أى أن شرط دخول الجنة أن نكون أنقياء من الذنوب … كيف ذلك؟
ان الله عز وجل برحمته الواسعة وضع لنا 11 وسيلة تنقية لنُنقى بها (11محطة تنقية) … 4 فى الدنيا و 3 فى القبر و 4 يوم القيامة … 11 محطة تنقية حتى نصل إلى الصراط … إذا كنت قد نُقيت من الذنوب … تعبر الصراط … وإن كنت مازلت غير نقى … لن تستطيع عبوره.
الصراط … أدق من الشعرة … وأحد من السيف … بعرض جهنم … من يمر عليه يدخل الجنة … ومن لا يستطيع المرور يسقط فى جهنم .
كيف سيمر الناس من فوق الصراط ؟ … منهم من يمر كطَرفة العي(رمشة العين) … ومنهم من يمر كالبرق … ومنهم من يمر كالريح … ومنهم من يمر حبوا … ومنهم من يمر زحفا … ومنهم من يتعلق بالصراط فتجره الملائكة على الصراط … ومنهم من تخطفه الكَلاليب التى على الصراط وتهوى به فى النار.
محطات التنقية فى الدنيا
1- التوبــة :
التوبة … بها ننال محبة الله تعالى كما قال سبحانه : "إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين" (222) البقرة
التوبة تُغفر الذنوب كما قال تعالى : "وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى" (82) طه
2- الاستغفار :
الاستغفار عن الذنوب التى نتذكرها وما لا نتذكره … كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستغفر فى اليوم مائة مرة (لن تستغرق إلا نصف دقيقة) … هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم … أعلم الخلق بربه واتقاهم له … وهو مع ذلك أكثر الناس توبة واستغفارا … يقول عليه الصلاة والسلام "والله إنى لأستغفر الله وأتوب إليه فى اليوم أكثر من سبعين مرة" أخرجه البخارى. وقال ابن عمر رضى الله عنهما: إنا كنا نعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم فى المجلس الواحد مائة مرة من قبل أن يقوم يقول: "رب أغفر لى و تب على إنك أنت التواب الرحيم" أخرجه أبو داود و الترمذى.
3- حسنات تمحو السيئات :
إتباع السيئات بحسنات … عن أبى ذر بن جندب بن جنادة وأبى عبد الرحمن بن معاذ بن جبل رضى الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحوها وخالق الناس بخلق حسن " رواه البخاري
لذلك … نستغل وقت الفراغ فى الذكر …
ففى يوم الهجرة عندما أعد أبو بكر الصديق رضى الله عنه راحلة الرسول صلى الله عليه وسلم رفضها وقال إلا بالثمن … مع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دائما يقبل الهدية … وذلك حتى لا يضيع ثواب الهجرة … يحب أن يأخذ ثواب الهجرة كاملا.
نحن نحتاج إلى حسنات كثيرة … مثل برالوالدين … قيام الليل … صلاة الفجر … الصلاة فى وقتها … الحجاب … إحسان العمل.
4- مصائب مكفرة :
يبتلى الله عباده بالمصائب لينقيهم و يطهرهم من الذنوب وليدخلهم الجنة .
ومن لم ينُقى فى الدنيا … له فرصة أخرى للتنقية فى القبر
محطات التنقية فى القبر
5- صلاة الجنازة :
العبرة فى الصلاة بعدد المصلين المؤمنين الصالحين … فلنحاول جمع الصالحين فى صلاة الجنازة … فدعاء المؤمنين الصالحين لأخيهم المتوفى ينقيه
.
6- فتنة القبر :
سؤال الملكين … ما ربك؟ … ما دينك؟ … ماذا تقول فى الرجل الذى بعث فيكم؟ … وخوفك و أنت واقف بين يديهم … ووحدتك فى القبر … وظلمة القبر .
من نُقى فى الدنيا لن يتعرض لفتنة القبر … يقول النبى صلى الله عليه وسلم القبر إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار … فالقبر ليس دائما ظلمة ووحوش … قد يكون روضة من رياض الجنة.
7- ما يهديه إليك الأحباء من هدايا :
المسلم يموت و ما زال يكتسب حسنات تكفر عنه … وينقى بفضل هذه الهدايا … وبإجماع علماء الأمة يصل للميت الحج والعمرة و الدعاء.
و عنه أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له "
محطات التنقية الأربع فى يوم القيامة :
8- أهوال يوم القيامة :
رؤية الشمس تقفل و النجوم تنفر و البحار تتفجر و الأرض تزلزل كل ذلك يكفر الذنوب.
9- الوقوف بين يدى الله عز وجل :
الوقوف بين يدى الله … والله يسأل عبدى ألم أنعم عليك … ألم أرزقك مالا
… ألم أكن رقيبا على عينيك وأنت تنظر بهما إلى الحرام … ألم أكن رقيبا على قدميك وأنت تمشى بهما إلى الحرام … ألم أكن رقيبا على لسانك وأنت تتكلم به الحرام … عبدى إستهونت بلقائى … أكنت عليك هين … أتجملت للناس و أتيتنى بالقبيح … ما غرك بى عبدى؟. هذه الوقفة تنقية للذنوب.
10- شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم
:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل نبى دعوة مستجابة تعجل الأنبياء دعوتهم وأجلت دعوتى ليوم القيامة
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إذا سمعتم النداء فقولوا مثلما يقول ثم صلوا على فإنه من صلى على صلاة صلى الله عليه بها عشرا ثم سلوا الله لى الوسيلة فإنها منزلة فى الجنة لا تنبغى إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو فمن سأل لى الوسيلة حلت له الشفاعة " رواه مسلم.
11- عفو الله عز وجل :
وهى أعظم محطات التنقية … شفع الأنبياء … شفع المرسلون … شفع المؤمنون..فيقول الله عز وجل أفلا أعفو أنا.
ومع كل ذلك … هناك من سيسقط من على الصراط … إنه يستحق الوقوع فى النار … ما الذى فعله فى الدنيا ولم ينقى بعد 11 محطة تنقية … يسقط فى جهنم بالمعصية و الخبث الموجودين فيه …
كآن النار ستقوم بتنقيته … وحينما يُنقى يُخرج من النار … كالذهب لا نحصل عليه إلا بعد تعرضه للنار … يسقط من على الصراط فى النار و يبقى بها حتى يصير ذهبا عيار24 … مقدار البقاء فى النار يكون بمقدار الخبث المتبقى فى الإنسان … وبعد التنقية من كل الخبث تقول له الملائكة "طبتم فادخلوها خالدين"
نمتلك فى أيدينا ثلاث مما سبق … التوبة و الاستغفار و حسنات يذهبن السيئات … فلنكثر من التوبة ومن الاستغفار ومن عمل الحسنات … وتذكر أنك لن تتعرض لفتنة القبر و أهوال يوم القيامة إن كنت مؤمنا.
اللهم فارج الهم كاشف الغم مجيب دعوة المضطرين رحمن الدنيا ورحيمهما انت ترحمنا فارحمنا رحمة تغنينا بها عن رحمة من سواك
__________________
جزاكِ الله خيراً على هذه التذكرة الطيبة التي نحتاجها دوماً ..