ملف رمضاني: لن يسبقني إلى الرحمن أحد 2024.

اللهم أحب أمتك حمامة الجنة فإني أحبها فيك و اجمعني بها و عبادك المؤمنين تحت ظلك يا مجيب الدعاء
ولله أبكيتني حين قرأت منك هذا الدعاء و مناي زيارة أطهر مكان على وجه الأرض
فجزاك الله كل خير و زادك من فضله و أدامك علينا يا مشرفتنا الغالية

من بستان الواعظين ننتقي هاته النفحات
شعبان شهر عرض الأعمال على الله

المصدر: الإمام صديق حسن خان

الحمد لله الذي خص شعبان بتشعّب الخيرات والإحسان، وعظّم حرمته على سائر الشهور بليلة نصفه العظيمة الشان··· واعلموا أن اليوم شهر عظيم مشهور وزمان جاء بفضله الأثر المأثور· وكان يكثر صيامه نبينا محمد الأمين، ورد أن الأعمال فيه تعرض على رب العالمين، فلمثله فليعمل العاملون، وفي مثله فليتنافس المتنافسون· جعلني الله وإياكم من الفائزين الآمنين، وجنّبنا موارد الظالمين· ألا وإنكم في أوان تمحى فيه الذنوب، وزمان تستر فيه بفضل الله العيوب، وفي شهر تعرض فيه الأعمال على علام الغيوب· شهر جاءت بفضله الأخبار، وكان يصوم أكثره نبينا المختار، وطالما عظّم شأنه المتقون الأخيار· وإن ليلة نصفه تكتب فيها الأرزاق والآجال، ويقدر فيها ما هو كائن في السنة الآتية من جميع الأحوال· تفتح فيها أبواب رحمة علام الغيوب، وتفكّ فيها الرقاب من أسر الذنوب· فاغتنموا رحمكم الله وإياي في شهركم هذا صالح الأعمال، وحاسبوا أنفسكم في جميع الأحوال، وراقبوا الله تعالى في الأفعال والأقوال· فرحم الله امرءا عمل بالطاعة لياليه وأيامه، وأحسن بالتوبة النصوح من هذا الشهر ختامه·
ألا متعرّض لنفحات البر الرحيم··
ألا قارع باب التوبة ليفوز بالتكريم··
ألا خائف من سوء الحساب··
ألا خجل من العرْض على رب الأرباب، قبل أن تؤذن الديار بالخراب، وتندب النوادب على فراق الأحباب·

من بستان الواعظين نفحات من شعبان
شعبان شهر الأعمال الصالحة

الحمد لله الذي نشر للعباد بنيل المراد أعلاما· وفتح للموحدين من الرحمة أبوابها وجعل هذا الشهر إعانة على الحسنات وضاعف لمن نوى بها ثوابها ألذ علم غفلة العقول بالذهول فأيقظها، ونشر رحمته في هذا الشهر ومد أطنابها وجعل شهركم هذا كريما بين كريمين، عظيما بين عظيمين، ودعاكم فيه إلى دار كرامته ووسع رحابها···
أيها الناس اقطعوا الأوقات الشريفة بالأعمال الصالحة واجتنبوا المعاصي وارتكابها، وخلصوا الذّمي بأداء الحقوق لأربابها ولا تغتروا بهذه الدنيا واحذروا انقلابها، قبل تصرُّم الأعمار والأعمال قليلة، وتراكم الأوزار والآمال طويلة، فكم مر بنا من شهر وهلال والحال ما حال فلا حيلة··
وإن كان شهر رجب قد رحل عنكم وبان، فهذا شهر شعبان قد ظهر وبان، شهر خصه الله بتعظيم أهل الإيمان، شهر التسبيح وقراءة القرآن، شهر انشق فيه القمر لسيد ولد عدنان، شهر الصلاة والسلام على سيد الأكوان، أيامه مبتسمة الثغور، ولياليه مشرقة بالنور والدعاء فيه مسموع· والعمل الصالح فيه مرفوع· فبادروا بالأعمال الصالحة يمنحكم أجرا جزيلا، إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا، فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يصوم شعبان إلا قليلا···

لمن يريد أن ينتفع

المصدر: الشيخ يوسف القرضاوي

نحن الآن في شهر شعبان· مضى رجب وهو من الأشهر الحرم التي عظم الله تعالى شأنها في كتابه: ”إنّ عدة الشهور عند الله إثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم··” التوبة:23
مضى رجب وجاء شعبان، ويأتي بعد شعبان رمضان، أشهر من أشهر الله تبارك وتعالى، ليس رجب شهر الله وحده كما جاء في حديث لا يثبت ولا ينفي أن ”رجب شهر الله وشعبان شهري ورمضان شهر أمتي” ليس هذا تصحيح من نبي الله، الشهور كلها شهور الله والشهور كلها شهور الأمة هو شهر الأمة لمن ينتفع به·
شعبان شهر كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم فيه أكثـر مما يصوم في غيره من الشهور وكما روى عنه أصحابه أنه كان يصوم حتى يقال: إنه لا يفطر، ثم يفطر أياما تطول حتى يقال: لا يصوم· وكان أكثـر ما يصوم في شعبان، كان يصوم أكثـره، بل في بعض الروايات أنه كان يصومه كله، ولكن روايات أخرى تقول: إنه ما استكمل صيام شهر قط غير رمضان· وروى عنه أسامة بن زيد أنه سأله: يا رسول الله، لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان، قال: ”ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم”·كما صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يصوم الاثنين والخميس من كل أسبوع وفي بعض الأحاديث أنه سئل عن سر الحرص على صيامهما فقال: ”ذاك يومان تعرض فيهما الأعمال على رب العالمين وأحب أن يعرض عملي وأنا صائم” فالصيام يقرب العبد من الله تبارك وتعالى ويجعله أهلا لاستجابة دعوته وتقبل عمله·
من هنا حرص النبي صلى الله عليه وسلم على كثـرة الصيام في شهر شعبان الذي يغفل الناس عنه بين رجب الشهر الحرام وبين رمضان الشهر المكرم، شهر القرآن· من هنا جاء فضل شعبان أنه يشرع فيه الصيام وعلى من فاته شيء من رمضان كأن كان مريضا أو مسافرا أو كانت امرأة فاتها شيء بحكم الدورة الشهرية في رمضان عليها أن تتدارك قبل أن يأتي رمضان القادم·

هل يجوز قضاء ما فات من رمضان

يسأل كثير من الناس: هل يجوز قضاء ما فات الإنسان من رمضان في شعبان؟نعم يجوز· وإذا لم يكن قد قضى ما فاته خلال عشرة أشهر ماضية، فعليه أن يتدارك الأمر ويقضي ما فاته في شهر شعبان فإن أحدا لا يضمن عمره، وإن أحدا لا يضمن صحته، فالصحيح قد يمرض والحي قد يموت، بل كل امرئ وكل نفس ذائقة الموت· هذا هو شهر شعبان، أما ما جاء عن ليلة النصف منه فقد وردت أحاديث ردها بعض العلماء جميعا وقالوا: لم يصح فيها شيء، كالإمام ابن الجوزي والإمام ابن العربي· وهناك من حسّن بعض أحاديثها كحديث معاذ بن جبل: ”يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن”·
يطلع الله عليهم اطلاع رحمة ومغفرة ينظر إليهم نظرة مغفرة وعطف ونظرة إلى الخلق جميعا دائم وهو لا يغفل عنهم طرفة عين ولا ينام عن عباده، إنما النظر هنا والاطلاع هنا اطلاع رحمة ومغفرة وعناية خاصة·
يطلع عليهم هذه الليلة فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن· أما المشرك فقد قال تعالى: ”إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء··” النساء:,112 وأما المشاحن فهو الذي تكون بينه وبين أخيه المسلم شحناء، خصومة، عداوة، قطيعة، جفوة هذا يحرم من المغفرة، يحرم منها في كل أسبوع· في يوم الاثنين ويوم الخميس أو ليلة الاثنين وليلة الخميس، حيث يغفر الله تعالى لجميع خلقه إلا من كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقول: ”انظروا هذين حتى يصطلحا·· انظروا هذين حتى يصطلحا··· انظروا··· هذين حتى يصطلحا·· من خطبة للشيخ القرضاوي·