تخطى إلى المحتوى

إطلاق لفظة العادات والتقاليد الإسلامية 2024.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

السـؤال : هنــاك كلمات تقال في المجتمعـات

الإسـلامية في مجال إبراز النهج الذي تسيــر

عليه هذه المجتمعات وفق التعاليم الإسلامية

وهي قولهم ( وتمشيا مع العـادات والتقاليـد

الإسلامية نهجنا كذا ) ونظرا لاختلاف بعض

العلمـاء المعاصرين في جواز استعمالها من

عدمه، ففئة ترى منع استعمالها لأن الإسلام

يختـلف ويغاير العادات والتقاليد ، وأكثــروا

الكـلام عنها، ومن ضمــن كــلام بعضـهم أن

هـذه الكلمة مدسوسة من قبل أعداء الإسلام.

وفئة ترى ألا بأس باستعمالها؛ لأن ذلك يدل

عـلى خضوع المسلم واستسلامـه لما يأمــره

بـه ربه عز وجل، ولما يأمــره به الرســول

صـلى الله عليه وسلم دون النظـــــر إلى أي

أمر آخر ، وهذا هو غاية العـــــبادة ، وذلك

استمـدادا من التقليد الذي عرفه العلمــــــاء

في كتب العلم لهذا الاختلاف أرجو إيضاح

مـلابسات هذه الكلمة ثم حكم استعمــالها

جوازا أو منعا مع الأدلة ؟

الجـواب : إن الإسلام نفســه ليــس عــادات

ولا تقاليد وإنما هو وحي أوحــى الله به إلى

رسله وأنزل به كتبه فإذا تقلــده المسلمــون

ودأبوا على العمل به صار خلقا لهم وشــأنا

من شؤونهم،وكل مسلم يعلم أن الإسلام ليس

نظـما مستقاة من عادات وتقاليـــد ضــرورة

إيمانه بالله ورسله وسائر أصول التشــــريع

الإسلامي لكن غلبت عليهم الكلمات الدارجة

فـي الإذاعة والصحف والمجلات وفي وضع

النظم واللوائح مثل ما سئل عنــه في قــوله

( وتمشيا مع العادات والتقاليد )فاستعملوها

بحسن نية قاصدين منها الاستسـلام للديــن

الإسلامي وأحكامه وهذا قصد سليم يحمدون

عليه، غير أنهم ينبغي لهــم أن يتحــروا في

التعبيـر عن قصدهم عبارة واضحـــة الدلالة

علـى ما قصدوا إليه غير موهمة أن الإسلام

جملة عادات وتقاليد سرنا عليها أو ورثناها

عن أسلافنا المسلمين فيقال مثلا ( وتمشيــا

مع شريعة الإسلام وأحكامه العــادلة ) بدلا

من هـــذه الكلمــة التــي درج الكثيـــر على

استعمالها إلى مجال إبراز النهج الذي عليه

هذه المجتمعات.. إلخ ، ولا يكــفي المسلـــم

حسـن النيـــة حتــى يضــم إلى ذلك ســلامة

العـبارة ووضوحها ، وعــلى ذلك لا ينبغــي

للمسلم أن يستعمل هذه العبارة وأمثالها من

العبـارات الموهمة للخطأ باعتبـار التشريع

الإسـلامي عادات وتقاليد ، ولا يعفيه حسن

نيته من تبعات الألفاظ الموهمة لمثل هـــذا

الخطـأ مع إمكانه أن يســــلك سبيــلا آخـــر

أحفظ للسانه وأبعد عن المــآخذ والإيهــام.

وبالله التوفيق . وصــلى الله عـلى نبيـــنا

محمد ، وآله وصحبه وسلم .

اللجنـــة الدائمــة للبحـــوث العلمــية والإفتاء

موقع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لاكي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.