السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يمر علينا الاسبوع القادم هنا في ديار الغربة عيد الشكر وهو إجازة عندنا،، دعتني إحدى الأخوات في ذلك اليوم لوليمة عندها،، كنت موافقة على إنه إجتماع كأي إجتماع ولكن حينما علمت أنها ستطبخ ذلك اليوم الديك الرومي وهو ماأشتهر طبخه لدى الكفار في ذلك اليوم بالذات قلت لها إن هذا تشبه بهم فلتطبخي هذا الديك في يوم آخر وليس في نفس اليوم فاعتذرت عن الحضور فهل قولي وحكمي على الأمر صحيح..!
أتمنى إفادتكم شكر الله لكم فأنا في حرج معها..
يمر علينا الاسبوع القادم هنا في ديار الغربة عيد الشكر وهو إجازة عندنا،، دعتني إحدى الأخوات في ذلك اليوم لوليمة عندها،، كنت موافقة على إنه إجتماع كأي إجتماع ولكن حينما علمت أنها ستطبخ ذلك اليوم الديك الرومي وهو ماأشتهر طبخه لدى الكفار في ذلك اليوم بالذات قلت لها إن هذا تشبه بهم فلتطبخي هذا الديك في يوم آخر وليس في نفس اليوم فاعتذرت عن الحضور فهل قولي وحكمي على الأمر صحيح..!
أتمنى إفادتكم شكر الله لكم فأنا في حرج معها..
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وشكر الله لك .
لا يَجُوز للمسلم أن يَحتفِل بأعياد الكُفَّار ، فإنها إذا كانتْ مِن شَعائر دِينهم فإن فَعلها المسلم رِضا بها فإنه يَكْفُر في هذه الحالة ، لِقوله صلى الله عليه وسلم : مَن تَشَـبَـه بِقَومٍ فَهو مِنهم . رواه الإمام أحمد وأبو داود .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : وهذا الحديث أقَلّ أحْوِالِه أنه يَقْتَضِي تَحْرِيم الـتَّشَـبُّه بِهم ، وإن كان ظَاهِره يَقْتَضِي كُفْر الْمُـتَشَـبِّه بِهِم . اهـ .
فإنَّ الْمُسْلِم وإن أقام بأرضهم ما أقام إلاَّ أنه يَجِب أن يَكرَه ما هُم عليه ، فكيف يصنع مثل صَنِيعهم ، ويحتَفِل كاحتفالِهم ؟
قال عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما : مَن بَنَى بِأرْض الْمُشْرِكِين وصَنَع نَيْرُوزَهم ومهرجانهم وتَشَبَّه بِهم حتى يَمُوت حُشْر مَعهم يوم القيامة .
يقول الإمام الذهبي رحمه الله :
فكيف تطيب نفسك بِالـتَّشَبُه بِقَوْم هذه صِفَتُهم ، وهُم حَطَب جَهَنَّم ؟! وأنت تَتَشَبَّه بِأقْلَف ! عَابِد صَلِيب ! . اهـ .
والأقلف هو الذي لم يُختن .
وقد يَقول قائل : أنا لَم أفْعَل ذلك لِقَصْد الـتَّشَـبُّه بِالكُفَّار .
فالجواب عنه ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، إذ يَقول :
والـتَّشَـبُّه يَعُمّ مَن فَعَل الشيء لأجْل أنهم فَعَلُوه ، وهو نَادِر ، ومَن تَبِع غَيْره في فِعْلٍ لِغَرَضٍ لَه في ذلك ، إذا كان أصل الفعل مأخُوذًا عن ذلك الغَير . اهـ .
ولا يُشْتَرَط في الـتَّشَـبُّه أن يَقصِد الْمُتَشَـبِّـه ذلك ، بل لو وَقَع الـتَّشَـبُّه بِغِيْر قصد وَقَ المسلم في المحذور .
ألا تَرين – حفظك الله – أنَّ الله نَهَى الصَّحَابة عن مُشابَهة اليهود والمنافقين في كلمة تُوهِم معنى فَاسِدًا ، مع بُعد الصحابة كل البُعد عن ذلك القصد ؟
فقال تبارك وتعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا ) .
وأنَّ المسلِم مَنْهِيّ عن الصلاة عند طُلوع الشمس وعند غُروبها ؟
وذلك لأن الكُفَّار يسجدون للشمس حينئذٍ . كما في الصحيحين مِن حديث ابن عمر ، وفي صحيح مسلم من حديث عمرو بن عبسة .
مع أنَّ وِجْهة المسلم غير وِجهة الكافر ، فالسملم يقصد وَجْه الله ، والكافر يسجد للشمس ، والمسلم يَتَّجِه للكعبة والكافر يتَّجِه للشمس .
ومع أن المسلم قد يَفعل ذلك وهو خالي الذِّهن عما يفعله الكفار في تلك الساعة ؛ ومع ذلك نُهي عن الـتَّشَـبُّه بهم ولو لم يقصد .
بل ما هو أوْضَح مِن ذلك وأصْرَح ، في أمْرٍ لا يَد للمسلم فيه ، وهو تغيير الشَّيْب .
ففي الصحيحين مِن حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إنَّ اليهود والنصارى لا يَصْبَغُون فَخَالِفُوهُم .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : أمَرَ بِمُخَالَفَتِهم ، وذلك يَقْتَضِي أن يَكُون جِنْس مُخَالَفَتِهم أمْرًا مَقْصُودًا للشَّارِع . اهـ .
فلا يَجوز لِتلك الأخت أن تَتَشبَّه بالكُفَّار في طبخ الديك الرومي في ذلك اليوم الذي هو عيد من أعيادهم ، وهم قد اتَّخذُوا ذلك شِعَارًا لِعِيدِهم .
وكما قلتِ – وفقك الله – يُمكن أن تطبخ الديك الرومي في غير ذلك اليوم .
وما قُلْتِيه هو الصَّوَاب .
والله تعالى أعلم .
الشيخ / عبد الرحمن السحيم
جزيتي خيراً عزيزتي
أسعدكِ الله غاليتي الجمان