث عما يسد جوعها،، ويسكن ظمأها،، فاقوا الله عباد الله،، فما هكذا تشكر النعم،، وتستدفع النقم،، { وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ }الأعراف31،، { وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً }الإسراء26-27،، وتوسطوا فالتوسط محمود،، وأنفقوا باعتدال،،{ وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَّحْسُوراً }الإسراء29،، ولا خير في السرف ولا سرف في الخير..

،`

اللهم اسلك بنا سبيل الأبرار،، واجعلنا من عبادك المصطفين الأخيار،، وامنن علينا بالعفو والعتق من النار،، وانظمنا في سلك المتقين الأخيار،، واغفر لنا ولوادينا ولجميع المسلمين،، الأحياء منهم والميتين،، برحمتك يا أرحم الراحمين،، وصلي اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..

لاكي
مجموعة حياتي تلألئي الدعوية

جـــــــــــــزآك الله خيرآ

جزاك الله خير

لاكي

الحمد لله رب العالمين،، ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها،، وما يمسك فلا مرسل له من بعده،، وهو العزيز الحكيم،، شرع لنا دينا قويما،، وهدانا صراطا مستقيما،، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على رسول الله،، خير من صلى وصام،، وقام ودعا ربه بين الأنام..

،`

{ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ }الأحزاب21
فهو الأسوة وهو القدوة عليه الصلاة والسلام،، كان خلقه القرآن،، وقد غفر الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر،، ومع ذلك كان يقوم من الليل،، حتى تتفطر قدماه..

،`

ونحن نتدارس سيرة هذا النبي العظيم،، ونتصفح ورقة من يوميات خير الصائمين،، لابد أن يكون حاضرا في أذهاننا أن قدوتنا عليه الصلاة والسلام قد بات في ليلة من ليالي رمضان وهو ديدنه في رمضان وغيره،، وإن كان في رمضان أشد عبادة من غيره بات لله مصليا،، قارئا لكتاب الله: {قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً * نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً * إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً * إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْءاً وَأَقْوَمُ قِيلاً * إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحاً طَوِيلاً * وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً }المزمل2-8،، لابد أن يكون حاضرا في أذهاننا أنه عليه الصلاة والسلام صلى بالمسلمين جماعة،، إماما ليس متأخرا بركعة،، ولا بعد شروق الشمس،، وهو الذي غفر ما تقدم من ذنبه وما تأخر،، نسأل الله أن نكون من المحبين له عليه الصلاة والسلام،، المقتدين بفعله،، المطيعين لقوله..

،`

كان من هديه صلى الله عليه وسلم،، وهو خير الصائمين،، أن يؤخر السحور،، فحري بالمؤمنين أن يمتثلوا أمره ويقتفوا أصره،، لا سيما وأن ذلك من سننه القولية والفعلية صلى الله عليه وسلم،، فكما أمرهم بتأخير السحور،، طبق ذلك فعليا صلوات الله وسلامه عليهم،، فعن عمرو بن العاص رشي الله عنه،، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر)،، وكان يتناوله قبل أذان الفجر الثاني بقليل،، فعن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: تسحرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم،، ثم قام إلى الصلاة،، قيل له: كم كان بين الأذان والسحور؟ قال: قدر خمسين آية..

،`

بعض الحكم من تأخير السحور:

1- يعين الصائم على تحمل الجوع تفسيا،، فيقول لنفسه: لقد أكلت قبل الفجر بقليل
2- كما أن تأخير السحور يعين على صلاة الفجر،، وأفضل صحيا،، كونه يأكل ثم يسعى للصلاة ويعود منها،، أفضل من الأكل والنوم

،`

وكان من هدي خير الصائمين صلى الله عليه وسلم حض أصحابه على السحور،، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تسحروا ولو بجرعة ماء)،، وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تسحروا فإن في السحور بركة)..

،`

كان صلى الله عليه وسلم مقتصدا في سحوره،،

يتسحر بالموجود،، فلا يتكلف المعدوم،، ولا يعيب طعاما قط،، لا في رمضان ولا في غيره،، إن أعجبه أكل،، وإلم يعجبه تركه،، فتسحر بتمر،، وتسحر بتمر وماء،، فعن أبي هريرة رضي الله عنه: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (نعم سحور المؤمن التمر)

،`

وما نراه من بعض المسلمين اليوم،، من تكلف في السحور،، هو أبعد ما يكون عن هديه صلى الله عليه وسلم،، ذلك أنه يوسع حظ النفس بما يلهي من الملذات،، فتثقل عن الطاعة،، وتفتر عن العبادة،، في هذا السوق العامر،، وفي هذا الموسم المبارك..

،`

طوبى لأقوام كانت هممهم عالية،، وعيونهم من خشية الله باكية،، فزهدوا في الدار الفانية،، وشمروا إلى جنات عالية،، قطوفها دانية،، ويقال لهم فيها: كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية،، كانوا قليلا من الليل ما يهجعون،، وبالأسحار هم يستغفرون،، وبالنهار لربهم صائمون،، وبالبكاء من خشيته يضجون،، فرضي الله عن الصحابة الكرام،، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين،، وتقبل الله من الصائمين والصائمات صيامهم،، وغفر للمؤمنين والمؤمنات،، الذين ما فتئوا يتبعون سنة خير الصائمين صلى الله عليه وسلم..

لاكي

مجموعة حياتي تلألئي الدعوية

لاكي
الحمد لله الذي نور بهدايته قلوب أهل السعادة،، وطهر بكريم ولايته أفئدة الصائمين،، فأسكن فيها وداده،، وحرس سرائر المؤمنين فطرد عنها الشيطان وذاده،، ودعاها إلى ما سبق لها من عنايته فأقبلت منقادة،، والصلاة والسلام على رسول الله،، محمد بن عبد الله،، الذي أقام الله به منار الإيمان ورفع عماده،، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه،، الذين أوضح الله بهم حجج الدين وأحكامه،، وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين..
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ }البقرة183-184
في هاتين الآيتين كانت بداية الصيام،، وفي فعل النبي صلى الله عليه وسلم،، وفي سنته القولية والفعلية،، ما يوضح ذلك أشد الوضوح،، فما هو هديه صلى الله عليه وسلم في الصيام في السفر وغيره من الأمور التي أوضحها الله تبارك وتعالى وذكرها في الآية السابقة؟؟
لعله من المناسب الابتداء بالكلام عن بداية فريضة الصوم،، فعندما فرض صيام رمضان لم يكن على الإلزام،، فكان من شاء صام ومن شاء أفطر ودفع فدية طعام مسكين عن كل يوم،، ثم نسخ هذا الحكم في حق المستطيع،، وبقي في حق أهل الأعذار،، كالمريض والمسافر لكن لا يطعمون،، وإنما يقضون تلك الأيام بعض رمضان،،{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }البقرة185
هديه صلى الله عليه وسلم في السفر:
فقد سافر النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان،، فصام وأفطر،، وخير الصحابة بين الأمرين،، وإذا كان سفره للقتال يأمر أصحابه بالفطر،، إذا دنوا من العدو،، ليتقووا على القتال،، وكان صلى الله عليه وسلم يفطر في السفر مراعاة لأصحابه،، وتطييبا لخواطرهم،، مع عدم حاجته إلى الفطر،، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم على نهر من السماء،، والناس صيام،، في يوم صائف مشاة،، والنبي صلى الله عليه وسلم على بغلة له،، فقال: "اشربوا أيها الناس"،، قال: فأبوا،، قال: "إني لست مثلكم،، إني أيسركم،، إني راكب"،، فأبوا،، قال: فثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم فخذه فنزل فشرب،، وشرب الناس،، وما كان يريد أن يشرب..
أحكام صيام أهل الأعذار:

1- الحائض والنفساء: لا يجب عليهما الصوم،، ولا يجوز ولا يصح،، ولكن يقضين ما فاتهن بعد رمضان،، وعليهن المبادرة بالقضاء قبل دخول رمضان آخر
2- المريض والشيخ الكبير: إذا لم يطيقا،، أفطرا وأطعما عن كل يوم مسكينا
ومما يلتحق بهذا المعنى،، الحامل والمرضع،، إذا خافتا على أنفسهما أو ولديهما،، فاختلف العلماء في حكمهما،، فمن العلماء من قال: تفطر وتفدي وتقضي،، ومنهم من قال: تقضي فقط،، ومنهم من قال تفدي فقط

ومما يؤسف مشاهدته هذه الأيام،، عدم أخذ بعض الناس لهذه الرخصة،، فتجده يصر على الصوم مع ما يعانيه من مشقة،، ويشق على نفسه وعلى من معه،، ونسي هذا المسكين أن كل الخير في اتباع هدي خير الصائمين،، أسأل الله أن يجعلنا من الهداة المهتدين،، وأن يوصل المسافرين سالمين،، وأن يرفع عن أهل الأعذار أعذارهم،، وشفى مرضانا ومرضى المسلمين،، اللهم آمين..
لاكي

لاكي

الحمد لله رب العالمين،، من علينا بشهر القرآن،، والصلاة والسلام على خير الصائمين،، خير من قرأ القرآن والتدبر،، ووعظ وعمل..

،`

قال الله تعالى: { لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }الحشر21

يخبر تعالى عن عظمة القرآن،، وفضله وجلاله،، وأنه لو خوطب به صم الجبال،، لتصدعت من خشية الله،، فيا عجبا من مضغة لحم كانت أقسى من هذه الجبال،، تخوف من سطوة الله الجبار،، فلا ترعوي ولا ترتدع،، وتسمع آيات الله تتلى عليها،، فلا تلين ولا تخشع ولا تنيب،، فيا أيها الغافل عن تدبر القرآن،، إلى متى هذه الغفلة؟؟ بادر بصالح الأعمال،، قبل أن تندم..

،`

وقد نقل لنا حذيفة بن اليمان رضي الله عنه،، حال خير الصائمين صلى الله عليه وسلم،، فقال حذيفة: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة،، فافتتح البقرة فقرأها،، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح،، وإذا مر بسؤال سأل،، وإذا مر بتعوذ تعوذ..

فينبغي عند قراءة القرآن أن يتدبر القارئ ويتأمل،، في معان القرآن وأحكامه،، لأن هذا هو المقصود الأعظم،، والمطلوب الأهم،، وبه تنشرح الصدور،، وتستنير القلوب،، قال الله تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ }ص29

،`

وصفة ذلك،، أن يشغل قلبه بالتفكر في معنى ما يلفظ به،، فيعرف معنى كل آية،، ويتأمل الأوامر والنواهي،، فإن كان مما قصر عنه فيما مضى،، اعتذر واستغفر،، وإذا مر بآية رحمة استبشر وسأل،، أو عذاب أشفق وتعوذ،، أو تنزيه نزه وعظم،، أو دعاء تضر وطلب..

،`

إذا تأملنا القرآن،، وجدناه ينوه بشعبة من شعب الدين،، ومهمة ومن مهمات النبوة،، يعبر عنها بلفظ التزكية،، يذكرها كركن من الأركان الأربعة التي بعث الرسول صلى الله عليه وسلم لتحقيقها وتكمليها،،{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ }الجمعة2،، فتحدثت الآية الكريمة عن أربعة أشياء بعث بها الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم:

1- {بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُوعَلَيْهِمْ آيَاتِهِ}
2- {يُزَكِّيهِمْ}
3- { وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ}
4- { وَالْحِكْمَةَ}

فحري بأمة بعث رسولها صلى الله عليه وسلم بهذه الأربعة أمور،، أن تكون خير أمة أخرجت للناس،،{يُزَكِّيهِمْ}،، وهي تزكية النفوس،، وتحليتها بالفضائل،، وتخليتها من الرذائل،، ولابد أن نملأ هذا الفراغ الواقع في حياتنا ومجتمعنا،، ونسد هذا المكان..

،`

اللهم اغفر لنا ذنوبنا،، اللهم اغفر لنا ذنوبا قطعتنا عن بابك،، وجد علينا بكرمك،، وهب لنا ما وهبته لأحبابك،، اللهم اغفر لنا الزلات،، وأنقذنا من الهلكات،، وارفع لنا عندك الدرجات،، وضاعف لنا الحسنات،، وكفر عن السيئات،، يا أكرم مسؤول،، وأعظم مأمول،، واغفر اللهم لنا ولوالدينا،، ولجميع المسلمين،، الأحياء منهم والميتين،، برحمتك يا أرحم الراحمين،، اللهم آمين..

لاكي

جزاك الله خير

لاكي
الحمد لله الذي من علينا بمواسم الخيرات،، وخص شهر رمضان بالفضل والتشريف والبركات،، وأنزل فيه القرآن،، هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان،، والصلاة والسلام على خير الصائمين،، محمد بن عبد الله،، رسول الله،، وعلى آله وأصحابه ومن تبع هداه إلى يوم الدين..
شهر رمضان،، شهر القرآن،، قال تعالى: { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ }البقرة185،، ولعظم القرآن وثقله،،{إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً }المزمل5،، كان يعاني خير الصائمين،، عند نزول القرآن،، وكان يتفصد جبينه عرقا في اليوم الشديد البرودة،، ويثقل جسمه عليه الصلاة والسلام،، روت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها،، أن الحارث بن هشام،، سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله،، كيف يأتيك الوحي؟؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أحيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس،، وهو أشده علي،، فيصم عني وقد وعيت عنه ما قال،، وأحيانا يتمثل لي الملك رجلا،، فيكلمني فأعي ما يقول )
وعن زيد بن ثابت رضي الله عنه،، أن الرسول صلى الله عليه وسلم،، أملى عليه: {لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ }النساء95،، فجاء ابن أم مكتوم،، وهو يملها علي،، قال يا رسول الله: والله لو أستطيع الجهاد لجاهدت،، وكان أعمى،، فأنزل الله على رسول صلى الله عليه وسلم،، وفخذه على فخذي،، فثقلت علي،، حتى خفت أن ترض فخذي،، ثم سري عنه،، فأنزل الله { غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ }،، ومنها أنه صلى الله عليه وسلم،، إذا نزل الوحي بركت به راحلته،، عن عائشة رضي الله عنها،، قالت: إن كان يوحى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،، وهو على راحلته فتضرب بجرانها..

،`


أيها الإخوة والأخوات،، حري بالمسلمين أن يعظموا هذا القرآن،، ويعرفوا له قدره،، خاصة في هذا الشهر الكريم،، وإنه لعظمة هذا القرآن كثر عدد الطالبين لترجمة القرآن الكريم من غير المسلمين،، ومن اطلع عليه شهد بعظمته،، وإلم يسلم،، وغليكم هذه القصة،، من سيرة خير الصائمين صلى الله عليه وسلم،، خرج النبي صلى الله عليه وسلم،، إلى الحرم،، وفيه جمع كبير من قريش،، فيهم سادتهم وكبراؤهم،، فقام فيهم وفاجأهم بتلاوة سورة النجم،، ولم يكن أولئك الكفار سمعوا كلام الله من قبل،، لأنهم كانوا مستمرين على ما أوصى به بعضهم بعضا،، من قولهم: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ }فصلت26،، فلما باغتهم بتلاوة هذه السورة،، وقرع آذانهم كلام إلهي خلاب،، أخذ مشاعرهم،، ونسوا ما كانوا فيه،، فما من أحد غلا وهو مصغٍ إليه،، لا يخطر بباله شيء سواه،، حتى إذا تلا في خواتيم هذه السورة،، قوارع تطير لها القلوب،، ثم قرأ: {فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا }النجم62،، ثم سجد،، فلم يتمالك أحد نفسه حتى خر ساجدا،، وفي الحقيقة كانت روعة الحق قد صدعت العناد،، في نفوس المستكبرين والمستهزئين،، فما تمالك الكفار إلا أن يخروا لله ساجدين..

،`

العناية بالقرآن الكريم،، مفتاح الصلة بالله تعالى،، وأسلوب مدارسته مع آخرين،، طريق لتدبره وفهم معانيه،، وهو من باب التعاون على البر والتقوى،، فعن ابن عباس رضي الله عنهما،، عن النبي صلى الله عليه وسلم،، في حدث جود النبي صلى الله عليه وسلم،، وكان جبريل عليه السلام يلقاه كل ليلة في رمضان،، حتى ينسلخ،، يعرض عليه النبي صلى الله عليه وسلم القرآن،، وروى البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم،، أسر إلى ابنته فاطمة رضي الله عنها: ( إن جبريل كان يعارضني القرآن كل سنة مرة،، وإن عارضني العام مرتين،، ولا أراه على حضر أجلي)،، قال ابن حجر: فكان جبريل يتعاهده في كل سنة،، فيعارضه ما نزل عليه من رمضان إلى رمضان،، فلما كان العام الذي توفي فيه،، عارضه به مرتين..

،`


وقد نظم الإمام الشاطبي في القرآن وحفظه وتدارسه أبياتا،، هي من أروع ما نظم:
وإن كتاب الله أوثق شافع .:. وأغنى غناء واهبا متفضلا
وخير جليس لا يمل حديثه .:. وترداده يزداد فيه تجملا
وحيث الفتى يرتاع في ظلماته .:. من القبر،، يلقاه سنا متهللا
هنالك يهنيه مقيلا وروضة .:. ومن أجله في ذروة العز يجتلى
يناشد في إرضائه لحبيبه .:. وأجدر به سؤلا إليه موصلا
فيا أيها القاري به متمسكا .:. مجلا له في كل حال مبجلا
هنيئا مريئا والداك عليهما .:. ملابس أنوار من التاج والحلى
فما ظنكم بالنجل عند جزائه .:. أولئك أهل الله والصفوة الملا
أولوا البر والإحسان والصبر والتقى .:. حلاهم جاء بها القرآن مفصلا
عليك بها ما عشت فيها منافسا .:. وبع نفسك الدنيا بأنفاسها الحلا
،`
اللهم يا أكرم من رجي،، ويا أحق من دعي،، ويا خير من ابتغي،، أمنن علينا بغفرانك،، وعاملنا فضلك وإحسانك،، واجعلنا من ورثة جنتك،، ونجنا من عذابك ونقمتك،، اللهم هب لنا ما وهبته لعبادك الأخيار،، وآمن خوفنا بيوم لا تنفع فيه الأعذار،، برحمتك يا كريم يا غفار،، واغفر اللهم لنا ولوالدينا ولجمع المسلمين،، الأحياء منهم والميتين،، برحمتك يا أرحم الراحمين..

لاكي

لاكي

الحمد لله رب العالمين،، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين،، خير الصائمين،، محمد بن عبد الله،، وعلى آله وصحبه أجمعين..
لما كان من فضائل الصوم وفوائده،، تطهير النفس وتهذيبها وتزكيتها من الأخلاق السيئة،، والصفات الذميمة،، ومنها البخل،، كان لزاما علينا تعويد أنفسنا الكرم والجود،، ومجاهدة النفس على ذلك،، فقد اشتق سبحانه وتعالى اسما من أسمائه الحسنى وهو الجواد،، اشتقه من الجود،، فالله جواد يحب الجود،، ويحب مكارم الأخلاق،، وكما أن جود الله سبحانه وتعالى يزداد علينا في رمضان،، ونحب منه ذلك ونطلبه،، وجود النبي صلى الله عليه وسلم يزداد في رمضان،، فينبغي لنا أن نزداد في البذل والعطاء في رمضان حبا لله،، وتأسيا بخير الصائمين صلوات الله وسلامه عليه،، فجودك أخي وأختي في الله،، جودك في رمضان،، ستجد جزاءه جودا من ربك الجواد الكريم،، فاحرص أخي الصائم،، وأختي الصائمة،، احرصا على تفطير الصائمين،، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (من فطر صائما،، فله مثل أجره،، من غير أن ينقص من أجر الصائم شيء)،، فعلينا تطهير أنفسنا من البخل والشح،، فلا خير فيهما،، قال صلى الله عليه وسلم: (ما من يوم يصبح العباد فيه إلا وملكان ينزلان،، فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقا خلفا،، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكا تلفا)،، فنسأل الله أن يرزقنا دعوة الملكين لنا،، ويجنبنا دعوتهما علينا،،اللهم تفضل علينا بجودك،، ومن علينا بكرمك،، واشملنا برحمتك،، التي وسعت كل شيء..
،`
إخوتي وأخواتي في الله،، نحن نعيش في نعمة والحمد لله،، وإذا نظر المسلم يمنة ويسرة،، وجد هناك فئات من المجتمع الإسلامي،، تحتاج إلى المساعدة،، لضيق ذات اليد،، لذا ينبغي علينا كثرة البذل والعطاء،، في هذا الشهر،، شهر الجود والعطاء،، ونتفقد أصحاب الحاجات،، والمتعففين،، حتى نكفيهم ذل السؤال،، فيكون لنا مثل أجرهم،، لا ينقص من أجورهم شيئا،، قال الشافعي رحمه الله: أحب للرجل الزيادة بالجود في شهر رمضان،، اقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم،، لحاجة الناس فيه إلى مصالحهم،، وانشغال كثير منهم بالصوم والصلاة،، عن مكاسبهم..
فينبغي للإنسان أن يتأسى بنبيه صلى الله عليه وسلم،، ويتصدق بما يقدر عليه،، ليواسي الفقراء وأهل الحاجة،، فإن الله كريم يحب الكريم من عباده،، جواد يحب أهل الجود،، والبخل لا يزيد في الرزق،، فإن البخيل بعيد من الله،، بعيد من خلقه،، بعيد من الجنة،، قريب من النار،، والسخي قريب من الله،، قريب من خلقه،، قريب من الجنة،، بعيد من النار،، فجود الرجل يحببه إلى أضداده،، وبخله يبغضه إلى أولاده..
،`
ومن أنواع الجود في شهر رمضان،، تفطير الصائمين،، ولقد كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أن يحض المسلمين على تفطير الصائمين،، ويرغب فيه،، حيث جاء في السنن،، وعن أنس رضي الله تعالى عنه،، أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء إلى سعد بن عبادة رضي الله عنه،، فجاء بخبز وزيت،، فأكل ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أفطر عندكم الصائمون،، وأكل طعامكم الأبرار،، وصلت عليكم الملائكة)،، ولا شك أن الأجر المترتب على تفطير الصائم دافع للحرص عليه،، فبإمكانك أخي وأختي في الله،، أن يكون لك أجر عدة شهور،، وليس أجر صيام شهر واحد،، وما ذلك إلا بتفطير الصائمين..
،`
إن المرء ليتذكر إخوانه المسلمين،، الذين لا يجدون ما يفطرون عليه،، فتأخذه بذلك رأفة ورحمة بإخوانه المسلمين،، وإن البذل والعطاء في رمضان وخاصة في تفطير الصائمين،، مشاهد وملموس،، في طول العالم الإسلامي وعرضه،، ولكن الذي لا ينبغي أن يكون،، هو السرف والإكثار في ذلك،، مما يفيض عن الحاجة،، فتوجد أحيانا مبالغة في موائد الإفطار،، التي تقدم،، وما ذلك إلا بحسن نية،، ومن كرم الذين يبتغون الأجر،، ولكن إذا قنن ذلك،، وأعطي الناس الحاجة التي تكفيهم،، حتى لا يتحول الأمر إلى سرف،، ولا إلى مخيلة،، ويستفاد منه في الأماكن المحتاجة،، فبدل أن يفطر بهذه الكمية مائة،، فقد تكفي مائتين،، فيتضاعف له الأجر،، ولا سيما وقد ورد في حديث سلمان الفارسي رضي الله عنه،، كما في شعب الإيمان،، قلنا يا رسول الله: ليس كلنا يجد ما يفطر به الصائم،، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يعط الله هذا الثواب من فطر صائما على مذقة لبن،، أو تمرة،، أو شربة من ماء،، ومن أشبع صائما سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنة) رواه البيهقي وغيره،، وفي ذلك أيضا،، بشارة لمن قدر عليه رزقه،، لأنه يستطيع أن يكسب الأجر بأقل جهد،، نسأل الله أن يوفقنا للصيام والقيام،، وإطعام الطعام،، ونسأله سبحانه،، أن يسقينا من حوض نبيه صلى الله عليه وسلم،، شربة لا نظمأ بعدها أبدا،،اللهم آمين..
،`
ونذكر إخوتنا وأخواتنا،، بمراعاة شعور الناس عند الإحسان إليهم،، ونذكر إخواننا القائمين على المساعدات،، بأن ينتهجوا الأسلوب الأمثل،، بارك الله لأهل الأموال في أموالهم،، ولأهل الجهد في جهدهم،، ولكل موصل من أهل الإحسان لأهل الإحسان،،اللهم آمين..
لاكي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.