إن أضخم مسيرة خلقت على وجه الأرض هي مسيرة حباها الله من بين عباده واجتباها لئن تكون مسيرة المسيرة وقافلة الفائزون والفائزات إلى جنات سقفها عرش الرحمن..
فمن منكن تاقت نفسها لقيادة هذه المسيرة ؟! … لعلها أنت ، لا احد يليق به هذه إلا أنت ، ولكن
لا بد من توقيع على هذه العقود ، فإن ثقلت عليك ‘صعب عليك قيادة المسيرة ، وإن سهلت
عليك توقيعها ،فأخذ الراية ..أنت لها..
العقد الأول:
عقد مصداقية الإخلاص والتنقية لئن تكون حياتك كلها لله ،وأن تتخلى من كل ما يبغض الله ويكره فتقدمين عليه بروحانية خالصة، فيتقبلك بحب وإكرام وكما قيل:
حرام على قلب يدخله النور وفيه شيء مما يكره الله فتخلى لله عما سواه ، يخولك،
وكوني صادقة وفية حتى تكوني جديرة بالرتبة العالية ، وعلى قدر صدقك مع الله تكون إمامتك للمسيرة.
العقد الثاني:
عقد تلميع للقلوب، فلا يحمل سيفاً براقاً إلا من كان له قلب أشد بريقاً منه، ولا يسع نكبات المسيرة ومخاطرها ومكابدتها إلا نفس كبيرة محبة، تقبل الخير والشر وتخرجه بقالب الإحسان، فإن صفي قلبك وروحك، صفت لك الدنيا وقادتك أهلاً لها.
العقد الثالث:
عقد مدح وثناء لمن بيده زمام هذه المسيرة وكل مسيرة، حتى يمنحك قيادتها، ولا يتأتى ذلك إلا بمعرفته فتكوني بمدحه أجدى وبثناءه أعرف،وبمعرفته تكوني في منأى بعيد عن الاستعانة بغيره والارتماء إلى حوله وقوته لا لغيره.
ولعل لحظات تهب عليك فيها فتستوحشين بغيره، فلا أراك إلا هائمة باحثة عما يروي ظمأك من أسماء وصفات لله فتعود لك روحك بعد شدة وحشة، فخذيها زاداً لمسيرتك حتى لا يعوزك الجوع والعطش ونوراً لظلمة الهواجر.
العقد الرابع:
عقد إيجار للدنيا، وإياك أن تنسى في خظم هذه المعركة الداهية من الفتن القاتلة المهلكة، إنك إنما مستأجرة لحظات حياتك إيجار لوقت محدود لتستثمريها وتزيدي منها إلى يوم الحاجة والفاقة. وإياك أن تنسى محدودية عمرك، فإنما هو بيد غيرك كما كانت ولادتك ووفاتك بيد غيرك فاجعله لمن ملك الحياة والوفاة، يجعل لك عمراً حقيقاً لا يفنى ولا يبلى.
العقد الخامس:
عقد جواز سفر،فإن سهلت عليك توقيع ما سبق فسافري إلى عالم ليس بموطن لمن هانت نفسه عليه، فارتقي إلى الملأ الأعلى تسمو بك روحك، فتقودك من المسيرة الرمضانية إلى المسيرة الفردوسية، من انطلق فهو شهر ارتقاء وبقاء وخذي معك خير الأصدقاء قرآن ودعاء.
كوني أنت قائد المسيرة في رمضان
فلا تبخلي بنفسك وعودي لموطنك وهناك الملتقى إن شاء الله
مع سيد الخلق وقائدهم وكل من سار على دربه