اما الصفات الاخرى الهامة للشاب القوي الشخصية فهي كثيرة :
1- قوة العلاقة بالله عز و جل : فكان عمر يمر بالآية من ورده فيسقط ، حتى – يُزار – منها اياما كما ذكر ذلك الحسن . و لذا قال عنه النبي صلى الله عليه و سلم كما روي ذلك الامام مسلم : (( و الذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان قط سالكا فجا ، إلا سلك فجا غير فجك )) . و ما اكتسب عمر رضي الله عنه هذا الامر الا بقوة علاقته بالله سبحانه و تعالى ، و لئن خسر الناس علاقتهم بربهم فإن شخصياتهم و آثارها و اعمالها ستصير بهدف دنيوي فارغ يسعى وراء حظ زائل ، و ستنكشف حقائق تلك الشخصيات عند تغير الظروف .
2- العلم و الفقه بالدين مع الحرص على ذلك : و لذا يقول ابن مسعود رضي الله عنه : لو ان عِلم عمر وضع في كفه ميزان و وضع عِلم احياء الارض في كفة لرجح علم عمر بعلمهم ، فلا حزم بغير علم و لا تأثير بغير فهم و حكمة ، و إنما بلغ عمر بما بلغ بعلم و قر في قلبه و ظهر على جوارحه و عمله ، فقد جمع بين العلم في الرأس و تطبيقه على الواقع .
3- البساطة و عدم التكلف : يقول انس رضي الله عنه : رأيت بين كتفيَِِ عمر اربع رقاع في قميصه ، و قال قتادة : كان عمر يلبس و هو خليفة ، جُبة من صوف مرقوعة بعضها بأدم ، و قال عبدالله بن عامر بن ربيعة : حججت مع عمر ، فما ضرب فسطاطا ، و لا ِخباء ، كان يلقي الكساء و النطع على الشجرة ، و يستظل تحته ، فكان انموذجا في البساطة و مثالا في عدم التكلف لا زال يضرب حتى اليوم .
4- البعد عن الاعجاب بالنفس ، و لو ادى ذلك الى إذلالها : يقول عبيدالله بن عمر بن حفص : ان عمر بن الخطاب حمل قربة على كتفه ، فقيل له في ذلك : إن نفسي اعجبتي فأردت ان اذلها ، و كذا اقوياء الشخصية ، يتحكمون في انفسهم و لا تتحكم فيهم اهواؤهم و يوجهون رغباتهم و لا توجههم رغباتهم ، و يؤدبون نفوسهم و يهذبونها بإبعادها عما يضرها و تقريبها مما ينفعها في الدنيا و الآخرة .
5- إحترام عقول الآخرين و الورع في ذلك : و لذا قال محمد بن سيرين : قدِم صِهر لعمر عليه ، فطلب ان يعطيه عمر من بيت المال فأنتهره عمر ، و قال : اردت ان القى الله ملكاً خائناً ، فلما كان بعد ذلك اعطاه من صلب ماله عشرة آلاف درهم .
6- الحرص على نفع الآخرين و خدمتهم و لو ادى ذلك احيانا الى هضم حقه : و هو خلق لا يستطيعه الا الكبار ، قال انس رضي الله عنه : تقرقر بطن عمر من اكل الزيت عام الرمادة ، و كان قد حرم نفسه قال : فنقر بطنه بإصبعه ، و قال : إنه ليس عندنا غيره حتى يحيا الناس – اي غير الزيت – .
7- قبوله النقد بصدر رحب : و ما كان يسمعه من نقد لاذع لم يكن ليوقفه عن منهجه ، فعن ابن عباس ، قال : لما ولي عمر قيل له : لقد كان بعض الناس ان يحيد هذا الامر عنك . قال : و ما ذاك ؟ قال : يزعمون انك فظ غليظ . قال : الحمدلله الذي ملأ قلبي لهم رحمة ، و ملأ قلوبهم لي رعبا .
8- شفافيته و عدله : فيروي اصحاب السير ان رجلا اوقفه على منبره و سأله عن ثوبه الذي يلبسه – و كان رجلا طوالا – و كيف له بثوبين ؟! فقال : قم يا عبدالله بن عمر ، فقام عبدالله و بين للناس انه قد اعطى اباه ثوبه فجمعهما في ثوب واحد ، و لربما كان الرجل يوقفه و يسأله و يعاتبه و هو يستمع و يحسن ذلك و لربما جاءه بعض العامة يشتكون له من بعض امرائهم فيأخذ الحق من الامير للعامي سواء يسواء ، و لما جاءه رسول فارس و سأل عنه ، لم يجد له قصرا و لا حرسا و قيل له انه نائم تحت ظل شجرة ، فراح و نظر إليه و لكأنه خاطب نفسه فقال : عدلت فأمنت فنمت يا عمر .
( منقول )
شخصيه رائعه
جزاك الله خيرا
جزاك الله خيرا