تخطى إلى المحتوى

التلفزيون والفيديو والاطفال 2024.

الفيديو والتلفزيون خطر مؤكد على الأطفال

يظـهـر الـتأثـيـر الهـائـل للفـيـديو والتلفزيون على الأطفال بشكل واضح عندما يتم إدخال الجهازين أو أحدهما إلى البيت بـعـد نشـوء الأطفال ووعيهـم، إذ يبدو ذلك جليًا في تبدل تـكـوينهم الشخصي والنفسي. ويستطيع المراقب إدراك ذلك مـن خلال نـشـوء اهتـمـامـات جـديـدة لـدى الأبنـاء وأنمـاط من السلوك تحـاكي سـلوك الممثلين أو الشخصيات الخرافية الوهمية، أما أولئك الأطفال الذين يولدون والتلفزيون في بـيـوتهم فإنه يغدو بعد حين أهم مـوجـه لتـفـكيرهـم وسلوكهم وذوقهم واهتماماتهم، وقد لا يلاحـظ ذلك كـثـيـر مـن الآبـاء والأمهات، وخاصة أولئك الذين لا يهمهم أين تسير السفينة ومن يوجه الدفة.
ويؤكد الدكتور إبراهيم إمام خطر التلفزيون – والفيديو – على الأطفال، ويراه خطراً ثابتاً، ويحذر من التقليل من ذلك أو تهوين الأمر، فيقول: "إن تأثير الإعلام على الأطفال تأثير ثابت، ولا ينبغي للمسؤولين أن يقللوا من خطره، أو يهونوا من أمره، ولاشـك (في) أن طريـقـة مـعالجة التلفـزيـون للتراث الثقافي العالمي نفسه، وخـاصـة أسلـوب استخـدام الكـامـيرا يـجـعل الـتلفزيون مصنعًا للخوف والرعب بالنسبة للموضوعات العنيفة، وعندما يخلط الأطفال بين الواقع والخيال، ويتعرضون للتأثير الضار بـاسـتمرار، ويرون المجرم بطلاً خفيف الظل، والقانون لا ينتصر إلا في النهاية، ورجل الشرطة موضع تهكم وسخرية، والقاضي إنسانًا مترددًا ومضحكًا، فإن احتمال عدم التأثير بذلك كـلـه أمـر جـد عسيـر، وقد يكـون صحيحًـا أن تأثـيـر التلفزيون – والفيديو – على الأطفـال الأصحـاء يـختـلف في شدته ونوعيته عن تأثيره على الأطفـال الـذين لا يحسـون بالأمر، ولكن لابد أن يكون التلفزيون مؤثرًا على كلا النوعين"(1).
التلفزيون والتحصيل الدراسي لدى الأطفال:
يشكو الآباء والمربون من آثار التلفزيون السلبية في علاقة الأطفال بالكتاب والمدرسة، وتبدو نتائج ذلك ظاهرة على معظم الأطفال الذين يتابعون المشاهدة. ومن الملاحظ لدى العاملين أن مما يؤدي إلى الـتأخـر الـدراسي، وعدم مـتابـعـة المعلم أثناء الشرح سبب كثير منه التعلق ببرامج التلفزيون، والسهر الطويل في متابعة ما يجري على الشاشة المرتعشة، إذ وجد أن الأطفال الذين لديهم أجهزة تلفزيون أو فيديو يذهبون للنوم متأخرين عن نظائرهم في السن ممن لا يوجد لديهم، ويبدو أيضًا أن التلفزيون يتداخل مع الواجبات المنزلية التي يكلف بها التلاميذ(2) وبذلك يبدو الطفل سلبيًا أمام ما يدور في قاعة الدرس.
وفي ربيع عام 1977 ظهر كتاب بالغ الآثار والأهـمـية في الأسـواق الغربية، وهو الكتاب الوحيد الذي ناقش تجربة التلفزيون ومشاهدته، وبين أهميتها عن محتوى البرامج التي تظهر على شاشته. هذا الكتاب من تأليف (ماري دين) وقد أسمته (المخدر الكهربي) وكان سببًا لضجة كبيرة عند الآباء القلقين، وعلماء النفس والمربين، ولقد أكد الكتاب أن مشاهدة الأطفال التلفزيون تسبب عندهم نوعًا من الإدمان، وأنها تحول جيلاً كاملاً منهم إلى أشخـاص يتميزون بالسلبية، وعدم التجاوب، ولا يستطيعـون اللـعـب والابتكـار، ولا يستطيعون حتى التفكير بوضوح(3)، فكيف يتسنى لمثل هؤلاء الأطفال استيعاب الدروس وتركيز اهتمامـهـم فيمـا يلقى عليهم أو يطلب منهم التفكير فيه إذا كانت معظم أوقاتهـم تستنفد أمام الشاشة الصغيرة؟. وفي تقرير لمنظمة اليونسكو العالمية، رقم (33) تبين أن الأطفال، في البلاد العربية، من سن السادسة إلى سن السادسة عشرة يقضون ما بين اثنتي عشرة ساعة وأربع وعشـريـن ساعـة أمام التلفزيون أسبوعيًا، وأن سن الخامسة حتى السابعة هي الفترة التي يبدي فيها الطفل أقصى اهتمام بمشاهدة التلفزيون، وفي المرحلة التي تسبق هذه الـفتـرة فإن الطـفـل في سـن الثلاث سنوات يقضي 45 دقيقة يوميًا أمام التلفزيون، وفي سن أربع سنـوات ينفـق ساعـة ونصف الساعة يوميًا(4).
ولم تزل الدراسات والتقارير العلمية تتوالى في تبيان ما للأجهزة السمعية البصرية من أثر بالغ الضرر فيما يظهر على شاشاتها، ولذلك فإن تقريراً آخر نشر في مجلة اليونسكو عن نتيجة الاستطلاع الياباني عن وسائل الإعلام جاء فيه: إن فيض المعلومات التي تقدمها أجهزة الإعلام يعطل القدرات التأملية الخلاقة لدى الأطفال. وأوضح التقرير أن الأطفال كانوا ضحية لبرامج التلفزيون والمجلات الهزلية. وذكر الأطباء والمدرسون الذين شملهم الاستطلاع أن وسائل الإعلام أشد ضررًا بالأطفال وخاصة الـبرامـج الـترفـيهية الساقـطـة والمجلات الهزلية التي ترد إليهم (5)، وإن حشو مخيلة الـطـفـل، وإشغال فكره بهذه الترهات لا تدع له مجالاً لاستيعاب المعلومات التي يتلقاها في المدرسة، مما يؤدي في أغلب الأحيان إلى كراهية الطفل للمدرسة والكتاب لشعوره بقصورهما وعجزهما عن جذبه إليهما كما يجذبه التلفزيون والفيديو، إذا أنهمـا لا يـتطلبـان من الـطـفـل مجـهـودًا ولا حركة، ويحشوان رأسه بالخيالات والأوهام، ويضحكانه ويعلمانه الرقص والغناء، وكيفية إقلاق راحة الآخرين

الهوامش:
1 – الدكتور إبراهيم إمام: الإعلام الإذاعي والتلفزيون، ص 138. 2- الدكتور عبد الرحمن عيسوي: الآثار النفسية والاجتماعية للتلفزيون العربي، ص79. 3- جيري ماندر: أربع مناقشات لإلغاء التلفزيون، ص 137. 4- مجلة العربي: العدد 317 إبريل (نيسان) 1985. 5- سيد شلبي والأمير أباظة: الفيديو والمجتمع الإسلامي، ص 33.
فقرة من كتاب: الأسرة المسلمة أمام الفيديو والتلفزيون، ,مروان كجك.

ما أقرب الموت من أهل الدنيا وما ** أحجى اللبيب بحسن القول والعمل
لاكي لاكي لاكي

الله يجزيك الخير يا أخت غزالة، موضوع مهم جداً، كلنا بحاجته.
ويجزيك
جزاك الله خيرعلى الموضوع…..
فقد اصبح الامر الآن اخطر علىاطفال المسلمين من بعد وجود الستلايت خصوصا مع اهمال اغلب
الاهالي لاولادهم امام كم هائل من القنوات الخليعه فاصبح الطفل الآن يدخل المدرسه بحصيلة5000ساعه مشاهده للتلفزيون حسب دراسه على عينه كبيره من الاطفال
لاكي لاكي
صدقت والله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.