تخطى إلى المحتوى

الحسد ثمرة الحسد 2024.

6- ثمرة الحسد :
إن الغضب إذا لزم كظمه لعجز عن التشفي في الحال رجع إلى الباطن ، واحتقن فيه فصار حقداً ، ومعنى الحقد أن يلزم قلبه استثقاله والبغض له والنفار عنه ، وأن يدوم ذلك ويبقى ، فالحقد ثمرة الغضب .
والحقد يثمر ثمانية أمور :
الاول : الحسد هو أن يحملك الحقد على أن تتمنى زوال النعمة عنه ، فتغتم بنعمة إن أصابها ، وتسر بمصيبة إن نزلت به ، وهذا من فعل المنافقين .
الثاني : أن تزيد على إضمار الحسد في الباطن ، فتشمت بما أصابه من البلاء .
الثالث : أن تهجره وتصارمه وتنقطع عنه وإن طلبك وأقبل عليك .
الرابع : وهو أن تعرض عنه استصغاراً له .
ولذلك ترى العالم يحسد العالم دون العابد ، والعابد يحسد العابد دون العالم ، والتاجر يحسد التاجر ، والإسكافي يحسد الإسكافي ، ولا يحسد البزار إلا أن يكون لسبب آخر ، لأن مقصد كل واحد من هؤلاء غير مقصد الآخر .
فأصل العداوة التزاحم على غرض واحد ، والغرض الواحد لا يجمع متباعدين ، إذ لا رابطة بين شخصين في بلدين ، ولا يكون بينهما محاسدة إلا من اشتد حرصه على الجاه فإنه يحسد كل من في العالم ممن يساهمه في الخصلة التي يفاخر بها .
ومنشأ جميع ذلك حب الدنيا ، فإن الدنيا هي التي تضيق على المتزاحمين ، وأما الآخرة ، فلا ضيق فيها ، ولو لم يكن في ذم الحسد إلا أنه خلق دنيء يتوجه نحو الأكفاء والأقارب ، ويختص بالمخالط والمصاحب ، لكانت النزاهة عنه كرماً ، والسلامة منه مغنماً ، فكيف وهو بالنفس مضر ، وعلى السهم مصر ، حتى ربما أفضى بصاحبه إلى التلف من غير نكاية في عدو ، ولا إضرار بمحسود .
وأعلم أنه بحسب فضل الإنسان ، وظهور النعمة عليه ، يكون حسد الناس له ، فإن كثر فضله كثر حساده ، وإن قل قلو ، لأن ظهور الفضل يثير الحسد ، وحدوث النعمة يضاعف الكمد .
الخامس : أن تتكلم فيه بما لا يحل من كذب وغيبة وإفشاء سر وهتك ستر وغيره .
السادس : أن تحاكيه استهزاء به وسخرية منه .
السابع : إيذاؤه بالضرب وما يؤلم بدنه .
الثامن : أن تمنعه حقه من قضاء دين أو صلة رحم أو رد مظلمة وكل ذلك حرام .
وأقل درجات الحقد أن تحترز من الأفات الثمانية المذكورة ، ولا تخرج بسبب الحقد إلى ما تعصي الله به ، ولكن تستثقله في الباطن ، ولا تنهى قلبك عن بغضه ، حتى تمتنع عما كنت تطوع به من البشاشة والرفق والعناية والقيام بحاجته والمجالسة معه على ذكر الله تعالى والمعاونة على المنفعة له ، أو بترك الدعاء له والثناء عليه أو التحريض على بره ومواساته . فهذا كله مما ينتقص درجتك في الدين ، ويحول بينك وبين فضل عظيم وثواب جزيل ، وإن كان لا يعرّضك لعقاب الله .

مايصيب الحاسد في الجزء التالي …أنشاء الله

بارك فيك ……

ونفع بعلمك وجهدك ……

——————
إذا أردتم العلم فانثروا القران فإنه علم الأولين والآخرين .

جزاك الله خيرا وبارك الله فيك

اللهم إنا نعوذ بك من شر الحسد والحاسدين

===

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

بارك الله فيكم
: سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ وبِحَمْدِكَ، أشْهَدُ أنْ لا إِلهَ إِلاَّ أنْتَ أسْتَغْفِرُكَ وأتُوبُ إِلَيْكَ
جزاك الله خيرا يأخى عندما ذكرتنا بهذا الحديث الشريف فى احدى مواضيعك السابقه
اللهم ادم علينا نعمة الاسلام و نعوذ بالله من شر انفسنا ,اللهم باعد عن قلوبنا الحسد والحقد وحبب فينا خلقك

——————
الحمد لله رب العالمين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.