السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التاريخ: الثاني عشر من ربيع الأول
نبذة مختصرة:
إحتفال بدعي بيوم ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم لا يخلو من المنكرات والبدع المحدثة في الدين نتج عن تقليد النصارى الذين ابتدعوا الإحتفال بميلاد المسيح عليه السلام،
من الشعائر:
– إقامة الموالد بما فيها من ذكر جماعي واستعمال الغناء والمعازف والإختلاط بين الرجال والنساء
– إدعاؤهم حضور الرسول عليه الصلاة والسلام للمولد ووقوفهم إجلالا له، وهذا يناقض قوله تعالى: ( ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ ) وقوله صلى الله عليه وسلم: (أنا أول من ينشق عنه القبر يوم القيامة وأنا أول شافع ومشفع).
– قد يقع فيها ما هو أعظم من ذلك وهو الشرك الأكبر وذلك بالغلو في رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو غيره من الأولياء، ودعائه والاستغاثة به وطلبه المدد، واعتقاد أنه يعلم الغيب
رؤية شرعية:
– لم يحتفل به الرسول عليه الصلاة والسلام ولا الصحابة الذين كانوا يفدونه بأرواحهم ودمائهم ولا التابعون ولا من تبعهم وهم من قال فيهم صلى الله عليه وسلم: خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم.
– القاعدة الشرعية تقول: رد ما تنازع فيه الناس إلى كتاب الله، وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم
قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً [النساء : 59]
– بعد الرجوع إلى القرآن وجدنا الله جل وعلا يأمرنا باتباع الرسول عليه الصلاة والسلام فيما جاء به ويحذرنا عما نهى عنه ويخبرنا أن الله سبحانه وتعالى قد أكمل لهذه الأمة دينها، وليس الإحتفال مما جاء به
قال تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً
وقال سبحانه: قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [آل عمران : 31]
– وبعد الرجوع إلى السنة لم نجد أنه صلى الله عليه وسلم فعلها ولا أمر به ولا فعله أصحابه، فعلمنا أنه ليس من الدين بل هو من البدع المحدثة ومن التشبه بأهل الكتاب في أعيادهم.
– ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم مطلوب في كل الأوقات وليس في يوم معين في السنة، والصلاة عليه صلى الله عليه وسلم من أفضل القربات والأعمال الصالحة، وهي مشروعة في جميع الأوقات، ومتأكدة في آخر كل صلاة، بل واجبة عند جمع من أهل العلم في التشهد الأخير من كل صلاة، وسنة مؤكدة في مواضع كثيرة، منها ما بعد الأذان، وعند ذكره عليه الصلاة والسلام، وفي يوم الجمعة وليلتها، كما دلت على ذلك أحاديث كثيرة.
بعض الأدلة من الكتاب والسنة على وجوب اتباع السنة وتجنب البدع:
قال عليه الصلاة والسلام: ( أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة)رواه الإمام مسلم في صحيحه.
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) أي: مردود عليه، وقال في حديث آخر: ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ) ففي هذين الحديثين تحذير شديد من إحداث البدع والعمل بها.
وقد قال الله سبحانه في كتابه المبين: ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) وقال عز وجل: ( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) وقال سبحانه: ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ) وقال تعالى: ( وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) والآيات في هذا المعنى كثيرة.
الموضوع من موقع الشيخ نبيل العوضي للكاتب عبد الله