وكما تقول هند عبدالعزيز إخصائية اجتماعية في بحثها عن الكذب بين الزوجين.. ان الزوج عادة مايلجأ للكذب حتي يتجنب الشجار مع زوجته، فالرجل بطبيعته لايحب كثرة النقاش خاصة مع الزوجة، لذلك فهو يعتقد إنه بكذبته البيضاء يتجنب الحوار أو الشجار.. فهو مثلا قد يكذب في مواعيد انصرافه عن العمل حتي لاتسأله زوجته عن سبب تأخره، أو أن يكذب عندما يتكلم عن سكرتيرته الحسناء ويصفها بأنها بدينة وقبيحة وذلك حتي لايتسرب الشك والغيرة إلي نفس زوجته..
لكن عندما يؤكد الزوج لزوجته انها المرأة التي كان يحلم بها طوال حياته فهذا الكلام لايعتبر كذبا لانه يقوي العلاقة بينهما، ولكن المشكلة تكمن عندما يعتاد الزوج علي الكذب، حيث يبدأ بالكذبة البيضاء التي لاضرر منها وعندما يجد النتيجة مذهلة يتخذ من الكذب الوسيلة السهلة للتغلب علي أي موقف صعب مع زوجته حتي يصل لمرحلة التعود علي الكذب ودائما مايجد له مبرراته.
أما الزوجة فقد أكدت الدراسة أن عددا كبيرا من الزوجات يلجأن للكذب بشكل روتيني ويومي علي أزواجهن وذلك فيما يتعلق بمستوي الأولاد الدراسي تجنبا لإثارة المشاكل وحتي لايتهمها الزوج بالإهمال وعدم التفرغ للأبناء، أو فيما يتعلق بانشغال الخط التليفوني طوال اليوم ففي هذه الحالة ترفض الزوجة الاعتراف بحقيقة انها المتحدثة خاصة أمام ارتفاع فواتير التليفونات.. كما تدمن الزوجة الكذب علي زوجها فيما يتعلق بأسعار مستلزمات المنزل أو أي شيء تشتريه حتي تحصل علي المزيد من المال من زوجها أو حتي لايتهمها زوجها بتبديد ميزانية الأسرة وغالبا مايذهب هذا الفرق لشراء الحلي الذهبية أو تدخره الزوجة لنفسها.
والطريف في هذه الدراسة أنها حددت بعض التصرفات التي يمارسها الزوج عندما يبدأ في الكذب اليومي مثل الاستقبال الحار وكلمات الإطراء التي لا مناسبة لها وكذلك محاولة التظاهر بقراءة الجرائد أو الدفاع الهجومي.. اما الزوجة فتلتزم الصمت وتفتعل الغضب.. والأغرب من ذلك ان الأزواج والزوجات يؤكدون دائما ان الصراحة المتناهية هي سمة علاقتهما أما الكذب فهو مجرد كذبه بيضاء صغيرة..
وتنصح الدراسة الزوجة والزوج ان يضعا إيديهما علي أسباب الخلاف بينهما وان يحاولا إزالتها مع محاولة تجنب مايطلق عليه الكذبة البيضاء بل يتعاملان بصراحة مهما كانت النتيجة التي تؤدي إليها هذه الصراحة.. وبالصدق