جاء في أساطير القدماء وكلمات الحكماء ونصائح البلغاء بأن الحل الأكيد والعلاج الناجع لجميع المشاكل والمصائب التي يعاني منها كل إنسان ، هو الرضى بما أنت فيه والقناعة فيما تحصل عليه ، مع الابتعاد عن الركون والاستسلام ، يقول تعالى ( فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية ) يقول ابن القيم الجوزية في كتابه الرائع التهذيب ( ان المقدور يكتنفه أمران التوكل قبله ، والرضا بعده ، فمن توكل على الله قبل الفعل ، ورضي بالمقتضى له بعد الفعل ، فقد قام بالعبودية )
إذن الرضى في المقام الأول ومن ثم التركيز على كل ما هو جميل في حياتك حتى يتولد الفرح داخل النفس وتراه دائما يلازم أي نجاح يتحقق ، مهما كان صغيرا أو كان تافها في نظر الآخرين ، المهم انه نجاح قد أنجزته أنت ، فعندما يتكرر الرضى مع تكرار النجاحات سوف يتولد شعور جميل جدا يسمى بالسعادة ، يجب ان تتعلم كيف تجلب السعادة لنفسك ، فهي لا تأتي إلا من خلال عدد معين من حالات الرضى المتكررة ، يقول العابد الزاهد بشر الحافي في تأكيد هذا المعنى ( يقول أحدهم توكلت على الله ، يكذب على الله ، لو توكل على الله لرضي بما يفعله الله به ) لذا جاءت هذه الحقيقة في حديث النبي الكريم عليه الصلاة والسلام عندما قال ( إن الله إذا أحب قوما ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضى ، ومن سخط فله السخط ) .
وانظروا إلى جواب الإمام الزاهد يحي بن معاذ عندما سأل : متى يبلغ العبد الى مقام الرضا ؟ فقال إذا أقام نفسه على أربعة أصول فيما يعامل به ربه ، فيقول : ربي .. ان أعطيتني قلبت ، وان منعتني رضيت ، وان تركتني عبدت ، وان دعوتني أجبت ، يقول الله تعالى ( ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون ) ( المجادلة 22 ) .
قال الشاعر عمرو بن قمينة فلو أنني أرمي بنبل رميتها ولكنني أرمي بغير سهام
تقول الدكتورة باربره دي انجليس في كتابها ( السعادة مهارة ) الذي تصدر رأس قائمة المبيعات العالمية للكتب عند صدوره ، ( لقد قالوا لنا ان الاستهلاك المادي والنجاح هما مفتاحا السعادة ، فقلنا في ذاتنا إننا حين سنحصل على السيارة والمنزل والتلفزيون الملون والعمل الجيد سنصبح سعداء ؟ وإذا كانت سيارتنا أحدث من سيارة جارنا فهذا يعني إننا حقننا النجاح ؟ واعتبرنا ان الأشخاص الذين يملكون اكثر هم الأبطال )
من هنا تركزت قيمنا المعنوية ونجاحاتنا على الأمور المادية فحسب ، وكان هدفنا الامتلاك والإنجاز بدل العيش من اجل ان نكون في قمة السعادة ، ولكننا نشعر بخيبة أمل ؟ قد نشعر ببعض الرضا ولكننا لسنا حقا سعداء . فلا تكن من الذين قال الله فيهم في كتابه الحكيم .. ( فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ) ، واسمع ما قاله عبد الله بن المقفع وهو يعظ ابن له قد تخاصم مع قرين له وهجره مدة من الزمن ، فناداه بعد صلاة الفجر وأجلسه بجانبه فقال له ( لتكن غايتك فيما بينك وبين عدوك العدل ، وفيما بينك وبين صديقك الرضى ، وذلك أن العدو خصم تضربه بالحجة وتغلبه بالحكام ، وأما الصديق فليس بينك وبينه قاض فإنما حكمه الرضى ،
قال الشاعر الزمر
في كل همسة توديع لنا أمل يخضر ما مر ذكر بالرؤى ثر
ويزهر الفرح المدفون ما أذنت لنا ليالي التنائي وانقضى الهجر
وهكذا العمر ترحال وبعض ندى يبلل الهدب حتى ينقضي العمر
المصدر : منقول من أحد المنتديات
جاءت هذه الحقيقة في حديث النبي الكريم عليه الصلاة والسلام عندما قال ( إن الله إذا أحب قوما ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضى ، ومن سخط فله السخط ) .
نسأل الله أن نكون من أهل الرضا..
من أكثر الأدعية التي أحبها : اللهم ارضَ عنا ورضّنا ..
فالرضا فعلاً أول أبواب السعادة..
أثابكِ الرحمن أختي أم مريم ..
من منا لا يحتاج إلى هذه التذكرة.. الرضا .. مفتاح الحياة الهانئة و الفوز بالآخرة..
اللهم يسّر لنا الخير و رضّنا به…