فان قال يذبح بين الجنة والنار فهو سني .
وان انكره فهو سالي طاغ .
دليلنا قوله صلى الله عليه وسلم : ( اذا استقر اهل الجنة الجنة واهل النار النار يؤتى بالموت كأنه كبش املح فيوقف بينهما فينادي مناد من قبل الله يا اهل الجنة فيجيبون جميعا فيقال لهم اتعرفون هذا هذا هو الموت يا اهل النار فيجيبون جميعا فيقال لهم اتعرفون هذا هذا هو الموت فيذبح بين الجنة والنار ثم نودي يا اهل الجنة ابشروا بخلود لا موت ويا اهل النار فويل لكم خلود بلا موت فلا يكون على اهل الجنة كلام احب اليهم ولا على اهل النار كلام اغلظ عليهم من هذا النداء لانهم ايسوا من رحمة الله ومن الخروج والموت لقوله تعالى : ( لا يموت فيها ولا يحيى) .
اهل السنة والجماعة يؤمنون بان الموت يذبح بين الجنة والنار كما جاءت الاحاديث الصحيحة بذلك قال ابن القيم : ( وهذا الكبش والاضجاع والذبح ومعاينة الفريقين ذلك حقيقة لا خيال ولا تمثبل كما اخطأ فيه بعض الناس خطأ قبيحا وقال : الموت عرض والعرض لا يتجسم فضلا عن ان يذبح وهذا لا يصح فان الله سبحانه ينشئ من الموت صورة كبش يذبح كما ينشئ من الاعمال صورا معاينة يثاب بها ويعاقب والله تعالى ينشئ من الاعراض اجساما تكون الاعراض مادة لها وينشئ من الاجسام اعراضا ومن الاجسام اجساما فالاقسام الاربعة ممكنة مقدورة للرب تبارك وتعالى ولا يستلزم جمعا بين النقيضين ولا شيئا من المحال ولا حاجة الى تكلف من قال : ان الذبح لملك الموت فهذا كله من الاستدراك الفاسد على الله ورسوله والتأويل الباطل الذي لا يوجبه عقل ولا نقل وسببه قلة الفهم لمراد الرسول من كلامه فظن هذا القائل ان لفظ الحديث دل على ان نفس العرض يذبح وظن غالط آخر ان العرض يعدم ويزول ويصير مكانه جسم يذبح ولم يهتد الفريقان الى هذا الذي ذكرناه وان الله سبحانه ينشئ من الاعراض اجساما ويجعلها مادة لها كما في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم ( تجئ البقرة وآل عمران يوم القيامة كأنهما غمامتان …………..).
…فهذا امر معقول لو لم يرد به النص فورود النص به من باب تطابق السمع والعقل .
هذا والله تعالى اعلم.