الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، أما بعد
نذكر كالعادة ما يعتقده أهل السنة والجماعة في أسماء الله وصفاته :-
( إثبات ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم ، من غير تحريف ولا تعطيل ولا تمثيل ولا تشبيه )
العقيدة الثانية من عقائد أهل السنة والجماعة :- ( إثبات العينين لله تعالى )
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه ( العقيدة الواسطية ) :-
وقوله تعالى :- { وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ } (الطور:48)
وقوله تعالى :- { وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُر تجري بأعيننا ٍ جزاء لمن كان كفر } (القمر:13)
وقوله تعالى :- { وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي } (طـه:39)
الشرح لفضيلة الشيخ العلامة الدكتور / صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله :-
{ واصبر } الصبر لغة : الحبس فهو حبس النفس عن الجزع وحبس اللسان عن التشكي والتسخط وحبس الجوارح عن لطم الخدود وشق الجيوب ، { لحكم ربك } أي لقضائه الكوني والشرعي ، { فإنك بأعيننا } أي بمرأى منا وتحت حفظنا فلا تبال بأذى الكفار ، فإنهم لا يصلون إليك .
قوله { وحملناه } أي نوحا عليه السلام { على ذات ألواح ودسر } أي على سفينة ذات أخشاب عريضة , ومسامير شدت بها تلك الألواح ، مفردها : دسار ، { تجري بأعيننا } أي بمنظر ومرأى منا وحفظ لها { جزاء لمن كان كفر } أي فعلنا بنوح عليه السلام وبقومه ما فعلنا من إنجائه وإغراقهم ثوابا لمن كفر به وجحد أمره وهو نوح عليه السلام .
وقوله { وألقيت عليك محبة مني } الخطاب لموسى عليه السلام أي وضعتها عليك فأحببتك وحببتك إلى خلقي ، { ولتصنع على عيني } أي ولترى وتغذي بمرأى مني أراك وأحفظك .
الشاهد من الآيات :-
أن فيها إثبات العينين لله تعالى حقيقة على ما يليق به سبحانه ، فقد نطق القرآن بلفظ العين مضافة إليه مفردة ومجموعة ونطقت السنة بإضافتها إليه مثناه ، وقال صلى الله عليه وسلم ( إن ربكم ليس بأعور ) متفق عليه
وذلك صريح بأنه ليس المراد إثبات عين واحدة فإن ذلك عور ظاهر تعالى الله عنه) انتهى شرح الشيخ العلامة / صالح الفوزان
وإلى العقيدة الثالثة من عقائد أهل السنة والجماعة .
جزاك الله خير وبارك فيه
=========
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم