بحجة في أحكام الشريعة ، أما عند الفقهاء .. فالسنة تعني ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير افتراض ولا وجوب .
ومنها أحاديث جوامع الكلم ، وهى أحاديث التي تجمع المعاني الكثيرة في الألفاظ القليلة ، وتبين الفصاحة والبلاغة النبوية ، ومنها..
أحاديث الأذكار والأدعية ، وأحاديث البيان القولي ، وأحاديث تفسير القرآن الكريم ،
والإجابات عن أسئلة الصحابة ، والردود على أهل الكتاب والمشركين ، والمنافقين
وغيرها من أنواع السنن القولية..
فالسنة القولية تشتمل على الأحكام الشرعية الخمسة وهى:
الواجب والمستحب والمباح والمكروه والمحرم
وأما السنة الفعلية كأفعاليه صلى الله عليه وسلم في الصلاة من ركوع وسجود وقيام وأفعاله في الحج كالطواف والسعي والوقوف بعرفة ونحوها ،
فهى للتآسي بها قال تعالى :
( فيما ليس بواجب فهو محسن مأجور.. ومن لم يعمل فلا بأس عليه ، إلا أن يكون تركه للعمل رغبة عن هديه )
أو يفعل فعلاً فيسكت ولاينكر ذلك عليه ، وهى تفيد الإباحة في أمور المعاملات والعادات ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لايسكت على باطل
وتفيد الاستحباب في أمور العبادات لأن فعل العبادة المشروعة غير الواجبة مستحب ،
ألا أنها ليست في درجة استحباب ما حافظ النبي صلى الله عليه وسلم على فعله أو حث المسلمين عليه بقوله ..
من إرهاصات النبوة كحادثة شق الصدر ، وأما وقع له من أمور قدرية تشير إلى اصطفاؤه للنبوة كبعده عن الشرك ،
وأمور الجاهلية وضع الحجرالأسود ، واتصافهِ بالصدق والأمانة وجميع مكارم الأخلاق فهى دلائل النبوة …
والسنة هى المصدر الثاني من مصادر ثقافة المسلم ، وتتجلى هذه المصدرية في شمول أحكامها لجوانب الحياة كلها ،
لحياة المسلم ، وفي بيانها لكثير من أمور الغيب ، وفي تفاصيلها الدقيقة للنموذج الأمثل ..
وما بعده سعوا في ترتيب الأحاديث على الموضوعات فجمعوا الأحاديث المتعلقة بالقرآن الكريم ونزوله ومعانيه في كتب التفسير وعلوم القرآن ،
وجمعوا أحاديث العبادات والمعاملات ..
وما يتعلق بحياة المسلم العملية في كتب سموها السنن ، وصنفوا كتباً سموها الجوامع ، وهى كتب جامعة تشتمل على أحاديث متعلقة
بأبواب الدين الكبرى الثمانية وهى العقائد والأحكام العملية ( الفقة )
واللآداب ، والزهد والرقاق والتفسير والسير والتاريخ والفتن وأشراط الساعة المناقب والمثال ،
ثم ألفوا كتباً خاصة كثيرة في كل باب من هذة الأبواب الثمانية على حدة…
ومتحدي بألفاظه ومتعبد بتلاوته ويقرأ به في الصلاة ولا يمسه إلا المطهرون وهى معجزة النبي صلى الله عليه وسلم الباقية للناس إلى آخر
الزمان ، والسنة ليست مثلة في ذلك كله ، بل ، هى دونهِ ولذا تعد السنة عندالعلماء المصدر الثاني للشريعة الإسلامية بعد القرآن الكريم ..
يتبادر إلى أذهان بعض الناس ؛ بل الواجب عند البحث عن حكم المسائل أن نجمع كل ما ورد في المسألة من القرآن الكريم
ومن السنة النبوية معاً في آن واحد … ثم يوضع كل نص منها في موقعه المناسب له ، ولذا لايجوز في الاستنباط من القرآن
الكريم الاقتصار عليه دون النظر في السنة التى هى شرحه وبيانه حتى لاتهمل السنن التى جاءت لبيان الدين ،
النبي صلى الله عليه وسلم لبيان أحكام الدين للعباد ، ولذا
فإنها عند علماء الحديث وعلماء أصول الفقه تعد منزلتها في بيان الأحكام كمنزلة القرآن الكريم..
أن تكون موافقة للقرآن الكريم من كل وجه :
وهذا من باب توارد الأدلة من القرآن والسنة على الحكم الواحد ، ولذا يطلق عليها بعض العلماء أنها سنة مؤكدة للقرآن الكريم ،
ولايقصد بذلك أنها تزيد نص القرآن قوة وثبوتً لأن القرآن قوي بنفسة ، ولا يحتاج إلى تقوية لإثباثة ،
وإنما المراد التأكيد على الحكم الذي اشتمل عليه النص
والصوم والحج ، وجاءت السنة بمقاديرها وشروطها وصفاتها وكيفية أدائها ، وهذا النوع من السنة هو
الذي ينطبق عليه قوله تعالى:
( … أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ … ) الأية 44من سورة النحل
فهموها على غير المراد منها فصححت السنة لهم المراد
وعدم توريث الكافر من المسلم والمسلم من الكافر ومنع الحائض من الصوم والصلاة ، وهذا النوع من الأحكام والسنن كثيرة
تدخل كلها تحت عموم الآيات الآمرة بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم والناهية عن معصيته والمحذرة من مخالفته …
وعليه فإن السنة كلها بيان للقرآن الكريم ، وترجع في معناها إليه …
وأن يغفر لنا ذنوبنا .. اللهم آمييين.
بارك الله فيكِ سهى
موضوع رائع
أسأل الله أن يوفقنا جميعاً لما يحبه و يرضاه ، وأن يفقهنا في ديننا ،
وأن يغفر لنا ذنوبنا .. اللهم آمييين
اَاَاَاَمين
لا اله الا الله
..
..
ما شاء الله موضوع رائع ومتميز
بارك الله فيكِ غاليتي
ونفع بكِ الامة
جزاك الله خيرا
روى البخاري ومسلم عن عبد الله بنِ مسعود رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لعن الله الواشمات والمستوشمات والنامصات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله»قال: "فبلغ ذلك امرأة من بني أسد يقال لها أم يعقوب، وكانت تقرأ القرآن فأتته فقالت: ما حديث بلغني عنك؛ أنك لعنت الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله؟ فقـال: عبد الله وما لي لا ألعن من لعن رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وهو في كتاب الله، فقالت المرأة: لقد قرأتُ ما بين لوحَي المصحف فما وجدته، فقال: لئن كنت قرأتيه لقد وجدتيه قال الله عز وجل: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا}[الحشر: 7]
ما شاء الله يا سهى
بارك الرحمن بك
لو كنا ننزل السنة منزلتها لكنا بألف خير