تخطى إلى المحتوى

برامجنا الدعوية بين الوقعية والمثالية 00 2024.

معطيات العقود الماضية ، أفرزت تنوعا متعددا في البرامج الدعوية النافعة ، وأصبحت بفضل الله واقعا ملموسا في جميع جوانب الحياة 00 ومع مرور الأوقات ، إما أن يضطر الدعاة إلى مواكبة الأدوات المناسبة لتفعيل هذه البرامج ، أو أن يبقوا على خلفية دعوية تقليدية تفتقد أدوات التطوير والإبداع 00

إن الجرأة قي تطوير البرامج الدعوية ينبغي أن تكون ديدن الدعاة على حسب تجدد الأزمان مع المحافظة على المضمون ، وارتقاء سلم التجديد الذي يتسم بالرؤية الثاقبة لنجاح العمل واستمراره بعيدا عن التنظير 00

ومن خلال الجلسات الدعوية العملية التي تهدف إلى إقامة برامج دعوية ، نجد بأنها تتسم إما بالمثالية التي تشكل منظومة تكاملية في إقامة البرامج الدعوية من غير خلل أو تقصير ، أو تميل إلى الوقعيه التي تؤطر برامجها بالجفاف وعدم التغيير ، والفيصل بين هذا وذاك هو الواقعية التي تعني الانطلاق من معطيات الواقع والابتكار في تفعيلها واستمرارها 00

إننا نشكو في الجلسات العملية التي نهدف من ورائها برامج عملية ، من الإفراط في التنظير ، والحماس المفرط في الإدلاء بالاقتراحات والأفكار ، والهروب من تطبيقها وتفعيلها ، وبذلك نخرج من هذه الجلسة بعدم وضوح في آلية تفعيل هذه الأفكار ومن يقوم بها ، أو يتم الحكم على عدم مناسبة إقامة هذه البرامج بسبب الأخطاء في إدارتها ، أو يتم الشروع في العمل بتخبط وشد أعصاب ، حتى نهتم بالمنظر ، ونفتقد الجوهر 00

أضف إلى ذلك ، أن الشروع في تطبيق البرامج المثالية ، قد تولد نظرة تشاؤمية لدى العاملين بسبب عدم القدرة على الاستمرار في التنفيذ ، أو تولد بدء الرسائل السلبية الخفية من الدعاة والمدعوين تجاه هذا العمل ، أو بدأ النزاعات واللوم وجلد الذات بين فريق العمل 00

إن البرامج الدعوية ينبغي أن تسير تجاه التطوير والإبداع ، مع وجود أدوات مساعدة يقوم العمل بها طاقات فعالة وفق خطة عملية محكمة لا إفراط فيها ولا تفريط 00

ولا شك بأن هناك فرق بين الاقتراحات والأفكار التي تنظر لتكون وسائل معينة يمكن أن يستفاد منها في المستقبل حتى وإن كانت مثالية ، وبين اقتراحات وأفكار تنظر وتفرض خلال جلسة العمل ، ولا شك بأن الأول هو الأجود 00

وأما الوقعية والدون في تنفيذ البرامج الدعوية ، فلا شك بأنها تمثل ثلما بارزا في قطار الدعوة ، وتكون سببا واضحا في خفت صوت الدعوة ، وهذا النموذج قليل بحمد الله 00

وأخيرا أقول : إن نجاح البرنامج الدعوي الذي يحوي التطوير والإبداع يرتبط ارتباطا وثيقا بالإبداع والتجديد في تطبيق ذلك مع المحافظة على المضمون والاستمرار

بارك الله فيك اخي عبدالله
واثابك الله تعالـى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.