خلقه وعلى ارضه. وامس التقيت الشيخ عائض القرني وهو يستعد لتوقيع النسخة رقم 2.000.000 من كتابه «لا تحزن». وقلت له ان الرقم غير مسبوق في تاريخ النشر العربي وقد لا يُلحق إلا بعد زمن. ولكن هذه ليست أهميته الأولى، بل ان له اولويتين متساويتين: اولى الاولويات ان داعية وفقيها مثلك، يدعو الى التفاؤل ويبشر بالحياة ويرفض الحزن مسلكا، وثانيتهما ان مليوني انسان خالفوا كل التراث وكل التقاليد والقواعد في معاملة الكتاب العربي، وقرروا ان يصغوا اليك وانت تدعو الى رفض الحزن والاقبال على التفاؤل وتردد «اسعد واطمئن وابشر وتفاءل ولا تحزن».
ويعدد الدكتور القرني اسباب السعادة، فيقول: «تخلص من عقدة المؤامرة وانتظار المكاره» و«انظر الى من هو دونك في الصورة والرزق والعافية ونحوها» و«الاقوال السيئة التي قيلت فيك لن تضرك، بل تضر صاحبها فلا تفكر فيها».
ليس في الدعوة الى رفض الحزن جديد. فهو جولة فكرية وجدانية في تجارب الآخرين واقوال المأثورين. وما من بستان فيه شجرة خير وصبر إلا وتوقف عندها. فالطبع البشري واحد، سواء غاص في مغامضه ابراهام لنكولن او روبرت لويس ستيفنسون او مونتين. ويستوقفنا الشيخ القرني امام الممثل الهندي كاليداسا ليقرأ منه «تحية للفجر، انظر الى هذا النهار لأنه هو الحياة، حياة الحياة، لأن الأمس ليس سوى حلم والغد ليس إلا رؤى».
«لا تحزن للتوافه، فإن الدنيا بأسرها تافهة» وانما «العالم خلق هكذا»، كما قال امبراطور روما ماركوس اوريليوس. ويروي الشيخ القرني حكاية بحار ضل في المحيط الهادي واحدا وعشرين يوما، ولما نجا، سأله الناس عن اكبر درس تعلمه فقال: «اذا كان لديك الماء الصافي والطعام الكافي فيجب ألا تتذمر ابدا». ويقول جوناثان سويفت ان «افضل الاطباء في العالم هم الدكتور ريجيم والدكتور هادئ والدكتور مرح وان تقليل الطعام مع الهدوء والسرور علاج ناجح لا يسأل عنه».
وفي الحديث «لا تغضب لا تغضب لا تغضب». وفيه «الغضب جمرة من النار». وعندما قرأت ذلك تذكرت انني ارتكبت اكبر حماقة في حياتي في حالة غضب من فاشل حاقد. فقد جعلني انتقد المتنبي الذي امضيت شبابي ويفاعي احفظ حكمته واطرب لإيقاعه. ثم اثارني غضبا وتحامقت على سيد الشعر و«معجز احمد». وعندما ادركت ما فعلت، ادركت انني لن اغفر لنفسي امرين: ان يثير غضبي مخلوق في هذا الحجم، وان اتطاول على سيد في هذه القامة. واكتشفت مع الايام ان الاعتذار عن الخطأ في حق الكبار لا ينفع. وحزنت. لأن من قرأ خطأي قد لا يقرأ اعتذاري ايضا. وان هناك اخطاء ينفعها اعتذار واحد، واخطاء لا ينفع فيها الف صفح. وساءني ان يشيد بي صغير فانصاع واصغر. وادركت كم هو الغضب شر على النفس وعبء على الذات. ولو كان للمتنبي ضريح لذهبت اليه. ولو كان للغضب صنم لهدمته. ولا يقلل من شأن الخطأ الفادح اننا بشر وضعفاء وخطاؤون. فبعض الاخطاء قد يقبل العفو لكنه لا يقبل النسيان. وما كان خطأي في حق ابو الطيب، فهو صخرة ماسية، وانما كان خطأ في حق نفسي الصفيقة. لا تغضبوا
منقول من جريدة الشرق الأوسط
استمع واستمتع بإصدارات الشيخ عايض القرني حفظه الله
فعلا كتب الشيخ ومؤلفاته رائعة
وكتاب لاتحزن
كتاب متميز وفق الله الشيخ
وثبت شيخنا واعنه على طاعتك
مرور على عجالة
وثناء على رجل سخر وقته وقلمه لخدمه دينه
هؤلاء هم الرجال حقاً
وتسجيل تقدير لهذه الشخصية التي أحبها الشباب لأسلوبها الرائع
فمنذ عرفته من اشرطة الكاسيت وانا اشعر انه انسان يمتلك فطره سليمه وموهبه فذه وخلق وعلم كالبحر
فبارك الله فيه واثابه على كل حرف سطره فى سبيل اسعاد البشريه وجعل عمله خالصا لوجهه
وجزاه اوفر الجزاء