اخواتي الغاليات
جئتكم اليوم بشيء جديد
لا اعلم كيف كان غائبا عني
رغم انه مني
باعماق اعماق فؤادي
مزروعا بدمي
حفرته اسما غاليا
حفظته جرحا داميا
داويته بعقلي وقلبي
وعز على السنين ان تتركه نازفا
فاخيرا ضمدته
وبالوفاء والاخلاص وكرم الاصل توجته
فهنيئا له الفرحة بعد طول عناء
وهنيئا له البسمة بعد طول عذاب
احبابي عذرا على الاطاله
ولكن عندما تعرفون ستعذرون قلبا ذاب
انها امي
انها امي
انها امي
اسرد لكم قصتها
وازف اليكم حكايتها
لكل زوجه
وكل ام
وكل اخت
وكل زوجة اخ
وكل امراه
كي تتعلم منها وتنهل من صبرها وطولة بالها
ولكن لي تنويه قبل ان ابدا
ان ابي اغلى عندي من العالم وما فيه
وكذلك جدتي اغلى من عيوني وكانت تفضلني على سائر احفادها
وكذلك عماتي لحمي ودمي
ولكن…….كان علي ان اكرم هذه المراه قدوتي دائما
بدات معاناتها بمجرد زواجها من ابي
اعتبروها خادمه وكانهم شروها
الكل مستريح وهي التي تعمل كل شيء
ليس فقط بل يزبلون بعد ان تنظف
فكيف يتركونها ترتاح!!
عماتي عندها كانوا في المرحله الاعداديه وعمه كانت في سته ابتدائي
كارهوها في كل شيء ولم يعترفوا لها بشيء
يدخلو حجرتها يكسرون اشيائها وجهازها
طبعا دون ايضاح ذلك
تريد الشرب فتحضر كاسا من عندها وتكسر وتقول لم اقصد
استعملو ملابسها وكل شيء
ان شكت لوالدي يقول لها اخواتي وامي ماذا افعل لهم
امي ستغضب علي
تحملت وهي في قمة تعبها
حاملا في فانا اكبر اولادها
مرضت وانا صغيره تسهر بي طول الليل وتعمل بالنهار
وكانت هذه اول مره يقف ابي امام اخوته ويصرخ فيهم ان يساعدوها
مرت الايام وهي تواسي نفسهاقائلة
"دوام الحال من المحال"
انا افعل ما افعل لوجه الله لا اريد منهم جزاءا وما اريد ان يشكرون
وتحملت
وسبحان الله رغم كل ما يفعلون معها ويتعبونها
كانت جدتي لا تشكر الا فيها حتى احبها كل الجيران
وبدات امي تلتمس العذر لجدتي وتقول هي طيبه
بس الطبع غالب
كان ابي شابا في عنفوان الشباب لا يتحمل المسئوليه
كان لتوه متما العشرين من عمره
وكانوا مرتاحين ماديا قالت له نوفر مما تنفق لنشتري بيتا كان يقول لها اتريدين ان تبعديني عن امي
وكان يسيء الظن بها
كانت تتحمل
وتدعي الله ان يهديه وتقول عيبه لازم احتمله هو عنيد فقط
ولكنه حنون
اجمل واعظم ما كان فيها
ثقتها القويه في الله
وثقتها في اخلاص نيتها
وعملها بقول النبي
(التمس لاخيك سبعين عذرا
فان لم يكن له عذر فقل عسى ان يكون له عذرا لا اعرفه)
اعجب والدي بواحده وتقدم لخطبتها
هدات وتعقلت
واوضحت للجميع ثقتها بنفسها ويفعل ما يريد هو الخسران
عجبوا من هدوئها
وتعجب هو وابعد فكرة الزواج عن راسه
وحذرته جدتي من الزواج باخرى لانه لن يجد خيرا من امي
ولنعلم ان الذين يؤذوننا
يعلمون قدرنا حتى وان لم يظهروا ذلك
فاغلب الرجال يريد ان يحقق كبرا في نفسه
فاياكي ان تساعديه بزياد تعلقك به واستجداء عطفه
كوني قويه ولكن لا تقصري في حقه ابدا
ومرت الايام………
وتقول انه كل عام تتحسن معاملتهم معها بحسن تصرفها وعدم تقصيرها
ظلت على هذا الحال عشرون عاما
لتجني اطيب الثمر
لقد عانت هذه المراة كثيرا
وخاصة……انها ذات حس مرهف
فهي شاعره وكاتبه رائعه
لم ترى ابداعاتها النور
ولو استمرت لكانت خير كاتبه وشاعره
ضاقت صدرا يوما وقطعت كل شيء خطته باروع انامل
وكلما تذكرت ذلك الان بكت
صبرت كثيرا ونالت اكثر لم تتعصب علينا يوما
انا واخوتي فكثر من الامهات حينما تكون غاضبه
فتفرغ طاقتها في ابنائها لكنها لم تفعلها ابدا
وسبحان الله
بصبرها
وطاقة حبها التي لا تنفد
استطاعت ان تكسب حب كل من حولها
واعترفت جدتي وعماتي بكل ما فعلوه في حقها
وكانت جدتي تدعي دائما لها بالستر والصحه
وتقول لها سامحيني يا ابنتي
اما ابي فكرمها تكريما عظيما
ويرفعها فوق راسه تاجا يباهي به
ويشكر حسن ما فعلت
لدرجة انه يبكي عندما يتذكر
ويقول
"كان الواحد غبي"
فتقول له ايام ومرت
فيطلب سماحها
واجمل ما في والدي وهي تعلمه
انه حنون لدرجه كبيره
وكان يقول لها انتي تتحمليني وبكلمة ارضيكي اما امي
وكانت تفهم ما وراء الكلام ولم تكن تافهة في يوم
كانا يتخاصمان ويتصالحان دون ان نشعر بشيء
وبينها وبين ابي تفاهما غريبا
فتفهمه من نظرة عينيه
ادام الله الحب بينهما
واطال الله عمرهما
واحسن عملهما
اما عني فعرفت ما عرفت تارة منها وتارة من جدتي وعماتي
كانوا يغضبون منها فيشكون لي
وكانت تغضب منهم فتشكي لي
ولم احاول مره البحث عن الحقيقة بينهما
لاني اعلم ان لكل وجهة نظره يرى بها الامور
فكنت اهدا النفوس واقول لجدتي ان امي تحبهم وتدعو لهم بالخير
وان يتحملوها لاجلنا
اما امي فاقول لها احتسبي اجرك عند الله
وجدتي دائما تشكر فيكي
هي لم تقصد ما تفعل
هي على الفطره فلنعاملها نحن بما نحن اهل له
وتحملي لاجلنا واجل ابي
وكانت تمر المشكلات وتهدا العواصف
ولا انقل في اي يوم اي كلام بينهما او شكوه
بل كنت اهدا النفوس واكذب لاصلاح ذات بينهم
همسه
في اذن كل زوجه
تحملي زوجك بكل عيوبه
تحملي كل ما يصدر منه
انا لا احملك فوق طاقتك
لكن هذا بمقدورك
لديك الكثير من الصبر
وضعي امامك
ابنائك فاياكي ان تجعلي الطلاق حلا
فابنائك بحاجة لكما معا
تحملي لاجلهما
وثقي ان دوام الحال من المحال
ان اهانك اليوم فسيقدرك غدا
وان قسى اليوم سيحن غدا
وان لم يكن له فلنفسك يقول رسولنا الكريم"صلى الله عليه وسلم:
(المراه اذا صلت خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها واطاعت زوجها
فلتدخل الجنة من اي الابواب شائت)
رواه احمد
وقوله ايضا:
(الا اخبركم بنسائكم في الجنه؟
قلنا:بلى يا رسول الله
قال:ودود ولود اذا غضبت او اسيء اليها او غضب زوجها
قالت:هذه يدي في يدك لا اكتحل بنوم حتى ترضى ) اي لا انام
رواه الطبراني
وحتى حبيبتي ان لم تجني من ثمره شيء
فلك الجنه الا تكفي!!!
واولادك يعوضوكي خيرا
على جميل تضحيتك لهم
واعلمي انهم يعلمون كل شيء
فكوني خير مثال لهم
وان كارهك اهل زوجك فاصبري وستنالين الخير كله باذن الله
وحماتك اختاه مهما صدر منها تحمليها فهي امك
لان المصاهرة قرابة شريعه فام زوجك امك واخوته اخوتك
واسمعي لقول نبينا "صلى الله عليه وسلم"
(رغم انفه ثم رغم انفه ثم رغم انفه
قيل من يا رسول الله قال:من ادرك والديه عند الكبر او احدهما ثم لم يدخل الجنه)
رواه مسلم
ارجو الا يكون موضوعي وقصتي ثقيلة عليكم
لكن الله يعلم اني لم ارد بها الا المنفعة للجميع وفقكم الله
ودمتم بود وحب صيفنا معكم ابداع