السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا بحث قمت به في فترة سابقة من الدراسة الجامعية
وأحسست الآن أني بحاجة له
حيث أن موضوعه مما يحتاجة كل مسلم
فقرأته وأحسست بإطمئنان وراحة
فأتمنى من كل مصاب بمر القضاء والقدر إن كان مسلما
أن يقرأه ليستفيد منه
وهو عن القضاء والقدر وأحوال الناس عند المصائب
من شكر ورضا وصبر وتسخط
وحكم كل نوع ومقام في ميزان الشريعة
تعريف القضاء والقدر:
أولا تعريف القدر:
١_ في اللغة:
أولا تعريف القدر:
١_ في اللغة:
مصدر قَدِر يَقْدِرُ قَدَرًا وقد تسكن دالهُ(١).
قال ابن فارس: قدر: (القاف والدال والراء)أصل صحيح يدل على مبلغ الشيئ وكنهه ونهايته، فالقدر مبلغ كل شيئ.
يقال: قَدَرُهُ كذا أي مبلغه، وكذلك القَدر، وقَدرت الشيئ أُقدِرُهُ وأقدره من التقدير(٢).
قال ابن فارس: قدر: (القاف والدال والراء)أصل صحيح يدل على مبلغ الشيئ وكنهه ونهايته، فالقدر مبلغ كل شيئ.
يقال: قَدَرُهُ كذا أي مبلغه، وكذلك القَدر، وقَدرت الشيئ أُقدِرُهُ وأقدره من التقدير(٢).
والقدر:
مُحركه القضاء والحكم، وهو ما يقدرهُ الله عزوجل من القضاء، ويحكم به من الأمور(٣).
والتقدير: الترويه والتفكير في تسوية أمر، والقَدَر كالقَدْر، وجميعها جمعها أقدار(٤).
والتقدير: الترويه والتفكير في تسوية أمر، والقَدَر كالقَدْر، وجميعها جمعها أقدار(٤).
والقدر في الإصطلاح:
تقدير الله عزوجل للكائنات حسبما سبق به علمه، واقتضته حكمته.
*أو هو: ماسبق به العلم، وجرى به القلم، مما هو كائن إلى الأبد، وأنه عز وجل قدر مقادير الخلائق وما يكون من الأشياء قبل أن تكون في الأزل، وعلم سبحانه وتعالى أنها ستقع في أوقات معلومه عنده تعالى وعلى صفات مخصوصه، فهي تقع على حسب ماقدرها(٥).
قال بعض أهل العلم:
القدر سر الله عزوجل في خلقه، ولا تعلمه إلا بعد وقوعه سواء كان خيرا أو شر(٦).
*أو هو: ماسبق به العلم، وجرى به القلم، مما هو كائن إلى الأبد، وأنه عز وجل قدر مقادير الخلائق وما يكون من الأشياء قبل أن تكون في الأزل، وعلم سبحانه وتعالى أنها ستقع في أوقات معلومه عنده تعالى وعلى صفات مخصوصه، فهي تقع على حسب ماقدرها(٥).
قال بعض أهل العلم:
القدر سر الله عزوجل في خلقه، ولا تعلمه إلا بعد وقوعه سواء كان خيرا أو شر(٦).
*ثانيا القضاء:
تعريفه في اللغه:
تعريفه في اللغه:
هو الحكم والصنع والحتم والبيان.
وأصله:
القطع، والفصل، وقضاء الشيئ وإحكامه، وإمضاؤه، والفراغ منه، فيكون بمعنى الخلق(٧).
وأصله:
القطع، والفصل، وقضاء الشيئ وإحكامه، وإمضاؤه، والفراغ منه، فيكون بمعنى الخلق(٧).
والقضاء في الإصطلاح:
الحكم الكلي الإجمالي في الأزل(٨).
الحكم الكلي الإجمالي في الأزل(٨).
*العلاقة بين القضاء والقدر:
١) قيل: المراد بالقدر: التقدير، وبالقضاء الخلق، كقوله تعالى: (فقضاهن سبع سماوات)[فصلت:١٢] أي خلقهن، فالقضاء والقدر أمران متلازمان، لا ينفك أحدهما عن الآخر، لأن أحدهما بمنزلة الأساس وهو القدر، والآخر بمنزلة البناء وهو القضاء. فمن رام الفصل بينهما فقد رام هدم البناء ونقضه.
٢) وقيل العكس: فالقضاء هو العلم السابق الذي حكم الله به في الأزل، والقدر هو وقوع الخلق على وزن الأمر المقضي السابق.
قال ابن حجر العسقلاني: "وقالوا -أي العلماء-: القضاء هو الحكم الكلي الإجمالي في الأزل، والقدر جزئيات ذلك الحكم وتفاصيله".
٣) وقيل: إذا اجتمعا افترقا بحيث يصبح لكل واحد منهما مدلول بحسب مامر في القولين السابقين، وإذا افترقا اجتمعا بحيث إذا أفرد أحدهما دخل في الآخر(٩).
والإيمان بالقدر يتعلق بتوحيد الربوبية خصوصا وله تعلق بتوحيد الأسماء والصفات لأنه من صفات كمال الله عزوجل(١٠).
٢) وقيل العكس: فالقضاء هو العلم السابق الذي حكم الله به في الأزل، والقدر هو وقوع الخلق على وزن الأمر المقضي السابق.
قال ابن حجر العسقلاني: "وقالوا -أي العلماء-: القضاء هو الحكم الكلي الإجمالي في الأزل، والقدر جزئيات ذلك الحكم وتفاصيله".
٣) وقيل: إذا اجتمعا افترقا بحيث يصبح لكل واحد منهما مدلول بحسب مامر في القولين السابقين، وإذا افترقا اجتمعا بحيث إذا أفرد أحدهما دخل في الآخر(٩).
والإيمان بالقدر يتعلق بتوحيد الربوبية خصوصا وله تعلق بتوحيد الأسماء والصفات لأنه من صفات كمال الله عزوجل(١٠).
~~~~~~
مقامات الناس في القضاء والقدر~ والأحكام المتعلقة بها~
وفيه مطالب:
@المطلب الأول:~ الشكر:
*تعريفه في اللغة:
وفيه مطالب:
@المطلب الأول:~ الشكر:
*تعريفه في اللغة:
عرفان الإحسان ونشره، وهو الشكور أيضا.
قال ثعلب: الشكر لا يكون إلا عن يد، والحمد يكون عن يد وعن غير يد، فهذا الفرق بينهما .
والشكر من الله: المجازاة والثناء الجميل.
شكره، وشكر له، يشكر شكرا وشكورا وشكرانا. قال أبو نخلة:
شكرتك إن الشكرحبل من التقى*وماكل من أوليته نعمة يقضي.
والشكر مثل الحمد، إلا أن الحمد أعم منه، فإنك تحمد الإنسان على صفاته الجميلة وعلى معروفه، ولا تشكره إلا على معروفه دون صفاته.
قال ثعلب: الشكر لا يكون إلا عن يد، والحمد يكون عن يد وعن غير يد، فهذا الفرق بينهما .
والشكر من الله: المجازاة والثناء الجميل.
شكره، وشكر له، يشكر شكرا وشكورا وشكرانا. قال أبو نخلة:
شكرتك إن الشكرحبل من التقى*وماكل من أوليته نعمة يقضي.
والشكر مثل الحمد، إلا أن الحمد أعم منه، فإنك تحمد الإنسان على صفاته الجميلة وعلى معروفه، ولا تشكره إلا على معروفه دون صفاته.
@والشكور من صفات الله جل إسمه، معناه: أنه يزكو عند القليل من أعمال العباد فيضاعف لهم الجزاء(١١).
@تعريف الشكر(عند المصائب) في الإصطلاح:
شكر الله تعالى على ماأصابه من مصيبة، حيث يعرف أن هذه المصيبة سبب لتكفير سيئاته، وربما لزيادة حسناته(١٢).
شكر الله تعالى على ماأصابه من مصيبة، حيث يعرف أن هذه المصيبة سبب لتكفير سيئاته، وربما لزيادة حسناته(١٢).
**منزلة الشكر وفضله**
منزلة الشكر من أعلى المنازل وهي فوق منزلة الرضى وزيادة فالرضى مندرج في الشكر إذ يستحيل وجود الشكر بدونه، وهو نصف الإيمان، فالإيمان نصفان نصف شكر ونصف صبر(١٣).
فإذا شكر الله تعالى على ما وفقه من الطاعات، ونسب الفضل إليه سبحانه تحقق بالعبوديه والخضوع لله عزوجل، وابتعد عن الكبر والغرور وإطراء النفس ونعيه الكمال إليها، لأنه لا يعلم أن هذه الطاعات إنما هي بتوفيق الله عزوجل وفضله، ويقول كما قال سليمان عليه السلام: [رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين](النمل:١٩)
منزلة الشكر من أعلى المنازل وهي فوق منزلة الرضى وزيادة فالرضى مندرج في الشكر إذ يستحيل وجود الشكر بدونه، وهو نصف الإيمان، فالإيمان نصفان نصف شكر ونصف صبر(١٣).
فإذا شكر الله تعالى على ما وفقه من الطاعات، ونسب الفضل إليه سبحانه تحقق بالعبوديه والخضوع لله عزوجل، وابتعد عن الكبر والغرور وإطراء النفس ونعيه الكمال إليها، لأنه لا يعلم أن هذه الطاعات إنما هي بتوفيق الله عزوجل وفضله، ويقول كما قال سليمان عليه السلام: [رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين](النمل:١٩)
قال ابن القيم في رسالته إلى أحد إخوانه، وهو يعدد مشاهد العبودية الستة:
"المشهد الخامس: مشهد المنه، وهو أن يشهد أن المنه لله سبحانه كونه أقامه في هذا المقام وأهله له، ووفقه لقيام قلبه، وبذله في خدمته، فلولا الله سبحانه لم يكن شيئا من ذلك كما كان الصحابة يحدون بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فيقولون:
والله لولا الله مااهتدينا
ولا تصدقنا ولا صلينا (١٤).
"المشهد الخامس: مشهد المنه، وهو أن يشهد أن المنه لله سبحانه كونه أقامه في هذا المقام وأهله له، ووفقه لقيام قلبه، وبذله في خدمته، فلولا الله سبحانه لم يكن شيئا من ذلك كما كان الصحابة يحدون بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فيقولون:
والله لولا الله مااهتدينا
ولا تصدقنا ولا صلينا (١٤).
¤حكمته وأدلته:
قال ابن القيم في مدارج السالكين:
وقد أمر الله به، ونهى عن ضده، وأثنى على أهله، ووصف به خواص خلقه، وجعله غاية خلقه وأمره، ووعد أهله بأحسن جزائه، وجعله سببا للمزيد من فضله(١٥).
قال ابن القيم في مدارج السالكين:
وقد أمر الله به، ونهى عن ضده، وأثنى على أهله، ووصف به خواص خلقه، وجعله غاية خلقه وأمره، ووعد أهله بأحسن جزائه، وجعله سببا للمزيد من فضله(١٥).
@ومن الأدله عليه:
أ)من القرآن الكريم ومنها:
١/قال تعالى: (واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون)[البقرة:١٧]
٢/وقال تعالى: (واشكروا لي ولا تكفرون)[البقرة:١٥٢]
٣/(وسيجزي الله الشاكرين)[آل عمران:١٤٤]
٤/(ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وءامنتم وكان الله شاكرا عليما)[النساء:١٤٧]
٥/وقال تعالى حكاية عن إبليس(قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم*ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين) [الأعراف:١٦/١٧]
٦ /(إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين*شاكرا لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم)[النحل:١٢٠/١٢١]
٧/(ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين)[الزمر:٦٥/٦٦]
أ)من القرآن الكريم ومنها:
١/قال تعالى: (واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون)[البقرة:١٧]
٢/وقال تعالى: (واشكروا لي ولا تكفرون)[البقرة:١٥٢]
٣/(وسيجزي الله الشاكرين)[آل عمران:١٤٤]
٤/(ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وءامنتم وكان الله شاكرا عليما)[النساء:١٤٧]
٥/وقال تعالى حكاية عن إبليس(قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم*ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين) [الأعراف:١٦/١٧]
٦ /(إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين*شاكرا لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم)[النحل:١٢٠/١٢١]
٧/(ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين)[الزمر:٦٥/٦٦]
ب)أما الأدلة عليه من السنة فمنها مايلي:
١/ عن صهيب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له"(١٦)
٢/ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من لا يشكر الناس لا يشكر الله"(١٧)
قال الترمذي: هذا الحديث حسن صحيح.
¤أنواع الشكر¤
الثناء على المنعم المتعلق بالنعمه نوعان: عام وخاص
١- فالعام وصفه بالجود والكرم والبر والإحسان وسعة العطاء ونحو ذلك.
٢- والخاص: التحدث بنعمه، والإخبار بوصولها إليه من جهته كما قال تعالى: (وأما بنعمة ربك فحدث)[الضحى:١١] (١٨)
١/ عن صهيب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له"(١٦)
٢/ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من لا يشكر الناس لا يشكر الله"(١٧)
قال الترمذي: هذا الحديث حسن صحيح.
¤أنواع الشكر¤
الثناء على المنعم المتعلق بالنعمه نوعان: عام وخاص
١- فالعام وصفه بالجود والكرم والبر والإحسان وسعة العطاء ونحو ذلك.
٢- والخاص: التحدث بنعمه، والإخبار بوصولها إليه من جهته كما قال تعالى: (وأما بنعمة ربك فحدث)[الضحى:١١] (١٨)
@والشكر على ثلاث درجات:
١/ الشكر على المحاب: وهذا تشاركت فيه المسلمون واليهود والنصارى والمجوس، ومن سعة رحمة الباري أن عدة شكرا ووعد عليه بالزيادة وأوجب فيه المثوبة.
٢/ الشكر في المكارة: وهذا ممن تستوي عنده الحالات إظهارا للرضى، وممن يميز بين الأحوال كظم الغيظ وستر الشكوى ورعاية الأدب وسلوك مسلك العلم، يعني أن الشكر على المكاره أشد وأصعب من الشكر على المحاب.
٣/ أن لا يشهد العبد إلا على المنعم فإذا شهد على المنعم عبودية استعظم منه النعمه(١٩) (تنبيه: القول الثالث هو من أقوال الصوفية)
١/ الشكر على المحاب: وهذا تشاركت فيه المسلمون واليهود والنصارى والمجوس، ومن سعة رحمة الباري أن عدة شكرا ووعد عليه بالزيادة وأوجب فيه المثوبة.
٢/ الشكر في المكارة: وهذا ممن تستوي عنده الحالات إظهارا للرضى، وممن يميز بين الأحوال كظم الغيظ وستر الشكوى ورعاية الأدب وسلوك مسلك العلم، يعني أن الشكر على المكاره أشد وأصعب من الشكر على المحاب.
٣/ أن لا يشهد العبد إلا على المنعم فإذا شهد على المنعم عبودية استعظم منه النعمه(١٩) (تنبيه: القول الثالث هو من أقوال الصوفية)
~~~~~~~~
@@@ الصبر@@@
تعريفه:
في اللغة:
الصبر: نقيض الجزع، صبر يصبر صبرا فهو صابر وصبار وصبير وصبور، والأنثى صبور أيضا بغير هاء، وجمعه صبر، وقد صبر فلان عند المصيبة يصبر صبرا، وصبرته أنا حبسته قال الله تعالى: (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم) [الكهف:٢٨]
وفي أسماء الله تعالى(الصبور) تعالى وتقدس، وهو الذي لا يعاجل العصاة بالإنتقام، وهو من أبنية المبالغة ومعناه قريب من معنى الحليم(٢٠)
تعريفه:
في اللغة:
الصبر: نقيض الجزع، صبر يصبر صبرا فهو صابر وصبار وصبير وصبور، والأنثى صبور أيضا بغير هاء، وجمعه صبر، وقد صبر فلان عند المصيبة يصبر صبرا، وصبرته أنا حبسته قال الله تعالى: (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم) [الكهف:٢٨]
وفي أسماء الله تعالى(الصبور) تعالى وتقدس، وهو الذي لا يعاجل العصاة بالإنتقام، وهو من أبنية المبالغة ومعناه قريب من معنى الحليم(٢٠)
¤تعريفه في الإصطلاح:
كف النفس وحبسها عن التسخط مع وجود الألم وتمني زوال ذلك، وكف الجوارح عن العمل بمقتضى الجزع(٢١)
كف النفس وحبسها عن التسخط مع وجود الألم وتمني زوال ذلك، وكف الجوارح عن العمل بمقتضى الجزع(٢١)
@حكمة الصبر وأدلته:
الصبر واااجب على المؤمن حتم ،
وفي الصبر خير كثير، فإن الله أمر به ووعد عليه جزيل الأجر، قال تعالى: (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) [الزمر:١٠] (٢٢)
الصبر واااجب على المؤمن حتم ،
وفي الصبر خير كثير، فإن الله أمر به ووعد عليه جزيل الأجر، قال تعالى: (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) [الزمر:١٠] (٢٢)
¤أما الأدلة على وجوبه وفضله:
أ)فمن القرآن:
أن الله سبحانه ذكر الصبر في كتابه في نحو تسعين موضعا ¤فمرة أمر به.
¤ومرة أثنى على أهله.
¤ومرة أمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يبشر أهله.
¤ومرة جعله شرطا في حصول النصر والكفاية.
¤ومرة أخبر أنه مع أهله،
¤وأثنى على صفوته من العالمين وهم أنبياؤه ورسله، -فقال عن نبيه أيوب عليه السلام: (إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب)[ص:٤٤]
-وقال عن خاتم أنبيائه ورسله: (فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل)[الأحقاف:٣٥]
-وقال تعالى: (واصبر وماصبرك إلا بالله)[]
-وقال الصديق يوسف عليه السلام وقد قال له إخوته: (أئنك لأنت يوسف قال أنا يوسف وهذا أخي قد من الله علينا إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين)[يوسف:٩٠]
وهذا يدل على أن الصبر من أجل مقامات الإيمان، وأن أخص الناس بالله وأولاهم به أشدهم قياما وتحققا به، وأن الخاصة أحوج إليه من العامة(٢٣)
¤وهناك أدلة أخرى كثيرة جدا عن الصبر في القرآن نذكر منها مايلي:
١-(وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا)[السجدة:٢٤]
٢-(وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا) [الأعراف:١٣٧]
٣-(ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ماكانوا يعملون)[النحل:٩٦]
٤-(أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا)[القصص:٥٤]
٥-(إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب)[الزمر:١٠]
٦-(ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة ثم نزعناها منه إنه ليؤوس كفور*ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء مسته ليقولن ذهب السيئات عني إنه لفرح فخور*إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة وأجر كبير)[هود:٩/١٠/١١]
٧-(ولنبلونكم بشيئ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين*الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون*أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمه وأولئك هم المهتدون)[البقرة:١٥٥/١٥٦/١٥٧]
٨-(ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم)[محمد:٣١]
٩-(أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين)[آل عمران:١٤٢]
أ)فمن القرآن:
أن الله سبحانه ذكر الصبر في كتابه في نحو تسعين موضعا ¤فمرة أمر به.
¤ومرة أثنى على أهله.
¤ومرة أمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يبشر أهله.
¤ومرة جعله شرطا في حصول النصر والكفاية.
¤ومرة أخبر أنه مع أهله،
¤وأثنى على صفوته من العالمين وهم أنبياؤه ورسله، -فقال عن نبيه أيوب عليه السلام: (إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب)[ص:٤٤]
-وقال عن خاتم أنبيائه ورسله: (فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل)[الأحقاف:٣٥]
-وقال تعالى: (واصبر وماصبرك إلا بالله)[]
-وقال الصديق يوسف عليه السلام وقد قال له إخوته: (أئنك لأنت يوسف قال أنا يوسف وهذا أخي قد من الله علينا إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين)[يوسف:٩٠]
وهذا يدل على أن الصبر من أجل مقامات الإيمان، وأن أخص الناس بالله وأولاهم به أشدهم قياما وتحققا به، وأن الخاصة أحوج إليه من العامة(٢٣)
¤وهناك أدلة أخرى كثيرة جدا عن الصبر في القرآن نذكر منها مايلي:
١-(وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا)[السجدة:٢٤]
٢-(وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا) [الأعراف:١٣٧]
٣-(ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ماكانوا يعملون)[النحل:٩٦]
٤-(أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا)[القصص:٥٤]
٥-(إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب)[الزمر:١٠]
٦-(ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة ثم نزعناها منه إنه ليؤوس كفور*ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء مسته ليقولن ذهب السيئات عني إنه لفرح فخور*إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة وأجر كبير)[هود:٩/١٠/١١]
٧-(ولنبلونكم بشيئ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين*الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون*أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمه وأولئك هم المهتدون)[البقرة:١٥٥/١٥٦/١٥٧]
٨-(ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم)[محمد:٣١]
٩-(أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين)[آل عمران:١٤٢]
ب) أما الأدلة من السنة على وجوب الصبر وفضله كثيره نذكر منها مايلي:
١) عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى على أمرأة تبكي على صبي لها، فقال لها: "اتقي الله واصبري" فقالت: وماتبالي بمصيبتي! فلما ذهب قيل لها: إنه رسول الله، فأخذها مثل الموت فأتت بابه، فلم تجد على بابه بوابين، فقالت: يارسول الله لم أعرفك، فقال: "إنما الصبر عند أول صدمة"ا(٢٤)
٢) وعن أم سلمة رضي الله تعالى عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"مامن عبد تصيبه مصيبه فيقول: (إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها) إلا آجره الله في مصيبته واخلف له خيرا منها" قالت: فلما توفي أبو سلمة قلت كما أمرني رسول الله، فأخلف الله لي خيرا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم(٢٥)
٣) عن أبي سعيد الخدري وأبو هريرة رضي الله عنهما أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"مايصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولاحزن حتى الهم يهمه إلا كفر به من سيئاته"(٢٦)
ولا ريب أن هذا الفضل لا يكون بالتسخط والجزع إنما يكون بالصبر واحتساب الأجر من الله تعالى.
٤)عن صهيب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له"(٢٧)
٥)وقال صلى الله عليه وسلم للمرأة السوداء التي كانت تصرع عندما سألته أن يدعو لها: "إن شئت صبرت ولك الجنة وإن شئت دعوت الله أن يعافيك" فقالت: إني أتكشف فادع الله ألا أتكشف فدعا لها(٢٨)
٦)عن أبي سعيد أن أناسا من الأنصار سألوا النبي صلى الله عليه وسلم فأعطاهم ثم سألوه فأعطاهم ثم قال:"ما يكون عندي من خير فلن أؤخره عنكم، ومن يستغن يغنه الله، ومن يستعفف يعفه الله، ومن يتصبر يصبره الله، وماأعطي أحد شيئا هو خير وأوسع من الصبر"(٢٩)
٧)عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يقول الله تعالى من أذهبت حبيبتيه فصبر واحتسب لم أرض له بثواب دون الجنة"(٣٠)
١) عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى على أمرأة تبكي على صبي لها، فقال لها: "اتقي الله واصبري" فقالت: وماتبالي بمصيبتي! فلما ذهب قيل لها: إنه رسول الله، فأخذها مثل الموت فأتت بابه، فلم تجد على بابه بوابين، فقالت: يارسول الله لم أعرفك، فقال: "إنما الصبر عند أول صدمة"ا(٢٤)
٢) وعن أم سلمة رضي الله تعالى عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"مامن عبد تصيبه مصيبه فيقول: (إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها) إلا آجره الله في مصيبته واخلف له خيرا منها" قالت: فلما توفي أبو سلمة قلت كما أمرني رسول الله، فأخلف الله لي خيرا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم(٢٥)
٣) عن أبي سعيد الخدري وأبو هريرة رضي الله عنهما أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"مايصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولاحزن حتى الهم يهمه إلا كفر به من سيئاته"(٢٦)
ولا ريب أن هذا الفضل لا يكون بالتسخط والجزع إنما يكون بالصبر واحتساب الأجر من الله تعالى.
٤)عن صهيب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له"(٢٧)
٥)وقال صلى الله عليه وسلم للمرأة السوداء التي كانت تصرع عندما سألته أن يدعو لها: "إن شئت صبرت ولك الجنة وإن شئت دعوت الله أن يعافيك" فقالت: إني أتكشف فادع الله ألا أتكشف فدعا لها(٢٨)
٦)عن أبي سعيد أن أناسا من الأنصار سألوا النبي صلى الله عليه وسلم فأعطاهم ثم سألوه فأعطاهم ثم قال:"ما يكون عندي من خير فلن أؤخره عنكم، ومن يستغن يغنه الله، ومن يستعفف يعفه الله، ومن يتصبر يصبره الله، وماأعطي أحد شيئا هو خير وأوسع من الصبر"(٢٩)
٧)عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يقول الله تعالى من أذهبت حبيبتيه فصبر واحتسب لم أرض له بثواب دون الجنة"(٣٠)
@منزلة الصبر وفضله:-
قد جعل الله عزوجل الصابرين أئمة المتقين وتمم كلمته الحسنى عليهم في الدين فقال تعالى: (وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا) [السجدة:٢٤]
ولم يمدح الله تعالى أحدا إلا من صبر للبلاء والشدة فبذلك يثني عليه،
فالصالحون في المؤمنين قليل، والصادقون في الصالحين قليل، والصابرين في الصالحين قليل، فجعل الصبر خاصية الصدق، وجعل الصابرين خصوص الصادقين.
قال أبو الدرداء رضي الله عنه: ذروة الإيمان الصبر للحكم والرضا بالقدر.
وقال بعض العلماء: وأي شيئ أفضل من الصبر وقد ذكره الله تعالى في نيف وتسعين موضعا ولا نعلم شيئا ذكره الله تعالى بهذا العدد إلا الصبر فلا يطمعن طامع في مدح الله له، وحسن ثناؤه عليه قبل أن يبتليه فيصبر(٣١)
عن مصعب بن سعد عن أبيه قال: قلت :يارسول الله أي الناس أشد بلاء قال:"الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل فيبتلى الرجل على حسب دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وماعليه خطيئه" قال الترمذي: حسن غريب(٣٢)
وإن مما يقوي الصبر على الشدائد يقين العبد أن ما أصابه إما أن يكون تكفيرا لذنوبه أوسببا لنعمه لا تنال إلا بذلك المكروه، فإذا أيقن العبد المبتلى أن العافية الحميدة من النصر في الدين والجنة في الآخرة لا يوصل إليهما إلا على جسر التعب والمشقة فإنه بذلك يقوي صبره واحتماله وبذله وتضحيته في سبيل الله عزوجل(٣٣)
قد جعل الله عزوجل الصابرين أئمة المتقين وتمم كلمته الحسنى عليهم في الدين فقال تعالى: (وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا) [السجدة:٢٤]
ولم يمدح الله تعالى أحدا إلا من صبر للبلاء والشدة فبذلك يثني عليه،
فالصالحون في المؤمنين قليل، والصادقون في الصالحين قليل، والصابرين في الصالحين قليل، فجعل الصبر خاصية الصدق، وجعل الصابرين خصوص الصادقين.
قال أبو الدرداء رضي الله عنه: ذروة الإيمان الصبر للحكم والرضا بالقدر.
وقال بعض العلماء: وأي شيئ أفضل من الصبر وقد ذكره الله تعالى في نيف وتسعين موضعا ولا نعلم شيئا ذكره الله تعالى بهذا العدد إلا الصبر فلا يطمعن طامع في مدح الله له، وحسن ثناؤه عليه قبل أن يبتليه فيصبر(٣١)
عن مصعب بن سعد عن أبيه قال: قلت :يارسول الله أي الناس أشد بلاء قال:"الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل فيبتلى الرجل على حسب دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وماعليه خطيئه" قال الترمذي: حسن غريب(٣٢)
وإن مما يقوي الصبر على الشدائد يقين العبد أن ما أصابه إما أن يكون تكفيرا لذنوبه أوسببا لنعمه لا تنال إلا بذلك المكروه، فإذا أيقن العبد المبتلى أن العافية الحميدة من النصر في الدين والجنة في الآخرة لا يوصل إليهما إلا على جسر التعب والمشقة فإنه بذلك يقوي صبره واحتماله وبذله وتضحيته في سبيل الله عزوجل(٣٣)
@أنواع الصبر:
١/ الصبر على امتثال ماأمر الله تعالى به، والإنتهاء عما نهى الله عنه لأن به تخلص الطاعة، وبها يصح الدين، وتؤدى الفروض ويستحق الثواب، كما قال تعالى في محكم التنزيل: (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب)[الزمر:١٠] وليس لمن قل صبره على طاعة حظ من بر، ولا نصيب من صلاح، ومن لم ير لنفسه صبرا يكسبها ثوابا، ويدفع عنها عقابا، كان مع سوء الإختيار بعيدا من الرشاد حقيقا بالضلال.
٢/الصبر على ماتقتضيه أوقاته من رزيه قد أجهده الحزن عليها، أو حادثه قد أكده الهم بها، فإن الصبر عليها يعقبه الراحة منها ويكسبه المثوبة عنها، فإن صبر طائعا، وإلا احتمل هما لازما وصبر كارها آثما.
٣/الصبر على مافات إدراكه من رغبة مرجوه، وأعوزه نيله من مسرة مأموله، فإن الصبر عنها يعقب السلو منها.
والأسف بعد اليأس خرق.
قال بعض الحكماء: اجعل ما طلبته من الدنيا فلم تنله مثل مالا يخطر ببالك فلم تقله.
٤/الصبر فيما يخشى حدوثه من رهبة يخافها أو يحذر حلوله من نكبة يخشاها فلا يتعجل هم مالم يأت، فإن أكثر الهموم كاذبة، وإن الأغلب من الخوف مرفوع.
قال الحسن البصري رحمه الله: (لا تحملن على يومك هم غدك فحسب كل يوم همه)
٥/الصبر على مانزل من مكروه أو حل من أمر مخوف فبالصبر في هذا تنفتح وجوه الأداء، وتسد مكائد الأعداء فإن من قل صبره عزب رأيه واشتد جزعه فصار صريع همومه وفريسة غمومه وقد قال تعالى على لسان لقمان عليه السلام وهو يعظ ابنه: (واصبر على ماأصابك إن ذلك من عزم الأمور)[لقمان:١٧]
قال بعض البلغاء: عند انسداد الفُرَجِ تبدو مطالع الفَرَج(٣٤)
١/ الصبر على امتثال ماأمر الله تعالى به، والإنتهاء عما نهى الله عنه لأن به تخلص الطاعة، وبها يصح الدين، وتؤدى الفروض ويستحق الثواب، كما قال تعالى في محكم التنزيل: (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب)[الزمر:١٠] وليس لمن قل صبره على طاعة حظ من بر، ولا نصيب من صلاح، ومن لم ير لنفسه صبرا يكسبها ثوابا، ويدفع عنها عقابا، كان مع سوء الإختيار بعيدا من الرشاد حقيقا بالضلال.
٢/الصبر على ماتقتضيه أوقاته من رزيه قد أجهده الحزن عليها، أو حادثه قد أكده الهم بها، فإن الصبر عليها يعقبه الراحة منها ويكسبه المثوبة عنها، فإن صبر طائعا، وإلا احتمل هما لازما وصبر كارها آثما.
٣/الصبر على مافات إدراكه من رغبة مرجوه، وأعوزه نيله من مسرة مأموله، فإن الصبر عنها يعقب السلو منها.
والأسف بعد اليأس خرق.
قال بعض الحكماء: اجعل ما طلبته من الدنيا فلم تنله مثل مالا يخطر ببالك فلم تقله.
٤/الصبر فيما يخشى حدوثه من رهبة يخافها أو يحذر حلوله من نكبة يخشاها فلا يتعجل هم مالم يأت، فإن أكثر الهموم كاذبة، وإن الأغلب من الخوف مرفوع.
قال الحسن البصري رحمه الله: (لا تحملن على يومك هم غدك فحسب كل يوم همه)
٥/الصبر على مانزل من مكروه أو حل من أمر مخوف فبالصبر في هذا تنفتح وجوه الأداء، وتسد مكائد الأعداء فإن من قل صبره عزب رأيه واشتد جزعه فصار صريع همومه وفريسة غمومه وقد قال تعالى على لسان لقمان عليه السلام وهو يعظ ابنه: (واصبر على ماأصابك إن ذلك من عزم الأمور)[لقمان:١٧]
قال بعض البلغاء: عند انسداد الفُرَجِ تبدو مطالع الفَرَج(٣٤)
@@@@@@@
السُخط:-
تعريفه في اللغة:-
السخط والسخط: ضد الرضا مثل العدم والعدم. والفعل منه: سخط يسخط سخطا وتسخط وسخط الشيئ سخطا: كرهه وتسخط أي غضب: أي غضب فهو ساخط. والسخط والسخط: الكراهة للشيئ وعدم الرضا به ومنه الحديث"إن الله يسخط لكم كذا" أي يكرهه لكم ويمنعكم منه ويعاقبكم عليه أو يرجع إلى إرادة العقوبة عليه(٣٥)
السُخط:-
تعريفه في اللغة:-
السخط والسخط: ضد الرضا مثل العدم والعدم. والفعل منه: سخط يسخط سخطا وتسخط وسخط الشيئ سخطا: كرهه وتسخط أي غضب: أي غضب فهو ساخط. والسخط والسخط: الكراهة للشيئ وعدم الرضا به ومنه الحديث"إن الله يسخط لكم كذا" أي يكرهه لكم ويمنعكم منه ويعاقبكم عليه أو يرجع إلى إرادة العقوبة عليه(٣٥)
تعريفه اصطلاحا:
قلت: هو إطلاق العنان للنفس بالغضب والجزع من المصائب والمحن وتمني انها ماحصلت.
@منزلة السخط وبيان خطره:
إن السخط باب الهم والغم والحزن، وشبات القلب وكسف البال، وسوء الحال، والظن بالله خلاف ماهو أهله.
والرضا يخلصه من ذلك كله، ويفتح له باب جنة الدنيا قبل جنة الآخرة.
قلت: هو إطلاق العنان للنفس بالغضب والجزع من المصائب والمحن وتمني انها ماحصلت.
@منزلة السخط وبيان خطره:
إن السخط باب الهم والغم والحزن، وشبات القلب وكسف البال، وسوء الحال، والظن بالله خلاف ماهو أهله.
والرضا يخلصه من ذلك كله، ويفتح له باب جنة الدنيا قبل جنة الآخرة.
@أنواعه وحكم كل نوع:
١/ أن يكون (السخط) بالقلب كأن يسخط على ربه، ويغتاظ مما قدره الله عليه، فهذا حرام وقد يؤدي إلى الكفر، قال تعالى: (ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير إطمئن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين)[الحج:١١]
٢/أن يكون باللسان كالدعاء بالويل والثبور وماأشبه ذلك وهذا حرام.
٣/أن يكون بالجوارح كلطم الخدود وشق الجيوب ونتف الشعور وماأشبه ذلك، وكل هذا حرام مناف للصبر الواجب(٣٦)
١/ أن يكون (السخط) بالقلب كأن يسخط على ربه، ويغتاظ مما قدره الله عليه، فهذا حرام وقد يؤدي إلى الكفر، قال تعالى: (ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير إطمئن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين)[الحج:١١]
٢/أن يكون باللسان كالدعاء بالويل والثبور وماأشبه ذلك وهذا حرام.
٣/أن يكون بالجوارح كلطم الخدود وشق الجيوب ونتف الشعور وماأشبه ذلك، وكل هذا حرام مناف للصبر الواجب(٣٦)
@ أدلته:
أ) من القرآن:
١-(ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمئن به وإن أصابته فتنة إنقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين)[الحج:١١]
٢- وقال تعالى عن المنافقين( ومنهم من يلمزك بالصدقات فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون) [التوبة:٥٨]
أ) من القرآن:
١-(ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمئن به وإن أصابته فتنة إنقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين)[الحج:١١]
٢- وقال تعالى عن المنافقين( ومنهم من يلمزك بالصدقات فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون) [التوبة:٥٨]
ب) ومن السنة المطهرة:
١- عن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه عن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من سعادة ابن آدم رضاه بما قضى الله له، ومن شقاوة ابن آدم تركه استخارة الله، ومن شقاوة ابن آدم سخطه بما قضى الله له"قال الترمذي: حسن غريب(٣٧)
٢- عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه قال:"إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب عبدا ابتلاه فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط" قال الترمذي: حسن غريب(٣٨)
٣- وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به وليقل: اللهم احيني ماكانت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي" قال الترمذي: حسن صحيح(٣٩)
٤-وعن مسروق عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ليس منا من شق الجيوب وضرب الخدود ودعا بدعوى الجاهلية" قال الترمذي: حسن صحيح(٤٠)
١- عن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه عن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من سعادة ابن آدم رضاه بما قضى الله له، ومن شقاوة ابن آدم تركه استخارة الله، ومن شقاوة ابن آدم سخطه بما قضى الله له"قال الترمذي: حسن غريب(٣٧)
٢- عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه قال:"إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب عبدا ابتلاه فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط" قال الترمذي: حسن غريب(٣٨)
٣- وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به وليقل: اللهم احيني ماكانت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي" قال الترمذي: حسن صحيح(٣٩)
٤-وعن مسروق عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ليس منا من شق الجيوب وضرب الخدود ودعا بدعوى الجاهلية" قال الترمذي: حسن صحيح(٤٠)
@ الرضا بالقضاء والقدر
(تعريفه وضابطه):
*تعريفه: هو سكون القلب تحت مجاري الأحكام وارتفاع الجزع في أي حكم كان(٤١)
*ضابطه: أن يكون القلب مسلما راضيا غير متسخط ولا متبرم بمر القضاء ، وأول الرضا الصبر ثم القناعة، ثم الزهد ثم المحبة ثم التوكل.
قال فضيل: إذا استوى العطاء والمنع عند العبد فهو الرضا.
(تعريفه وضابطه):
*تعريفه: هو سكون القلب تحت مجاري الأحكام وارتفاع الجزع في أي حكم كان(٤١)
*ضابطه: أن يكون القلب مسلما راضيا غير متسخط ولا متبرم بمر القضاء ، وأول الرضا الصبر ثم القناعة، ثم الزهد ثم المحبة ثم التوكل.
قال فضيل: إذا استوى العطاء والمنع عند العبد فهو الرضا.
@النصوص الواردة في فضل الرضا والحث عليه:
أ) من القرآن الكريم:-
١/قال تعالى: (ماأصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيئ عليم)[التغابن:١١]
أي: وماأصابته مصيبة فعلم أنها بقضاء الله وقدره فصبر واحتسب واستسلم لقضاء الله هدى الله قلبه وعوضه عما فاته من الدنيا هدى في قلبه ويقينا صادقا وقد يخلف عليه ماكان أخذه منه أو خيرا منه.
قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس (ومن يؤمن بالله يهد قلبه ) يعني يهد قلبه لليقين، فيعلم أن ماأصابه لم ليخطأه وماأخطأه لم يكن ليصيبه.
قال علقمه: هو الرجل تصيبه المصيبه فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم.
٢/وقال تعالى: (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ماكانوا يعملون) [النحل:٩٧]
وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: أنه فسرها بالقناعة.(٤٣)
٣/وقال تعالى: (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدون في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما)[النساء:٦٥]
يقسم تعالى بنفسه الكريمة المقدسة أنه لايؤمن أحد حتى يحكم الرسول صلى الله عليه وسلم في جميع الأمور، فما حكم به فهو الحق الذي يجب الإنقياد له باطنا وظاهرا ولهذا قال[ثم لا يجدون في أنفسهم حرجا مما قضيت وسلموا تسليما] أي: إذا حكموك يطيعونك في بواطنهم فلا يجدون في أنفسهم حرجا مما حكمت به، وينقادون له في الظاهر والباطن فيسلمون لذلك تسليما كليا من غير ممانعة ولا مرافعة ولا منازعة(٤٤)
٤/(ماأصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير*لكيلا تأسوا على مافاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لايحب كل مختال فخور) [الحديد:٢٢/٢٣]
أ) من القرآن الكريم:-
١/قال تعالى: (ماأصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيئ عليم)[التغابن:١١]
أي: وماأصابته مصيبة فعلم أنها بقضاء الله وقدره فصبر واحتسب واستسلم لقضاء الله هدى الله قلبه وعوضه عما فاته من الدنيا هدى في قلبه ويقينا صادقا وقد يخلف عليه ماكان أخذه منه أو خيرا منه.
قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس (ومن يؤمن بالله يهد قلبه ) يعني يهد قلبه لليقين، فيعلم أن ماأصابه لم ليخطأه وماأخطأه لم يكن ليصيبه.
قال علقمه: هو الرجل تصيبه المصيبه فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم.
٢/وقال تعالى: (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ماكانوا يعملون) [النحل:٩٧]
وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: أنه فسرها بالقناعة.(٤٣)
٣/وقال تعالى: (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدون في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما)[النساء:٦٥]
يقسم تعالى بنفسه الكريمة المقدسة أنه لايؤمن أحد حتى يحكم الرسول صلى الله عليه وسلم في جميع الأمور، فما حكم به فهو الحق الذي يجب الإنقياد له باطنا وظاهرا ولهذا قال[ثم لا يجدون في أنفسهم حرجا مما قضيت وسلموا تسليما] أي: إذا حكموك يطيعونك في بواطنهم فلا يجدون في أنفسهم حرجا مما حكمت به، وينقادون له في الظاهر والباطن فيسلمون لذلك تسليما كليا من غير ممانعة ولا مرافعة ولا منازعة(٤٤)
٤/(ماأصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير*لكيلا تأسوا على مافاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لايحب كل مختال فخور) [الحديد:٢٢/٢٣]
ب) ومن السنة المطهرة:
١-عن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه عن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من سعادة ابن آدم رضاه بما قضى الله له" الحديث(٤٥)
٢-وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: "إن عظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط"(٤٦)
٣-وقال صلى الله عليه وسلم: "ماأصاب أحد قط هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحدا من خلقك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم نور صدري وجلاء حزني وذهاب همي إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرحا" فقيل: يارسول الله ألا نتعلمها؟ فقال: "بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها" (٤٧)
٤-عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيئ فلا تقل لو أني فعلت كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وماشاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان"(٤٨)
٥-وقال صلى الله عليه وسلم: "ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحم صلى الله وسلم رسولا" (٤٩)
وإن من الرضا بالله الرضا بأقداره من خير وشر.
٦- وأما مايروى من الأثر:"من لم يصبر على بلائي ولم يرض بقضائي فليتخد ربا سواي" فهذا أثر إسرائيلي ليس بصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم(٥٠).
١-عن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه عن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من سعادة ابن آدم رضاه بما قضى الله له" الحديث(٤٥)
٢-وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: "إن عظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط"(٤٦)
٣-وقال صلى الله عليه وسلم: "ماأصاب أحد قط هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحدا من خلقك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم نور صدري وجلاء حزني وذهاب همي إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرحا" فقيل: يارسول الله ألا نتعلمها؟ فقال: "بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها" (٤٧)
٤-عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيئ فلا تقل لو أني فعلت كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وماشاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان"(٤٨)
٥-وقال صلى الله عليه وسلم: "ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحم صلى الله وسلم رسولا" (٤٩)
وإن من الرضا بالله الرضا بأقداره من خير وشر.
٦- وأما مايروى من الأثر:"من لم يصبر على بلائي ولم يرض بقضائي فليتخد ربا سواي" فهذا أثر إسرائيلي ليس بصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم(٥٠).
@ ومن آثار السلف حول الرضا بالقضاء والقدر من أحوالهم وأقوالهم:
١-قال الجنيد(٥١):هو صحة العلم الواصل إلى القلب، فإذا باشر القلب حقيقة العلم أدى إلى الرضى.
٢-قيل ليحيى بن معاذ(٥٢): متى يبلغ العبد إلى مقام الرضى؟ فقال: إذا أقام نفسه على أربعة أصول فيما يعامل به ربه، فيقول: إن أعطيتني قبلت، وإن منعتني رضيت، وإن تركتني عبدت، وإن دعوتني أجبت.
٣-وقال ذا النون(٥٣): ثلاثة من أعلام الرضى: ترك الإختيار قبل القضاء، وفقدان المرارة بعد القضاء، وهيجان حشو البلاء.
٤-وقيل للحسن بن علي رضي الله عنهما(٥٤): إن أبا ذر رضي الله عنه يقول: الفقر أحب إلي من الغنى، والسقم أحب إلي من الصحة. فقال: رحم الله أبا ذر، أما أنا فأقول: من اتكل على حسن اختيار الله له لم يتمن غير مااختار الله له.
٥-وقال أبو عثمان الحيرى(٥٥): منذ أربعين سنة ماأقامني الله في حال فكرهته، ومانقلني إلى غيره فسخطته.
٦-وفي وصية لقمان لابنه: أوصيك بخصال تقربك من الله وتباعدك من سخطه أن تعبد الله لاتشرك به شيئا، وأن ترضى بقدر الله فيما أحببت وكرهت.
٧-وقال بعض العارفين: من يتوكل على الله، ويرضى بقدر الله فقد أقام الإيمان، وفرغ يديه ورجليه لكسب الخير، وأقام الأخلاق الصالحة التي تصلح للعبد أمره.
٨-وقال عمر بن عبد العزيز(٥٦): أصبحت ومالي سرور إلا في مواقع القدر(٥٧)
٩-وقال أبو الدرداء(٥٨): ذروة الإيمان الصبر للحكم، والرضا بالقدر.
١٠-وقال بعض السلف: لو قرض جسمي بالمقاريض كان أحب إلي من أن أقول لشيئ قضاه الله ليته لم يقضه.
١١-ولما قدم سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه(٥٩) إلى مكة وكان قد كف بصره جاءه الناس يهرعون كل واحد يسأله أن يدعو له فيدعو لهذا ولهذا، وكان مجاب الدعوة، دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، قال عبدالله بن السائب: فأتيته وأنا غلام فتعرفت إليه فعرفني فقلت له: ياعم أنت تدعو للناس فلو دعوت لنفسك فرد الله عليك بصرك، فتبسم ثم قال: يابني قضاء الله عندي أحسن من بصري(٦٠)
١-قال الجنيد(٥١):هو صحة العلم الواصل إلى القلب، فإذا باشر القلب حقيقة العلم أدى إلى الرضى.
٢-قيل ليحيى بن معاذ(٥٢): متى يبلغ العبد إلى مقام الرضى؟ فقال: إذا أقام نفسه على أربعة أصول فيما يعامل به ربه، فيقول: إن أعطيتني قبلت، وإن منعتني رضيت، وإن تركتني عبدت، وإن دعوتني أجبت.
٣-وقال ذا النون(٥٣): ثلاثة من أعلام الرضى: ترك الإختيار قبل القضاء، وفقدان المرارة بعد القضاء، وهيجان حشو البلاء.
٤-وقيل للحسن بن علي رضي الله عنهما(٥٤): إن أبا ذر رضي الله عنه يقول: الفقر أحب إلي من الغنى، والسقم أحب إلي من الصحة. فقال: رحم الله أبا ذر، أما أنا فأقول: من اتكل على حسن اختيار الله له لم يتمن غير مااختار الله له.
٥-وقال أبو عثمان الحيرى(٥٥): منذ أربعين سنة ماأقامني الله في حال فكرهته، ومانقلني إلى غيره فسخطته.
٦-وفي وصية لقمان لابنه: أوصيك بخصال تقربك من الله وتباعدك من سخطه أن تعبد الله لاتشرك به شيئا، وأن ترضى بقدر الله فيما أحببت وكرهت.
٧-وقال بعض العارفين: من يتوكل على الله، ويرضى بقدر الله فقد أقام الإيمان، وفرغ يديه ورجليه لكسب الخير، وأقام الأخلاق الصالحة التي تصلح للعبد أمره.
٨-وقال عمر بن عبد العزيز(٥٦): أصبحت ومالي سرور إلا في مواقع القدر(٥٧)
٩-وقال أبو الدرداء(٥٨): ذروة الإيمان الصبر للحكم، والرضا بالقدر.
١٠-وقال بعض السلف: لو قرض جسمي بالمقاريض كان أحب إلي من أن أقول لشيئ قضاه الله ليته لم يقضه.
١١-ولما قدم سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه(٥٩) إلى مكة وكان قد كف بصره جاءه الناس يهرعون كل واحد يسأله أن يدعو له فيدعو لهذا ولهذا، وكان مجاب الدعوة، دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، قال عبدالله بن السائب: فأتيته وأنا غلام فتعرفت إليه فعرفني فقلت له: ياعم أنت تدعو للناس فلو دعوت لنفسك فرد الله عليك بصرك، فتبسم ثم قال: يابني قضاء الله عندي أحسن من بصري(٦٠)
@ حكم الرضا بالقضاء والقدر:
وينقسم إلى قسمين:
١/ حكم الرضا بالقضاء الذي هو فعله سبحانه:
فقضاء الله: هو فعل قائم بذات الله تعالى.
فالقضاء كله خير وعدل وحكمة.
فيرضى به كله(٦١)
وينقسم إلى قسمين:
١/ حكم الرضا بالقضاء الذي هو فعله سبحانه:
فقضاء الله: هو فعل قائم بذات الله تعالى.
فالقضاء كله خير وعدل وحكمة.
فيرضى به كله(٦١)
٢/حكم الرضا بالمقضي وبيان أنواعه، وتفصيل مذاهب الناس في ذلك:
هذا الباب من تمام الإيمان بالقضاء والقدر، وقد تنازع الناس [فيه] هل هو واجب أو مستحب؟ على قولين: وهما وجهان للإمام أحمد.
١- القول الأول: قالوا بوجوبه، واحتجوا على وجوبه بأنه من لوازم الرضا بالله ربا وذلك واجب، واحتجوا بأثر إسرائيلي "من لم يرض بقضائي ولم يصبر على بلائي فليتخذ له ربا سواي"
٢-القول الثاني: قالوا بأنه مستحب غير واجب، فإن الإيجاب يستلزم دليلا شرعيا، ولا دليل يدل على الوجوب.
وهذا القول أرجح.
فإن الرضا من مقامات الإحسان التي هي من أعلى المندوبات.
هذا الباب من تمام الإيمان بالقضاء والقدر، وقد تنازع الناس [فيه] هل هو واجب أو مستحب؟ على قولين: وهما وجهان للإمام أحمد.
١- القول الأول: قالوا بوجوبه، واحتجوا على وجوبه بأنه من لوازم الرضا بالله ربا وذلك واجب، واحتجوا بأثر إسرائيلي "من لم يرض بقضائي ولم يصبر على بلائي فليتخذ له ربا سواي"
٢-القول الثاني: قالوا بأنه مستحب غير واجب، فإن الإيجاب يستلزم دليلا شرعيا، ولا دليل يدل على الوجوب.
وهذا القول أرجح.
فإن الرضا من مقامات الإحسان التي هي من أعلى المندوبات.
@وقد غلط في هذا الأصل طائفتان أقبح غلط:
١) فقالت القدرية النفاة: الرضا بالقضاء طاعة وقربة، والرضا بالمعاصي لايجوز فليست بقضاءه وقدره.
٢) وقالت غلاة الجبرية الذين طووا بساطة الأمر والنهي: المعاصي بقضاء الله وقدره، والرضا بالقضاء قربة وطاعة فنحن نرضى بها ولا نسخطها.
٣) وأجابتهم طائفة أخرى: بأن من القضاء مايؤمر بالرضا به، ومنه ماينهى عن الرضا به، فالقضاء الذي يحبه الله ويرضاه نرضى به، والذي يبغضه ويسخطه لانرضى به، وهذا كما أن المخلوقات مايبغضه ويسخطه وهو خالقه كالأعيان المسخوطه له، وهكذا الكلام في الأفعال والأقوال سواء،
*وهذا الجواب جيد غير أنه يحتاج إلى تمام فنقول:
الحكم والقضاء نوعان: ديني وكوني، فالديني يجب الرضا به وهو من لوازم الإسلام،
والكوني منه مايجب الرضا به كالنعم التي يجب شكرها ومن تمام شكرها الرضا بها.
ومنه مالا يجوز الرضا به كالمعايب والذنوب التي يسخطها الله وإن كانت بقضاءه وقدره،
*ومنها مايستحب الرضا به كالمصائب(٦٢)
٤) إن عقيدة الصوفية المنحرفة في التوكل والرضا بالقدر جعلت نفوسهم راضية مطمئنة ولو وطئ الكفار على رقابهم، فإن التوكل عندهم عدم ممارسة الأسباب، والرضا عندهم معناه أن ترضى بما يحصل لك ولو هو استيلاء الكفار على بلاد المسلمين، وسبي ذراريهم، وإن أبديت مقاومة فأنت معارض للقدر! وغير متوكل على الله!!
*فأي انحراف هذا الذي أصاب الأمة الإسلامية،! وأي فرحة للكفار تحصل لهم أشد من فرحتهم بهذا!(٦٣)
١) فقالت القدرية النفاة: الرضا بالقضاء طاعة وقربة، والرضا بالمعاصي لايجوز فليست بقضاءه وقدره.
٢) وقالت غلاة الجبرية الذين طووا بساطة الأمر والنهي: المعاصي بقضاء الله وقدره، والرضا بالقضاء قربة وطاعة فنحن نرضى بها ولا نسخطها.
٣) وأجابتهم طائفة أخرى: بأن من القضاء مايؤمر بالرضا به، ومنه ماينهى عن الرضا به، فالقضاء الذي يحبه الله ويرضاه نرضى به، والذي يبغضه ويسخطه لانرضى به، وهذا كما أن المخلوقات مايبغضه ويسخطه وهو خالقه كالأعيان المسخوطه له، وهكذا الكلام في الأفعال والأقوال سواء،
*وهذا الجواب جيد غير أنه يحتاج إلى تمام فنقول:
الحكم والقضاء نوعان: ديني وكوني، فالديني يجب الرضا به وهو من لوازم الإسلام،
والكوني منه مايجب الرضا به كالنعم التي يجب شكرها ومن تمام شكرها الرضا بها.
ومنه مالا يجوز الرضا به كالمعايب والذنوب التي يسخطها الله وإن كانت بقضاءه وقدره،
*ومنها مايستحب الرضا به كالمصائب(٦٢)
٤) إن عقيدة الصوفية المنحرفة في التوكل والرضا بالقدر جعلت نفوسهم راضية مطمئنة ولو وطئ الكفار على رقابهم، فإن التوكل عندهم عدم ممارسة الأسباب، والرضا عندهم معناه أن ترضى بما يحصل لك ولو هو استيلاء الكفار على بلاد المسلمين، وسبي ذراريهم، وإن أبديت مقاومة فأنت معارض للقدر! وغير متوكل على الله!!
*فأي انحراف هذا الذي أصاب الأمة الإسلامية،! وأي فرحة للكفار تحصل لهم أشد من فرحتهم بهذا!(٦٣)
@ماينافي الرضا بالقضاء والقدر ومالا ينافيه،
وفيه مطلبان:
وفيه مطلبان:
١/ الألم والكراهة:
ليس من شرط الرضا ألا يحس بالألم والكراهة بل ألا يعترض على الحكم ولا يتسخطه،
*ولهذا أشكل على بعض الناس الرضا بالمكروه، وطعنوا فيه، وقالوا: هذا ممتنع على الطبيعة وإنما هو الصبر، وإلا فكيف يجتمع الرضى والكراهة وهما ضدان؟
@والصواب: أنه لا تناقض بينهما وإن وجود التألم وكراهة النفس له لا يتنافى مع الرضا كرضى المريض بشرب الدواء الكريه، ورضى الصائم في اليوم الشديد الحر بما يناله من ألم الجوع والظمأ، ورضى المجاهد بما يحصل له في سبيل الله من ألم الجراح وغيرها(٦٤)
ليس من شرط الرضا ألا يحس بالألم والكراهة بل ألا يعترض على الحكم ولا يتسخطه،
*ولهذا أشكل على بعض الناس الرضا بالمكروه، وطعنوا فيه، وقالوا: هذا ممتنع على الطبيعة وإنما هو الصبر، وإلا فكيف يجتمع الرضى والكراهة وهما ضدان؟
@والصواب: أنه لا تناقض بينهما وإن وجود التألم وكراهة النفس له لا يتنافى مع الرضا كرضى المريض بشرب الدواء الكريه، ورضى الصائم في اليوم الشديد الحر بما يناله من ألم الجوع والظمأ، ورضى المجاهد بما يحصل له في سبيل الله من ألم الجراح وغيرها(٦٤)
٢/ السخط والجزع:
وهو ضد الرضا بل هو منافي له يقول تعالى:
(ومنهم من يلمزك في الصدقات فإن اعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون)[التوبة:٥٨]
وكذلك الأدلة التي ذكرناها عند مقام السخط والتي تدل على منافاته للرضا.
وهو ضد الرضا بل هو منافي له يقول تعالى:
(ومنهم من يلمزك في الصدقات فإن اعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون)[التوبة:٥٨]
وكذلك الأدلة التي ذكرناها عند مقام السخط والتي تدل على منافاته للرضا.
@آثار الرضى بالقضاء والقدر:
١* أن يعلم العبد أن رضاه عن ربه سبحانه وتعالى في جميع الحالات يثمر رضا ربه عنه، فإذا رضي عنه بالقليل من الرزق رضي ربه عنه بالقليل من العمل.
٢* أن الرضا يوجب له الطمأنينه وبرد القلب وسكونه وقراره، وأن السخط يوجب اضطراب قلبه وريبته وانزعاجه وعدم قراره.
٣* الرضا ينزل عليه السكينة التي لا أنفع له منها، ومتى نزلت عليه السكينة استقام وصلحت أحواله وصلح باله.
٤* أن الرضا يفتح له باب السلامة فيجعل قلبه سليما نقيا من الغش والغل ولا ينجو من عذاب الله إلا من أتى الله بقلب سليم.
٥* أن من ملأ قلبه من الرضا بالقدر ملأ الله صدره غنى وأمنا وقناعة وفرغ قلبه لمحبته، والإنابة إليه والتوكل عليه.
٦* الرضا يثمر الشكر، الذي هو من أعلى مقامات الإيمان بل هو حقيقة الإيمان.
٧* الراضي واقف مع اختيار الله له، معرض عن اختياره لنفسه، وهذا من قوة معرفته بربه تعالى، ومعرفته بنفسه. (٦٥)
٨* الرضا يثمر التوكل واليقين والإستسلام لله والإعتماد عليه كما قال تعالى: (قل لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا)[التوبة:٥١] (٦٦)
٩* الصبر على البلايا والمصائب وقوة الإحتمال:
إن مما يقوي الصبر على الشدائد يقين العبد أن ماأصابه يكون تكفيرا لذنوبه أو سببا لنعمه لاتنال إلا بذلك المكروه(٦٧)
١٠* السلامة من أمراض الحقد والحسد والشحناء:
وذلك لأن الذي يوقن بحكمة الله عزوجل ورحمته في كل مايقضيه من أقضية كو نيه وشرعية يعلم علم اليقين أن لله عزوجل الحكمة البالغة في إعطاء من يشاء، ومنع من يشاء، وإعزاز من يشاء، وإذلال من يشاء(٦٨)
١١* السلامة من أمراض الخوف والطمع:
إن المؤمن الراضي بربه والموقن بحكمته وبره ولطفه لاتجده إلا قانعا بما آتاه الله عزوجل، مطمئنا إلى اختيار الله سبحانه له، لأنه عزوجل أعلم بما يصلح للعبد من نفسه، وهذه الثمرة تقضي على الداء الخطير: داء الطمع والحرص والتهالك على الدنيا وزينتها(٦٩)
١* أن يعلم العبد أن رضاه عن ربه سبحانه وتعالى في جميع الحالات يثمر رضا ربه عنه، فإذا رضي عنه بالقليل من الرزق رضي ربه عنه بالقليل من العمل.
٢* أن الرضا يوجب له الطمأنينه وبرد القلب وسكونه وقراره، وأن السخط يوجب اضطراب قلبه وريبته وانزعاجه وعدم قراره.
٣* الرضا ينزل عليه السكينة التي لا أنفع له منها، ومتى نزلت عليه السكينة استقام وصلحت أحواله وصلح باله.
٤* أن الرضا يفتح له باب السلامة فيجعل قلبه سليما نقيا من الغش والغل ولا ينجو من عذاب الله إلا من أتى الله بقلب سليم.
٥* أن من ملأ قلبه من الرضا بالقدر ملأ الله صدره غنى وأمنا وقناعة وفرغ قلبه لمحبته، والإنابة إليه والتوكل عليه.
٦* الرضا يثمر الشكر، الذي هو من أعلى مقامات الإيمان بل هو حقيقة الإيمان.
٧* الراضي واقف مع اختيار الله له، معرض عن اختياره لنفسه، وهذا من قوة معرفته بربه تعالى، ومعرفته بنفسه. (٦٥)
٨* الرضا يثمر التوكل واليقين والإستسلام لله والإعتماد عليه كما قال تعالى: (قل لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا)[التوبة:٥١] (٦٦)
٩* الصبر على البلايا والمصائب وقوة الإحتمال:
إن مما يقوي الصبر على الشدائد يقين العبد أن ماأصابه يكون تكفيرا لذنوبه أو سببا لنعمه لاتنال إلا بذلك المكروه(٦٧)
١٠* السلامة من أمراض الحقد والحسد والشحناء:
وذلك لأن الذي يوقن بحكمة الله عزوجل ورحمته في كل مايقضيه من أقضية كو نيه وشرعية يعلم علم اليقين أن لله عزوجل الحكمة البالغة في إعطاء من يشاء، ومنع من يشاء، وإعزاز من يشاء، وإذلال من يشاء(٦٨)
١١* السلامة من أمراض الخوف والطمع:
إن المؤمن الراضي بربه والموقن بحكمته وبره ولطفه لاتجده إلا قانعا بما آتاه الله عزوجل، مطمئنا إلى اختيار الله سبحانه له، لأنه عزوجل أعلم بما يصلح للعبد من نفسه، وهذه الثمرة تقضي على الداء الخطير: داء الطمع والحرص والتهالك على الدنيا وزينتها(٦٩)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
الحواشي:
(١) الإيمان بالقضاء والقدر/ محمد إبراهيم الحمد/ ص ١٥،
١٦
(٢) المرجع السابق/ص ١٥
(٣) المرجع السابق/ص ١٥
(٤) المرجع السابق/ص ١٥
(٥) المرجع السابق/ص ١٥ ،١٦
(٦) القول المفيد على كتاب التوحيد/شرح ابن عثيمين/ ج٣/ ص ١٥٨
(٧) الإيمان بالقضاء والقدر/ ص١٦، ١٧
(٨) المرجع السابق/ص ١٦
(٩) المرجع السابق/ص ١٦، ١٧
(١٠) القول المفيد/ ج٣/ص ١٥٩
(١١) لسان العرب/ ابن منظور/ ج٤/ ص ٤٢٣، ٤٢٤
(١٢)
(١٣) مدارج السالكين/ ابن القيم/ ج٢/ ص ٢٤٢
(١٤) العقيدة الإسلامية/ محمد المكي/ ص٣٩
(١٥) مدارج السالكين/ ج٢/ ص٢٤٢
(١٦) أخرجه مسلم/ ح٢٩٩٩ /كتاب الزهد/ باب(١٧)
(١٧) أخرجه الترمذي في سننه ح١٩٥٤/ كتاب البر والصلة/ باب ماجاء في الشكر لمن أحسن إليك
(١٨) مدارج السالكين/ ج٢/ ص٢٤٨
(١٩) المرجع السابق/ص ٢٤٨
(٢٠) لسان العرب/ ج٤/ ص ٢٣٧، ٢٣٨
(٢١) جامع العلوم والحكم/ ابن رجب/ ص٢٤٢
(٢٢) المرجع السابق/ص ٢٤٢
(٢٣) طريق الهجرتين وباب السعادتين/ ابن القيم/ ص٢٢٨
(٢٤) أخرجه مسلم في صحيحه ح٦٢٦/ كتاب الجنائز/ باب(٩)
(٢٥) أخرجه مسلم ح٩١٨ / كتاب الجنائز/ باب (١١)
(٢٦) رواه مسلم ح ٢٥٧٣/ كتاب البر والصلة/ باب (٣٧)
(٢٧) سبق تخريجه
(٢٨) رواه مسلم ح ٤/ كتاب البر والصلة/ باب(٥٤) عن ابن عباس رضي الله عنهما
(٢٩) رواه الترمذي ح ٢٠٢٤/ كتاب البر والصلة/ باب ماجاء في الصبر
(٣٠) سنن الدارمي ح ٢٦٩٢/ كتاب الرقاق/ باب فيمن ذهب بصره
(٣١) قوت القلوب/ أبي طالب المكي/ ج١/ ص ٣٩٠، ٣٩٢، ٣٩٧
(٣٢) رواه الترمذي ح ٢٣٩٨/ كتاب الزهد/ باب ماجاء في الصبر على البلوى
(٣٣) لا تحسبوه شرا لكم/ عبد العزيز الجليل/ ص ١٠٧، ١٠٨
(٣٤) أدب الدنيا والدين/ الماوردي/ ص ٣٤٦، ٣٤٧، ٣٤٨
(٣٥) لسان العرب/ ج٧/ ص ٣١٢، ٣١٣
(٣٦) فتاوى علماء البلد الحرام/ إعداد: الجريسي/ ص ٣٧
(٣٧) رواه الترمذي/ كتاب القدر/ باب ماجاء في الرضا بالقضاء/ ح ٢١٥١
(٣٨) رواه الترمذي/ كتاب الزهد/ باب ماجاء في الصبر على البلوى ح ٢٣٩٦
(٣٩) رواه الترمذي/ ح ٩٧١/ كتاب الجنائز/ باب ماجاء في النهي عن تمني الموت
(٤٠) رواه الترمذي ح ٩٩٩/ كتاب الجنائز/ باب ماجاء في النهي عن ضرب الخدود وشق الجيوب
(٤١) نزهة السائحين من كتاب مدارج السالكين/ ابن القيم/ إعداد: الخواجي، ص ٢١٢
(٤٢) تفسيد ابن كثير، ج٨، ص ٢٩٢٧
(٤٣) المرجع السابق/ ج٤/ص ١٦٢٩
(٤٤) المرجع السابق/ج٢/ ص ٧١٩
(٤٥) سبق تخريجه
(٤٦) سبق تخريجه
(٤٧) رواه الطبراني/٣/٧٤
(٤٨) رواه مسلم/ كتاب القدر/ باب(٣٤)/ ح ٢٠٥٢
(٤٩) مدارج السالكين/ ج٢/ ص٢٤٢
(٥٠) نزهة السائحين/ ص٢٠٩
(٥١) هو الجنيد بن محمد الجنيد أبو القاسم، الإمام القدوة المحدث شيخ الصوفية
(٥٢) هو يحيى بن معاذ الرازي، الواعظ له كلام جيد ومواعظ مشهورة
(٥٣) هو ثوبان بن إبراهيم، يلقب بذا النون المصري، شيخ الديار المصرية، توفي سنة ٢٤٥ وكان عمره في التسعين
(٥٤) هو ابن علي بن أبي طالب، وابن فاطمة الزهراء، سيد شباب أهل الجنة، حفظ أحاديث عن جده رسول الله صلى عليه وسلم وأبيه وأمن مات بالسم
(٥٥) هو سعد بن إسماعيل النيسابوري الحيرى، الإمام المحدث الواعظ، توفي سنة ٢٩٨هجري
(٥٦) هو عمر بن عبدالعزيز ابن مروان بن الحكم، الخليفة الزاهد، كان يلقب بخامس الخلفاء الراشدين، كان من أئمة الإجتهاد، توفي سنة ١٠١هجري يوم الجمعة عن ٣٩ سنة
(٥٧) مدارج السالكين/ ج٢ /ص ١٤٤، ١٨٠
(٥٨) هو عويمر بن زيد بن قيس، وقيل عويمر بن عامر الأنصاري الخزرجي، صحابي جليل، قاض دمشق، توفي سنة٣٢ هجري
(٥٩) صحابي جليل، من العشرة المبشرين بالجنة، روى جملة من الأحاديث، توفي سنة ٥٦ وقيل ٥٧، وكان عمره ٨٢ سنة، وكان آخر المهاجرين
(٦٠) قوت القلوب/ ج٢/ ص ٨٥، ٨٦
(٦١) شرح العقيدة الطحاوية/ ابن أبي العز/ ج١/ ص ٣٣٦
(٦٢) شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل/ ج٢/ ص ٧٦١، ٧٦٢
(٦٣) لا تحسبوه شرا لكم، ص ٩٨، ٩٩
(٦٤) مدارج السالكين/ ج٢/ ص
١٤٥
(٦٥) نزهة السائحين، ص ٢١٢ ٢١٣، ٢١٤
(٦٦) الإيمان بالقضاء والقدر/ ص ٢٦
(٦٧) لا تحسبوه شرا لكم، ص ١٠٧
(٦٨) المرجع السابق/ص ١٢٠
(٦٩) المرجع السابق/ص ١٢١
الحواشي:
(١) الإيمان بالقضاء والقدر/ محمد إبراهيم الحمد/ ص ١٥،
١٦
(٢) المرجع السابق/ص ١٥
(٣) المرجع السابق/ص ١٥
(٤) المرجع السابق/ص ١٥
(٥) المرجع السابق/ص ١٥ ،١٦
(٦) القول المفيد على كتاب التوحيد/شرح ابن عثيمين/ ج٣/ ص ١٥٨
(٧) الإيمان بالقضاء والقدر/ ص١٦، ١٧
(٨) المرجع السابق/ص ١٦
(٩) المرجع السابق/ص ١٦، ١٧
(١٠) القول المفيد/ ج٣/ص ١٥٩
(١١) لسان العرب/ ابن منظور/ ج٤/ ص ٤٢٣، ٤٢٤
(١٢)
(١٣) مدارج السالكين/ ابن القيم/ ج٢/ ص ٢٤٢
(١٤) العقيدة الإسلامية/ محمد المكي/ ص٣٩
(١٥) مدارج السالكين/ ج٢/ ص٢٤٢
(١٦) أخرجه مسلم/ ح٢٩٩٩ /كتاب الزهد/ باب(١٧)
(١٧) أخرجه الترمذي في سننه ح١٩٥٤/ كتاب البر والصلة/ باب ماجاء في الشكر لمن أحسن إليك
(١٨) مدارج السالكين/ ج٢/ ص٢٤٨
(١٩) المرجع السابق/ص ٢٤٨
(٢٠) لسان العرب/ ج٤/ ص ٢٣٧، ٢٣٨
(٢١) جامع العلوم والحكم/ ابن رجب/ ص٢٤٢
(٢٢) المرجع السابق/ص ٢٤٢
(٢٣) طريق الهجرتين وباب السعادتين/ ابن القيم/ ص٢٢٨
(٢٤) أخرجه مسلم في صحيحه ح٦٢٦/ كتاب الجنائز/ باب(٩)
(٢٥) أخرجه مسلم ح٩١٨ / كتاب الجنائز/ باب (١١)
(٢٦) رواه مسلم ح ٢٥٧٣/ كتاب البر والصلة/ باب (٣٧)
(٢٧) سبق تخريجه
(٢٨) رواه مسلم ح ٤/ كتاب البر والصلة/ باب(٥٤) عن ابن عباس رضي الله عنهما
(٢٩) رواه الترمذي ح ٢٠٢٤/ كتاب البر والصلة/ باب ماجاء في الصبر
(٣٠) سنن الدارمي ح ٢٦٩٢/ كتاب الرقاق/ باب فيمن ذهب بصره
(٣١) قوت القلوب/ أبي طالب المكي/ ج١/ ص ٣٩٠، ٣٩٢، ٣٩٧
(٣٢) رواه الترمذي ح ٢٣٩٨/ كتاب الزهد/ باب ماجاء في الصبر على البلوى
(٣٣) لا تحسبوه شرا لكم/ عبد العزيز الجليل/ ص ١٠٧، ١٠٨
(٣٤) أدب الدنيا والدين/ الماوردي/ ص ٣٤٦، ٣٤٧، ٣٤٨
(٣٥) لسان العرب/ ج٧/ ص ٣١٢، ٣١٣
(٣٦) فتاوى علماء البلد الحرام/ إعداد: الجريسي/ ص ٣٧
(٣٧) رواه الترمذي/ كتاب القدر/ باب ماجاء في الرضا بالقضاء/ ح ٢١٥١
(٣٨) رواه الترمذي/ كتاب الزهد/ باب ماجاء في الصبر على البلوى ح ٢٣٩٦
(٣٩) رواه الترمذي/ ح ٩٧١/ كتاب الجنائز/ باب ماجاء في النهي عن تمني الموت
(٤٠) رواه الترمذي ح ٩٩٩/ كتاب الجنائز/ باب ماجاء في النهي عن ضرب الخدود وشق الجيوب
(٤١) نزهة السائحين من كتاب مدارج السالكين/ ابن القيم/ إعداد: الخواجي، ص ٢١٢
(٤٢) تفسيد ابن كثير، ج٨، ص ٢٩٢٧
(٤٣) المرجع السابق/ ج٤/ص ١٦٢٩
(٤٤) المرجع السابق/ج٢/ ص ٧١٩
(٤٥) سبق تخريجه
(٤٦) سبق تخريجه
(٤٧) رواه الطبراني/٣/٧٤
(٤٨) رواه مسلم/ كتاب القدر/ باب(٣٤)/ ح ٢٠٥٢
(٤٩) مدارج السالكين/ ج٢/ ص٢٤٢
(٥٠) نزهة السائحين/ ص٢٠٩
(٥١) هو الجنيد بن محمد الجنيد أبو القاسم، الإمام القدوة المحدث شيخ الصوفية
(٥٢) هو يحيى بن معاذ الرازي، الواعظ له كلام جيد ومواعظ مشهورة
(٥٣) هو ثوبان بن إبراهيم، يلقب بذا النون المصري، شيخ الديار المصرية، توفي سنة ٢٤٥ وكان عمره في التسعين
(٥٤) هو ابن علي بن أبي طالب، وابن فاطمة الزهراء، سيد شباب أهل الجنة، حفظ أحاديث عن جده رسول الله صلى عليه وسلم وأبيه وأمن مات بالسم
(٥٥) هو سعد بن إسماعيل النيسابوري الحيرى، الإمام المحدث الواعظ، توفي سنة ٢٩٨هجري
(٥٦) هو عمر بن عبدالعزيز ابن مروان بن الحكم، الخليفة الزاهد، كان يلقب بخامس الخلفاء الراشدين، كان من أئمة الإجتهاد، توفي سنة ١٠١هجري يوم الجمعة عن ٣٩ سنة
(٥٧) مدارج السالكين/ ج٢ /ص ١٤٤، ١٨٠
(٥٨) هو عويمر بن زيد بن قيس، وقيل عويمر بن عامر الأنصاري الخزرجي، صحابي جليل، قاض دمشق، توفي سنة٣٢ هجري
(٥٩) صحابي جليل، من العشرة المبشرين بالجنة، روى جملة من الأحاديث، توفي سنة ٥٦ وقيل ٥٧، وكان عمره ٨٢ سنة، وكان آخر المهاجرين
(٦٠) قوت القلوب/ ج٢/ ص ٨٥، ٨٦
(٦١) شرح العقيدة الطحاوية/ ابن أبي العز/ ج١/ ص ٣٣٦
(٦٢) شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل/ ج٢/ ص ٧٦١، ٧٦٢
(٦٣) لا تحسبوه شرا لكم، ص ٩٨، ٩٩
(٦٤) مدارج السالكين/ ج٢/ ص
١٤٥
(٦٥) نزهة السائحين، ص ٢١٢ ٢١٣، ٢١٤
(٦٦) الإيمان بالقضاء والقدر/ ص ٢٦
(٦٧) لا تحسبوه شرا لكم، ص ١٠٧
(٦٨) المرجع السابق/ص ١٢٠
(٦٩) المرجع السابق/ص ١٢١
وأنالك الرضا بكل أقداره ..
دمتم في رعاية الله وحفظه..
جزيتي خيرا اختي…
جزاكِ الله خيراً على مشاركتنا بهذا البحث القيم..
اللهم اجعلنا راضين مرضيين ..
أسأل الله تعالى الإخلاص والقبول
وأن يعيننا على الصبر والرضا
@ماينافي الرضا بالقضاء والقدر ومالا ينافيه،
وفيه مطلبان:
وفيه مطلبان:
١/ الألم والكراهة:
ليس من شرط الرضا ألا يحس بالألم والكراهة بل ألا يعترض على الحكم ولا يتسخطه،
*ولهذا أشكل على بعض الناس الرضا بالمكروه، وطعنوا فيه، وقالوا: هذا ممتنع على الطبيعة وإنما هو الصبر، وإلا فكيف يجتمع الرضى والكراهة وهما ضدان؟
@والصواب: أنه لا تناقض بينهما وإن وجود التألم وكراهة النفس له لا يتنافى مع الرضا كرضى المريض بشرب الدواء الكريه، ورضى الصائم في اليوم الشديد الحر بما يناله من ألم الجوع والظمأ، ورضى المجاهد بما يحصل له في سبيل الله من ألم الجراح وغيرها(٦٤)
ليس من شرط الرضا ألا يحس بالألم والكراهة بل ألا يعترض على الحكم ولا يتسخطه،
*ولهذا أشكل على بعض الناس الرضا بالمكروه، وطعنوا فيه، وقالوا: هذا ممتنع على الطبيعة وإنما هو الصبر، وإلا فكيف يجتمع الرضى والكراهة وهما ضدان؟
@والصواب: أنه لا تناقض بينهما وإن وجود التألم وكراهة النفس له لا يتنافى مع الرضا كرضى المريض بشرب الدواء الكريه، ورضى الصائم في اليوم الشديد الحر بما يناله من ألم الجوع والظمأ، ورضى المجاهد بما يحصل له في سبيل الله من ألم الجراح وغيرها(٦٤)
[/center][/center]
والدليل على هذا الكلام (أي أن الحزن لا ينافي الرضا) حزن النبي الكريم على موت ابنه إبراهيم
ورسول الله صلى الله عليه وسلم سيّد الراضين بقضاء الله وقدره
ورسول الله صلى الله عليه وسلم سيّد الراضين بقضاء الله وقدره
ففي الحديث:
ولد لي الليلة غلام فسميته باسم أبي إبراهيم فذكر الحديث قال أنس لقد رأيته يكيد بنفسه ( أي يقارب الموت ) بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فدمعت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضي ربنا إنا بك يا إبراهيم لمحزونون
الراوي: أنس بن مالك – خلاصة الدرجة: سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح] – المحدث: أبو داود – المصدر: سنن أبي داود – الصفحة أو الرقم: 3126
ولد لي الليلة غلام فسميته باسم أبي إبراهيم فذكر الحديث قال أنس لقد رأيته يكيد بنفسه ( أي يقارب الموت ) بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فدمعت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضي ربنا إنا بك يا إبراهيم لمحزونون
الراوي: أنس بن مالك – خلاصة الدرجة: سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح] – المحدث: أبو داود – المصدر: سنن أبي داود – الصفحة أو الرقم: 3126
~~~~~~~~~
وأيضا حزنه على موت زوجته خديجة وعمه أبو طالب
حتى سمي العام بعام الحزن